أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - التجديد والتغّيير .. التحدّي الكبير أمام الشعوب والأنظمة ؟















المزيد.....

التجديد والتغّيير .. التحدّي الكبير أمام الشعوب والأنظمة ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التجديد والتغيير .. التحدّي الكبير أمام الشعوب والأنظمة ؟
كلّ شئ في عالمنا اليوم يتغيّر .. كما منطق الطبيعة والتاريخ والأشياء ,
بفضل تقنية ثورة الإتصالات وعنوانها .. الصوت والصورة , التي تجعل الشعوب تشاهد عن كثب هذه التحوّلات المحليّة والأقليمية والعالمية , تعيشها لحظة بلحظة .. ودقيقة بدقية ..
فكل ما كان يوحي قديما بأنه راسخ وثابت وأبدي ودائم وخالد , فذ عبقري ملهم قائد الضرورة وهبة السماء للأرض ,
يتزعزع , يتبدّل , يتحوّل , يتغيّر .. أو يتهاوى ؟
المهم الحركة الحركة , الحركة والتجدّد والتطوّر .. والنظر إلى الأمام لا إلى الخلف والماضي , والتكلّس والجمود , لأن الجمود موت بطئ لأي كائن حي , ولا يمكن لنا أن نتصوّر أي إنسان أو أي مجتمع ثابت لايتحرّك , فالمجتمع ليس كرسي أو خزانة وضعتهما في غرفة لا يتحرّكان دون أن تحرّكها أنت , وحتى أبعد من ذلك على نطاق البيت علينا أن نغيّر ديكور ومكان هذا الأثاث في المنزل بين فترة وأخرى أوفصل واّخر أو سنة بعد سنة , لندخل التجديد والحركة والإشراق والفرح ونغيّر الصورة النمطية المألوفة والمتكرّرة على شبكة العين , حتى لا تصاب بالحول , أويغزو اليأس والتشاؤم والإكتئاّب على النفس ؟
وتتّخذ هذه التطوّرات والعلاقات على الصعيد الدولي والأقليمي والداخلي مسارات لم تكن مألوفة ومعتادة , أو متوقّعة قبل عقد أو عقدين من الزمن ..
إنه عصر التحوّل .. التحوّل السريع , وتسليط الضؤ على كل شئ , والنقد , واختراق التابوات الممنوعة النظر إليها حتى والبحث فيها , أو الأسئلة عنها – عيب حرام ممنوع , بعدك صغير , لاتفهم , لا تقترب – إلى ما هنالك من لاءات ..
أصبح كل شئ في هذا العصر يخضع للتشريح والتجارب والكشف والتحليل والبحث والمساءلة , لأن كثير من المفاهيم القديمة التي كانت لوقت قريب هي القاعدة , أو القناعة الثابتة أو من المحرّمات , أصبحت عتيقة ويجب أن تخضع للنقد –
وقد حل محلّها عصر اّخر هو .. " سيادة العقل " .

سيادة العقل .. تعني لنا سيادة العلم والعلم وحده لفهم مايدور حولنا في الطبيعة .. والمجتمعات .. والإنسان –
هل يحقّ لنا أن نسمّي هذا العقد , أو العصر عصر الإنسان .. ؟
ربّما نسمّي ذلك .. ؟
عصر الإنسان .. أي حريّة الإنسان , حقوق الإنسان , عقله إبداعه ماهيّته قيمته ..
أي فتح مساحة الأرض كلّها أمامه لكي يبدع ويعطي ويطير ويحلّق في سماء الكوكب , عبر " سهم الفأرة الماوس والجهاز " أي الكمبيوتر والإنترنت , ليرسم طريقه ولوحته , ليعطي رأيه دون رقيب أو ديكتاتور صغير أو كبير , عسكري أو مدني , قريب أو بعيد ,
ليتكلّم مع مليارات البشر مثله في الإنسانية , متجاوزا اللغة والدين والعرق واللون والجنسية أو الطائفة والمعتقد ..
يمدّ يده إلى أخيه الإنسان الذي من الممكن أن يختلف عنه في الكثير من هذه التفاصيل , لكن يبقى لون الدم واحد , الدم الأحمر لا لون اّخر , في شرايين كل إنسان .. كل البشر
هذا الاّخر هو أخوه في الإنسانية ..
فكلّنا عائلة واحدة .. العائلة الكونية .. كما يكتب " فان كوخ " الفنّان الهولندي الكبير على خطوط لوحاته وشعره . .

