أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم مطر - ما هي : الهوية الوطنية العراقية؟














المزيد.....

ما هي : الهوية الوطنية العراقية؟


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثيرون يتساءلون عن معنى هذا المفهوم او التعبير الذي يتردد كثيرا بصورة عمومية وغامضة. بل حتى الذين يدعونه، في غالب الاحيان لا يدركونه بوضوح. بل هنالك جماعات حزبية استولت على هذا المفهوم، امثال : (مثال الالوسي) و(الحكيم) و(اليساريين والشيوعيين)، وهم بالحقيقة يتبنون الثقافة المناقضة لها: الانفصالية الكردية، والطائفية!
ان (الهوية العراقية) مثل جميع هويات الاوطان، تتكون من جانبين مكملين لبعضهما لا يمكن فصلهما: جانب الماضي والتاريخ، وجانب الحاضر:
1ـ الجانب التاريخي:
ان وحدة تاريخ الاوطان عموما نتاج للوحدة الطبيعية لجغرافيتها. فتاريخ مصر نتاج وحدتها حول (نهر النيل). وتاريخ ايران نتاج لوحدتها(داخل هضبتها المحاطة بالسلاسل الجبلية)، كذلك نفس الحال بالنسبة لـ(هضبة الاناضول ـ تركيا)، و(انكلترا ـ جزيرة)، و(فرنسا ـ محصورة بين بحرين وسلسلتين جبلتين) و(الصين ـ جبال وبحر)، الخ.. كذلك بلادنا العراق، محصورة بين (جبال زاخاروس وبادية الشام) التي في وسطها (وادي دجلة والفرات). جميع مدن بلادنا منذ فجر التاريخ وحتى الآن تقع في هذا الوادي العظيم: نينوى ـ دهوك ـ ، اربيل، كركوك، ديالى، الانبار، بغداد، وصولا الى البصرة والاحواز. ان هذه الوحدة الجغرافية حتمت وحدة الناس وتزاوجهم مهما اختلفت اصولهم، ليشتركوا بنفس التاريخ والحضارة والدولة، رغم الصراعات السياسية بين المناطق:(نينوى وبابل وسومر وعيلام : الاحواز)، وهذه المنافسات الداخلية للسيطرة على عموم الوطن، امر طبيعي حصلت في تواريخ جميع الاوطان، وخصوصا بين الجنوب والشمال. لهذا فأن تاريخنا الوطني، ليس سومري او آشوري او بابلي، او (غوتي وكاشي: كردي) او سرياني مسيحي او عربي مسلم او(تركماني اتابكي)، بل هو جميع هذه المسميات والحقب.(علم الجينات الحديث اثبت ان غالبية الجماعات العراقية، خصوصا العرب والاكراد، يشتركون بنفس الجينات، أي نفس الاسلاف الاوائل: لنا عودة لهذا الموضوع).
نعم، دون الايمان باننا (نشترك في الماضي) يستحيل الايمان باننا (نشترك في الحاضر). وان وحدة تاريخنا ليست ارادة سياسية مفروضة، بل نابعة من وحدتنا الجغرافية التي فرضتها الطبيعة.
2ـ الحاضر:
ان (الهوية الوطنية العراقية) تستند ايضا على الحاضر بتنوعاته الثقافية والقومية والدينية والمناطقية. ان (الايمان بالهوية الوطنية) يعني (الايمان بوحدة جميع مكونات الشعب العراقي)، والانتماء المعنوي والتضامني لجميع ثقافاتها وعقائدها ولغاتها. (العراقي العربي)، مهما شعر بالتعاطف والتشارك مع باقي الشعوب العربية، يبقى الاقرب اليه فعليا ومصالحيا، العراقي: الكردي والتركماني والشبكي والسرياني. كذلك (العراقي المسلم) مهما شعر بالتعاطف مع باقي المسلمين في العالم، فأن الاقرب اليه فعليا ومصالحيا، اتباع الطوائف الاخرى من مسيحيين وصابئة ويزيدية..
* * *
إذن الايمان بـ(الهوية الوطنية العراقية) يعني بكل اختصار:
1ـ التثقف والتعرف على(تاريخ بلادنا) بجميع مراحله ومناطقه. وهذه يفرض الاطلاع الكافي على (جغرافية بلادنا) وتنوع بيئاتها وتأثيرها على الجماعات التي تقطنها.

2ـ التثقف والتعرف على(حاضر بلادنا) أي على مختلف جماعات الوطن(قوميات وطوائف)، بتواريخها ومناطقها وميراثاتها، واحترام خصوصياتها الثقافية واللغوية والعقائدية.

3ـ التخطيط لمشاريع المستقبل: ان اية دولة او تنظيم او شخص، يجهل (ماضي وحاضر) بلاده وشعبه، يستحيل عليه ان يفهم (حقيقة الوضع الحالي وجذور المشاكل)، وبالتالي امكانية التخطيط لمشاريع وطنية لتجاوز المشاكل وتحقيق الانجازات.
أن أي مواطن عراقي، او تنظيم سياسي، يدعي الايمان بالوطنية ووحدة شعبنا، ولا يتبنى ويشيع (ثقافة الهوية العراقية)، فأنه يبقى مواطنا وتنظيما، سطحيا شعاراتيا زائفا يكرر نفس خطايا النخب والاحزاب العراقية القديمة والحالية، التي بسبب تجاهلها لـ(ثقافة الهوية الوطنية العراقية)، ساد شعبنا وبلادنا ودولتنا، هذا التمزق والاحتراب والتعصب الطائفي والقومي، وسهل على القوى الاجنبية شراء ذمم النخب والقيادات العراقية، وجرها الى الخيانة والفساد..

هوية العراق نخلة متفرعة: الماضي جذرها، والحاضر جذعها، والمستقبل طلعها وتمـــرهـــــا..



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا ايها الصدر!
- لماذا الثورة الوطنية العراقية، وما هو فكرها الجديد؟!
- جميع الامبراطوريات الايرانية، بدأت ثم انتهت في العراق!
- العداء لامريكا ليس دليل الوطنية..بهذه الحجّة تبرر(ايران)، مث ...
- خفايا دور اهل الجنوب وعموم شيعة العراق في هذه الثورة الكبرى! ...
- شباب العراق، وحدهم المؤهلون لأحياء اهم مشروع تاريخي ينقص شعب ...
- معلومات اساسية لتفهم دور الثقافة والمثقفين في الثورة المطلوب ...
- الى جميع الحائرين والمتشككين بالثورة العراقية: ايران ؟! .. ا ...
- من المسؤول عن تخلفنا.. الراعي ام الذئب؟!
- الشخصية العراقية والشخصية الايرانية، العُشق الدامي!
- أشكرك يا صديقي المسلم، لقد صالحتني مع المسيح!
- (شبه القارة العربية)، لم يخلقها الفتح العربي الاسلامي، بل ال ...
- تحذير الى انصار ايران في العراق!
- من اجل تجمع عالمي اسلامي مسيحي، لتجريم الافلام الاباحية!
- التاريخ التاريخ، علينا بالتاريخ، فدونه تبقى الثقافة سطحية بل ...
- وزير خارجية ايران يهين التاريخ العراقي، بالاعتماد على التورا ...
- (نيروز) عيد الربيع العراقي!
- الحداثيون و(عصاب العنصرية الذاتية) ضد تاريخنا العربي الاسلام ...
- الميديون، وإكذوبة الحضارة الايرانية (الكردية؟!)!
- الحضارات المهيمنة، مقدّساتها ومدنّساتها المهيمنة!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم مطر - ما هي : الهوية الوطنية العراقية؟