أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد














المزيد.....

حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 25 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


مرة أخرى اعود لموضوع النقد لأهميته الكبير ان يكون تيارا دافعا للتطور وليس للتقوقع.
ان ما يحدث في نقدنا المحلي، بما فيه من يدعون الاكاديمية في نقدهم، هو خلق نظام نقدي منغلق على ذاته، ومنغلق على القارئ المفترض ان يتواصل مع الابداع ومع النقد. ما يحدث ان الناقد يكتب رسالة شخصية لصاحب العمل موضوع النقد، وارضاؤه هي المهمة النقدية للناقد، وهي القيمة الكبرى للكتابة النقدية السائدة اليوم في ثقافتنا وباتت تشكل حالة ثقافية مزعجة وسلبية.
ان العملية النقدية تشترط ما هو أعظم وأكثر امتدادا من مجرد تكرار اصطلاحات، او استيرادها واقتباسها من ثقافات غربية، وأحيانا استهجن ان ما نقتبسه لا علاقة له بواقع ثقافتنا، بل مستورد من ثقافات قطعت مراحل عديدة في التقدم والتطور. ثقافات نشأت في إطار الحداثة التي لم نعرفها، وواقعنا الاجتماعي – الاقتصادي أصلا متخلف عن مفاهيم الحداثة الأوروبية مثلا، التي تتقدم الى مضامين ما بعد الحداثة، ونحن حتى اليوم لم نستوعب مفاهيم الحاثة بشموليتها الثقافية والاقتصادية والفكرية والفلسفية.
ان الادعاء الذي يكرره البعض: "بأني اكتب واتعامل مع النصوص حسب معايير نقدية.. الخ " هو تهرب مثير للسخرية. وقد لاحظت ان أحد الأسماء الأكاديمية في النقد يعيد التعامل مع اعمال سبق وان عالجها قبل سنوات عديدة جدا ويعيد تدويرها في رؤية نقدية مستوردة لا أرى ان لها انعكاس في اعمالنا وخاصة تلك الأعمال القديمة التي لا تعبر عن تطور ابداعنا الأدبي والتطور الذي حدث في ابداعنا. فهل أصاب ابداعنا حالة من القحل بحيث يعيد الناقد تناول اعمال سبق وان كتب عنها وها هو يكرر الكتابة لكن بمضمون جديد لا علاقة لها بأدبنا، وخاصة بالكتابات التي أعاد تدويرها، رغم انها لا ترقى فنيا للمستوى المتوسط من الابداع.
الموضوع اكثر اتساعا من الخلاف الشخصي على رأي، لذلك أتجاهل النقاش المباشر. لكني أرى ان الفهم الضيق لما استورده من مضامين نقدية، وحاول تطبيقه على اعمال قديمة تفتقر معظمها لأي مضمون ابداعي يستحق الإشارة اليه هو نوع الدجل ربما وراءه فوائد خاصة لا تهمني لكن لا يمكن ان يحولها الى مبني نقدي مستغلا مكانته واسمه.
الم يلاحظ سعادته ان الأعمال الإبداعية (لنقل القصة القصيرة) قد تجاوزت ما اعتمده الناقد ضمن رؤيته الجديدة المستحدثة لنفس الأعمال الركيكة التي عالجها سابقا رغم انها في وقته أيضا لم تكن من الكتابات التي تستحق جهد النقد؟
غير مفهوم اطلاقا إعادة استعمال نفس المواد القديمة وكأن ابداعنا القصصى فرغ من الاعمال الجديدة؟ هل لديه مشكلة في الاطلاع على ما هو جيد من النصوص القصصية الجديدة؟ ام اختار أسهل الطرق لإنجاز كتابه لأسباب لا أحب الخوض فيها؟
قد اعود لنفس الموضوع مستقبلا لأني أرى ان الصمت هو خيانة المثقف لثقافته.
من المهم ان يترسخ وعي اساسي بان الثقافة ليست للنخبة الاجتماعية او السياسية، وليست لنخبة يختارها حزب ما او دولة، او ناقد منتفع. مررنا على هذه التجربة، وما تركته لنا اليوم هو فقر فكري وثقافي لدى اوساط واسعة، بل والكثير من الدجل الثقافي خاصة في الجنار الشعري، وكتابات نقدية بدون فكر نقدي!!
