أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد














المزيد.....

حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 18:53
المحور: الادب والفن
    


بينما كنت موجودا في معرض القاهرة للكتاب اتصل بي صديقي ورفيق المدرسة " محمود الفلاح" على الفيس بوك وطلب مني بعد التحايا والسلام، أن أقتني نسخة من ديوان شعر أصدره إبنه "حمزة الفلاح" وقال لي: يهمني رأيك فيه.. كانت مناسبة سعيدة بالنسبة لي ومفأجاة في نفس الوقت، لم أكن أعرف أن لديه أبن كبر وصار شاعرا، فقد غادرت البلاد منذ سنوات طويلة.

المهم أتجهت الى جناح دار نشر" المكتبة العربية للنشر والتوزيع بمعرض القاهرة للكتاب" ومديرها صديقي" جمال عبد الرحيم" الذي يعمل على تشجيع ونشر إصدارات الشباب الجدد.

أقتنيت الكتاب أوالمجموعة الشعرية الأولى للشاعر الليبي حمزة الفلاح بعنوان "حـارس المدينة المتعبة". وبدأت على عجل في تصفحه من الغلاف للغلاف .. ومن خلال إطلاعي على صورة الغلاف التي تضم طائر محبوس في قفص على هيئة وجه انسان، قلت في نفسي اني امام اشعار تعبر عن انسان حزين متعب يعيش في مدينة متعبة.

أجلت أمر الكتاب وأنشغلت بالاطلاع على محتويات الكتب في أجنحة دور النشر العديدة، وأشتريت منها ما يمكن وضعه في حقيبة السفر وشنطة اخرى صغيرة.. وبعد رجوعي الى أثينا، بدأت في تصفح الكتب التي وصلتني كأهداء من كتابها، وبمجرد الانتهاء من قراءة أول الروايات، عزمت أن البي رغبة صديقي محمود، وأطلع على المجموعة الشعرية التي حملت عنوان" حارس المدينة المتعبة"، فوجدت أن المجموعة الشعرية تضم 80 قصيدة موزعة على 124 صفحة.

في الديوان الاول وفي القصيدة التي تحمل عنوان" متى ينظر الحائط الى ساعته؟"، يقول الشاعر:" أمارس موتي اليومي في عزلة تشبه القبر،

العادات ذاتها،

والاشياء ذاتها،

تدور على نفسها،

والحنين يعبد طريقا للذكريات."

وفي القصيدة التي تحمل عنوان "الموتى يهرولون في قاع المدينة" يقول الشاعر:" يهتفون بقصائد في الشوارع الميتة،

ويتقاسمون مع الكلاب نباحها فوق الارصفة،

هم الشعراء في هذه المدينة

ليسوا سوى جيف معلقة على اسوارها.

وفي القصيدة التي تحمل عنوان" رؤى" يقول الشاعر: الحرب تمتهن الموت على اكمل وجه

تقتل من كان برفقتنا اليوم

وتدفن من كان بالامس.

وفي قصيدة" يزوره ليلا ليضحك على بكائه" يقول الشاعر: لا أفصح عما يخالجني..

هنا بصحبة الموت أحيا

فلا شئء يضاهي شعورك ايها الوحيد

وأنت تصافح النهاية ولا تعبرها.

وفي قصيدته التي عنونها بـ" الجدار الثاني"، نراه يكتب ويقول: وأنا في طريقي الى الحب يوما..

ظللت الطريق، كنت أقل حظا من الذين سبقوني اليه.

قبل أن تعلمني الحياة.. مهارة الموت في إخر الليل.

وفي قصيدة بعنوان "حديث الظل" يعلن الشاعر موته، فيقول: لم يمت احد من الطرفين

فهل بوسعي أن أقف منتصبا كـظلي

واقول أن الحرب أنتهت.

لم يمت أحد من الطرفين

أنتصر الجميع

ومت أنا.

ويستمر الشاعر على هذا المنوال، حتى يصل بنا الى القصيدة التي أختارها لتكون عنوانا لمجموعته الشعرية الاولى" حارس المدينة المتعبة" والذي يقول في أبياتها الاولى:

لايفكر الشاعر في موته، فهو يسرع في طريق الجنازة كل يوم

مقتقيا أثر الدموع التي تتساقط

من أعين الموتى.


من خلال أطلاعي على مجمل النصوص، أجد أن أغلب نصوص المجموعة الشعرية، متزامنةً ومترافقة بشكل كبير مع الظروف القاسية التي شهدتها ليبيا بصورة عامة ومدينة بنغازي حيث يعيش شاعرنا الشاب..بصورة خاصة، ومعبرة في نفس الوقت على ما مرت بهِ ليبيا من صراعات شكلت ملامح هذه القصائد.

ورغم قصر تجربة الشاعر الشاب في الحياة، فان قضية الموت، تشغل حيز كبير من قصائده، إذ أستعان برموز أستطاع أن يجسّد عبرها رؤيته للواقع والتاريخ وما فيهما من موت حقيقي أو معنوي تفرضه القوى المتسلطة على الإنسان الذي يريد أن يحيا حياة تخلو من القتل والدمار وتعمر بالحب والوئام..

المؤكد أن أغلب قصائد المجموعة الشعرية، تطغى عليها نبرة السوداوية والحزن والتشاؤم، لكن ما أجد له مبرر سطوع وتسيد النغمة السوداوية، هو أن هذه القصائد قد كتبت في السنوات " 2014 - 2018" وهي السنوات العجاف التي عاشها سكان مدينة بنغازي.

اجمالا، فان هذا الديون الشعري الاول " حارس المدينة المتعبة" هو أفضل تعبير حقيقي صوره قلم " حمزة الفلاح" عن معاناة جيله الذي ولد في سنوات حكم القذافي، وما تبع تلك السنوات من ثورة، أنتظر الشعب منها الكثير، لكن بمرو الوقت، فقدت البوصلة وعاشت المدينة فوضى عارمة..أحرقت الأخضر قبل اليابس.

هذا الشاعر الشاب، أعتبره من وجهة نظري، يمثل ولادة صوت شعري جديد مبشر، يذكرني بالشعراء العرب الكبار من أمثال، عبد الوهاب البياتي، ومحمود درويش، ومحمد الشلطامي، وربما قد تاثر بهم بشكل كبير، من خلال الاطلاع على قصائدهم واشعارهم...



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر
- جولة في مكتبات وسط البلد.. القاهرة
- مقاهي القاهرة كما رأيتها
- تاريخ المشروبات والمرطبات في بنغازي..
- طول السلك يودر اليبرة...
- الحسد...في الموروث الليبي
- وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه
- في ذكرى فبراير.. الواقع المؤلم


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد