أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عامر - عفوية الفن














المزيد.....

عفوية الفن


علي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


(عفويّة الفن)

لم يعرف التاريخ البشري منذ أشكال الإنتاج البشري الأولى، حقبة تاريخيّة كانت فيها قضيّة الفن هامشيّة، ومنذ الانقسام الطبقي الأوّل بين المرأة والرجل، وما تبعه من انقسامات على أرض الواقع المادي لحياة البشر، كان الفن ومازال في صلب الحدث، والفن كما كل شيء حيّ على وجه البسيطة ليس واحد بل كثير، فالفن فنون، وفنونيّات الفن تتفنن وتتنوّع شكلاً وأسلوباً ووسيلة وأدوات، كما تنقسم مضموناً، لذلك وبنفس التعميم وبكل الثقّة نقول: لم يعرف التاريخ أبداً فنّاً محايداً، لإنّ التاريخ لم يعرف أبداً الحياد، ونراه لن يعرفه ولن يختبره، فمذكان موضوع التاريخ البشري ومادته: حياة البشر، لا تعرف الحياد وجوهرها الصراع والحرب فيها أب وملك لكل شيء، فكذا الفن كان وسيبقى.

والفنّان إنسان فرد، ينتمي كغيره لجماعة أو لطبقة، ولا يمكن أن يوجد خارجها، حتّى لو كان الحسً الأساس تاريخيّاً عند الفن في مسيرة صيرورته، هو الانفلات من الجماعة والذهاب نحو فردانيّة الفنان وتمايزه وتميّزه، أو هكذا صار، أو هكذا سار!

والفنان بحكم كونه كذلك: نضال أو قمع، سيف أو سوط، فتارة كان سبارتاكوس وتارة يكون ملاك السلام.

وهو بذلك، يحاكم كما يحاكم المثقف والمثقفين، فمنهم عبدة البلاط ومحابي السلطان، ومنهم من لا يخاف في الحق لومة لائم، منهم طلّاب الذهب والعطايا، ومنهم شكل المسحوقين وقد انتفضوا في أغنيّة أو لوحة أو كلام!
والفنّان بأل التعريف، فناننا، هو الفنان العضوي، بكل ما قيل عن عضويّة المثقف في تاريخ الفكر الثوري!

كما أننا إذا أنصتنا للتاريخ، عرفنا، أنّ انتفاضات الفن والشعر والتصوير والنحت والرسم، لا بد وأن تسبق انتفاضات الفلسفة والفكر، التي لا بد أن تسبق التحوّلات الماديّة الكبرى في تاريخ الشعوب.

وعند الانقلابات، يظهر فن المرحلة والمستقبل، في انقلاب كامل من حيث الشكل والمضمون، فلا يمكن فصلهما، فإذا ما أراد الفن التعبير عن مضمون جديد وثوري، احتاج شكلاً جديداً ثوريّاً يخرج من مضمونه ويعبّر عنه.
وكمثال سياسي بحت، لم تكن أغنيّة ملاك السلام المغنّاة برعاية رئيس ما تبّقى من فلسطين ولأجله، لتخرج إلّا في شكل الأوركسترا والمقام واللحن والسلّم الموسيقي المنظّم والمضبوط والدقيق، وباللغة الفصحى: لغة المتعلمين، وبشكلها الإخراجي المكلف!

وفن الجماهير كالجماهير، يبدأ عفويّاً بسيطاً، يحمل بذور فكرته، دون وضوح، يحتجّ على العذابات ولا يحدد مصدرها، يظهّر الآلام ويستشعر الظلم، وليس أكثر من ذلك!

وهو كالجماهير، متدفّق متجدد، يشبه الكادحين والعاملين والبحّارة والعتّالة وبالنّاءة حيوي ونشيط، يحب الحياة ويكرهها، ويعبر عن حبّه لها، ويرفضها ويتمسّك بها.

وإذا كانت نخبة اليسار والثورة تراه عفويّاً ساذجاً، فهذا من الجانب الآخر تعبير عن نخبويّة اليسار، عن موقعه خارج صفوف الجماهير، عن خطاباته من أبراجه العاجيّة، عن فقدان دوره لتثقيف وتنظيم عفويّة الجماهير، وتعميق وتحديد عفويّة فنّ الجماهير، الانخراط فيها وفيه، ورفعها ورفعه.

وكما تحدث لينين عن أرسطقراطيّة العمّال، تلك الفئات العليا من العمّال، التي تشتريها البرجوازيّة بالرشاوي، وتقلبها ضد طبقتها، وتتملكها كأداة لضبط العمّال وتأديبهم واجهاض مطالبهم، كذلك كانت أوسلو (أرسطقراطيّة الشعب الفلسطيني بيد الإحتلال) وكذلك نقابة الفنانين المصريين (أرسطقراطيّة الفن بيد النظام) تقمع مرح الجماهير ومتعها، وتعيدها لدائرة السعي الدائم لزيادة ساعات العمل على حساب انسانيّة الانسان طلباً لفتات يرميه الكبار على موائد الأيتام!

إذا تقدمّت الجماهير، ننخرط معها، ونرتقي بنضالها وتقدمها، وإذا تجدد الفن، ننخرط فيه وننقده نحو إدراك أفكاره الأساس، إدراك منابعه الماديّة، وإذا ما تغنّت المهرجانات عن غدر الزمان والأصدقاء وعن حظوظ الدهر ودنيا المشاكل، نصعد نحوها، ونعلمها، مصدر ذلك كلّه، ودور الرأسماليّة والإمبرياليّة والنيوليبراليّة والصهيونيّة وقروض البنك الدولي وطبقات الكمبرادور وغيرها، في تعميق الظلم والمآسي والكوارث والفقر، وتعظيم الأنا والأنانيّة، والذات والذاتيّة، واستدخال علاقات المادّة والتعاقد والمصلحة التي تستبدل علاقات الصداقة والأخوة والفتوّة والجدعنة، دور كل ذلك في تقليب الزمان على أهله، وتأليب الأخ على أخيه.

لا أعرف، أو ربما أعرف كيف صار اليسار يخاف الجماهير، ويخشى مبادراتها، ويهجر تطلعّاتها، ويستهجن لغتها، ويدين أسلوبها، ويحتقر فنّها.


"
تنبيه هام
على جميع المنشآت السياحيّة والبواخر النيليّة والملاهي الليليّة والكافيهات عدم التعامل مع ما يطلق عليهم مطربي المهرجانات.
ومن يخالف ذلك القرار سوف يتم اتخاذ كافّة الإجراءات القانونيّة بما في ذلك اصدار قرار بعدم التعامل مع المنشأة المخالفة لهذا القرار.
وتفضلوا بقبول وافر الشكر والتقدير

رئيس لجنة العمل
الاستاذ منصور الهدي

النقيب العام
هاني شاكر
"



#علي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريح الركود القادم
- عن كيف يغدو الألمُ نشوةً.
- الأمل السعيد والأمل العارف
- دعه يعمل دعه يمرّ، ولكن!
- هل للكون مشاعر؟
- من أين ظهر الآخر!؟
- نظريّة ستفين هوكنج الأخيرة
- الماديّة سلاح نظري ضروري للفلسطينيين
- الوقت العربي: نظرة استشراقيّة
- عن رجعيّة حل الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة
- جوهر وخلاصة البيان الشيوعي
- الاستعمار والعنف والتراكم الرأسمالي البدائي
- بصدد مقدمّات ماركسيّة لعلم النفس
- بصدد مفهوم الحتميّة
- حول نظريّة العوامل
- القوّة الزعومة للرأسمالية ليست إلّا انعكاس لضعف مناهضيها
- الطليعة الثورية والحدث
- موجز نظري عن التأميم
- عن سذاجة المادية المبتذلة!
- هل تعكس الرياضيات الواقع؟ - الجزء الرابع: حساب التفاضل والتك ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عامر - عفوية الفن