أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله الإبراهيمي في عقوبة السارق !















المزيد.....

أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله الإبراهيمي في عقوبة السارق !


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 4 - 09:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله الإبراهيمي في عقوبة السارق ! )

سلسلة بقلم #راوند_دلعو

و كان مما جاء في قديم الزمان ، مسطوراً في كتب الفقه المحمدي الجَربان ... من تخريف و شعوذة و هذيان ، فقه العبودية و السبي و نكاح الغلمان .... أنه يجب قطع يد مَنْ سرق أربعين دولاراً فما فوقها ( نِصَابُ السّرقة) .... و هي نفس عقوبة من سرق مليون دولاراً .... كما أنها نفس عقوبة من سرق ملايين الدولارات بل مليارات الدولارات !

و من فوائد هذه العقوبة اللذيذة أنها تجعل من سارق الأربعين ( 40-$-) معاقاً عاجزاً عن أداء أي مهنة طيلة حياته ....

فكأن هذه العقوبة موجهة له و لعائلته التي يعيلها و ينفق عليها !! ... و لسان حال رب محمد صاحب هذه الشريعة الخارقة الحارقة المتفجرة بالذكاء يقول : موتوا بفقركم يا عائلة سارق الأربعين ، إذ إن أباكم سوّلت له نفسه سرقة وجبة طعام قيمتها أربعين دولاراً ... و بذلك استحقَّ أن يكون معاقاً بطريقة لا يستطيع معها العمل و إعالتكم مدى الحياة !

#الحق_الحق_أقول_لكم .... ركبت براقي ورد ... فارتفعنا و الفضاء يتقاذفنا بين مجراته من نجم إلى نجم ، حتى وصلنا السماء السابعة ... لكنني ، و للأسف ، وصلت متأخراً إذ علقت بالزحمة المرورية ما بين السماء الأولى و الثانية ... حيث احتشد جمع كبير من الملائكة لرجم بعض الشياطين بالشهب الثاقبة ، إذ كان هؤلاء يحاولون التنسط على مكالمات الله السرية !

المهم أنني وصلت متأخراً ، فوجدت الإله الإبراهيمي _ عز و جل _ و قد أدخل رأسه في طبق من اللحم المشوي الطازج ، فالتفت إليّ و هو يمضغ و الدُّهنُ يسيلُ من حواف شفتيه ، و كِلتا شفتيه دلع ...

فقلت له : إنك لتُكثر من التهام الطعام جل جلالك !! و هذا يعني ازدياد وزنك ، مما سيرهق حملة عرشك ! أليس كذلك ؟ ثم أخاف أن تكبر استك أكثر و أكثر مما سيعيقك عن إدخالها في العرش !

فقال لي : نعم ، لقد طلب مني حملة العرش أن أوظف ملكين آخرين ... لكنني أفكر في الأمر ، فالملائكة أولاد قحبة هذه الأيام ... إنهم يرفضون الانصياع ... !!

و فجأة و خلال حديثه تجشأ تبارك و تعالى تجشُّؤَاً شديداً برائحة كريهة ملأَتْ السماء السابعة عفناً ... ثم أدخل إصبعاً من أصابع الرحمن في فمه ليخرج قطعة لحم كانت قد علقت بين أسنانه ...

فقلت له : أأنت بخير ؟

فقال : نعم بخير ، باستثناء بعض التشنجات المعوية ، و البواسير الشرجية التي تؤلمني أثناء التبرز !

فقلت له : أسألك أن تمن على بواسيرك بالشفاء العاجل ، مع تمنياتي لجلالتك بدوام الصحة.

ثم أخرجت رسالة من سرج براقي ورد ... كنت قد كتبتها بقلمي الضوئي ... فوضعتها على مائدة الله و الحقيقة ...

و قلت : هذه أسئلتي اليوم يا الله ، فهل من الممكن أن تتفضل أو تكلف أحد الكهنة بالإجابة ؟

ثم امتطيت براقي عائداً إلى الأرض ... ففتح الله الرسالة ... و قرأ :

عزيزي الله ! بالإشارة إلى تشريعكم المنصوص في كتابكم المضحك و المسمى بالقرآن ، و الذي يقضي بقطع يد سارق الأربعين دولاراً .... أتوجه لجلالتكم بالأسئلة التالية :

أين التوافق بين حكمك بقطع يد سارق الأربعين و قولك ( و لا تزر وازرة وزر أخرى ) !!!؟

ألم يكن أحرى بك أن تراعي مشاعر عائلة السارق و أن تفرض عقوبة يقتصرُ أثرها على شخص السارق دون أن يتجاوزها إلى عائلته التي تنتظر الرزق من يده التي حكَمْتَ بقطعها مدى الحياة مقابل أربعين دولاراً فقط ؟

كما يحق لي أن أتساءل ... أين هو عدلك في جعل سرقة وجبة طعام بأربعين دولار كالسطو على البنوك العظام مع سبق مكر و تخطيط ؟

ثم إن سرقة الأربعين دولاراً عبارة عن ضرر مؤقت يعود على صاحب الأربعين دولاراً بالإنزعاج أو الامتعاض أو تعكير المزاج لمدة ربع ساعة أو عشرين دقيقة على الأكثر ، و ذلك نتيجة خسارته للأربعين دولاراً .... !

