أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...














المزيد.....

الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ لم يكن ينقص مشهد عجز البشرية أمام فيروس كورونا إلا شهادة إقرار والتأكيد بأن الأرض وكل الأرض باتت ساخطة على من يعبث من فوقها ومن المؤكد فتحت جرد حساب لمن هو في بطنها ، فمازالت أسباب فيروس كورونا علمياً مجهولة ولو كانت باختصار الأسباب معلومة ، لكان العلماء تمكنوا من صناعة العلاج ، وهذا كله يعود ايضاً إلى العبثية التى ينتهجها الإنسان في جميع الحقول الحياة ، ولكي أكون صادقاً مع نفسي قبل القارئ ، فكيف يمكن لشخص مراقب مثلي تقديم مساعدة للبشرية وأنا لا أمتلك الحد الأدنى من الاستبيانات ، لكن من جانب آخر ، من المتاح تقديم مقاربات تساهم في تبيان السلوك الغير متوازن للإنسان الذي يسمح بحدوث كوارث متعددة في التاريخ القريب والأبعد ، ففي القرن الماضي عام 1986م ، استيقظ العالم على كارثة تشيرنوبل ، الحادثة إياها النووية والتى وقعت في شمال أوكرانيا بالمفاعل رقم 4 للطاقة النووية السوفياتية آنذاك ، بالطبع سُجلت في سجلات الطاقة النووية بالكارثة الأكبر ، ولم يكن ابداً الخطأ ابن لحظته بقدر أنه كان تراكمي لعدم اكتراث المسؤولين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم والذين أحالوا المسؤولية لمهندسين جدد لا يمتلكون الخبرة الكافية ، لقد بلغت خسارة إقليم أوكرانيا ما يقارب الثلاثة مليارات دولار وأدت الحادثة بمصرع 36 شخصاً وأصيب أكثر من 2000 فرداً ، لكن ايضاً الإشاعات تسببت إلى حركة إخلاء كبرى لأهالي المنطقة التى وصلت لأكثر من المائة ألف شخص وتسبب الإشعاع بوفاة أعداد كبيرة لاحقاً بأمراض السرطانات المختلفة .

البشرية في مأزق كبير ، لكن هيهات أن تعترف بذلك على الإطلاق ، وهنا أستحضر من المشهد اليومي الذي ينشر عبر الوسائل الإعلام المختلفة ، ذلك المنظر الكئيب للبشرية وحالة الذعر الذي يعيشه العالم الآن ، وأتذكر تحذيرات الأكاديمين للبشر بضرورة انتهاج نظام الغذائي مختلف عن المعتمد والذي يصنف بالقاتل ، فالبشرية منقسمة إلى قسمين ، بدانة وهزالة ، فصناعة الغذاء تشير إلى كارثة مناخية قادمة لا محالة ، إن لم تتخذ البشرية قرار في تغير جذري بسلوكها الصناعي للغذاء بالتأكيد ستشهد سلسلة فيروسات ، ستكون أكثر خطورة من ذلك الاكروني الحالي بالإضافة للخلل الحاصل في إدارة التوازن ، وبالتالي الصناعة العشوائية تعتبر السبب الرئيسي للمتغيرات في المناخ والذي سيعكس بالتأكيد على الدورة المائية ، أي هناك مناطق ربما تكون مهددة بالغرق على الاخص الساحلية منها أو من الممكن انخفاض المخزون المائي للأنهر والبحيرات بسبب تعطيل الأمطار وماشابه من هذا وذاك ، وطالما الإنسان لا يعير اهتمام لتوازن الطبيعة أو قوانين الحياة ، بالتأكيد سيتلقى ضربات أرضية غاضبه ، طالما لا يقيم إعتبار لخصائصها وهذا يفسر حجم الأعداد التى تتساقط في كل اليوم بفيروس كورونا .

