أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - أيها الاصوليون : الاغتيال كان يستحقه جمال وليس السادات !














المزيد.....

أيها الاصوليون : الاغتيال كان يستحقه جمال وليس السادات !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاب الشعوب احيانا بفقدان الذاكرة او وهنها ، فيقوم حاكم من نفس نموذج الذي قبله بالاجهاز عليها ، او تشويهها لضمان ان لا يقع له ما وقع لسلفه دون اي احترام للحقيقة العنيدة التي ستتسلل يوما ، وتقف شاخصةً امام اعين الجميع لتهتك ستر ما كان مخفي !
وهكذا الماضي يُنسى اذا لم نُهيج ونلكأ جروحه لاخذ الدروس والعبر ، واعطاء لكل ذي قدر قدره سلباً او ايجابا ، ولا مكان لتقديس البشر المنفر الذي جر علينا ولا يزال من الويلات والمآسي ما لا يتحملها حتى البعير لو حُمل بها لبرك !!
ان الاعتماد على الهبة الانفعالية للشعوب وتقييمها لقادتها من سارقي الفرص الذين يفرضهم الامر الواقع لهو ضرب من الغباء ! فالشعوب العربية منذ نشأت الدولة الحديثة في بدايات القرن الماضي ، وهي شعوب مبرمجة ومهيأة لعبادة وتقديس القائد الفرد الصمد الذي لم تنجب الامة له مثيل . فكانت ولا تزال تعمل بالتوجيه عن بعد … تُحشَّد كالقطيع وتهتف وتهلل وتكبر وترقص وتنصرف حسب الطلب من غرفة عمليات خاصة تابعة لرئاسة الدولة ، او بلاطها الحكومي الذي يشرف عليه مختصون محليون واجانب على اعلى المستويات .
فالناس في كل الازمنة هتافون حسب الضرورة والعرض والطلب … هتفوا للشئ ونقيضه : للعدل والظلم ، للقاتل والمقتول ، للملكية والجمهورية ، للديكتاتورية والديمقراطية … وهكذا
الشعوب العربية شعوب مغلوبة على امرها الذي لا تملك منه شئ ، فالحاكم يصادر الدولة ومن عليها ملك صرف … ارضاً وشعبًا وثروةً وتاريخاً ومستقبلاً له ولازلامه ولافراد اسرته وعشيرته … وهذا الحال ساري المفعول في كل البلاد العربية على مر التاريخ وللان …
كان المفروض ان يكون الاغتيال لجمال وليس للسادات !!
جمال الذي مزق الامة العربية بمؤامراته ودسائسه ودس انفه فيما يعنيه وفيما لا يعنيه فسبب ما سبب من كوارث للعرب في اليمن والعراق وسوريا … الخ انسحب تأثيرها الى عقود بعده ، وضرب كل من لم يسر في ركبه وركب نظامه الفاشي ، لقد كان قائدا كارتونيا من صنع الاعلام بامتياز ، ولم يكن قائدا حقيقيا كما يصوره المخدوعون السذج بشخصيته الوهمية بل جاءت به الفرصة الى الحكم ولم يُخلق له … كان فاشلا بكل المقاييس ومحاطا بزمرة من نفس نوعيته اذا لم تكن اسوء .
لكن المرض المستوطن في كل شعوبنا العربية في تقديس الاشخاص والزعيم الفذ الاوحد الملمَّع والمنفوخ في قدراته الخارقة من قبل الاعلام ورجاله من ذوي الاختصاص امثال هيكل وغيره الذين صنعوا منه قائدا رمزا لا يستحقه .
كان رجلا مريضا بتورم الذات الذي يعاني منه كل الزعماء العرب … وكان ثمة جلاوزة مختصين باشباع هذا النهم المرضي عنده وعند غيره من القادة بالحشود المصطنعة وبالهتافات والتهليل والتكبير ، وكيل المديح لهم ولانجازاتهم الوهمية في كل وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية ، والتي كان يُصرف عليها ملايين الدولارات !
اذا كان ثمة من حساب فالمفروض يخضع له جمال على النكسة المروعة التي حصلت ليس للجيش المصري فحسب وانما لكل الامة وجيوشها وشعوبها واجيالها اللاحقة … وآثارها النفسية والمعنوية المدمرة التي تعيش تبعاتها لحد الان بسبب غباء وغرور هذا القائد الورقي وغفلته وغطرسته ، وعدم تقديره لحقيقة قوة إسرائيل ، ولا مبالاته وزهوه الزائد بنفسه ، وقادته العسكريين الذين لا يقلون عنه غباءً وغروراً واستهتاراً وانصرافاً الى اللهو والاستمتاع بالعلاقات الخاصة والليالي الحمراء وحفلات الانس والطرب وغيرها ولم يكونوا بمستوى المسؤولية .
اما مسرحية تنازله الهزلية عن الحكم بعد النكسة التي راح ضحيتها ارواح الاف الجنود ومساحات شاسعة من الاراضي ، ودغدغته مشاعر الطيبين والسذج من المصريين الذين خرجوا بالالوف لثنيه عن الاستقالة والعودة ليكمل ما بدءه ، وكأن الام المصرية لم تلد غيره ! ولو بقي حيا لاوقع مصر والعرب بمصيبة امر وادهى مما قبلها !
اما سياسته الداخلية فقد حول مصر الى دولة بوليسية نموذجية مترعةً بالقمع والقهر وانتهاك ادمية الناس … تطارد الجميع وتعد انفاسهم تحت تهم واهية ، ولم يسلم منه ومن مخالب وانياب امنه ومخابراته احد … سجون ، تعذيب ، اذلال ، اغتصاب ، موت ، لم يترك من وسيلة ذل ومهانة الا واستعملها مع المصريين ، وسلط عليهم ارذل اوغاد امنه ، فاستباحوا اعراض وشرف وكرامة المصريين دون محاكمة عادلة ولا قضاء اصلا ، فدولة الامن الموازية المكلفة بحماية النظام ورموزه لها الحق في اعتقال وتعذيب واهانة واغتصاب من يرميه حظه العاثر في طريقهم … والتهم تنتشر بالعدوى وبالهواء ، والتي طالت الكثير من الابرياء الذين خسروا حياتهم ومستقبلهم دون ذنب ولا جريرة … ضرب الكل تحت الشعار الفاشي ( إعترف … ؟ ) فيضطر المتهم والبرئ ان يعترف بشئ فعله او لم يفعله تحت التعذيب الوحشي !
والغريب والمقزز في نفس الوقت ان بعض العرب جعلوا من هذا الفاشل ايقونةً ورمزاً و خطاً ( نضالياً ) يحتذى به ، ومدرسة خائبة باسم الناصريين العرب ، ولا ادري على اي فشل ونكسة وخيبة استندوا في ذلك ؟!
اما السادات فبالرغم من كونه واحدا من بطانة جمال ونظامه الفاشل الا انه بعد استلامه الحكم كان منسجما مع نفسه على الاقل ، فكان واضحا مقدرا لقوة مصر والعرب ، ومدرك لعدم قدرتهم على مواجهة اسرائيل المدعومة من الامريكان والغرب ، وبدلا من ان يدعي شيئاً ليس عنده ، ويسحب الجميع الى الهاوية ! واجه الحقيقة بكل شجاعة وكان ما كان من ذهابه الى اسرائيل وكامب ديفد بعد ذلك ، ولكن بعد ان رد الاعتبار او شئ منه الى الجيش والامة المكلومة بالهزيمة والانكسار التي سببها جمال وتركها ارثا ثقيلاً لمن بعده … وما الاحداث الدراماتيكية التي حصلت بعد ما يسمى بانتصار اكتوبر الا رد فعل لفعل سبقه بطله جمال عراب النكسة المشؤومة !



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والديمقراطية … !
- لماذا كل الانبياء من الذكور … ؟!
- الفلسطينيون … وهاجس التطبيع !
- الحبل السري للارهاب الاسلامي … !
- الارهابيون ذراع الله على الارض … !
- اللعب عند حافة الهاوية … !!
- لسنا ضد الدين وانما الدين ضدنا … !!
- الاخوان … والتمسك بأهداب أمل لن يأتي !
- الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !
- القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
- الاديان … نتاج العقل البشري !!
- نزعة الانتقام في الاسلام … !
- مفهوم الرحمة في الاسلام … !!
- الدخان الابيض … !
- القضية الفلسطينية … الى اين ؟!
- العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
- هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
- العراق هو العنوان الاكبر … !
- تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل ا ...
- من هو صاحب السلطة والقرار في العراق ؟!


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - أيها الاصوليون : الاغتيال كان يستحقه جمال وليس السادات !