أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - المقامة الإدلبية














المزيد.....

المقامة الإدلبية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 6496 - 2020 / 2 / 21 - 00:42
المحور: كتابات ساخرة
    


الوضع في ادلب غامض , غير مفهوم , يمكن القول أنه سوريالي , سوريالي لدرجة أن صبحي حديدي أصبح يكتب بطريقة أكثر سوريالية من بريتون نفسه : "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدرك جيدا أن الذهاب أبعد مما ينبغي في تجاوز حدود اللعبة ليس البتة في صالح موسكو سياسيا كما أنه عسكريا نقطة ضعف فادحة في جانب النظام السوري كما أثبتت التجارب السابقة" .. ما الذي أدركه أردوغان و ما هي نقاط ضعف النظام , و ما أكثرها , و ما هو الذي في صالح موسكو , بل ما هي اللعبة و حدودها , سنعود لهذا بعد قليل .. يتحدث الجميع عن إدلب على أنها الاسم الجديد لعلاقة من نوع خاص جدا بين بوتين و أردوغان .. علاقة معقدة جدا كما يصفها بشير البكر , علاقة من النوع الذي يحتاج إلى "دراية و رعاية و متابعة يومية" , علاقة حب و كره في نفس الوقت , غزل و خيانة , وعود , إطراء , بل و تعري حسب عمر قدور , كأننا أمام حلقة جديدة من مسلسل نور و مهند , أو "السلطان و القيصر" حسب قدور أو صراع الفيلة حسب بكر صدقي .. لكن سوريالية الموقف لا تتوقف عند غموض و تناقضات هذه العلاقة المعقدة عاطفيا , فجأة يكتب الجميع و يتحدثون بسوريالية رمادية : عمر قدور يرى أن القصف الوحشي على حلب ليس بالجديد "تماما" , أما مروان قبلان فهو يشير إلى أن الأمر قد أثار غضب الأتراك "أو بدا كذلك" , بشير البكر يحار في الإجابة على سؤال : ماذا كسبت تركيا مقابل التنازل للروس عن دورها كضامن بسوريالية : "لا أحد يستطيع أن يقدم إجابة شافية و هنا مربط الفرس" .. لا يفهم البكر أيضا أسرار هذا التحالف و ما إذا كانت المنافسة بين فريقيه تدور حول الحصة الأكبر من سوريا أم أنها مجرد تقاسم للأدوار .. أما أسعد العشي فيقول أنه من الصعب معرفة إلى أية درجة قد تكون تركيا مستعدة للانخراط في ادلب و من الصعب للغاية تخيل ما يمكن أن تكون مستعدة للقيام به في ادلب .. إن الوضع على هذه الدرجة من التشوش و التخبط الذي أصاب هؤلاء فما بالك بأمثالي .. لكن حب أردوغان و بوتين ليس عذريا , يحدثنا عمر قدور عن ستربتيز تركي في سوريا لكنه ستربيتز إجباري , تتعامل فيه موسكو بالقطعة ميدانيا أما تركيا فتمارسه بالقطعة لكن إستراتيجيا دون أن يحدد أية قطع تم خلعها و أية أعضاء تمت تعريتها .. لكن كتابنا السورياليين لا يخفون تعاطفهم مع أردوغان فيصعد به قدور إلى أعلى مئذنة آستانة ثم يبحث له عن سلم للنزول , و تارة يحاول الإشارة إلى ما قد يستر به عريه , أما البكر فيتحدث بألم عن تعرضه للخيانة من شريكه و يعود قدور ليتحدث بأسى عن أردوغان الذي رغم "نجاحه في إقصاء خصومه و التحول إلى زعيم أوحد" , لكنه خسر جزءا من شعبيته عدا عن أن القاعدة البرجوازية الداعمة له قد تنقلب عليه .. قصة حب محزنة بالفعل .. قد يكون كتابنا عاجزون عن فهم أو تحليل علاقة الحب القاسية و المعقدة هذه أما بالنسبة لنا ففهم هذا التحول المفاجئ لهؤلاء الكتاب الذين لا يمكن اتهامهم أبدا بالتعاطف مع السورياليين ناهيك عن اتهامهم بأنهم سورياليون لنجدهم فجأة أكثر سوريالية من الجنابي و أن نجدهم فجأة يطلقون العنان لخيالهم أكثر مما فعل دالي و آراغون فإن الجواب على هذا بسيط جدا .. فعلاقة الحب هذه , أو التفاهم أو التشارك أو المساكنة هذه , بين أردوغان و بوتين هي بين حبيبين , أحدهما يصفه ميشيل كيلو بأنه كنس الشعب السوري بقنابله و صواريخه خارج وطنه و أغرقه في البحر أو تركه في العراء و وصفه بسام مقداد بالشريك في المقتلة السورية .. إن السؤال الذي يهرب الجميع من الإجابة عليه إلى غموض السوريالية و متاهاتها : كيف يمكن لأردوغان , الذي يهيم به هؤلاء و يحزنون لانصراف الناس عنه بمن فيهم رفاقه القدامى و برجوازية بلاده أو لأن نصيبه في الكعكة السورية أخذ يتضاءل , كيف يمكن له أن يقع في غرام مثل هذا الحبيب الذي يصفه هؤلاء بالقاتل , كيف له أن يتعرى أمام بوتين , كيف له أصلا أن يتفاهم مع بوتين و يتطارح معه الغرام و يغازله علنا أمام الجميع .. أخيرا هناك شيء يتفق عليه كل هؤلاء : السوريون كلاجئين هم أزمة بالنسبة لتركيا و لبلاد العرب و المسلمين , صحيح أن قضيتهم إسلامية , عربية , سنية بل و عثمانية في مواجهة التمدد الإيراني , الشيعي , الصفوي , الفارسي , لكن حلها ليس مسؤولية أي من القادة الذي يتنطحون و يتنافسون على ألقاب قادة العالم الإسلامي , السني , العربي , أو العثماني .. هم كلاجئين أو كفضية إنسانية مسؤولية المجتمع الدولي فقط ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء صعلوك فان
- نحن و القرن الحادي و العشرون
- إنه ليس زمن الثورة ضد الطائفية في سوريا بعد
- كلمة للشباب في الساحات
- حوار مع ثوار سوريين
- قراءة في الحتميات
- نصائح ثورية
- من مسرحية محمد لفولتير
- المسيحية – لويس ماسغويرير
- الخلاف حول المتعة الجنسية – إميل أرماند
- أقوال غير مأثورة
- باكونين عن النزعة السلافية
- استيقاظ الشعوب - ميخائيل باكونين
- عن الاقتصاد الريعي
- أجوبة على أسئلة الحوار المتمدن عن الحراك الجماهيري و الثوري ...
- الهوموفوبيا ( رهاب المثلية الجنسية ) كعنصرية
- الطائفية و العالم و نحن
- من أقوال الأناركي ادوارد آبي
- عن المجتمع – لورانس لابادي
- نقد لبعض المعتقدات الأناركية الحالية – ماكس نيتلاو


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - المقامة الإدلبية