أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - ملاحظات عابرة من وحي ندوة الفلسفة والموسيقى بجامعة القاهرة















المزيد.....

ملاحظات عابرة من وحي ندوة الفلسفة والموسيقى بجامعة القاهرة


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 02:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اليوم، ندوة الفلسفة والموسيقى في مركز الدارسات الفلسفية بكلية الآدب جامعة القاهرة. لما كنت مبعوثا للتفرغ العلمي بجامعة القاهرة فقد حرصت أن أستفيد من هذه الإجازة للاستزادة من فعاليات الفكر والثقافة المتاحة في الجامعة وخارجها. وحينما قرأت إعلان مركز الدارسات الفلسفية بكلية الآدب عن ندوة العلاقة بين الفلسفة والموسيقى يتحدث فيها فيلسوف وفنان هما؛ الدكتور كرم عباس والفنان المنشد علي البلهاوي. ذهبت مدفوعًا بحافز الفضول المعرفي في مجال مازلت أجهل الكثير عنه، إذ رغم ما تعلمته في مرحلة دراستي الجامعية من استاذ ألماني رائع تركت محاضراته أثرا في نفسي. وما قرأته عن فلسفة الفن والجمال وأتذكر أني درست المادة في يوما من الأيام لطلبة البكالوريوس بدلا عن زميلي الأستاذ الدكتور مطلق مسعد استاذة فلسفة الجمال في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عدن الذي طلب مني تدريسها بسبب وعكة صحية ألمت به حينها. تلك التجربة وضعتني في موقف التحدي إذ تعودت أن لا أقوم بتدريس أي مادة علمية إلا إذ كنت متمكنا منها. جمعت كل ما لدي من كتب متصلة بفلسفة والجمال من نقد ملكة الحكم عند كانط إلى فلسفة الفن عن كروتشه وما بينهما وقد استفدت من عالم المعرفة الكويتية ايما فايدة! تعرفت على تاريخ فلسفة الجمال منذ فيثاغورث صاحب فكرة ( العالم عدد ونغم) وحتى شوبنهاور صاحب (العالم إرادة وتمُثل) وما بينهما وما بعدهما إلا أني كنت أشعر بجهل فيما يتصل بعلاقة الفلسفة بالموسيقى أو بفلسفة الموسيقى وموسيقى الفلسفة كما اسماها الصديق الدكتور كريم الصياد الذي قرأت بعض مقالاته فأدركت الحاجة إلى المزيد من المعرفة في هذا الشأن. ذهبت بنية الاستماع إلى ندوة نظرية أكاديمية تقليدية فإذا بي أتفاجأ بمشاهدة حالة نادرة من العناق الثقافي بين الفلسفة والفن. إذ أُستهلت الندوة بنشيد جميل تلاه الفنان علي البلهاوي نال استحسان الحضور بتصفيق حار. ومن ثم أخذ الكلمة حامل الجيتار الدكتور كرم عباس الذي استهل مداخلته بعبارة بالغة المعنى والدلالة عن حميمية العلاقة بين الكائن الإنساني والحس الفني الموسيقي إذ وجه سؤال للقاعة ؛ عن ما هو أول صوت يسمعه الكائن؟! صمت الجميع. فأجاب؛ أنه صوت إيقاع نبض قلب الأم يا سادة. وأضاف هكذا تعيدنا الموسيقى بوصفها صوتًا منغما إلى إلى أرحام أمهاتنا. ثم استعرض حكاية الفيلسوف اليوناني فيثاغورث (570 - 495 ق.م) مذكرا باكتشافه للإيقاع الموسيقي إذ تقول الرواية بينما كان فيثاغورس يمر بدكان الحدَّاد، طرب لتناغم (الأوكتاف الخامس والرابع)الناتج عن ضربتين من مطارق بأوزان مختلفة على سندان الحداد. فإذا كانت إحدى المطرقتين تزن نصف وزن المطرقة الأخرى ستحصل على أوكتاف؛ إذا كانت إحدى المطرقتين تزن ثلث الأخرى سنسمع الأوكتاف الخامس؛ وإذا كانت إحدى المطرقتين تزن ربع وزن الأخرى سنسمع الأوكتاف الرابع. ثم استعرض موقف أفلاطون (427- 346 ق.م) الذي حظر الشعر والأدب في جمهوريته مفسرا موقفه من الموسيقى بإرجاع ذلك الموقف إلى سياقه التاريخي الثقافي اليوناني إذ كان غرض أفلاطون من حظر الموسيقي والشعر والأدب متسقًا مع غايته في إعادة تأسيس أثينا المدنية على غرار اسبارطة العسكرية التي لا يعرف أهلها الفنون والآداب وهي بذلك كانت تحرز النصر في كل مواجهة حربية مع أثينا المدنية. تحدث عن أهمية الفن الموسيقي في تنمية الإحساس الجمالي عند الإنسان وتهذيب جبلته المتوحشة وحرمان الأطفال من الاستمتاع بالموسيقى منذ الصغر يجعلهم قساة القلوب وربما أشرارا؛ والأشرار لا يستمعون إلى الموسيقى. وهذا القول ذكرني بفكرة قالها لي ذات يوم المفكر العربي أحمد نسيم برقاوي في حوار شخصي وهي لا خوف يأتي من الذي يقرأ الشعر والرواية والفلسفة ويستمع إلى الموسيقى كما تحدث الدكتور كريم عن كتاب الموسيقى الكبير للفيلسوف العربي للفارابي واشياء أخرى ثم انتقل الحديث للفنان علي البلهاوي الذي أدهشني بثقافته الفنية الواسعة رغم صغر سنه إذ هو من مواليد 1977م فضلا عن موهبته الفنية المرهفة وكما يقال الموهبة تصيب الهدف الذي لا يستطيع أحد إصابته، بينما تصيب العبقرية الهدف الذي لا يستطيع أحد رؤيته. الفنان علي البلهاوي اليوم اصاب الهدف بدقة متناهية. ولفت نظري أحاطته بالنظريات المعاصرة عن أهمية الموسيقى في الحياة. مشيرًا إلى التجربة التي أجراها العلماء على الحيونات ومزارع الخضراوات الحقلية حيث تم تقسمها إلى قسمين؛ كل قسم يتم تعريضه إلى نمط من أنماط الموسيقى الصاخبة أو الهادئة. فكانت النتيجة أن البقر التي تعرضت إلى موسيقى هادئة يزيد إدرارها للحليب بعكس الأخرى وهكذا في حالة الخضراوات تكون جيدة الطعم والجودة بعكس التي تم تعريضها إلى موسيقى صاخبة أو ليس لها إيقاعا منتظما. كانت ندوة فلسفية تطبيقية بالمعنى الذي تناوله الأستاذ الدكتور بها درويش في مؤتمر جامعة المنوفية الفلسفة بوصفها فنًا للحياة ولا مجرد أفكار مجردة. ولما كانت الندوة قريبة من اهتمامات الطلاب وحياتهم اليومية فضلًا عن تحليها بالتلقائية والبساطة والتنوع وسلاسة الانتقال من الفكر إلى الفن ومن الفن إلى الواقع فقد لاحظة مدى تفاعل القاعة المكتظة بالحضور على نحو غير مألوفًا في الندوات الأكاديمية المدرسية الروتينية التي تبعث على الممل والسأم مر الوقت دون أن يشعر به أحد فضلا عن تحفيز بعض الشباب للعزف والغناء على المنصة والكشف عن مواهبهم الواعدة. والموسيقى هي أرفع أشكال الفن، لأنها الأكثر تجردًا، والأقل ارتباطًا بأي معنى ظاهراتي للوجود كما قال شوبنهاور. ورغم أن الشعور الجمالي هو فطري عن الكائن الإنساني وهذا ما يفسر نفور الأطفال من كل قبيح وسرورهم بكل ما هو جميل ، الإ أن التربية والثقافة يمكنها العبث بالحس الإنساني السليم وجعل الجميل قبيحاً والعكس! من هذا المنظور الواسع يمكن لنا النظر الى فلسفة الجمال وفرعها المعرفي علم الجمال بوصفه علم يدرس العلاقة بين الأشياء الجميلة أو القبيحة والحواس والمشاعر الإنسانية. وقد ارتبطت فلسفة الجمال قديماً بنظريات الكون والإلهيات، إلا أنها على مدى التاريخ اقتربت من نظريات المعرفة والأخلاق. وتمثل مفاهيم الجمال و فلسفة الجمال فرعا من أهم فروع التخصص الفلسفى فإنها تتصل اتصالا وثيقا بنقد الفن وتاريخة، وعلم الجمال أو علم الاستاطيقا علم حديث