أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [17]















المزيد.....



الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [17]


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 20:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(31)
النسخ: دالة شرك وافتراء..
[الشيطانُ يعدُكم الفقرَ ويأمرُكم بالفَحشاء، والله يعدُكم مغفرةً منهُ..]- (البقرة 2: 268)
[لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقيرٌ ونحنُ أغنياء..]- (ال عمران 3: 181)
[انَّ اللهَ لا يغفرُ أنْ يُشرَكَ به.. ومَنْ يُشركْ باللهِ فقد افترى إثماً عظيماً. ألَمْ تَرَ إلى الذينَ يُزكّونَ أنفسَهمْ، بل اللهُ يُزكّي مَنْ يَشاءُ ولا يُظلَمونَ فتيلاً. انظرْ كيفَ يَفترونَ على اللهِ الكذِبَ،وكفى به إثماً مُبيناً]- (النساء 4: 48- 50)
(1)
مسيحي ولكن..
قلت: ان محمّدا وطاقمه، بذلوا جهودا مضنية في بداياتهم، لتقعيد فكرة النبوّة والرسالة، وأنّ الذي هاجمه في الغار(!!) كان (جبريل)، وليس (أبليس) الخناق الوسواس. وإلى حدّ كبير، نجحت خديجة بنت أسد، قريبة فاطمة بنت أسد، امرأة عبد مناف، في إقناع زوجها الشاب الطموح، أنّه نبيّ مصطفى، شأنه شأن موسى وداود، وربما السيّد المسيح أيضا.
تزوّجت خديجة من محمّد وهو في العشرين، وهي في الأربعين- وبحسب رأيي، لم ينجبا أطفالا، سواء لتجاوز المرأة سنّ الانجاب، أو لعجز محمّد عن الانجاب، ولذا نعتوه بالأبتر-. وعندما بلغت خديجة الستين ومحمّد الأربعين، بدأ الرجل يعاني من أعراض صحية ونفسية وذهنية، مما يختلط بالكهولة، وبالتغيرات الفسيولوجية والبيولوجية، التي لا تختلف عن استحالات كيان المرأة عند الاكتهال.
في هاته المرحلة، كانت خديجة المتقدمة في السنّ، تفعل ما يفعله الناس في عمرها، وهو الميل للتدين، والتهيؤ للقاء ربّها. وربما كانت تصلي وتقرأ في الإنجيل، وتلتقي ورقة القس أكثر من المعتاد. ولا يُستَبعَد أن تكون لهم كنائس ومعابد للعبادة والاجتماعات الدورية للصلاة والامتلاء من الكلمة. وإلا.. ما معنى وصف ورقة بالقس، وابن ساعدة بالقس، إن لم تكن لهم كنائس وميادين صلاة وعبادة.
وكان نجاشي/(ملك) الحبشة، يسعى في الجزيرة ويؤسس الكنائس/(قلايص) فيها، من شواطئ اليمن، صعودا نحو مكة. وكان محمّد - غالبا- جزء من ذلك الجوّ الديني العبادي. وهنا لا بدّ من التنويه؛ انّ العبادة المسيحية تعتمد على (حضور) الربّ، والحديث المباشر معه، مما يرتقي بالنفس ويجعل الشخص لا يشعر بمسافة بينه وبين ربّ العرش.
وأنا أميل هنا إلى الرأي القائل بتأثر محمّد بالأجواء والأفكار المسيحية، وفكرة الرسالة والتبشير، التي هي جزء من الايمان المسيحي: (كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا أيضا)- (يو20: 21)، (إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم)-(مت 28: 19). فالإرسالية موضوعة على الجميع .
لقد أهمل مؤرخو الإسلام، وكما يعترف ابن هشام البصري المصري (ت 833م)، بأنه استبقى من كتاب ابن اسحاق النوفلي، ما يخصّ النبيّ ونسبه وما يتصل بنبوّته. وهذا يعني عملية استئصال وحشية، لكثير مما وراء الموضوع. والبحث الإجتماعي والتاريخي، يعمل في الكواليس وما وراء النصّ؛ وهذا ما عدمه مؤرخو الإسلام.
