أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تركية















المزيد.....

تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تركية


كرم خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6498 - 2020 / 2 / 24 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إبّان إطباق نظام الأسد وحلفائه الحصارعلى مدينة حلب، في النصف الثاني من العام 2016، حيث سمحت الولايات المتحدة الأميركية لروسيا بتنفيذ حملة عسكرية قائمة على سياسة الأرض المحروقة، وكانت الخطوط الحمراء قد انهارت تمامًا وتم استبدال أضواء خضراء بها، وبذلك فإن انحسار دور الإدارة الأميركية وتأثيرها في الساحة السورية، تبعه انحساركبير للدور العربي، لاسيما ذلك المتمثل بدور المملكة العربية السعودية التي بدت غائبة عن المشهد تمامًا آنذاك، وبسبب هذه المعطيات، فقد كانت تركيا قاب قوسين أو أدنى من العزل عن الساحة السورية، بعد أن وجدت نفسها وحيدة في مواجهة روسيا وإيران اللتين أوشكتا القضاء على ما تبقى من فصائل المعارضة هناك.
"اتفاق أستانة" الذي عقد في يناير 2017، حيث لجأت من خلاله أنقرة إلى موسكو، لإنقاذ مصالحها المتعلقة في شمال سوريا، وكانت تركيا الأضعف في حلقة التفاوض عندما قالت حرفيّاً للمعارضة السورية "لم نعد قادرين على حمايتكم".
فإن إيران رأت في أستانة فرصة للاصطفاف ضد الوجود الأمريكي، والروس استغلوها فرصة ذهبية لشرعنة وجودهم في الشرق الأوسط وأول موضع قدم للانتقال من الدور الهامشي إلى دور رئيسي على مسرح الأحداث في المنطقة، وكذلك الحال للولايات المتحدة التي تعتبر أن مسار أستانة هو مكمل لمقررات جنيف.
في الوقت الذي أفضت الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا حول قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، ولا سيما في شمال شرق سوريا، إلى ابتعادهما الواحدة عن الأخرى، تقاربت تركيا وروسيا جرّاء الإذعانُ الروسي للعمليات العسكرية التركية ضدّ قوات سوريا الديمقراطية في شمال غرب سوريا، الأمر الذي اتفق عليه كل من الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة.
إذاً اجتماعات السلام التي بدأت منذ العام 2012 ولغاية هذه اللحظة جميعها تقاطعت مع مصالح دول ضد آخرى ولا زال الشعب السوري يدفع الثمن لفشل المعارضة السياسية في بناء التحالفات الصحيحة وضمان مصالح الدول اللاعبة في المنطقة.
حيث أن الأحداث المتسارعة على مختلف الأصعدة بشأن ادلب السورية، والتي تعتبرها أنقرة ملك لها ونقطة ارتكازها،وقتل الجنود الأتراك جراء قصف لنظام الأسد استهدف نقاطهم قرب ادلب، زاد الموقف تعقيداً، بينما، تتناقض هذه التطوّرات مع العلاقات التركية الروسية الناشئة في السنوات القليلة الماضية التي كانت تشهد تحسّناً، وبالفعل، دفعت هذه العلاقة بالكثيرين في الغرب إلى الاعتقاد أنّ تركيا تبتعد عن الغرب وتقترب من روسيا، وقد رسّخ شراء تركيا نظام أس-400 الصاروخي الروسي المتطوّر هذه الرؤية أكثر فأكثر، مسبّباً الخيبة لحلفاء تركيا.
وبالتالي فإن سوريا كانت ولا زالت الأساس في العلاقات بين موسكو وأنقرة،علاوة على ذلك، بات التعاون بين البلدين بشأن سوريا مُنظّماً أكثر من خلال إجراءات أستانا وسوتشي منذ نهاية العام 2016. فلم تعملْ هذه الإجراءات المتمحورة حول سوريا على الوصول إلى تسوية للأزمة السورية فحسب، بل غيّرت معالم العلاقات التركية الروسية، وقد سلّط الهجوم الأخير على إدلب الضوء على الاختلافات التركية الروسية وبيّن حدود التعاون بين البلدَين.
حيث أن التصريحات التركية شديدة الحدّة من جهة ودبلوماسية من جهة أخرى عندما تتحدث عن المواجهة مع روسيا عسكريّاً، في حين تتصاعد سلسلة من التصريحات التي تبعت الاجتماع للوفدين التركي الروسي، جميعها تؤكد على فشل المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق، حيث أن الرئيس التركي يقول أن "عملية إدلب باتت مسألة وقت ولن نترك المنطقة للنظام السوري الذي لم يدرك بعد حزم بلادنا"، فيما يقول الكرملين بأن "إمكانية تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد الجيش السوري هو السيناريو الأسوأ"، حيث أن المماطلة السياسية تعتبر سيد الموقف الحالي في ظل محاولة نظام الأسد وحلفائه الالتفاف على كامل الاتفاقيات "الفاشلة" والتقدم والسيطرة على العديد من المناطق شمال سوريا.
ولكن تسيير الدوريات التركية الروسية التي استأنفت عملها بعد اسبوعين من تخّلف تركيا عن مشاركة روسيا في الدوريات العسكرية المشتركة في شمال شرق سوريا، توحي بأن الضامن التركي يحاول تطبيق بنود سوتشي خلال لقائه مع الورس، وتعتبر تلك الدوريات من ضمن بنود اتفاق أستانة، حيث لا زالت أنقرة تؤكد على النظام السوري بالانسحاب من المناطق التي تقدم إليها مؤخّراً في ريف ادلب وعدم اجبارها للقيام بذلك عبر عمل عسكري تجهّزت له أنقرة في ادلب،في ظل حديث عن ترقّب لقمة رباعية تجري خلال 5 مارس من العام الجاري، وقد تسبقها سلسلة من المشاورات الثنائية بين كل من موسكو وأنقرة.
خيارين لا ثالث لهما لأنقرة للخروج من المأزق:

