أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية















المزيد.....

الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 19 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية؟

التجديد والتطوير والتغيير والحداثة أمور طبيعية فى الحياة وهى من سنن الله فى خلقه لإنها الدافع الأساسى للتقدم ، لكن عندما يكون التجديد مرادفا لرغبات محمومة من عدو للمسارعة بتطبيقه أو على الأقل يستهدف إرضاء ذلك العدو وإعجابه ، هنا الأمر يجب أن يجعلنا نتروى ونتحفظ إستنادا إلى التجارب التاريخية الحديثة ، فقد كان الإتحاد السوفيتى والشيوعية واليسار بوجه عام هم العدو الرئيسى للعالم الغربى والولايات المتحدة ، وكانت هناك ما تسمى بالحرب الباردة بما شملته من مواجهات عسكرية وحروب غير مباشرة وسباق تسلح رهيب بين الفريقين، وكذلك مؤامرات وتدابير محمومة كانت أغلبها موجهة من جانب الغرب ضد الإتحاد السوفيتى بهدف اسقاطه وتدميره أو على الأقل تقسيمه، وتم إستخدام كافة الأساليب القذرة فى تلك الحرب و منها الوسائل الإعلامية والثقافية والفنية ،فانهمرت الأعمال السينيمائية التى تشوه الاتحاد السوفيتى وتشيطن رموزه ،كذلك تشويه الشيوعية كفكر وربطها بالإرهاب فى الإعلام الغربى !! وأيضا ربطها بالإلحاد والكفر فى العالم النامى ! بل وصلت تلك الحرب إلى قتل المناضلين الشيوعيين من خارج الاتحاد السوفيتى أيضا بحجة الارهاب، مثلما تم قتل المناضل العالمى جيفارا وكذلك لومومبا (رئيس وزراء الكونغو) ثم تدبير قتل الرئيس المنتخب لشيلى سلفادور الليندى ، كذلك توريط الإتحاد السوفيتى فى حروب مباشرة كحرب أفغانستان لاستنزافه ، وفى ظل كل تلك الظروف المليئة بالعداء للشيوعية والإشتراكية واليسار تم فجأة الترويج لسياسات تحديثية تحت عناوين اصلاحية لإنقاذ الفكر الشيوعى والاشتراكية وتطويرا للاتحاد السوفيتى كى يلحق بركب الحداثة الأممية وتحقيق الرخاء والرفاهية للمواطنين ، وكان على رأس أولئك المطالبين بتجديد (الخطاب ) الاشتراكى ، السيد ميخائيل جورباتشوف، سكرتير عام الحزب الشيوعى السوفيتى ورئيس الدولة، و بدأت حملة التجديد وسط احتفاء غربى وبروباجندا اعلامية مؤيدة ومساندة للسيد جورباتشوف الذى إخترع سياستى" الجلاسونست " :والبرويسترويكا" ، واللتان كانتا تعنيان ،،المصارحة والمكاشفة ،، و،،اعادة البناء والهيكلة والتجديد ، وكانت تلك الشعارات المطروحة براقة وقتها ، فهى ترفع لافتات تجديد تراث الفكر الإشتراكى لمواكبة العصر ! و اتاحة الفرصة للحرية والنقد والمصارحة بلاخوف من أجهزة الدولة ،،
لكن الجلاسونست فعليا سمحت فقط للمواطنين السوفيت بالتصفيق والجعجعة والصياح تحت عنوان صناعة ظروف معيشية أفضل ، والمزيد من الحريات ، ووضع حد للشيوعية ، وبالتالى تم إستغلال ذلك المناخ لإستكمال شيطنة الفلسفة العامة للدولة وليس لتطويرها ، مما أدى إلى التفكك والإنحلال داخل وخارج المجتمع السوفيتى بدلا من التقدم والنمو ، ثم تم رويدا وتدريجيا الإقلاع بعيدا عن الفلسفة الحاكمة والتطلع للمعيشة الرغدة التى ستوفرها جنة الرأسمالية الغربية البديلة لشعارات المساواة والعدالة الاجتماعية ، وتدحرج الأمر بالطبع الى العديد من دول حلف وارسو الذى كان يجمع ويوحد العديد من الدول الاشتراكية لمواجهة حلف شمال الأطلنطى الأمريكى الغربى( الناتو)
حيث إنهمرت الاحتجاجات الشعبية فى بولندا ورومانيا ويوغوسلافيا وألمانيا الشرقية ، أما على المستوى الاقتصادى فقد كانت الكارثة أشنع، حيث إنه وتطبيقا لسياسة إعادة الهيكلة( البيروسترويكا ) فقد سارع جورباتشوف بتفعيل سياسات اللامركزية للحد من دور الحكومة في عمليات صنع القرار في الشركات والمؤسسات العامة ، وهو أمر كان من الممكن ان يكون طبيعيا لو تم فى ظروف مواتية لكن ما حدث هو أن ذلك التغيير أفسح المجال و أتاح الفرصة للأعداء بالتغلغل الى مراكز صنع القرار ، وتدمير الاقتصاد السوفيتى مما زاد الطين بلة حيث تفاقم الفقر وازدادت البطالة بفضل سوء الإدارة المتعمدة واستشراء الفساد الممنهج ، و بالتالى في حين أن جورباتشوف كان يأمل في أن تؤدي سياساته إلى إعادة إحياء الاتحاد السوفياتي ، كانت النتيجة الفعلية هى تدمير الامبراطورية السوفيتية تماما بحلول عام 1989 ، حيث سقط جدار برلين بين ألمانيا الشرقية والغربية ، وبعدها تمردت بولندا بلد مقر حلف وارسو ، ثم وبحلول عام 1991 ، تفكك الاتحاد السوفييتي نفسه من دولة واحدة إلى خمسة عشر جمهورية منفصلة، ثم تفتت يوجوسلافيا وقامت حرب البلقان بين الصرب والكروات والمسلمين فى البوسنة والهرسك، الغريب أنه وسط الجلاسونوست وحرية الرأى رفض البرلمان السوفيتى عام 1993 قرارات تفكيك الدولة، فقام رئيس الجمهورية الجديد يلتسين بدك البرلمان بالمدفعية والطائرات مما أدى لمقتل وإصابة الآلاف من البرلمانيين والشباب المتضامن معهم ، بحجة حماية الدولة( المدنية الديموقراطية) من الظلاميين أنصار عصور الديكتاتوربة والإرهاب وسط تأييد غربى إجرامى ؟ كما تلى ذلك ارتكاب مذابح فى جمهورية الشيشان الاسلامية ،وبعدها قام يلتسين بتسليم السلطة بنفسه وبدون ديموقراطية إلى خليفته بوتين والذى استمر فى حكمه الديكتاتورى الفردى ( الرأسمالى المافيوى) حتى الآن ، ( بدون ديموقراطية ولا حرية ولا تغيير ولا تجديد ولا حداثة ) بل لقد تحولت روسيا من دولة عظمى الى دولة مرتزقة تتجول من حرب لحرب مقابل الأموال بدون قيم ولا مبادئ ،وتتراقص نسائها لنشر الخلاعة والعهر فى الكثير من الملاهى الليلية فى كافة بلدان العالم ؟؟؟

ولا شك أن الأمر نفسه يعاد تدبيره مرة أخرى بعد انتهاء مرحلة تدمير( العدو) الإشتراكى حيث بدأت مرحلة جديدة هى مرحلة تدمير( العدو )الإسلامى فهناك تشابه بين ما تم سابقا ضد الاتحاد السوفيتى والإشتراكية ، وما يتم حاليا من مؤامرات معلنة ضد الدين الاسلامى كفلسفة جامعة للملايين من البشر باعتباره العدو البديل أو العدو التالى بعد الاشتراكية ، وهو ما جاء بالضبط على لسان الرئيس الأمريكى السابق نيكسون و رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، وكذلك الرئيس الأمريكى الحالى ترامب وأيضا رئيس الوزراء البريطانى الحالى جونسون وغيرهما ،،بالإضافة بالطبع لما هو معلوم من تبنى الكثير من الساسة الغربيين الآخرين سواء كانوا فى السلطة ام فى المعارضة لما ورد بكتاب "صراع الحضارات " الشهير الذى تم نشره عام 1996 من تأليف صموئيل هنتجتون، وهو أكاديمي وسياسي أمريكي، وكان أيضا مستشارا للحكومات الأمريكية والأجنبية، وتوفى في 2008، والذى أكد فى كتابه ان الصراع بعد انهيار الاتحاد السوفيتى سيكون حتما مع الحضارة الاسلامية ؟ ،،،والمدقق فيما يحدث حاليا من صفقة القرن واسقاط القدس والأقصى، والإسلاموفوبيا ، وتأجيج الصراع فى أكثر من بقعة من مساحة العالمين العربى والإسلامى ، والدعم اللامتناهى للقمع والفساد فيهما ، ثم تشجيع عمليات التشويه الممنهج للمجتمعات الاسلامية فى بلاد الحرمين ،،، يستنتج بسهولة ويسر المغزى الحقيقى لذلك الإلحاح الغريب والمستمر لتنفيذ ما يسمى بتجديد الخطاب الدينى الإسلامى فى الأزهر الشريف آخر قلاع المقاومة والدفاع عن هوية الأمة بأسرها ، عبر دعوات مشبوهة تأتى من غير المتخصصين ومن عملاء مأجورين مرتزقة، فى ظل عداء ممنهج للإسلام الذى يحاصر ويكاد يخنق فى مهد النبوة نفسها ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة فارك- بيتان
- محافظة المنيا كمان وكمان
- بيان مثقفى اليمين الفرنسى
- الغباء الاستراتيجى لليسار فى مصر والعالم العربى ,
- هههههههههه
- حال مصر ؟
- زملائى فى اليسار ,جلبتم لنا العار ؟؟
- المصادر الحقيقية للأخطار التى تهدد الدولة المصرية ,,
- النظام البرلمانى الطريق الوحيد لانقاذ مصر ,,,
- سيناريو واقعى وبسيط ,لحل المعضلة المصرية الحالية ,,
- العملية بوتين - مكرر
- عندما يتحول العلمانى المتمدن ,الى مجرم ومرتزق ,,,,
- سد اسرائيل فى اثيوبيا ؟؟
- العداء الوهمى بين السنة والشيعة فى العالم الاسلامى ,من وراؤه ...
- من الذى يشعل الفتنة بين الشيعة والسنة فى العالم الاسلامى ؟؟
- يا عزيزى كلنا سلفيون ,,,
- السلفيون والناصريون على كفة واحدة ,,,
- السيناريو الافضل لانقاذ الثورة المصرية ,,,,
- الى تيار الاسلام السياسى عامة ,والى الاخوان فى مصر خاصة ,,ال ...
- ماذا بعد التحالف مع اللصوص و القتلة ؟


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - الجلاسونست والبريسترويكا الإسلامية