أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلال الضفة بين الديني اليهودي والديمغرافي














المزيد.....

التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلال الضفة بين الديني اليهودي والديمغرافي


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


شكل احتلال المناطق الفلسطينية بالذات، في حرب حزيران 1967، استكمالا للمشروع الصهيوني الاكبر الذي ظهر في نهاية القرن التاسع عشر، وهو اقامة كيان لليهود على سائر انحاء فلسطين التاريخية، التي هي ايضا جزء من اسرائيل التوراتية المزعومة، من النيل الى الفرات تقام مملكة اسرائيل.
ففي خريف العام 1947 وافقت الحركة الصهيونية على قرار التقسيم، ولكنها بعد 15 ايار (مايو) من العام 1948، وخلال الحرب احتلت مناطق كانت تابعة للدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم الدولي في حينه، حتى استقر الوضع على ابقاء الضفة الغربية وقطاع غزة خارج الاحتلال، وبعد ان شردت اسرائيل والعصابات الصهيونية مئات آلاف الفلسطينيين، الذين كان قرار التقسيم يقضي ببقائهم في موطنهم الأصلي، تمشيا مع الفكر الصهيوني، أكثر ما يمكن من ارض، واقل ما يمكن من عرب.
فور اطباق السيطرة على المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة في العام 1967 نشأ جدل داخلي في المؤسستين الرسمية والصهيونية، بين من دعا الى انسحاب فوري من جميع المناطق، وبين من رفض ذلك واعتبر الاحتلال فرصة لاتمام المشروع الصهيوني، ولكن كلا الجانبين كان يهمهما بالاساس المشروع الصهيوني، ودار الخلاف حول طريقة تطبيقه.
فمن المعارضين لاستمرار الاحتلال كان الزعيم التاريخي لاسرائيل دافيد بن غريون، الذي كان في حينه عضو كنيست، وليس في الحكومة، كذلك أيده بالرأي شريكه بزعامة حزب المباي، الذي اصبح لاحقا حزب "العمل" يتسحاق بن اهارون، ومن خلفهما قطاع واسع في الحزب، الذي كان يتخوف بالاساس من العامل الديمغرافي، بمعنى ان اسرائيل احتلت تلك المناطق وابقت على الغالبية الساحقة من سكانها، واعتبرت هذه المجموعة ان ضم هذه المناطق سيؤثر مباشرة على الغالبية اليهودية في اسرائيل.
فقد قاد بن غريون على مر عشرات السنوات الفكة الصهيونية بخصوص الارض والشعب، وكان من كبار موجهي سياسة تشريد الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه في العام 1948، إلا بن غريون لم يحظ في موقفه من احتلال 1967، باجماع في حزبه الذي قاده على مر السنين، وكان الحزب لا يزال يقود اسرائيل في حينه.
وفي المقابل فإن المعارضين لدعوة بن غريون وامثاله من الصهاينة، اعتبروا ان الاحتلال هو فرصة لضمان عمق جغرافي استراتيجي لاسرائيل، فهي اطبقت على جميع مناطق فلسطين التاريخية، واعتقدت انها ابعدت المقاومة الفلسطينية فيها الى الدول العربية، وابعدت الجيش المصري الى قناة السويس، كما ابعدت الجيش السوري الى عمق كبير، اضافة الى وصولها الى اقرب نقطة لمنابع المياه الهامة في هضبة الجولان السورية.
ولكن الضفة الغربية خاصة هي المنطقة الأكثر أهمية بالنسبة للحركة الصهيونية واسرائيل، بما في ذلك القوى الدينية التي تتحفظ من الفكر الصهيوني لدوافع دينية اصولية، من باب ان "مملكة اسرائيل تقام بعد مجيء السيد المسيح الى العالم"، بزعم ان الضفة وخاصة منطقة القدس وجنوبا حتى الخليل بما في ذلك الصحراء التي يطلق عليها اليهود "اليهودية" تشكل عودة الى مملكة "يهودا والسامرة"، وفور الاحتلال بدأت اسرائيل تضفي طابعا دينيا على كافة تحركاتها الاستيطانية في الضفة، مثل نشر الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة، وخاصة في البلدة القديمة، وكذلك الاستيطان في مدينة الخليل، واقامت كنسا (جمع كنيس لصلاة اليهود)، وسيطرت على بعض المناطق الاثرية في الضفة لتنسبها للتاريخ اليهودي في المنطقة.
ولهذا رأينا ان احتفاظ اسرائيل بالضفة الغربية اليوم ليس صدفة، فهي انسحبت اسرائيل من صحراء سيناء في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وقبل عشرة اشهر سحبت مستوطناتها من قطاع غزة، أما بشأن هضبة الجولان فإن اسرائيل ضمتها لها في العام 1981، من باب تصعيد الموقف امام سوريا، وهناك اصوات صهيونية تدعو صراحة الى الانسحاب من الهضبة، وتستعين بتقارير عسكرية تؤكد ان لا قيمة استراتيجية اليوم للهضبة بعد تطور التكنولوجيا العسكرية.
ولكن الهاجس الديمغرافي لاسرائيل لايزال يرافقها حتى اليوم، فهذا الهاجس الذي زرعه بن غريون كان ارضية لحركات وافكار عنصرية وارهابية تدعو الى تطهير عرقي للعرب من وطنهم، واليوم تبني اسرائيل كل مخططاتها الاحتلالية في الضفة الغربية على اساس الهاجس الديمغرافي الى جانب العامل الديني.
فقد عاد الجدل حول العامل الديمغرافي الذي ظهر في العام 1967، مرة أخرى في اوج الانتفاضة الفلسطينية الشعبية الباسلة، منذ نهاية العام 1987، التي كانت سببا مباشرا في تحولات جدية في داخل اسرائيل، نظرا لعظمتها الشعبية ونجاحها في استقطاب تعاطف عالمي، أحرج دول عظمى تساند اسرائيل بشكل اعمى، وتأجج الجدل في مطلع سنوات التسعين من القرن الماضي، وكان احد الدوافع التي دفعت باسرائيل نحو الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية والتوجه الى مسار اوسلو.
فمنذ تلك الفترة وحتى اليوم تظهر تقارير في اسرائيل حول التعداد السكاني في فلسطين التاريخية، وحسب التسمية الصهيونية، "ارض اسرائيل"، وهناك معطيات تؤكد انه حتى العام 2010، ولربما بعده بقليل سيكون عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، بمعنى مناطق 1948، و1967، اكثر من عدد اليهود في نفس المنطقة، وهذا أول دافع جعل رئيس الحكومة السابق اريئيل شارون يسارع في الخروج من قطاع غزة، تمهيدا لخطة أكثر خطورة في الضفة الغربية المحتلة، ونراها اليوم من خلال ما يسمى بـ "خطة التجميع" التي موجهها الاساسي العامل الديمغرافي، وفي صلبها الفكرة الصهيونية، أكثر ما يمكن من ارض وأقل ما يمكن من عرب، ومسار جدار الفصل العنصري انما يؤكد هذا النهج.
تدعي اسرائيل اليوم انها امام ابواب مرحلة جديدة، ويقول رئيس الحكومة ايهود اولمرت، انه عند انهاء ولايته بعد اربع سنوات ونصف السنة سيكون الوضع مغايرا لما هو اليوم، بمعنى بعد تنفيذه لخطة التجميع الاحتلالية، التي اولمرت نفسه لا يعرف ما إذا سيكون بقدرته ان ينفذها كليا وان "يعترف" له العالم بالانسحاب الجزئي على انه كلي، ولكن اولمرت نفسه على يقين ان هذا النوع من التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد
- اولمرت يفرض حلا احاديا كأمر واقع بعد عامين
- الأزمات الحزبية الداخلية ما لبثت ان تنهض بعيد الانتخابات - ت ...
- مقبلون على فترة جمود سياسي- سيناريوهات تركيبة الحكومة الاسرا ...
- المسموح فقط لاسرائيل
- مقبلون على فترة فراغ سياسي - حسابات أولمرت وتشكيل الحكومة
- الانتخابات البرلمانية تشرذم الخارطة السياسية
- برلمان مشرذم، مكون من 12 كتلة نيابية اسرائيل أمام مرحلة ضباب ...
- الهدف: إبعاد الحديث عن المستوطنات إسرائيل ومسرحية إخلاء بؤرة ...
- قراءة في الأوراق الإنتخابية الإسرائيلية فوز حماس !
- في حلبة أصوات العلمانيين والأصوات العائمة اسدال الستارة عن ش ...
- الليكود والعمل: استبعاد الجنرالات وقلة الشرقيين
- العامل الطائفي اليهودي والإنتخابات الإسرائيلية
- حول الأجندة السياسية ليهود أولمرت
- موسم- تفشي مظاهر الفساد.. الانتخابات الاسرائيلية: مال واعلام ...
- حالة قلاقل جديدة غياب شارون لا يغيب برنامجه السياسي
- رصيد كديما كان مبنيا على شخص شارون بعد 47 يوما على تأسيسسه: ...
- اصوات قرقعة طبول الحرب التي لم تهدأ منذ 58 عاما عقلية الحرب ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلال الضفة بين الديني اليهودي والديمغرافي