ان الشخص المسيحي المخلص الذي لا يطبق الوصايا العملية، يشعر برعدة واضطراب، وتأنيب ضمير. ويبدو أنّ هاته الحالة أصابت محمّدا، وحرمته الشعور بالطمأنينة والاستقرار، كما تؤكد ذلك كلّ القصص والأحداث، التي فسّرها المؤرخون من علامات النبوّة.
ومفاهيم النبوّة والرسالة في الفكر المسيحي، مختلفة تماما عما هو لدى العرب. ومن المؤكد أنّ خاصية المبالغة والكذب والتأليف العربية لعبت دورها؛ وإلا.. فاليهود لم يفتخروا بأنبيائهم ويبالغوا في قداستهم وأعاجيبهم، ولم يفتخر الفرس بزرادشت وماني، ويهيلوا عليهم من القصص والخرافات، بنية التعظيم والتأليه، ومثلهم الهنود الهندوس وأتباع بوذا.
فالواضح، أنّ لغة العرب ومخيالهم وراء المبالغة والتطرف في صناعة محمّد ونبوّته ورساليته، وإحاطتها بهالة من الأساطير والخارقية، حتى جعلوه فريد الزمان وطفرة دارون الانتخابية، وسوبرمان العرب، قبل أن يخترع جيري سيكل [1914- 1996م] شخصية سوبرمان الكوميدية الخارقة في (1948م).
(2)
نرجسيّة وعبادة شخصية..
لا بدّ أن غياب حاضنة محمّد [بحيرا، ورقة، خديجة، عبد مناف]، وهم حرّاس صومعته؛ كان ضربة كارثية، أكبر من أن يحتملها شخص عادي، كان دائما ف كنف رعاية. ان الشخص النرجسي، المهمش إجتماعيا، لا يستطيع احتمال المواقف العصية وقبولها. ولذلك يلجأ إلى التطرف في مواجهتها: التطرف في رفضها والهروب منها؛ أو التطرف في الانقلاب عليها والتمرد على نفسه وطباعه وأفكاره، ليخرج منه شخص مختلف ومتطرف.
وقد حاول محمّد الاحتمالين: محاولة الانتحار واللحاق بزوجته في العالم الآخر؛ الانقلاب على ذكرى خديجة والاستعاضة عنها بغيرها. الانتحار ليس عملا عاديا، وينطوي على شجاعة إستثنائية. ان ايقاع الأذى والموت بشخص آخر، أهون على الانسان من ايذاء نفسه وقتلها.
ولم توات الشجاعة محمّدا، للتخلص من حياته، أكثر من مرّة. وهكذا انصاع لرأي أصحابه، في تغيير (الجوّ) والبيئة، والانتقال إلى يثرب. وكان أول منجز أقدم عليه في يثرب، هو زواجه من (أم سلمة) المتقدمة في السنّ، لغرض الحصول على الرعاية والدفء الإجتماعي، وليس لغرض الجنس والانجاب.
أما المنجز الثاني، فهو تعلقه ببنت رفيقه، الذي طالما إستقبله في بيته، بعد غياب خديجة، فلم يجد غير التعلق بالطفلة التي كان يلاعبها؛ ويا للغرابة، أن لا يحترم علاقته بعائلة مضيفه، ويعجز عن توقر براءة الطفولة، وهي من الخصائص الطبيعية لكل إنسان وحيوان سويّ.
لم يكن هذا أمينا في بيت صاحبه: [ثانِيَ اثْنَيْنِ، إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا؛ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ]- (التوبة 9: 40)؛ فكيف يكون أمينا في أمور الناس، أو أمور (الله)!..
بالمنظر النفسي، هاته أعراض نرجسية مريضة بشكل خطير. نرجسية، تصل إلى حدّ تصوّر أنّ (الله)- حاشاه- صنع كلّ شيء من أجل إرضائه وإمتاعه وإشباع شهواته/(سورة الأحزاب 33: 37)؛ كما ترجمتها السبأية الإمامية، بالإحالة على (أهل الكساء).
أين هاته الشخصية المضطربة والمتمزقة داخليا، من شخصية: [وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ]- (ال عمران 3: 159).
زثمة.. فكلّ تصرّفات محمّد اليثربية، كانت من قبيل الهوس وداء العظمة والسوبرمان ذي المكانة الكونية الذي وضع رفعه الله على العالمين، وقدمه على جميع جنس بني آدم. هذا المرض الغرائبي، الذي لم يسبق لمخلوق ادعاؤه، هو معجزة محمّدية.
لكنها وللأسف، معجزة لا تخرج عن دائرة الجنس والجسد والانتفاخ؛ وإذا كان الانتفاخ والغرور من صفات أبليس، فأن عقدة الجنس والنساء، أعراض مرضية، لشخص محكوم بالعنّة والعقم. ولم يشفه إلهه منهما، فحاول خداع الناس والتاريخ، بالتفوق عليهم في حيازة النساء، وأنه أعطي قوّة أربعين رجلا في النكاح.
وفي نفس الوقت، منع المسلمين من نكاح نسائه من بعده، لكي لا تنكشف إسطورة مروره اليومي على تسعة نساء، فضلا عن خوفه من إفشاء نسائه لأسراره الجنسية والجسمية. وهذا يكشف أيضا، لماذا لم يتزوج باكرا، فيفتضح أمره، فضلا عن وصفه بالأبتر، التي جعلها صفة لربّه: [إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر]- (الكوثر 108- مكيّة)
بل أنّ أحدا من الأمم، لم يتطرف جدا، ليرفع (نبيّه) إلى درجة الاختلاط بصورة الخالق ومرتبته؛ بالشكل الذي يقدم القرآن شخص محمّد مقرونا باسم الله؛ له ما له، وعليه ما عليه
أيها المؤرخون وساسة العصر.. انتبهوا.. لا تتهموا: جوزيف ستالين [1878/ 1922- 1953م] وبنيتو موسوليني [1883/ 1922- 1943/ 1945م] وأدولف هتلر [1889/ 1931- 1945م] وكيم ايل سونغ [1912/ 1948- 1994م] بالنرجسية و داء العظمة وعبادة الذات؛ ثمة من هو أقدم وأعرق وأخطر وأشرّ، أولئك ماتوا جميعا، وهو يعيش في ذهن مليار ونصف شخص اليوم، يكادون يعبدونه فوق خالق الكون!.
(3)
(طه حبيب الله)..
لمناقشة سؤال: هل محمّد صانع أو مصنوع؟.. هو سؤال إشكاليّ ذو حدّين: فمن جهة، ثمة سلوك مباشر مسجل باسمه، ويتدعم هذا السلوك، بنصوص قرآنية؛ ومن جهة أخرى، فأن الرواة والمحدثين، المؤرخين والمفسرين، ما كانوا ليكتبوا ما كتبوه، لوما وجدوا أسسا وقرائن، يستندون عليها، سواء في القرآن، أو الأثر.
لكنّ الكتبة، يتحملون مسؤولية المبالغات والغلوّ ف تلك القصص، وما يمكن إحاطتها من خرافات وأساطير، من الأدب الشفاهي العالمي، أو استعارات توراتية تلمودية انجيلية، وإسقاطها على شخصية محمّد، والأدب الإسلامي الزاخر، بشكل لا يناسب محدودية الواقع الصحراوي، وجهالة العرب.
لا جرم أن محمّدا نجح في (إحتكار) إسم (الله)، واحتكار (التحدث) باسمه، والتعبير عن أفكاره ورغباته. ولا يفوت قارئ القرآن الشعور، أن خطاب محمّد وخطاب الله واحد، ومن غير أدنى مسافة بينهما. بمعنى، انّ محمّد هو المتحدث الرسمي المطلق باسم ربّه.
وانّ أفكار الله عن أهل الكتاب وقريش والأعراب، إنما هي أفكار محمّد ورغائبه نفسها. ورغم أن الصورة التقليدية عن (الله) أنه ثابت قديم لا عرف التغيّر والتبدّل والانحطاط، فأنه قابل للتبدل والتحول والانحطاط والانفعال في القرآن. كيف ومتى تحقق اتحاد محمّد وربّه، واتحد خطابها، وصار الاثنان واحدا.
[إن كنتم تحبّون الله فاتّبعُوني يُحْببْكم اللهُ ويغفر لكم ذنوبكم]- (ال عمران 3: 31)
[أطيعوا الله والرسولَ، لعلّكم تُرْحَمون]- (ال عمران 3: 132)
[الذين استجابوا لله والرّسولِ من بعدِ ما أصابهم القرحُ، للذين أحسنوا منهم واتقوا، لهم أجرٌ عظيمٌ]- (ال عمران 3: 172)
[تلكَ حدودُ اللهِ ومن يُطعِ اللهَ ورسولَهُ يُدخلْهُ جنّات... ومَنْ يَعصَ اللهَ ورسولَهُ ويتعدَّ حدودَهُ يُدْخلْهُ ناراً]- (النساء 4: 13- 14)
[يودّ الذين كفروا لو تُسَوّى بهم الأرضُ ولا يكامون اللهَ حديثا]- (النساء 4: 42)
[أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرّسولَ وأوليي الأمر منكم، فإن تنازعتمْ في شيءٍ فرِدّوهُ إلى اللهِ والرّسولِ]- (النساء 4: 59)
[تعالوا إلى ما أنزلَ اللهُ وإلى الرّسولِ]- (النساء 4: 61)
[وما أرسلنا من رسولٍ إلا لِيُطاعَ بإذنِ اللهِ]- (النساء 4: 64)
[ومن يُطعِ اللهَ والرّسولَ فأولئكَ مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيينَ والصدّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحسنَ أولئك رفيقا]- (النساء 4: 69)
[مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا]- (النساء 4: 80)
[ومَنْ من بيتِهِ مُهاجِراً إلى اللهِ ورسولِهِ ثمّ يُدركُهُ الموتُ..]- (النساء 4: 100)
[آمنوا باللهِ ورسولِهِ والكتاب الذي نزّل على رسولِهِ والكتابِ الذي أنزلَ من قبلُ]- (النساء 4: 136)
وقد تجسّدت هاته المتلازمة، في منطوق (الشهادة) الإسلاميّة، التي تميز المسلم من غيره، وتكشف تسخير الله واحتكاره لأجل محمّد، وبطلان الشهادة لله من غير محمّد، مهما كان. وهذا يعني أنّ (الله) لا يعني شيئا للمسلم، إلا من منظور محمّد. ورغم أن الأيمان الأولي في القرآن يتمثل في [الله واليوم الآخر والعمل الصالح]-(المائدة 5: 69)، فأن ذلك سرعان ما اختزل ونسخ في متلازمة [الله- محمّد]، متحوّلا من (الايمان الوحدوي)، إلى (الإسلام المثنوي)، الذي يكون فيه الله مسلما تابعا لمحمّد في نرجسيته وشبقه ودمويته وانفصامه، إلى درجة (التأله)؛ وبشكل ينتهي معه (الله) خادما للذات المحمّدية، وليس العكس.
هاته المتلازمة المرضية، ليس غير إسقاط شخصي (للذات المحمّدية) على (الذات الإلهية)، ولا جرم أنّ القانون المصري، يقذف كلّ من يمسّ محمّدا، بتهمة المساس بالذات الإلهية.
وعلى رغم أن القرآن لا يساوي شيئا، ولا ينطوي على قيمة، بنزع الأصول اليهودية والمسيحية/(الكتاب المقدس) من بين دفتيه، فقد نجح محمّد في إلغاء الرسل والأنبياء والسيد المسيح، وجمعهم تحت مسمى واحد (مسلمون).
فابراهيم مسلم وموسى مسلم والمسيح مسلم، بل أن آدم مسلم ونوح مسلم وجبريل مسلم والجنّ مسلمون، و(الله) نفسه مسلم، يصلي على محمّد وآله وصحبه.
[إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ]- (ال عمران 3: 19)- مدنية
[وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ]- (3: 85)
فالإسلام المحدث والهشّ والعرضي، ابتلع كلّ الديانات والعقائد السالفة، وجعل نفسه بديلا عنها وسيّدا عليها، وذلك ليس بحكمة أو توجيه سماوي، وإنما بقوة السيف والإرهاب والعصاب البشري/[النفسي والذهني] الذي يختال به المتطرف غرورا، دون عقل أو حكمة أو أخلاق.
لقد أساء محمّد ومعلّموه فهم وتفسير وتطبيق آيات الأنجيل ووصايا المسيح. وفيما يقول..
[يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا]- (النساء 4: 171)
ولم يكفِه مضاهاة يسوع المسيح بآدم: [إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون]- (ال عمران 3: 59)، إنما غالى في رؤيته ناسخا الصورة التقليدية لإبراهيم وذريته: [وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.. وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ]- (البقرة 2: 124- 128)
[إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]- (البقرة 2: 131)
[وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]- (البقرة 2: 135- 136)
(4)
حديث خرافة يا أمَّ عمرو
في كلّ هذا لا تجد غيرتكرار فجّ وتعويل مغالي على الملفوظ اللغوي لمشتقات مفردة (أسلم- يسلم- إسلام- مسلم)؛ وكأنه بذلك يغشى الذهن ويعطله عن معنى لفظة (مسلم)، التي لا تتعدى ملفوظ الشهادتين، والمقصود من ورائهما تصديق نبوّة محمّد.
لقد وضع الطقم الفقهي الإسلامي أنفسهم موضع التزوير والإدانة، عندما جعلوا تصديق محمّد ونبوّته، شرطا لزما لتصديق الله؛ وهم بذلك جعلوا (محمّدا) فوق (الله). ولم يستحوا أن يجعلوا الله مصليا على (محمّد)، وهو ما لم يحصل ولم يزعمه أي كائن آخر.
ولعلّ سخرية المسلمين من (صلاة السيّد المسيح) في بعض مواضع الإنجيل، وبتعبير بخس: كيف يصلى الابن لأبيه، أو كيف يصلي الله لله؟.. والأولى بهم فك طلاسم القرآن واللاهوت في الإسلام، ليتبينوا الحق من الشرك والطاغوت.
الجبان لا يصنع فكرة ولا يبني دولة ولا يبلغ غاية. والساعي في الحقّ لا يحمل سيفا، ولا يجيش بلاطجة ضد المسالمين، ثم يدعي أنّ (الله/حاشاه) ينصره. فلو آمن أنّ الله هو الناصر والهادي، لما لجأ إلى العنف والتهديد وقطّ الرقاب. ولكن (فيروس الغباء) والعقل العاطل، صدر من الصحراء، وجعل له أمّة ابتلت به، وضيّعت بصيرتها.
انزعوا القداسة عن البشر المفترين.. اخلعوا هالة الخوف عن أبليس ومشتقاته وأتباعه.. تحسسوا أدمغتكم ولا تخشوا أن تفركوها قليلا.. أن تفقدوها بشجاعة، أشرف من أن تعيشوا جبناء ومغفّلين..
اخرجوا من (قبر) الإسلام وإرهاب محمّد، لتكشفوا خواء العقيدة التي استعبدتكم بالوراثة..
جربوا ترك الصلاة والصوم ، واكتشفوا أنها بلا معنى ولا روح..
المسوا (قرآنكم) بلا وضوء ولا طهارة ولا صلاة، واكتشفوا أنه لا يضرّ ولا ينفع..
ابتعدوا عن مراسيم الحجّ وزيارات القبور والمراقد الدينية السنية والشيعية، لتكتشفوا أنكم تعبدون الأوثان والموتى، وتعبدون البشر من الملالي الذين يستعبدون عقولكم وأجسادكم ونفوسكم، بالوراثة.. وأنتم طبعا لا تريدون أن تكونوا إضحوكة..
انظروا إلى الملايين التي تحررت من خواء (الإسلام) وهجرته..
انظروا إلى ملايين (العابرين) من عفونة الظلمة إلى (نور المسيح) السماوي الذي ليس فيه غش ولا يراوغ ويستعبد ويذلّ..
(5)
ما كانت (الإبيونية) غير هرطقة دينية، تشكلت خيوطها من عقائد وشبهات قديمة ومضطربة، عجزت أن تستقيم على منوال، سوى أنها امتداد مشوّه لديانة الأنوثة المؤلّهة المندثرة.
وكان لكلّ جماعة منها رمز أنثوي يجري توقيره وتقديسه، ونسج طقوس ومراسيم حواليه، وبشكل يعتبره العوام ديانة مستقلة.
في داخل كّل شخص، نقطة جذب للماضي ولرمز عصي على الاستجابة، يتمثل في طلسم مغلق، سرّ جاذبيته هو غموضه وفراغه وعدم فهمه أو إدراكه أو إعلانه عن ذاته.
وليس ثمة ما هو أشدّ إغراء وغموضا، من شخصية الأمّ. وليس من مولود فاهم والدته، ولا مدرك لسرّ الانجاب والحياة..
ويعتبر العلم أن الأم هي أول من خطرت له فكرة الزراعة، وأول من لزمه الإستقرار لمتابعة مزروعاه، ورعاية أطفاله.. وأول من احتفر ملجأ/السكن.
ومن آثر ذلكم، أن حظت الأم/ المرأة/ الأنثى، بالتدرج، بمكانة اجتماعية ونفسية في مجتمع الرجال: (أزواج وأبناء). وكانت المجتمعات الأولية هي مجتمعات أمومية/ أموية، تتمتع فيها المرأة بمركز القيادة والادارة، ومن أبرز آثارها، مصطلح (كنداكه) التي معناها الملكة الأم عند الأمازيغ.
ولم يخلُ القرآن من إشارات للآلهة المؤنثة/(سورة النجم)..
[[أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى. أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثى]- (النجم 53: 19- 21)
[إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى]- (النجم 53: 27)
وفي الفكر الديني اللاحق، تحولت الآلهة المؤنثة، إلى (ملائكة أنثى).
وقد عمدت الطائفة الإبيونية لتقديس شخصية السيّدة (مريم) ومنحها مكانة مبجلة ومركزية في الصلوات والشفاعة، وجعلت كل جماعة لنفسها مرموزية أنثوية، تتزلفها وتتشفع لديها، ومن أشهرها (الزهرة) عند قريش.
وعمل الفكر الإسلامي اصطفاء شخصية أنثوية، تكون مرموزها الأنثوي الشفاعي، رغم أن الإسلام، ديانة ذكورية رجولية دموية فظة. وهو ما فتح باب الصراع والسجال، أمام جملة شخوص، اختلف الفقهاء في شأنها، ولما كانت لمحمّد أكثر من امرأة، وكلّ منها تتمتع بلقب (أمّ المؤمنين)، عسر التركيز على احداهنّ، وقد نجحت عائشة على احتكار الموقع، وتهميش سواها.
لكن أعداء هذا الفريق وجدوا رمزا آخر، يلتفون حوله، هو شخص (فاطمة) زوجة إمامهم، وكانوا من الحذق، أن ربطوا بينها وبين شفيعة قريش الوثنية (الزهرة)، فاصطنعوا منهما لقب (فاطمة الزهراء)، وأهالوا عليها من مخيالهم من الأوصاف الميتافيزيقية والكرامات ما لم يخطر لأتباع عائشة.
هاته الإبيونية الوثنية المشوّهة، والتي قربها البعض من (الأريوسية) أو (النسطورية) هي مرتع طفولة (كتم) وحاضنته الدينية التي عرف منها خلالها رموز (مريم) و(المسيح)، التي احتلت شأنا لفظيا وجدليا بين دفتي القرآن، دون تقديم جوهر العقيدة المسيحية القائمة على الفداء والخلاص، وليس الطقوس والمراسيم والاستعراضات اللغوية الميتة.
من هنا كان رفض القرآن لعقيدة الفداء : [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا]- (النساء 4: 157) وذلك نقلا عن تعليم الطوائف المشوّهة.
ان نفي فكرة الفداء في المسحية، لا يعبر عن رقة شعور، أو موقف إنساني، ولا موقفا ما ضدّ جماعة اليهود أو الحكم الروماني في حينه، بقدر ما عكس رفض عقيدة (الخلاص)، وثمة.. جملة المنظومة المسيحية، وجملة رسالة يسوع المسيح، التي من أجلها، أتى المسيح إلى هذا العالم.
(6)
رفض محمّد لرسالة المسيح وخلاصه، لا ينفي إعجابه الشخصي بشخصية يسوع المسيح وعظمته الإعجازية. وهو ما يفتح باب النسخة المضافة من سيرة محمّد، القائمة على استعارة سيرة السيّد المسيح ومنجزاته ومعجزاته، وإسقاطها على شخصية (محمّد)؛ وبشكل رسم لمحمّد سيرة إسطورية، تنافي ما ورد عنه في قرآن مكة، من كونه بشرا ورسولا لا يعلم الغيب ولا أتي بآية، يتحدى بها مجادليه من اليهود وقريش.
محمّد في الأخباريات هي مجمع العلوم والغيوب، كان حاضرا عند نشأة الكون، ومعاصرا لكل الأنبياء والرسل والملوك، وملما بكلّ خبايا وأسرار الشعوب والأمم، وأكثر من ذلكم، يعرف قصص النمل والكلاب والدواب وما من جارية في الأرض، ليس لدى محمّد خبرها.
محمّد الذي أضاء مولده فضاء (بصرى) وحملته الملائكة إلى موضع، تفتح فيه بطنه وتملأه بالنور: [وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ]- (حز 36: 26)؛ وصولا إلى إحاطته بالملائكة وتحيات الحجر والشجر من حواليه.
وقد نسب الرواة والمحدثون غير قليل من قصص الاسرائيليات والانجيل لسجل محمّد، مثل شفاؤه عين شخص وإشباعه جمهور من الناس، والمستقاة من قصص ومعجزات كتابية سابقة.
لا أدري حدود ذكاء مؤرخي الإسلام، في خداع القراء، وكيف اعتقدوا أن الحضارة لن تتطور عن حدود علم الصحراء، فلا تنتشر الكتب الدينية ومعارفها، ولن يتاح للناس الاطلاع والمقارنة والتحقيق، وكشف السرقات والمفتريات والدعاوى الباطلة، فضلا عن كشف الخرافات..
عن عائشة: حدَّث الرسولُ نساءه ذات ليلة حديثًا، فقالت امرأةٌ منهن: كأنَّ الحديثَ حديثُ خُرافَةَ؟ فقال: أتدرين ما خُرافةُ؟ إنَّ خُرافةَ كان رجلًا من عُذْرَةَ، أسرَتْه الجنُّ في الجاهلية، فمكث فيهن دهرًا طويلًا، ثمَّ ردُّوه إلى الإنس، فكان يحدِّث الناسَ بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خُرافة!
الحافظ العسقلاني [1372- 1449م] في الإصابة/(2: 232) قال: قرأتُ في كتاب (الأمثال) للمفضل الضبي (ت 780م) قال: ذكر إسماعيل بن أبان الوراق، عن زياد البكائي، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن عبدالرحمن، قال: سألت أبي - يعني عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود - عن حديث خرافة، فقال: بلَغني عن عائشة أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: حدِّثني بحديث خُرافة، فقال: ((رحِم اللهُ خُرافةَ، إنَّه كان رجلًا صالحًا، وإنَّه أخبرني أنَّه خرَج ليلة لبعض حاجته، فلقيه ثلاثةٌ من الجن، فأسَروه، فقال واحد: نَستعبده، وقال آخر: نعتقه، فمرَّ بهم رجل... فذكر قصَّة طويلة!
وقيل: إنَّ رجلًا أخذه الجنُّ في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكان فيهم، فاعتبره عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حُكم المفقود، فأبان امرأته بعد أربع سنين، فحاضَت وانقضَت عدَّتها وتزوَّجَت، فتركه الجنُّ، فخيَّره عمر رضي الله عنه بين أن يردَّها عليه وبين المهر!