النشأة، انبثق بعد تاريخ طويل عتيق من الفكر الفلسفى التأملى حول الفن والجمال، وبهذا المعنى يعد علم الجمال علماً قديماً وحديثاً فى وقت واحد. إذ لم تكن لدى اليونانيين معرفة جمالية بالجمال ذاته وفي ذاته ولذاتة ولكن اهتموا بالفن من حيث علاقتة بالخير أو دلالتة على الحقيقة، لذا يقال أن مجال الاستاطيقى هو كلمة مرادفة لمفهوم (الفن والجمال). والجمال مفهوم كلي مجرد لا يمكن ادراكه بالحواس المجردة. مفهوم يعبر عّن كل الأشياء المادية والمعنوية الواقعية والرمزية التي تبعث الشعور الجميل بالدهشة والمتعة والابتهاج والسعادة والسرور والفرح عند الانسان. ويمكن أن يتجلى الجمال في عدد واسع من الظواهر والاشياء الطبيعية والتاريخية الثقافية، في تلك المناظر الخلابة في السماء والأرض في البحار والغابات والجبال والأنهار والشلالات في الزهور والثمار والحيونات والطيور والألوان والأشكال في التنظيم والتناسق والتصميم التي تدل على الجمال الرباني العظيم، ولابد من التمييز بين الجميل والجليل وبين الجمال والفن، الجميل هو كل ما يبعث على البهجة والمتعة والسعادة في النفس المتأملة مثل منظر البحر والأمواج أو منظر الوجوه الجميلة أو منظر الورد ..الخ بينما الجليل هو ذلك الذي يبعث الشعور باللذة الممزوجة بالذهول والرهبة كروية الباركين والعواصف والفيضانات الجائحة. ويطلق مفهوم الجمال على كل الأشياء الجميلة في الطبيعة بينما يقتصر مفهوم الفن على كل ما أنتجه وأبدعه الانسان من فنون ، العمارة والصناعة والنحت والرقص والموسيقى والأدب والنقد..الخ والجمال والفن عدد من الوظائف الحيوية الإيجابية في حياة الانسان والمجتمع. ويبدأ الفن لا من اللحم والدم ولا من العقل والوجدان، بل من المكان، والزمان من الفضاءات الحميمة التي تحتضن الكائن؛ المنزل، الشارع، الحي، البلدة، المدينة، الأرض، السماء، المناخ الليالي الأيام، النجوم الغيوم، المطر، الشمس، القمر، الشجر، البحر، الموج ، النهر، الجداول الرمال، الجبال، الوديان، الحيوان، الأنوار، الظلال، الأشكال والألوان، الغناء، الرقص، النحت، الرسم، الأزياء، الألعاب، العصافير، الأعشاش، الافراح، الاتراح، الألآم والآمال والأحلام. الخ وكل تلك الأشياء الصغيرة الحميمة المؤطرة في السياق الحي الفوري المباشر لكينونة الكائن التي يعيشها متدفقة لحظة بلحظة من حياته. تلك الاشياء الصغيرة بتفاصيلها الحميمة التي تظل عصية عن النسيان هي التي يستلهمها الإنسان، المفكر، الفنان، ويعيد صيغتها إبداعياً ( فكرة، أغنية أو قصيدة أو قصة أو رواية أو لوحة تشكيلة فنية جميلة أو سيرة ذاتية أو رؤية فلسفية عمارة هرم برج نفق جسر مدينة .الخ) أنها أغنية الأرض المنتزعة من أرضها رمزياً بما تحمله من رسالة جمالية ذات دلالات ومعاني سيكولوجية وميتافيزيقية واجتماعية ثقافية وجمالية إنسانية سامية تهذب الأذواق والنفوس، والفنان لا يأتي المعجزات؛ بل هو ابن بيئته وربيب زمانه. وتمنحه موهبته المرهفة القدرة على إعادة صياغة الحياة في قالب فني يسر النظر، ويطرب السمع، ويبعث الشعور بالمتعة والفرح والجمال. والفن والجمال يسري في روح الكون كله سريان الروح بالجسد وذلك بالتصميم والتشكيل والضوء والظلال والألوان والتنوع والتعدد بالكائنات والأنواع والأجناس والهيئات والأشكال والأشخاص الأصوات والحركات والأقدار والأماكن والأزمان في البحار والجبال والبرار والسماء والأرض التي صممها الخالق الباري المبدع المصمم المصور الأول الله سبحانه وتعالى في غاية الروعة والجمال والجلال الساحر المهيب وخلق الانسان في أحسن تقويم ومنحه المعرفة والعقل والكلام واستخلفه على الأرض ليحميها ويصونها وينميها بالعدل والإنصاف والخير وبالكمال الأكمل والجمال الأجمل والتام الأتم على أفضل تصميم وأعلى ما تكون عليه الهمم من تشكيل أكاديمي اداري وفني وثقافي وعلمي وديني وأخلاقي وجمالي وثقافي يزيد وينمي جمال الخلق والخالق ويحقق سعادة ورفاه الإنسان حيثما حل وسكن وكان في هذا الكوكب المعمور بالحياة الإنسانية الرشيدة أو التي يفترض أن تكون رشيدة وسعيدة ومصونة وجديرة بالعيش الكريم والحياة الطيبة. وبالموسيقى، يستطيع الإنسان الهروب ولو لفترة وجيزة من بؤس الحياة الدنيوية ويُلقي نظرة خاطفة على الحياة الماورائية المتجاوزة بحسب نيتشه. ورب ندوة ثقافية بسيطة وبهيجة وسلسة ومثيرة تعلم الطلاب والمعلمين بافضل من عشرات المحاضرات الأكاديمية الرتيبة. عن نفسي خرجت من الندوة بأفضل مما دخلتها وعرفت معلومات جديدة ومفيدة لم أكن أعرفها فضلا عن كونها تجربة أكاديمية جديدة لم تألف مثلها الجامعات العربية الكثيرة. ومن هنا يبدأ التجديد الحقيقي؛ تجديد المناهج والوسائل والأدوات والأساليب. وهكذا تكون العلاقة السليمة بين العلم والثقافة المستديمة، إذ يمكن تمثيلها بعلاقة الأبن والأم، فالثقافة هي الرحم الحي لتخصيب وميلاد ونمو العلم، فكيفما كانت صحة الأم يكون الابن سليماً أو سقيماً. وهكذا كانت وما برحت وظيفة الثقافة هي: تحضير ولادة الفيلسوف والمفكر والعالِم والفنان والمؤرخ والفقيه والأديب والناقد والكاتب والخبير والمربي والسياسي وكل ما يتصل بتفتيح وتنمية قوى الإنسان وقدراته ومواهبه العقلية والعاطفية والبدنية. وهذا هو تعريف كلمة (ثقافة) في (المعجم الفرنسي المنشور 1933) إذ جاء فيه "إن كلمة ثقافة تطلق مجازاً على الجهد المبذول في سبيل تحسين العلوم والفنون وتنمية القدرات الفكرية ومواهب العقل والذكاء" وهي بهذا المعنى تتميز بجملة من السمات منها:
1 -التهيؤ: كما هو الحال بالتربية البدنية التي تهتم ليس بتمرين عضو معين من أعضاء الجسم الإنساني بل بتمرين وتهيئة الجسم كله وإكسابه اللياقة اللازمة للنشاط والطاقة والحيوية والحركة والاستدارة بمرونة ورشاقة.والثقافة بوصفها استراتيجية للتنمية العقلانية المستدامة، تمنح الأفراد القدرة على استعمال جميع المعارف والمهارات المكتسبة لمجابهة الأوضاع المختلفة وحل المشكلات الجديدة؛ أي (الذكاء العاطفي) إذ (هي ما يبقى بعد نسيان كل شيء) والثقافة بهذا المعنى هي تجسيد لمفهوم الهابيتوس عند بيبر بورديو بوصفها نسقا من الاستعدادات المُكتسبة بالتربية والممارسة الاجتماعية التي تحدد سلوك الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى الأخرين والحياة و الكون، وهو أشبه ما يكون بطبع الفرد أو بالعقلية التي تسود في الجماعة، لتشكل منطق رؤيتها للكون والعالم. ووفقاً لهذا التصور، يعد «الهابيتوس» جوهر الشخصية والبنية الذهنية المولدة للسلوك والنظر والعمل، وهو في جوهره نتاج لعملية استبطان مستمرة ودائمة لشروط الحياة ومعطياتها عبر مختلف مراحل لوجود، بالنسبة للفرد والمجتمع.
