أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - هل انتهى فعلاً المشروع القومي العربي الوحدوي ؟















المزيد.....

هل انتهى فعلاً المشروع القومي العربي الوحدوي ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 19:58
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد ثبت بالملموس أن خطاب ورؤية التقدميين والقوميين والثوريين العرب في منتصف القرن العشرين حول القضايا المصيرية الاستراتيجية للأمة العربية كانت صحيحة نظرياً :أهمية وضرورة الوحدة العربية ،طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي ،العلاقة بين العرب والغرب وعملائه في المنطقة ،رؤيتهم لجماعات الإسلام السياسي وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين كحليف للغرب وأحد أدواته المناهضة للقومية العربية ولحركة التحرر والتقدم ،تخوفاتهم من دول الجوار –تركيا وإيران وإثيوبيا – كأصحاب مصالح ومطامح معادية للمشروع القومي الوحدوي العربي وكحلفاء للغرب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال تقاطع المصالح .
كانت رؤيتهم صائبة في التشخيص ووضع اليد على الحلقة المركزية في الصراع والتمييز بين التناقضات الرئيسية والتناقضات الثانوية ،إلا أنهم افتقروا إلى الاستراتيجية القومية المشتركة وأدواتها التنفيذية بما يتناسب للرد على هذا المحور الغربي الصهيوني والرجعي العربي .
انتكست الفكرة القومية الثورية التحررية مبكراً بعد انفصال مصر عن سوريا 1962 ثم بعد هزيمة حزيران 1967 ،حتى القوى القومية التي كانت مؤهلة لقيادة قاطرة المواجهة القومية – حزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب والناصرية – لم تكن منسجمة مع بعضها البعض ،ولم يكن هذا نتيجة خلل في الفكرة الوحدوية بل لخلل في ادواتها التنفيذية ولكون الفكر القومي آنذاك كان متهما بشائبة الطوباوية والتعالي على الأعراق غير العربية .
بالرغم من كل أوجه الخلل التي صاحبت مرحلة المد القومي التحرري إلا أن أية مقاربة للواقع العربي الراهن ومحاولة فهم ما يجري من الصراعات وشبكة التحالفات تُعيد للذاكرة بشوق وحنين وألم زمن الخمسينيات والستينيات .
ما يميز المرحلة السابقة فيما يتعلق بالعلاقات الجوانية للنظام العربي أن المرحلة السابقة وبالرغم من غياب الديمقراطية ،وعسكرة الدولة والمجتمع ،والانقسام ما بين أنظمة تصنف نفسها كأنظمة تقدمية وثورية وقومية ذات علاقة بالمعسكر الاشتراكي ،كالأنظمة القائمة في مصر الناصرية وسوريا والعراق ولاحقاً ليبيا القذافي يقابلها أنظمة وحركات إسلام سياسي يصنفها المعسكر الأول بأنها رجعية يمينية تابعة لواشنطن وللغرب عموماً .. ،إلا أن الساحة العربية كانت تشهد حضوراً وجدلاً فكرياً وأيديولوجياً ما بين التيارات القومية والماركسية والإسلامية والوطنية ،كما كانت الدولة الوطنية متماسكة والنزعات الطائفية والمذهبية أقل حضوراً بكثير مما عليه اليوم .
أما المرحلة الراهنة فإنها تشهد ،انهيارات وشبه غياب للأيديولوجيات القومية والماركسية الثورية ،تغول للإسلاموية السياسية المقيتة ،حالة فوضى وانفلات أمني ،تغليب الانتماءات الطائفية والمذهبية على الانتماء للدولة الوطنية ،تطاحن العرب مع بعضهم البعض وتآمرهم على بعضهم البعض ،حالة قحل فكري وتنظيري عن أمة عربية أو مشروع قومي عربي أو تضامن عربي أو أمن قومي عربي ،تفكُك الدول الوطنية التي كان القوميون ينعتونها بالدول القُطرية المؤقتة التي تمهد لدولة الوحدة العربية ،كما يغيب عن المشهد أي زعيم قومي عربي يمكن أن يجمع العرب من حوله ويتكلم باسمهم .
في مقابل ذلك يصعد ويهيمن المعسكر المحافظ والرجعي الذي أصبح أكثر شراسة وقوة بفعل ما راكمه من ثروات النفط والغاز والعلاقات المتينة مع المعسكر الغربي بل ويتحمل هذا المعسكر مسؤولية كبيرة في حرف مسار الربيع العربي ونشر الفوضى والفتنة الداخلية ،بالإضافة إلى انتشار الجماعات الإسلاموية التي صنعها بداية الغرب والرجعية العربية .
أما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية ومع دول الجوار خصوصاً ،فنلاحظ تمدداً للمشروع الصهيوني من خلال فرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية المحتلة ،تطبيع مع إسرائيل بعضه مُعلن وبعضه خفي ،تجرؤ دول الجوار- تركيا وإيران وأثيوبيا – على انتهاك سيادة دول عربية تحت ذريعة الدفاع عن مصالحها القومية وبما يعرض استقرار وأمن الدول العربية بل وتتدخل عسكرياً بصورة فجة ،كما يعود الحضور العسكري والأمني للولايات المتحدة ودول غربية للمنطقة العربية ليجعل أي حديث عن السيادة العربية نوعا من الخيال أو السراب .
لا يمكن استبعاد نظرية المؤامرة في تشخيص وتحليل ما نُعِت بـ (الربيع العربي) وما أدى من فوضى مدمِرة ،والمآل الذي صار إليه الحال خصوصاً في سوريا وليبيا واليمن حتى الدول العربية الأخرى تأثرت بدرجات وأشكال متفاوتة بهذه الفوضى ،فطبيعة القوى الفاعلة في الصراعات الدائرة في المنطقة تؤكد بأن الروح الثورية الوطنية للجماهير التي تحركت باكراً في تونس ومصر ودول أخرى تم توظيفها من طرف الدول والقوى المعادية للأمة العربية ،والتي تحدث عنها القوميون والثوريون العرب الأوائل ،ليحولوا ارهاصات الثورة الشعبية إلى حالة فوضى مدمرة للدولة الوطنية ولحلم الوحدة العربية .
للأسف ففي الوقت الذي تتكالب فيه القوى المعادية على الدول العربية التي كانت محل رهان بأن تكون قاطرة الوحدة العربية وحائط صد أمام تغول أصحاب المشاريع الفاعلة في المنطقة :المشروع الصهيوني ،المشروع الإيراني ،المشروع التركي ،بالإضافة إلى المشروع الاستعماري الامبريالي ،في هذا الوقت تقاتل كل دولة عربية بمفردها بل وتتآمر على بعضها البعض ،كما لا يوجد زعيم عربي قومي واحد ولا زعيم حزبي قومي بل ولا توجد إلا قلة من المؤسسات الفكرية التي تدافع عن الفكر القومي العربي وعلى رأسها مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت والذي يعيش حالة حصار مالي ،بل حتى على المستوى الوطني لا يوجد زعيم يُجمع عليه الشعب وكل القادة والأنظمة تواجه أزمة شرعية .
كل طرف من الأطراف أو المشاريع المتصارعة في المنطقة على مغانم وأراضي العرب يعرف ما يريد ويتصرف استراتيجياً في سياق مشروع قومي واضح ،بينما (العرب) مختلفون فيما بينهم ولا توجد استراتيجية توحدهم يشتغلون عليها ولو في حدودها الدنيا ،وبهذا غاب القرار العربي الموَحد بل حتى القرار الوطني المستقل على مستوى كل دولة وأصبحت الدول الأجنبية بما فيها دول الجوار هي صاحبة القرار فيما يخص مستقبل ما كان يسمى العالم العربي .
لا يعني كل ما سبق الاستسلام للأمر الواقع وردم التراب على المشروع القومي العربي كما فعلت إسرائيل وأمريكا وجماعات الإسلام السياسي والأيديولوجيات الطائفية والمذهبية والشعبوية ،بل إعادة بناء المشروع القومي العربي الوحدوي الحضاري على أسس جديدة ،وهذا الأمر لن يكون من خلال الأنظمة العربية والأحزاب السياسية القائمة بل من خلال مبادرة مفكرين قوميين عرب .
قد يبدو الأمر بالنسبة للبعض وكأنها دعوة للمستحيل ،فعن أي عرب تتحدث وسط كل هذا الخراب والدمار المادي والثقافي والفكري والأخلاقي ؟ ،ولكن لو فكرنا بواقعية عن مستقبل العرب والخيارات والبدائل المطروحة عليهم بعد أزمة وفشل الدولة الوطنية ،وما الحقه مشروع الإسلاموية السياسية من خراب ،وتراجع الأيديولوجية الشيوعية ،وتغول دول الجوار وإسرائيل والغرب الخ ،فإن الدعوة لاستنهاض المشروع القومي الوحدوي العربي تستحق التفكير .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمسك بقرارات الشرعية الدولية لا يكفي لوحده لمواجهة صفقة تر ...
- قرارات الإدانة والشرعية الدولية لا يكفيان لمواجهة السياسة ال ...
- ردود الفعل على صفقة ترامب اخطر من الصفقة ذاتها
- تركيا وإيران ،أعداء أم أصدقاء ل (العرب)
- الثورة الفلسطينية كانت وما تزال على صواب
- دولة خارج سياق الزمان والمكان
- حتى لا يكون الرئيس أبو مازن كبش فداء المرحلة
- واشنطن تغتال سليماني والعرب سيدفعون الثمن
- خطيئة الإخوان المسلمين في فلسطين
- هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟
- عقدة الانتخابات الفلسطينية لا تكمن فقط في الممانعة الإسرائيل ...
- تآمر العرب على بعضهم أخطر من تآمر الأباعد عليهم
- دور مصر المركزي في إنجاح أو إسقاط مخطط دولة غزة
- النظام السياسي الفلسطيني ،من الأزمة إلى الانهيار
- أفول نظرية القيادة الكاريزمية
- استشهاد أبو دياك وتراجيديا الأسر والشهادة
- حركة فتح وتحدي الانتخابات العامة
- شرعنة الاستيطان شرعنة للاحتلال وانقلاب على الشرعية الدولية
- غزة لا تحتمل كل هذا العبث المميت باسم المقاومة
- في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - هل انتهى فعلاً المشروع القومي العربي الوحدوي ؟