التصعيد:
وهذا ما تحضّر له أنقرة عبر إرسال الأسلحة ثقيلة، بما فيها دبّابات وعربات مدرّعة ومدافع هاويتزر، إلى إدلب وعبر تسهيل عملية تعزيز المعارضة. لكنّ تهديدات أردوغان والتعزيزات العسكرية، التي تُعتبر محاولة أنقرة لتأمين الردع، لم تفضِ إلى نتائج ملموسة لتركيا، لأنّ نظام الأسد يحظى بالزخم العسكري ويتابع تقدّمه في ادلب، مستغّلاً التردد التركي في عدم الدخول بمواجهة مع الروس في ادلب.

المفاوضات:
بإمكان تركيا الوصول إلى اتفاقية أستانا محدّثة، كما فعلت في السابق خلال جولتها الأولى لإنقاذ المعارضة في حلب، وهذا هو المسار الأكثر ترجيحاً لسوريا، وخصوصا وجود اللاعبين الأوروبيين في المفاوضات التي تخاف من تدفق دفعات جديدة من اللاجئين، حيث أن لا ادلب بعد ادلب، وهذا ما سينقذ أيضاً العلاقات الروسية التركية. وسيعني ذلك على الأرجح أنّ تُبرم أنقرة وموسكو اتفاقاً حيال منطقة عازلة تحت سيطرة تركية على الجهة السورية من الحدود السورية التركية بالتنسيق مع الروس للهاربين من الأزمة الإنسانية، وسبق أن دعا وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى إنشاء “منطقة آمنة” للهاربين من إدلب. في هذه الحالة، ستتوجّه تركيا على الأرجح إلى الأوروبيين لتمويل كلفة هذه المنطقة، لفترة معيّنة على الأقل، أن يعالج المخاوف من بروز موجة جديدة ممكنة من اللاجئين،حيث يمكن أن تتحوّل هذه المنطقة العازلة إلى منطقة منزوعة السلاح مستقبلاً، وبذلك لن يكون لنظام الأسد اعتراضاً، بل سيكون من دواعي سروره أن يصبح الناس هناك مشكلة مُلقاة على كاهل تركيا، حيث أن نظام الأسد مُهتمّة تعطي أولوية أكثر بالسيطرة على المواقع الاستراتيجية في إدلب، عوضاً عن سكّانها، الذين يعتبرهم أعداءه أصلاً.
بحيث أن هذا الاتفاق سيُعطي الأسد فرصة السيطرة على معظمَ المواقع الاستراتيجية التي ترغب فيها ويسلّم المنطقة العازلة المتوقّعة للاجئين الهاربين من إدلب لإرضاء تركيا، ويمنح روسيا انتصاراً دبلوماسياً.
تردد أنقرة في دعم المعارضة السورية عندما كانت تسيطر على أكثر من 80% من الأراضي السورية، جعلها تدخل في مأزق اليوم، يصعب الخروج منه دون تقديم تنازلات عديدة، الأمر الذي اعترف به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام بقوله: " ما نعيشه من مشاكل سببه عدم تبني مواقف حازمة في الماضي".
وعليه فإن أنقرة التي لا تثق بواشنطن ما يجعلها لقمة سهلة لموسكو، حيث أن روسيا تحاول التفرّد في الساحة السورية متجاهلة حتى حلفائها من الإيرانيين ونظام الأسد نفسه، لذلك ينبغي على أنقرة معالجة انعدام التوازن في علاقاتها مع روسيا والغرب عبر إعادة تمتين صلاتها الغربية، فإن لم يتمّ ذلك، كما هو الوضع في السنوات الماضية الأخيرة، من شأن تأرجُح تركيا المستمرّ بين روسيا والغرب أن يزيد من ويلاتها في سياساتها الخارجية والأمنية.



#كرم_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع القرن وحرب فرض النفوذ
- أكذوبة -نظرية المؤامرة- غيّبت الشعوب العربية عن الصراع العال ...
- الحرية بين الإعتقاد والحقيقة
- أسباب النكوص في المسار الثوري
- المجتمع المدني كجوهر ثقافي في حياة الشعوب
- دور المجتمع المدني في بناء المجتمعات
- الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح
- في ظل اضمحلال التنوير وسطوة التعصب: كيف يتعامل الإسلاميون مع ...
- الحرب في مواجهة الهوية: سوريا نموذجاً
- سرطان البيروقراطية.. النمسا نموذجاً
- الألم ديدن الإبداع ودفق الحياة
- فوضى الإسلام السياسي: بين حماقة الأداء واستغلال المنهج
- حديث مستفيض في ماهية الحب
- إيران من تصدير الثورة إلى تدمير المنطقة
- الأسلمة ومعارك الصراع الأيديولوجي بين الفكر الحداثي والتقليد ...
- عجز دولي لمواجهة التمدد الإيراني في الشرق الأوسط
- أستراتيجيات دول المشرق العربي بين الغباء والتواطئ
- هل يعود المسيح من بوابة السيطرة اليهودية على أوروبا
- راديكالية الجماعات الإسلامية وأساطيرها الجهادية
- الاسلاميون وحقوق الأنسان


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تركية