هناك حقيقة أخرى ، كلما زادت الحداثة ، نكتشف بعد كل مرحلة حجم الفوضى العارمة التى تعيشها البشرية وبالرغم من تبجح الإنسان بأنه حدثوي إلا أن الفوضى في تصنيع الغذاء وأيضاً التسلح أو الإعمار أو الاتصالات والمواصلات ، جميعها ليست سوى دلالة كبرى على فقدانه للتوازن وجهله بهذا العلم ، بالطبع ذلك يعود إلى اختزال تفكيره بالإيرادات المالية التى يهدف لاكتسابها والسيطرة على الآخر ، بعيداً عن دراسة انعكاسات ذلك على المعايير الحياتية بين الإنسان والأرض ، وبالتالي الحقيقة الأهم ، قد شارفت الأرض أن تتقيأ الإنسان من عليها وترميه في المحيطات ، فهو أمر لم يعد مستغرباً ، لأن لم تعد قادرة على بلع إنتاجه البعثي ، طبعاً الحل ليس كما يقدمه البعض بتوقيف التصنيع وإعادة المجتمعات إلى ما قبل الحداثة ، لكن المطلوب دراسة معايير الأرضي التى بها تجنب الإنسان انقلابها عليه ، وبالتالي ما يجري اليوم من انتشار لفيروس كورونا ليس سوى نذير عالي الشأن ، بأن سلوك الإنساني في الطعام والصناعة لا يتطابق مع معايير الحياة الطبيعية .

المحاور التى صنعها الإنسان عبر العصور الطويلة لم تكن تتناسب مع الهدف الأسمى لوجوده ، لقد أتبع الإنسان منذ البداية سياسة المحور التى أدت إلى خلق إثنيات ، وبالتالي سبب مصائب البشرية هي استعداده دائماً للتضحية من أجل مربعه والعيش من أجل ذاته ، وبالتالي البشرية لم تشهد سلاماً حقيقياً في تاريخها بقدر أنها صنعت دائماً هدنة لكي تعيد بناء ذاتها وقوتها ، وهذا يفسر لماذا تُنفق دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية 700 مليار دولار على موازنة الدفاع سنوياً ، في المقابل تنفق الصين 200 مليار دولار ، أما الهند وبريطانيا والسعودية وفرنسا وروسيا واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والبرازيل وإيطاليا والإمارات و ايران وكندا وإسرائيل وتايوان وتركيا ، ينفقون مجتمعين 619 مليار دولار سنوياً في حين ما ينفق على الصحة والتعليم لا يرتقي إلى الحد الأدنى من المطلوب .

صحيح أن شاشة تلفاز بيتي صغيرة ، لكنها في الوقت ذاته بالغة السخاء ، وبالتالي لا أحد أغلب الظن سوف يخطئ تفسير حيادي الإنساني تحديداً عندما أنظر لوجه سادات العالم وايضاً لوجوه الناس بصفة عامة ، كيف تحولوا إلى أطفال أمام فيروس كورونا ، هنا يدرك المرء حجم الفشل التى وصلت إليه البشرية في إعلاء المصلحة الإنسانية على المصالح الاثنية وبالتالي لا يمكن للمراقب أن يتوقع من الأرض الرحمة طالما الإنسان أخفق في راعيتها . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ث ...
- حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح ...
- نتائج الانتخابات الإيرانية ، الإقصاء أكثر مع ارتفاع إيقاع ال ...
- بعد ما شبعهم الشعب شتماً ، عادوا السياسين إلى سياسة التسول . ...
- الشيطان الاكبر ونبته الشيطاني ...
- اندفاعات يمينية تقلل من فرصة ترميم سفينة نوح ...
- التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...
- حروب بيولوجية وأخرى انترنتية / النقل والتلاعب أمرين واردين . ...
- قوة القوي وعجز العاجز ...
- أيا كانت التكلفة ...
- لإسرائيل الكلمة العليا في العمق الأفريقي ، سنوات من العمل ال ...
- بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...
- الفارق بين من يستجدي تصريح يتيم وآخر يستجدونه لمشاركته باحتف ...
- قناة الجزيرة والأمير محمد بن سلمان ...
- تكّلِفة الرد وتكلفة السكوت ...
- تواصل الحركة الصهيونية تفكيكاتها ، التحالف الجديد للصهيونية ...
- الفارق بين من يسوق البحر وأخر يجدف في البانيو ..
- الانعطافات الكبرى لخروج الامريكي من العراق قبل تحقيق الدولة ...
- فلسفة رياض سلامة للذباب والدبابير ...
- سلطان قابوس أعتمد نظرية رأس النبعة ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...