2- الاستيعاب؛ بمعنى استخدام المعرفة وتجريبها ذاتيا؛ لأن المرء لا يستطيع أن يتصرف بمعرفة ما إلا عندما يستوعبها ويجسدها في لغته وذهنه وخبراته وتجاربه الاجتماعية. فكل معرفة غير مستوعبة من الفاعلين الاجتماعيين تظل بالنسبة لهم خارجية وغريبة ومستبعدة من حياتهم. فالمعرفة لا تتحول إلى ثقافة إلا إذ توطنت في البنية الثقافية للمجتمع المتعين وصارت نسقًا أصيلًا في تفكيرهم وسلوكهم.
3- الشمول؛ بمعنى القدرة على الربط العميق بين المعارف المستوعبة والموضوعات والقضايا التي تبدو متباعدة، والنظر إليها برؤية كلية قادرة على الجمع بين أجزاءها في نسق فكري ثقافي منطقي واضح ومقنع.
4- الحكم؛ بمعنى القدرة على التجرد والتجريد الذي يعني في العلم (الحلم) وفي الفن (الذوق) وفي الأخلاق (الضمير) وفي الحياة (الفهم) ذلك هو هدف وغاية كل تعليم وتعلم، فإذا كان التعليم يعلم المعرفة فإن التعلم يعلم الفهم وبدون أن يفهم الناس المعرفة التي يدعون امتلاكها تظل معرفتهم بلا قيمة ولا جدوى. والعلم هو أن تعرف كل شيء عن شيء محدد ومتخصص في علم من العلوم بينما الثقافة هي أن تفهم شيء عن كل شيء تعرفه وهذا هو كل ما يمكن انتظاره من الثقافة، وبدون هذا الـ(كل) لا وجود لشيء جدير بالقيمة والاعتبار. لاشك بأن هناك علاقة عضوية بين العلم والثقافة، فالهدف الأساسي من التعليم والتربية هو خلق الإنسان السوي الحر القادر على مواجهة مشكلات مجتمعه وعصره بروح ايجابية وسعة أفق عقلانية مرنة وخلاقة تمنحه القدرة اللازمة على التعاطي الفعال مع واقعه وهويته وتاريخ مجتمعه وقيمه و تراثه في سياق حاضره و تحدياته المتغيرة باستمرار بما يجعله قادر على بناء مركب ثقافي علمي انساني عقلاني جديد يمزج بين أصالة الماضي وحيوية الحاضر واستشراف المستقبل. وبذلك تكون الثقافة في جوهرها الإنساني التاريخي الابداعي بوصفها ذلك الكل المركب الذي يشكل تفكيرنا وخيالنا وسلوكنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وهي فضلا عن ذلك أداة لنقل السلوك ومصدر دينامي للتغيير والإبداع والحرية وتهيئة فرص الابتكار والمنافسات والمبادرات الفردية، وهي مصدر للطاقة والإلهام والتنوع والاختلاف والشعور بالهوية والانتماء.



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التقدم ولادة الفكرة وسياقات المعنى
- من وحي مؤتمر القوة الناعمة ومركزية اللغة
- ليلة فكرية خولية في ساقية الصاوي الثقافية
- في تأمل الحياة والعقل والتاريخ وضرورة النقد والتجديد
- في نقد التسوية في الهوية وعلاقة اللغة بالتفكير
- كيف نقرأ رواية ولدت لتوها ؟ من وحي رواية نادي الانتحار
- تأملات في فلسفة الحب والحكمة عند العرب واشياء آخرى
- شكرا لجامعة المنوفية وفلاسفتها
- في منصة عرض الأفكار بجانب الفيلسوف محمد مدين
- في الفرق بين العلم والاعتقاد!
- اليمن السعيد؛ تنوع طبيعي وثقافي تليد وخراب سياسي بليد
- جاءني نملة 🐜 فعاد نحلة 🐝
- موعدنا الليلة في ساقية الصاوي مع السؤال الفلسفي
- فيما يشبه التفسير لمعنى الكلمة ذاتها
- فيما يشبه الاحتفاء بحوارية الروح والجسد
- المعرض الدولي الحادي والخمسين للكتاب بالقاهرة واشياء واشياء ...
- كيف نفهم العلاقة بين العلم والثقافة؟
- مع رولان بارت في ماهية الكتابة ونص اللذة ولذة النص
- في فلسفة التربية والتربية الفلسفية
- الفيلسوف أحمد نسيم برقاوي هو الذي أيقظني من سباتي الدجمائي


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - ملاحظات عابرة من وحي ندوة الفلسفة والموسيقى بجامعة القاهرة