أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /2














المزيد.....

سهد التهجير /2


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


تعاني الحمير في المنطقة من الاكتئاب الشديد بسبب شعورها الدائم بما يجري حولها
ما تريده هو الانطلاق خارج الاسوار المصنوعة من النفايات العالية و رائحة النتانه المستمرة في القاع

كأن الإنسان نسي شعوره بما حوله من متغيرات و استسلم لما بين يديه من فتات داخل هذة الحدود
و الحمير أشجع منه في الاحساس بنية الهروب نحو المجهول الذي لا تدركة عيون الإنسان .

لعن الاب القدر الذي جلبه هنا مع براز الحمير و عفونه ثنائي أكسيد الكربون و الميثان
و لا حول له و لا قوة بعد أوامر السكن الجديدة سوى عصا الخيزران على ظهور الحمير ليطيعوه و يعطوه احساس السلطة للحظات
احساس يغير الالهه منذ انبثاق فكرة وجودها لتدلل هيمنتها و سيطرتها على البشر عن طريق المراسلات السماوية و غضب الطبيعة الأم و هلاوس احلام النبوة لتدعيم مراكز الإيمان بقوتها و جبروتها او بالنصح و الحكمة و التعاون و علاقة البشر ببعضهم و طريقة أداء الطقوس الفوقيه الأنانية او طريقة التقديم بقربان لاحم او عند طريق ممارسة الجنس لانتشار النسل و تعمير الأرض أو تدميرها لا يهم .... الخ .

لا يهم الالهه سوى الطاعة لها و القسوة في تطبيق أحكامها على المعترضين بيد ممن يملك القوة عن طريقها و بأسمها يتغير كل شيء بل تتجدد طريقة العبادة او يضاف لها لاهوت جديد و يمحى القديم و كل هذة الممارسات تدعم الحكم السياسي الأرضي الذي يملك القوة بيديه كما تملك الالهة قوتها فوق البشر و كأن هناك توأمه بين الحكم الارضي الذي يملك القوة و الحكم السماوي الذي يملك القوة ايضاً .
تلك القوة لا يهم ان تكون غيبية ام علنية فهي فوق نقد البشر و تتحكم بمصيرهم لا بل تتدخل في ادق تفاصيل جسدهم و افكارهم
قد تقاوم بعض الفئات الباحثة هنا و هناك لكنها لا تلبث أن تصمت و تلغى أمام جبروت السيل القادم أرضيا و سماويا بيد المدافعين عن سلطة القوة خوفا منها و جهلا فيها او دفاعا عنها لمصالح شخصية سلطوية او تقديسا لها دون أعمال العقل على النقل و الطقوس الانتهازية التي تفرغ الحكمة من دواخلها و تكمم السؤال و النقد و الاستهزاء
لأن بداية سقوط المقدس هو الاستهزاء الطفولي الممزوج بشك السؤال .

يتفاعل الود في القضايا المفصليه بين من يملكون القوة حتى في هذة المنطقة تظللها الالهه من فوق التل البعيد لتمنح ذو الرداء الأسود الحكم و السيادة الشرعية لمسك زمام الأمور
و يلغى دور المهمشين ذوو الطبقات الآدنى في السلم الحاكم في المنطقة من المشاركة او إبداء الرأي في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعاصرة التي تخصهم بل يقوم من يملك القوة بأخذها بالنيابة عنهم مدعياً مصلحتهم باللغة البراقه التي تفقد معناها مع وجود السلطة القمعية و اجهزتها حينها تتطوع اللغه فلسفيا لنصرة الطبقات العليا ممن يملكون موارد الإنتاج و روحانية الاتصال بالسماء
اما الطبقات الدنيا تقوم بالدعاء فقط و الاتكال على من يملك مصير رؤؤسهم لعله يرق قلبه يوما ما فيغدق بالودق او بأعياد التسول و التنمية الحرة حينما يفرح .

تدرك الحمير أهمية حياتها و كرامتها لذلك انتحر بعضها لإعلان صرخه تحدي ضد العدوان الارضي و السماوي
كأن الانتحار نذير بؤس قادم ليبعد الغيوم عن المنطقة لتتسكع شمس الامل حول مناجاتهم الوطنية .

تصدرت ألاغلفة لصور المرشحين لقيادة المنطقة نحو الصلاح و الفلاح
لا تشترك الفئات الدنيا في الترشيح أو التصويت بل الأمر شورى بينهم كما فعلها (حلوج ابن سرواح ) مؤسس منطقة التهميش و العدم
احتار في تسميتها فاختار بعد عناء طويل اسم (ظل الله) و هكذا اصبح الله يلقي ظلال رحمته على الحمير المرهفه ضد الإنسان العاصي الذي لا يعقل موازين التفكير و التطوير .

أصاب الأب أزمة استحمام في شتاء قارص و أصبحت رائحته كرائحة أهل المنطقة
التمييز المتقدم لمعرفة الشخص هو رائحة جسدة فقط
بصمة الشخص التابع للمنطقة هي رائحته الخاصة دون عطور خارجية و تزيين
و مع تطويع الحمير اخذت رائحتها تحبو لجسدة
و من جسده انطلقت لجسد زوجته و بحكم الامومه الأسرية انتقلت للأطفال
قد يلتهم الاب أبناءه دون وجود الام حينما يجوع او يجعلهم طعم لجلب الطعام أو يستعبدهم ليبيعهم على سبيل المقايضة لأمر هام .
تستمد المنطقة نسبها من الأم الحاملة للجنين لكن ينكر وجودها بالنسب و يلصق الاب اسمه مع اسم الجنين الخارج من رحمها دون معرفة مصدرة بنسبة عالية
و تعترف نساء المنطقة ليلاً للتل المقدس الغريب الرابض خارج حدود المنطقة بأسماء الآباء الحقيقيين .

من تعترف يسقط عنها اثم العقاب الاخروي و تأخذ صفح الإلهة
لان الاعتراف في المنطق الأخلاقي للمنطقة معناه الاستسلام لحكمة الالهة و تأييد لرسالتها و ما دام النسب في الحالتين يتجة نحو الاب إذن الالهة تغفر و تبارك
و لكنها تعاقب من لم تشير للاب الذي زرع فيها الجنين
فلا نسب يتجه نحو الأم رغم أنها من تمنح حق النسب
فحينها يقوموا بدفن الطفل الذي لا نسب ابوي له حياً في التل و تنفى الأم خارج حدود المنطقة لتتلقفها الكلاب الجائعة و الذئاب و حيوانات متشوقة للقاء اللحم البشري الشهي بعد انحدار التل المقدس .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير /1
- سعادة الخيال المعاصر
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
- الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
- احاديث دينية في سن السادسة
- الشمس تحدق في الزقاق
- حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
- ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
- الله و الديمقراطية
- عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /2