|
الأزمة الاقتصادية هي أزمتهم وليست أزمتنا نحن
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6502 - 2020 / 2 / 29 - 21:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الازمة الاقتصادية بمنظورها الرأسمالي ، هي ازمة رؤوس الأموال المتراكمة بالجد ، والعمل ، والمثابرة ، وليس بسرقة أموال الشعب الفقير والمفقر ، حيث لا مستشفيات ، ولا مدارس ، ولا طرقات ، ولا قناطر، ولا بنية تحتية واعدة ، بحيث يزيد الحاكم ثراءً في ثراء فاحش بطرق غير مشروعة ، ويزيد الشعب فقرا في فقر مدقع ، ثم التحايل على القوانين لتهريب العملة الى خارج الوطن لتكديسها في المصاريف الدولية ، وحرمان الوطن والشعب منها . كما يتم مراكمة الأموال الطائلة بتسول الدولار من الخليج باسم تنمية البلد ، في حين يتم توجيهه الى جيوب الحاكم ، و من ثم يتم عودته الى المصاريف الاوربية والعالمية . اذن الازمة الاقتصادية التي نعني في بحثنا هذا ، هي ازمة مالكي المصاريف المالية ، وشركات التأمين في الدرجة الأولى ، وأصحاب الحصص الكبرى في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى ، حتى بلغت ثورة اقل من 5% من البشر ما يساوي 80% من البشر الآخرين . نعم هي أزمتهم لا أزمتنا ، وبغض النظر عن ازمة ناهبي ثروات شعوبهم ، وتهريبها الى خارج البلاد ، ومتسولي الدولار، فالأزمة في عمقها ليست بمعنى انقلاب على أوضاعهم من الرفاهية الى البؤس ، والفقر المدقع ، بل سنجد لهذه الازمة محوران : الأول ) يتمثل في كثافة الأخطاء التي أدت الى تناقص الأرباح ، او انقلابها جزئيا الى خسائر . الثاني ) يتمثل في فقدان الثقة المتبادلة بينهم ، والمقصود هنا ، الثقة المالية ، بمعنى توقع تسديد ما يقرضه البنك ، او المصرف لمصر آخر ، او بنك آخر . وهذا ليس كالاقتراض الذي يحصل عليه الحاكم الناهب لأموال الشعب الفقير والمفقر، خاصة الاقتراض الموجه لاستثمار الضيعات الفلاحية الشاسعة ، والمتنوعة ، بحيث عند جني المحصول يحتفظ الحاكم بكل القروض المحصلة ، وبفوائدها ، وبحصاد المنتوج والغلة . وهنا قد يتساءل البعض عن الطريقة التي يتم بها ارجاع تلك القروض الى البنك المركزي ، حتى لا يحصل خلل في تراكم الأموال . الجواب ان تلك الأموال المنهوبة ، يتم تعويضها بالضرائب السنوية ، وبالزيادات في الأسعار ، وبالاقتراض الخاص والعام ، أي ان الشعب هو من يتحمل ارجاع القروض التي حصل عليها الحاكم لتمويل استثمار ضيعاته ، في حين يظل هذا محتفظا بالقروض ، وبفوائدها الغير مستخلصة ، وبحصاد المنتوج . عندما كانت القاعدة الذهبية الرأسمالية ، وهنا اعني أصحاب تكديس الثروة ، بالعمل ، والجد ، والمثابرة ، ولا اعني من راكم الثروة بالافتراس الغير مشروع ، منذ عهد آدم سميت ، تقوم على حرية رأس المال ، بمعنى اعفاءه من كل ضابط قانوني ، ناهيك عن الاخلاقيات في ميدان تشغيله ، وإنّ ما عذا ذلك كالأسعار ، أي تكاليف الحياة العامة ، او كسوق اليد العاملة ، أي طلب الرزق بالجهد البشري ، او كالتطور التقني والعلمي .. أي إيجاد خدمات ومنتجات جديدة .. فجميع ذلك يتحقق او يفترض تحقيقه ، من خلال التناقض بين مالكي رؤوس الأموال ، وسعي كل منهم لتحقيق كسب مادي لنفسه اكثر من الآخر ، وهذا يعني ان التعبير الشائع في الغرب " السوق تنظم نفسها " . والسؤال . فهل كل ما فشل آدم سميت لجئنا الى ريكاردو ، وكلما تأزم ريكاردو رجعنا الى آدم سميت ؟ الازمة أزمتهم لا أزمتنا ، لأن ازمتنا نحن يشيب لها رأس الأطفال ، وتقشعر لها الأبدان . أزمتهم هم الذين يسيطرون على العالم بنيوية ، ازمتنا نحن إفتراسية . ففرق بين أزمتهم ، وبين أزمتنا . أزمتهم أزمة مدارس إقتصادية ، وأزمتنا نحن ازمة نهب ، وعشوائية ، وافتراس ، وتهريب الثروة الى الخارج . قد يتعافى يوم ما الاقتصاد العالمي ، لكن ( اقتصاد ) الثروة المنهوبة ، المكدسة بالمصاريف الأجنبية بطرق غير مشروعة ، بقدر ما تنعش الأجنبي ، بقدر ما تخرب البلاد والاوطان ، بقدر ما تقرب النهاية .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يجري ؟ الجزائر / المغرب / موريتانية / السعودية / قطر /
...
-
وزيرة الخارجية الاسبانية لا تعترف بالجمهورية الصحراوية / هل
...
-
في المغرب هناك فقط الملك
-
الجمهورية الصحراوية ستحضر كدولة ذات سيادة اللقاء القادم بين
...
-
هل اصبح وجود الجمهورية الصحراوية واقعا مريرا صعب الابتلاع ،
...
-
هل سيقبل النظام المغربي بتعيين السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك ،
...
-
قصيدة / اضطهاد
-
لماذا يلوم العرب دونالد ترامب على صفقة القرن ؟
-
ناصر بوريطة برتبة مُتصهْينْ صُغيّرْ
-
الوقفات الاحتجاجية
-
اعتراف امريكا بمغربية الصحراء ، مقابل تطبيع النظام المغربي ا
...
-
هل يخضع نزاع الصحراء الغربية لصفقة قرن فرنسية .
-
الظواهر
-
الدكتور هشام بن عبدالله العلوي
-
صفقة القرن
-
المحكمة الإيطالية
-
قضية الصحراء الغربية ، قضية نظام جزائري
-
مغرب محمد السادس ، حصيلة عشرين سنة من الحكم
-
الاضراب // La gréve
-
هل النظام المغربي معزول ؟
المزيد.....
-
كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا
...
-
بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا
...
-
جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
-
العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
-
سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح
...
-
مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها
...
-
بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن
...
-
قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح
...
-
البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
-
البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|