كان النقد وقفا على نخبة، لا أنفي أهليتها له، ولكن ما التزموا به من انغلاق نقدي ثقافي على أسماء محددة، ترك ترسبات سلبية، وهي تجربة ذاتية عبرتها، دفعتني في لحظة غضب وتمرد الى الاهتمام (او التورّط) بالنقد، وكتابة المراجعات النقدية والثقافية، ومحاولة استجلاء العالم الفكري الواسع للثقافة، ليس بمضمونها الروحي فقط، كإبداع نثري او شعري، انما بمضمونها الفكري والفلسفي العام، ولولا رؤيتي الفلسفية واهتمامي الواسع بتراثنا النقدي، لما نجحت ان اواصل هذه المهمة التي لا احبها ولكني امارسها بصفتها شكل من اشكال الوعي الاجتماعي والفكري، ومحورا للنهضة الفكرية والثقافية العامة لمجتمعنا خاصة.
تساؤلات أخيرة لا بد منها:
لماذا يتلاشى دور المثقف العربي في حين يتعزّز دور المثقف في الغرب؟
هل من ضرورة لنثبت أن مساحة الحرية والتعددية الثقافية والفكرية وحرية النشر هي القاعدة التي جعلت ثقافة المهجر منارة ثقافية راسخة نحلم أن تنعكس بكل ثرائها في واقعنا الثقافي؟
ان وضع الحريات للمثقف العربي بتراجع منذ عهد الطهطاوي في منتصف القرن التاسع عشر... وما أحدثته الثورات العربية القومية، لا أجد له انعكاساً اليوم على الساحة الثقافية، بل يمكن القول بلا تردد انه حدث انتكاس ثقافي.
امنيتي ان ارى حركة ثقافية نشطة وغير متهادنة مع التهريج والفقر الثقافي، ولا تجفلوا من الألقاب الأكاديمية. لأن الفكر الفلسفي النقدي يتجاوز أصحاب تلك الألقاب. يجب ان يكون ضمن اهدافنا إعادة قيمة الابداع لحياتنا من دفع مجتمعنا نحو افاق انسانية جديدة، نحو تفكير عقلاني فكري سياسي واجتماعي، نحو التخلص من بؤر الانطواء والانعزال القومي والطائفي والثقافي.
وهذا يقتضي عدم المبالغات النقدية لأعمال الشباب، حتى لا يصابوا بغرور انهم وصلوا القمة من اول جولاتهم. الابداع لا ينتهي ولا يكتمل من اول نصوص، بل هي عملية تواصل وتعميق التجربة والوعي الشامل بكل مجالات الفكر الإنساني والثقافة. للأسف يبدو معظم النقد بانه رسالة شخصية من الناقد لصاحب العمل. وأكاد أقول ان معظم ما ينشر اليوم من نقد لا أرى به الا تناول سطحي للمضامين ولمستوى الابداع، والكثير منه يكفي ان ينشر عنه خبرا.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثالث للمسرحية الانتخابية: هل من بديل في النهج بدون ف ...
- لنقد الأدبي كمعيار فكري وابداعي وفلسفي
- الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي
- صفقة القرن: هل هي تغطية أيضا لتاريخ النكبة المرعب؟!
- حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني
- يوميات نصراوي: في ذكرى وداعك: ستبقين أمي ..!
- صراع سياسي في كوستاريكا
- يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس
- يوميات نصراوي: الطريق الصعبة الى الاستقلال الفكري
- القصة القصيرة عند الأديب الفلسطيني نبيل عودة هل هي نوسطالجيا ...
- علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة.. والصورة تعبير شكلي
- يوميات نصراوي: شاعر من هذا الزمان
- التفكير الانديكتيفي
- مجتمعات بلا ثقافة لا مستقبل لها!
- -بنات الرياض- رواية إخترقت الجدار
- هل توجد تقنيات جاهزة لكتابة القصة القصيرة؟
- ما قبل الثقافة، ما بعد الثقافة
- هل لدينا حداثة حقا؟
- نقدنا وفلسفة النقد الغائبة
- فلسفة مبسطة: مفهوم الله في تاريخ البشرية


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد