أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - الفلسطينيون … وهاجس التطبيع !















المزيد.....

الفلسطينيون … وهاجس التطبيع !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية ما المقصود بالتطبيع ؟ التطبيع ببساطة وكما افهمه : ان تعود الامور الغير طبيعية الى طبيعتها … اي ان تُعامل اسرائيل معاملة اي دولة اخرى لا مشاكل لها مع دول المنطقة ، وان تعود العلاقات بكل اشكالها ، ويتم استيعابها بشكل طبيعي مع دول المنطقة وشعوبها . وباختصار معناه شرعنة الوجود الاسرائيلي والنظر اليه وكأنه امر واقع يجب الاستسلام له ، والاعتراف به ، ونسيان التاريخ وعقده ، وكأن شيئاً لم يكن !
الفلسطينيون يعتبرون التطبيع جريمة بحقهم وبحق قضيتهم ، وانه سيكون بداية النهاية لها ! اما فكرة التطبيع والخوف منه ومن نتائجه ليست وليدة اليوم او الساعة وانما ترجع جذورها الى العام 1948 .
( وكان رد الفعل الفلسطيني الأول، عقب حرب 1948، مقاومة أيّ نوع من التقارب بين العرب وإسرائيل، قد يسفر عن تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية )
منذ النكبة وبداية الصراع مع دويلة اسرائيل الفتية 1948 رفع الفلسطينيون شعار المقاطعة بكل اشكالها مع اسرائيل ، وتعاملوا معها وكأنها وباء لا يجوز الاقتراب منه ، وحرَّموا اي نوع من التقارب بينها وبين العرب ، واعتبروا او توهموا ان المقاطعة وعدم التطبيع سيكون سلاحاً فعالاً بوجهها وسوف يثمر عن شئ !
كما يبدو ان الفلسطينيين لم يكونوا على ثقة تامة بنوايا الحكام العرب المرتبط بعضهم ارتباطاً وثيقاً بالغرب ، وخوفهم الدائم منهم الذي تحول الى هاجس مما يمكن ان يحدث تحت الطاولة بين الحكام العرب ( المهددون دائما بالخيانة والعمالة ) والاسرائيليون دون علم الفلسطينيين مما يفرض عليهم واقع جديد لايريدونه ( ازمة ثقة ) .
من اخطاء الفلسطينيون القاتلة في رأيي المتواضع انهم اعتمدوا على العرب في تحرير ارضهم اكثر من اللازم ، وحملوهم مسؤولية قضية اكبر من امكانياتهم وقدراتهم المحدودة ، وحولوا صراعهم مع الاسرائيليين الى صراع عربي اسرائيلي ( الصراع العربي الاسرائيلي ) ، واستمر هذا الشعار حتى وقت قريب حيث فقد الكثير من بريقه في طريق الصراع الطويل ، واصبح الان من الماضي الذي لا يعرف عنه الجيل الجديد شئ ، الا ما يدرسونهم اياه في المدارس !
ان الفاصل الزمني الذي امتد لاكثر من سبعين عام ، والذي حدثت خلاله حروب دامية بين العرب والاسرائيليين واعقبتها الحروب الاهلية التي بدءت قبل عقد من الزمن والى الان دون نهاية قريبة انهكت العرب واستنفذت كل قدراتهم تقريباً ، ورشحتهم بقوة للركوع الطوعي ، واعطت الاسرائيليين الوقت المريح لتطوير قدراتهم العسكرية والاقتصادية ، وتعزيز علاقاتهم الممتازة مع الغرب اضف لها مساندت ودعم يهود الخارج اللامحدود لقضيتهم ودولتهم الجديدة .
في وقت كان فيه الشعب الفلسطيني ومنذ بداية الصراع ولحد الان لا يمتلك قيادة كارزمية مؤهلة تحضى بقبول الكل قادرة على قيادته لاسترداد حقوقه التاريخية ، بل كان القادة العرب من المتاجرين بالقضية هم من يقودون الصراع الذي أخذ صفة القومي ، كما لم يتبنى الفلسطينيون ايديولوجية ثابتة ومشتركة يعتمدون عليها في تحرير ارضهم ، فقد كانوا يتنقلون من القومية الى اليسار الى الاسلام وهكذا على مبدء التجربة والخطأ ، والاسوء انهم انفسهم وليس قياداتهم فقط ممزقين بين هذه الايديولوجيات الثلاث ولحد الان …
فقد فرضت القيادة الفلسطينية الاخوانية المتدينة مفهومها على الشعب الموجود في غزة ، والذي يقاسي الامرين من حصار اسرائيل الخانق وصرامة وتشدد الاسلاميين … ففرضت عليهم النظام الاسلامي الصارم كخيار للصمود والحياة وتحرير الارض ، في حين الضفة تتبنى فكرا علمانيا يختلف حتى التناقض مع ما موجود في غزة … والعلاقات تقريبا شبه معدومة مع الغزاوييين ، ويتعاملون مع بعضهم البعض وكأنهم طرفي نزاع وليسوا اخوة وشعب واحد .
وعليه اذا كان من تطبيع فمن باب اولى ان يكون اولا بين غزة والضفة او بين عباس وهنية ان صح التعبير قبل الحديث عن خوف الفلسطينيين من تطبيع العرب مع اسرائيل . فالفلسطينيون بحاجة ماسة الى التطبيع فيما بينهم ليكونوا نموذج يمكن ان يحتذى به امام العرب ، وسحب احدى الحجج المهمة ( هل تريدوننا ان نكون فلسطينيون اكثر من الفلسطينيين ) التي يرتكن اليها البعض لتبرير لهاثهم وراء التطبيع .
وهذا امر اراه معقد الى حد كبير لانه يقتضي ان يتنازل احد الاطراف عن ايديولوجيته ، بمعنى اوضح اما عباس يضع العمامة ويطلق اللحية ، او هنية يرتدي الكرافاتة ويحلق لحيته ، وهذ لا و لن يتحقق حتى في الاحلام !! وهذه واحدة من اهم مآسي العرب !
في الحقيقة … لم يشارك كل الفلسطينيون في النضال الفعلي من اجل استعادة حقوقهم ، وانما اقتصر الامر على نُخب معينة من المتطوعين الفلسطينيين المتحمسين ، واكتفى الباقي بالمشاهدة والحماس عن بعد دون تقديم اي دعم مادي اوغيره الى القضية ، ونرى هذا النوع من الفلسطينيين موجود حتى الان خاصةً بعد ان استقروا في دول عدة واسسوا حياتهم وقسم كبير منهم تجذر فيها مستمرئين الواقع الجديد ، وكأن القضية قضية شعب آخر وليست قضيتهم ، عكس الاسرائيليين العائدين من دول الشتات بعد ان احرقوا كل السفن ، ولم يبقى امامهم الا الصراع من اجل البقاء فكان الصراع بالنسبة لهم صراع وجود … ان تكون او لا تكون !
نسمع هذه الايام في الاعلام نغمة اراها غريبة ، وكثيرا ما يرددها البعض بالقول ( سنحرر الارض والمقدسات ) ، وكأن الارض ليست من المقدسات في مفهوم الاخ الاسلامي القائل الذي كما يبدو يقدم هذه التي يسميها بالمقدسات على باقي التراب ألفلسطيني ، واكيد يقصد بها المقدسات الاسلامية في القدس ، وهذا منطق مشوه ! فحماس المصلين الفلسطينيين الذي نراه على الشاشات من نساء ورجال من اجل الدخول الى المصلى واداء الصلاة ، وعراكهم والتحامهم مع الشرطة الاسرائيلية يبدو وكانه خطوة للوصول الى الجنة ، وليس الى شئ من فلسطين ! واما الاستماتة من اجله لو تعممت على كل الفلسطينيين في الداخل ستأتي ربما بشئ . وعلى هؤلاء الناس من فاقدي البوصلة الاختيار بين الجنة تحت الارض ، وبين فلسطين فوقها !
اليوم يجب ان تكون هناك مواجهه مع الذات ، ولا بأس في جلدها ، ولا داعي الى ضم الرؤوس في الرمال ، فمشروع التطبيع يسير وفق خطوات مدروسة وسيتفجر عما قريب من اكثر من دولة ، والتمهيد له بات واضحا للاعمى والبصير فالمسألة مسألة وقت ، اما الشعوب العربية فالعوض على الانترنت ! والمهلة التي اعطيت للفلسطينيين للتفكير في تصفية القرن سارية المفعول ، والامريكان والاسرائيليون لا يمزحون !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبل السري للارهاب الاسلامي … !
- الارهابيون ذراع الله على الارض … !
- اللعب عند حافة الهاوية … !!
- لسنا ضد الدين وانما الدين ضدنا … !!
- الاخوان … والتمسك بأهداب أمل لن يأتي !
- الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !
- القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
- الاديان … نتاج العقل البشري !!
- نزعة الانتقام في الاسلام … !
- مفهوم الرحمة في الاسلام … !!
- الدخان الابيض … !
- القضية الفلسطينية … الى اين ؟!
- العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
- هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
- العراق هو العنوان الاكبر … !
- تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل ا ...
- من هو صاحب السلطة والقرار في العراق ؟!
- حصان طروادة الوهابي في مصر …!!
- طرف ثالث … !
- وماذا بعد … !!


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - الفلسطينيون … وهاجس التطبيع !