أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ٧














المزيد.....

شذرات في الشخصيه العراقيه ٧


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 18:09
المحور: المجتمع المدني
    


على رغم التعليمات الدينيه التي زود بها الاسلام المجتمعات العربيه في أكثر من موقع ،فمثلاً القرآن الكريم فقد حثهم على الوحده بينهم (وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ،وفي الحديث (أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد أدت أشتكى منه عضوا تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)،ولكن بالحقيقه لم تجد هذه التعليمات صدى لها في واقعهم ، كما هو تاريخهم ينزع إلى التشتت والصراع ،حتى ان لون الخلاف والشقاق بينهم يطغي على لون التلاحم والالتقاء .طبعاً هذا لم يأتي من فراغ ،وأنما ما جبلت عليه نفوسهم منذ ما قبل الاسلام وما بعده ،وهي النزعه نحو التفرد والتغريد خارج السرب بداعي الإشارة اليه بالبنان من قبل الآخر ،وهذه الاشاره هي من تداعب خياله وتحرك وجدانه لتجسيد صورة تشخصنه وتميزه في عيون الآخرين ،لكي تشبع في نفسه روح الفخر ،وهي ميزه تتميز بها الشخصيه العربيه.هذا النزوع النفسي هو من جعل المثل الشعبي يقول (شيم المعيدي وخذ عباته)،لذلك ترى العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص ينزع نحو السلوك الفردي ولا يميل إلى السلوك الجماعي،وهذا النزوع الفردي هو من جلب لهم من مواقف الضعف والهوان الكثير، وهو من أوحى للشيخ الدكتور أحمد الوائلي في احدى قصائده أن يقول (عشرون كفً حرةً ما أوقفت مأوى يد ٍ مغلولةٍ أذ تقطعُ) .هذه ألصفه هي أحدى أهم وأخطر العوامل التي وقفت في طريق تقدمهم ،وهي حجر العثره التي وقفت أمام أصلاحهم الاجتماعي والعمراني والثقافي،وهي من بعثرت كل جهودهم ،بل ودمرت كل ثرواتهم التي حباهم بها الله. هذه النزعة تراها حتى في ملاعب كرة القدم عندهم .هذا التوجه الفردي في الشخصيه العراقيه والتي أكتسبها من موروثه البدوي هي الان من شكلت حائلاً بينه وبين القيم الإسلامية والديمقراطيه التي تقوم على أسس التعاون والحوار والاحترام ،وهذا هو ما أفشل أو على الأقل عطل أقامة حياة ديمقراطية في العراق في فترة ما بعد السقوط ٢٠٠٣م. فالشخصيه العراقيه تتوق إلى الحياة الديمقراطيه ولكنها لا تستطيع أن تتخلص من النزعه العشائرية البدوية المسالخ إلى التعصب ،وعدم التسليم للأخر حتى أذا الأخر على حق لأنه يعتبره نوع من الهزيمة التي لا يغفرها لنفسه ،كما لا ينال أحترام من حوله ،وهذه من أهم الأسباب التي أصابته بالأزدواجيه.فلو نظرنا إلى كثرة شكواه وتململه وعتابه وعدم رضاه من الآخرين ،لوجدنا هناك سبباً رئيسياً تختفي وراءه كل هذه الأعراض ،الا وهو النرجسيه الشديدة التمركز والتي تجعل من نفسه هي القطب وعلى الآخرين الدوران حولها،وإلا فهم أعداءها ،لذا تراه لا يتنازل لاحد غيرها ،وهو ما يعبر عنه بالأباء والعزه ،وهي عنده من مقومات شخصيته وعنوانه .هذا السلوك هو من يثير التوترات الاجتماعيه في الوسط الأجتماعي العراقي ،أن الفردية الشديدة التمركز هي من خلقت الشعور الفوقي عند الكثير ،وهي ما خلقت بسبب ردود الفعل من قبل الآخرين الشعور بالنفره وعدم الأرتياح ،مما حافظ على المسافات البينيه البعيده بينهم ،وجعلهم كجزر متباعده.ومن نافلة القوم يذكرنا بهدف الوحدة التي أصبحت مستعصيه عليهم مع حرص كل الأحزاب الوطنيه والقوميه في جعلها أهم شعاراتهم ،فهم يتغنون بها ويقاتلون بنفس الوقت من يدعوا لها.أن شعار الوحدة بقدر ما أصبح عصياً عليهم ،فقد صنف من المستحيلات في حياتهم .أن تجذر نزعة الفرديه في النفسيه العراقيه، هي من جعلت العراقين متفرقين الرأي ،مشتتي المواقف ،منقسمين على أنفسهم ،حتى أن الصورة الغوغائيه هي من توصم حياتهم .أن ما حدث من كثرة الأنقلابات في العراق أعزوه وبشكل رئيسي إلى النزعة الفرديه لدى الانقلابي ،فالكل لا يرضى عن الكل لان لكل نفس بصمه لا تشبه الأخرى ،وهذه الحقيقه لا يريدون ان يقروا بها ويعترفوا بالفوارق بين بني البشر ،فالاب يريد ان يكون أبنه نسخه طبق الأصل منه ،والأم تريد من البنت أن تكون نسخه منها ،وهذا ما أسس للخلافات السمتديمه بينهم .أننا بحاجه اليوم إلى أن نعمق من الوعي الجمعي بأعتباره ضرورة وجوديه،وعامل تقدم ونجاح ،وهذا يعتمد إلى تكريس الشعور الجمعي ،عن طريق الحماس العاطفي لتأسيس شعور مشترك،وهذا يتشكل عبر الرموز القياديه المشتركة ،سواء كانت ذات صفه دينيه مقدسه،كما مثلاً العاطفة والحب الحسيني الذي يجمع الملايين ،أو الحب والأعجاب المشترك لشخصيه وطنيه كحب المصريين للزعيم الوطني سعد زغلول أو عبد الكريم قاسم عند العراقين في خمسينيات القرن الماضي ،أو مشاعر الانتماء لمبدأ كالإسلام مثلاً ،أو تنمية الشعور بالعزه بالأنتماء لحضاره عريقه ،ونحن نمتلك حضاره عرقيه تستحق هذا الأعتزاز .أذن في العراق تتوفر الكثير من العناصر التي تنتج شعوراً حماسياً واحداً وقوياً،والذي يزيد من فرص نجاحه هو أننا نمتلك خزيناً عاطفياً ضخماً،حتى بتنا نصنف من الشعوب ذات المزاج العاطفي.من الخطأ الاتكال فقط على المشاعر والوجدانيات ،فمثلاً الشعائر الحسينيه والعاطفة القوميه بكل شعاراتها لم تستطيع لوحدها ان تحقق وحدتنا،لذلك يجب ان نلتفت إلى أيماننا الديني الغير طائفي بالأضافه إلى تنمية روح الأنفتاح على الأخر وترسيخ روح الأحترام ،وتشجيع روح الحوار ،وأن نستسيغ الرأي المخالف وأعتباره أمراً واقعياً،وأن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضيه،لاننا نرى أكثر الأعتداءات بسبب عدم تحمل الرأي المخالف،لذى علينا أصلاح الأذهان أولًا ،لان بأصلاحه يصلح البنيان.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٦
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٥
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٤
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٣
- شذرات في الشخصيه العراقيه ٢
- شذرات في تحولات الشخصيه العراقيه ١
- الأقليم بين الأستقلال والأستغلال
- رب ضاره نافعه
- لماذا لا تكون لهم حميه كحمية فرنسيس بيكون؟
- هل تحولت المظاهرات من السلميه الى السلبيه
- السعوديه والإمارات اليد المروانيه
- خطرات من وقع الحوادث
- الكتله التاريخيه والمشروع العراقي
- عدوى الرأي
- رساله أيرانيه على جناح يمني
- العراقي والوسطيه
- لماذا يضرب الحشد
- جدلية القياده والأمه
- الأنفصال الذي يدعم وحدتنا
- نظريات أختنقت في غير فضاءها


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - شذرات في الشخصيه العراقيه ٧