ويستطيع القارئ المقارَن، أن يتمكّن من (الكتاب المقدس)، ومن (القرآن) والأخباريات، ليجد كم النقول والاستعارات والاختلاسات التي جرؤ عليها وعاظ السلاطين والسراطين، لتدبيج السّير والأحاديث والتفاسير والتواريخ، لصناعة النبوّ المحمّدية.
(7)
من هو محمّد؟..
ثمة صنف من المؤرخين، يكذبون وجود بعض الشخصيات التاريخية فعلا، وكما سبق الدكتور طه حسين في هذا المجال، فأنّ (نبيّ الإسلام) شخصية وهمية أدبية، صنعها كتاب البلاط العباسي، وأهالوا عليها ما أهالوا، كما اختلفوا فيها وبشأنها خلافاتهم الناعرة لليوم؛ وفيها النقيض ينقض نقيضه.
واقع الحال، لا توجد في تواريخ الملوك ولا سير الأنبياء والقديسين، شيء من رائحة التناقض والاتهام والشكوك، التشائعة في كتب الإسلام. وما من تناقض وافتراءات وغلوّ في كتاب، كما هي في قصص محمّد وعلي وذريتهم التي مزقت الأمة، ونشرت فيها الشقاق والنفاق والاضطراب والدم.
أما إسم محمّد الذي انطلى على البشرية طويلا، فهو إسم ديني. أما الإسم الحقيقي لابن آمنة، فهو (كتم) والبعض يكتبه (قثم). وفي وقت متأخر، حل اسم (محمّد) محلّ (قثم). وفي القرآن وردت سورة (محمّد) مدنية. فما أصل إسم محمّد؟..
قيل ان إسم (أحمد/ محمّد) هو إسم عبري (يهوذا)، ومعناه بالعربية: (الحمد/ حمدالله).
يهوذا هو أحد أبناء يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم، وهو أكبر أبناء ليئة، والموصوف بأسد يهوذا الذي من ذريته داود، ومن ذريتها يسوع المسيح. وقد تم العثور على عملات من القرن السابع الميلادي تحمل إسم (محمّد) وبجانبها رسم (الصليب). ويفسّر المؤرخون ذلك، بأنّ إسم (محمّد) هو صفة للمسيح يومذاك.
ان اسم (محمّد)، المشتقّ من الحمد، معناه رفع الحمد للمحمود الذي هو الله. ولفظة (محمّد) صيغة مبالغة تشير إلى مستحق الحمد، الذي هو (الله). فكل من (محمّد) و(محمود) هي من ألفاظ الجلالة ولا تليق ببشر. وهذا يعدنا لسورة (الحمد) التي جعلها عثمان فاتحة للكتاب.
ما العلاقة بين جملة (الحمدُ للهِ ربّ العالمينَ)، وتسمة (محمّد): أي موضوع الحمد، الذي يرفع ويتجه إليه الحمدُ، المرفوع من البشر، العباد، وهل هؤلاء عباد الله، أم عبيد النبيّ.
يبدو أن (الحمدله) مرتبطة بلفظ (عبدله)، والعبودية الدينية الإقطاعية..
هل المدعو (محمّد) هو قرين (الله)، أم هو رديف (المسيح).. ولماذا يتوجه إله المسلمون في عباداتهم بدل الله، وهذا يشمل طوائف المسلمين الذي يرفعون عباداتهم وتضحياتهم بأسماء بشر أمثال علي وفاطمة والحسن والحسين والعباس وأمثالهم.. أم أنهم يتوسلونهم ويتشفعونهم، زلفى لله.. وهذا ما قالته قريش عن اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى.
شكرا للغة التي أسست للكذب والرياء..
شكرا للبلاغة التي جعلت الكذب صفة مقدسة للبيان.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [16]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [15]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [14]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [13]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [12]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [11]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [10]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [9]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [8]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [7]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [6]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [5]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [4]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [3]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [2]
- الناسخ والمنسوخ وما وراءهما- [1]
- أنا لا أعبد موتى
- بصراحة.. لا غير//2
- بصراحة.. لا غير..
- أين ينظر العرب؟.. (5)


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [17]