بينما قطعُ يد سارق الأربعين دولاراً عبارة عن تشويه و عطالة و إعاقة مدى الحياة ... و خلق لعاهة مستديمة عند سارق الأربعين ... بل تعطيل شامل لحياة من يعيلهم سارق الأربعين سيء الحظ !

ثم فلنفترض يا عزيزي الله أنني قمتُ بسرقة سرج حمار ثمين يبلغ أربعين دولاراً .... ألا يوجد احتمال بأن أتوب في المستقبل ؟؟؟

إذن لماذا تعاقبني بعقوبة يقع علَيَّ ضررها على سبيل التأبيد رغم أن ضرر جريمتي على سبيل التأقيت ؟

و من جهة أخرى ... لماذا تعاقبني بعقوبة أتضرر بها على سبيل التأبيد رغم احتمال توبتي المستقبلية ؟

هل يتساوى المؤقت المحدود زمنياً مع الإعاقة المؤبدة مدى الحياة ؟

كيف نوفِّق بين هذا الحكم الإجرامي بقطع يد سارق الأربعين مع آيات و أحاديث قبول التوبة النصوحة ؟

ثم هل خلا قاموس العقوبات من عقوبات منطقية عادلة كي تلجأ لعقوبة إجرامية تنطوي على قطع عضو من الجسد يؤدي إلى ضرر مستمر مدى الحياة ؟ بل يتجاوز الضرر شخص المجرم إلى عائلته و المجتمع كله !!

ألم يكن حبس أو تغريم سارق الأربعين بكاف ؟

أين أنت يا الله من العقوبة الإيجابية التي تنطوي على تربية المجرم و تدفيعه الثمن بشكل إيجابي ؟

و أخيراً عزيزي الله ، دعني أفاجئُك بأن مما جاء في قديم الزمان ، مسطوراً في كتب الفقه المحمدي الجَربان ... من تخريف و شعوذة و هذيان ، فقه العبودية و السبي و نكاح الغلمان .... أن عقوبة مختلس المليارات وفق شريعتك يا الله .... هي الحبس فقط دون قطع اليد .... بينما عقوبة سارق الأربعين هي القطع و التشويه مدى الحياة !!!

لكأنك تقول للإنسان يا أرحم الراحمين : اختلِس ما شئت من ملايين فلن نقطع يدك ... بل سنحبسك ....

أما لو سولت لك نفسك بسرقة وجبة دسمة بقيمة أربعين دولاراً ... فسنقطع يدك من المعصم لنحولك إلى عاجز مدى الحياة .... !

صديقك راوند

هذا و يُذكر أنني لم أتلقى إلى الآن أي جواب من الله أو الكهنة على هذه الأسئلة ... و لازلت أنتظر !

هامش :

و بعد كل هذا التهريج و التخريف و الزعبرة التشريعية الفاشلة ... يدعي المحمديون بأن ديانتهم مصممة من قبل خالق الكون الذي هندس الكوانتم فيزيكس و الثقوب السوداء !



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استثمار السلطة الرابعة في محاربة الإرهاب المحمدي
- كلمة العلم هي العليا
- الفقه المحمدي و الحضارة البشرية
- طفولة حرف
- استراتيجيات يجب اتباعها لدرء الإرهاب و حماية العلمانية في ال ...
- صيّاد الآلهة
- أنا و الببغاوات
- ظاهرة التشبه بالمحمديين السنة عند الأديان و الطوائف الأخرى !
- الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي
- التدمير و إعادة الإعمار
- رؤية تجديدية للكتابة العروضية الخليلية _ حذف المد الاتكائي
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥ _ معضلة الشيخ و التلم ...
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥_ الملحدون يدخلون الجن ...
- كيف يتم توظيف اللاموضوعية في تدمير المجتمعات
- مقارنة بين أثر محمد ، و أثر من يزدري دين محمد على بلادنا.
- نصائح من مريض إلى طبيبه
- الفقر العفيف
- مزدوجة الإرهاب و النفاق
- المثيولوجيا و الأسطورة على مذبح العقل
- شعوب الحناجر و الخناجر


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله الإبراهيمي في عقوبة السارق !