أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الناسخ والمنسوخ في القرآن














المزيد.....

الناسخ والمنسوخ في القرآن


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 19 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احضر حاليًا كتابًا عنوانه
تفسير آيات النسخ خلال العصور

وهذه هي مقدمته الشبه نهائية

كل نظام قانوني، إن كان ديني أو وضعي (أي من وضع السلطة التشريعية)، يعرف مفهوم النسخ الذي يعني الغاء حكم سابق بحكم لاحق. وقد عرفه الفقهاء المسلمون بأنه رفع الشارع (أي الله) حكمًا شرعيًا بدليل شرعي متأخر. وهذا يحدث عندما يتعارض نصين وعُرِف تاريخ كل منهما، عندئذ المتأخر ينسخ المتقدم . وقد عبر الفقه الروماني عن هذا المفهوم بقاعدة فقهية تقول: Lex posterior derogat priori الشرع اللاحق ينسخ الشرع السابق. ويطلق على الحكم المُلغَى حكمًا منسوخًا، وعلى الحكم المُلغِي حكمًا ناسخًا.
وتتعدد أسباب النسخ. فقد يكتشف المشرع ثغرة في تشريعه فيقوم يتصحيحه، أو ان ألأسباب وراء التشريع القديم قد تغيرت فرأى المشرع مماشاة الوضع الجديد، أو أن مشرعًا جديدًا تسلم الحكم فرأى سن قوانين تخدم مصالحه ومصالح المجموعة التي تسانده. وإن القينا نظرة إلى النظم التي عرفتها البشرية، بداية بالمشرع الكبير حمورابي، نرى تطورًا مستمرًا نحو مجتمع أكثر احترامًا لحقوق الإنسان، حتى وصلوا إلى وثيقة حقوق الإنسان، ولكن عرفت البشرية أيضا انتكاسات في هذا المجال، نذكر منها على سبيل المثال القوانين الألمانية النازية التي استلهمت القوانين التوراتية، والقوانين الصيهونية النازية. وهذا التحول نحو الأفضل أو نحو الأسوأ لم يكن ممكنًا إلا بفضل نظرية النسخ.
والشريعة الإسلامية لم تشذ عن هذه القاعدة. فوفقًا للمصادر الإسلامية استمر الوحي لمدة 23 عامًا وقد صاحب مجتمعًا متغيرًا وقد طرأ على الأحكام التي جاء بها تغيرات قام القرآن ذاته بإخضاعها لمفهوم النسخ. وقد وضع الفقهاء المسلمون قاعدة فقهية تقول: لا يُنكر تَغَيُّر الأحكام بِتَغَيُّر الأزمان. وقد أثار موضوع النسخ خلافات في زمن النبي. واتهمه البعض بتغيير آيات القرآن لتتماشى مع أهوائه ونزعاته كما حدث مع إلغاء نظام التبني حتى يتمكن من الزواج من زينب امرأة زيد. ونذكر هنا قولًا شهيرًا لعائشة: «ما أرى ربك إلا يسارع في هواك». وقد ردت آيات قرآنية على هذه الإتهامات بأن هذا التغيير كان بإرادة الله، مستعملًا فعل نسخ وأنسى وأذهب وبدَّل ومحى. والمتتبع لتطور الشريعة الإسلامية يرى فيها، وفقًا لما جاء في الغالبية العظمى من المفسرين، انتقال من نظم أكثر تسامحًا إلى نظم متشددة تمثل سورة التوبة ذروتها، وخاصة من خلال الآية الخامسة التي يطلق عليها المفسرون إسم آية السيف، والآية التاسعة والعشرين التي تسمى آية الجزية.
ومع احتفاظنا في متحف اللوفر في باريس بمسلة حمورابي التي تتضمن قوانينه، لا أحد يفكر اليوم بتطبيق تلك القوانين. إلا أن المسلمين ما زالوا متمسكين بقرآنهم معتقدين أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، وأن لا نسخ بعد انتهاء الوحي بممات النبي محمد. وهذا هو سبب التوتر المتواصل بين رجال الدين والسلطة التشريعية التي نسخت الشريعة الإسلامية في كثير من المجالات، دون الإعلان عن نسخها. فالنص الديني يحتفظ بقدسيته، رغم معرفة القائمين على الأمور بأنه لا يمكن تطبيقه في زمننا. وهكذا قنن وزراء العدل العرب نظام العقوبات الإسلامي في القانون الجزائي العربي الموحد الذي تبنوه بالإجماع عام 1996 رغم أن غالبية بلادهم لا تقوم بتطبيق تلك العقوبات. مما يبقي الباب مفتوحًا أمام الصراع بين الدولة والحركات الإسلامية التي تغتنم الفرصة عند التمكن لكي تطبق تلك العقوبات، كما فعلت داعش في المناطق التي سيطرت عليها.
لا يعرف نظام قانوني جدلًا متشنجًا كالذي نجده في الشريعة الإسلامية عبر العصور حول موضوع الناسخ والمنسوخ. فعامة يمر الفقه في الدول الغربية مرور الكرام على مفهوم الناسخ والمنسوخ بإعتباره بديهية قانونية لا تقبل النقاش. أما في الشريعة الإسلامية، فقد كتب العديد من الفقهاء القدامى والمعاصرين المسلمين حول موضوع الناسخ والمنسوخ. ويذكر السيوطي في هذا المجال: «قال الأئمة لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ. وقد قال علي لقاضٍ أتعرف الناسخ من المنسوخ قال لا، قال هلكت وأهلكت» . ورغم أن الغالبية العظمى من المفسرين والفقهاء قد بينوا وجود آيات ناسخة وآيات منسوخة في القرآن، دون الاتفاق على عدد الآيات المنسوخة، إلا ان بعضًا منهم قديمًا وحديثًا أنكر إمكانية حصول النسخ في القرآن.
في هذه الدراسة سوف نتعرض لمفهوم النسخ في العهد القديم والعهد الجديد والقانون الوضعي، وتبرير النسخ في الإسلام عند المفسرين، ومعرفة النص المتأخر الذي ينسخ النص المتقدم، وأنواع النسخ في الإسلام، وعدد الآيات المنسوخة، والآيات المنسوخة بآية السيف، ونسخ الإسلام للديانات الأخرى، والفرق بين نسخ الحكم وعدم تطبيقه، ونظرية محمود محمد طه في النسخ الذي يريد التخلي عن قرآن المدينة والرجوع لقرآن مكة، ومنكرو النسخ قديما وحديثًا، وفتاوى ضد من أنكر وجود الناسخ والمنسوخ، والمطالبة بنسخ الآيات العنيفة في القرآن. وملحق الكتاب يتضمن نصوص مفسرين معتبرين منذ بداية الإسلام حتى يومنا هذا فيما يتعلق بالآيات التي تبرر النسخ في القرآن.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحي يوصي بدفنه في مقبرة مسلمة
- مقياس جديد للذكاء
- عودة للإخوان الجمهوريين في السودان
- خيانة الإخوان الجمهوريين في السودان
- هل يحق وهل يمكن ترجمة القرآن؟
- جدعون ليفي - شخص واحد ، صوت واحد لإسرائيل - فلسطين
- كذبة جامعة هارفارد والمطبلون الغربيون للإسلام
- -إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱ ...
- الزواج بين مسلمين وغير مسلمين وملحدين الحلقة 1
- الدين والديمقراطية وحقوق الإنسان
- اليهودية والإسلام ونقاش مع وفاء سلطان
- الفهم السليم للقرآن الكريم: سورة طه من الآية 53 إلى الآية 97
- تفسير سورة طه من الآية 1 إلى الآية 52
- إن كنت تريد ان تكون صادقا في نقدك للإسلام
- سامي الذيب نبي مستقل
- تفسير سورة مريم من الآية 88 إلى الآية 98
- لماذا لا يتدبر المسلمون القرآن؟
- الفهم السليم للقرآن الكريم: سورة مريم من الآية 64 إلى الآية ...
- الدين، وما ادراك ما الدين!
- تفسير سورة مريم من الآية 37 إلى الآية 63


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الناسخ والمنسوخ في القرآن