فحتى نصل إلى هذا المفهوم الكوني الإنساني الأممي المتقدّم ..
أماممنا مشوار طويل علينا أن نجتازه , ونضع من الاّن فصاعدا برامج وأسس وأساليب ونرسم الطريق أو الطرق التي علينا أن نمشيها معا , مع كل الذين يؤمنون بالتغيير والتجديد , بالعقل والفعل والعمل , غير متمسّكين بأصفاد وذيول الإمبراطوريّات القمعية والأفكار الطائفية الشوفينية العنصرية الرأسمالية أ والإستعمارية .. التي سيجرفها تيّار التغيير لا محالة –
وإلا علينا ألاّ ندّعي أننا من جيل جديد .. أو دخلنا القرن 21 – ومتغيّراته الجذرية .
تحت ثقل وطأة هذه المتغيّرات والصراعات السياسية والعسكرية , أو الإقتصادية والأيديولوجية وغيرها , ماذا علينا أن نعمل نحن المثقّفون ؟

إن عملية التغيير من مرحلة إلى مرحلة , ومن مفاهيم وعقليات واّليات وثقل حقبة طويلة , إلى أفق جديد ومسار يختلف نهائيا عن الحقب السابقة بكل المعايير والمقاييس , عملية ليست بهذه السهولة , وهي عملية ليست فردية , أو فئوية , أو طائفية عائلية , لتحصل بين عشية وضحاها , أو بين سنة وأخرى , إنها عملية جماعية كبيرة " ورشة عمل " الشعب كلّه , تجنيد واستنفار كل الفئات والشرائح الشعبية واستنهاض واستنفار كل الطاقات المؤمنة والقادرة والمحبّة للتغيير الحقيقي , وليس السطحي ,أو الشكلي الديكوري , أو تغيير وجه عسكري فردي إلى وجه رجعي سلفي أو العسكر اليانكي _ والعمل تحت هذه الظروف القاسية المتشابكة المعقّدة بين خيوط وشبكات المافيات والإمبراطوريات القديمة العسكرية والقمعية ليست سهلة أبدا ..
إنها عملية كفاحية جماعية .. عملية نضالية يومية ومستمرّة , تتكامل وتتضافر عبر النضال والخبرات والنقد المتبادل الأخوي , عبر الكلمة والكتابة والنشر والشعر والمقالة والقصّة والمحاضرة , الحملات التضامنية , العريضة والكتابة على الجدران , المسيرات والتظاهرات والإحتجاجات والإعتصامات وكل أشكال التعبير عن الرفض للمسار القديم المهترئ الذي يلغي الإنسان من الوجود – في أي بلد كان – ليصبح هذا الأنسان الفرد .. المواطن .. هو محور الحياة والمجتمع والدولة والحضارة والمدنية " وسيّد الأرض " .. لأنه هو الكائن البشري الرئيس , العامل والفاعل في تطوّر المجتمعات منذ ابتداء الخليقة حتى اليوم .. ؟
وأي تهمّيش وأي إبعاد واحتقار واعتقال لهذا الإنسان .. هو أسلوب ولغّة وممارسة وسياسة لم تعد مقبولة أو متداولة على الإطلاق , فهي مرفوضة مرفوضة بكل القيم القديمة والحديثة , لم تعد ملائمة لعصرنا الحالي والقفزة النوعية للبشريّة في سلّم المعرفة والتقدّم والعلم والتكنولوجية والمعرفة لحقوق الإنسان ,
عار على البشرية , أو على أي شعب كان إن هو لم يغيّر هذه الأنظمة التي تمارس إلغاء هذا الكائن البشري المقدّس بكينونته .. وجوهره ؟
فهل سنبدأ في الخطوة الأولى للمسيرة ..
الحوار المتبادل .. الحوار المتمدّن الراقي مع الاّخر المختلف , أم حقّا مشيناها معا كتف بكتف , وكلمة بكلمة , وصرخة تلو أخرى منذ عشرات السنين ؟
هناك لا شك .. أشياء وأهداف مشتركة كثيرة تجمع بيننا .. بين كل هذه الفصائل والأحزاب والتجمّعات والمنتديات والمنظّمات والتحالفات والأفراد .. أهداف وطنية وإنسانية وعلمانية , سياسية وثقافية .. !

--------------

ما زلت أتذكّر حكاية شعبية صينيّة , مجسّمة في لوحة فنيّة عاجيّة رائعة في منتهى الدقّة والنعومة , في أحد المعارض , عائلة تشدّ الشجرة الهرمة لتقتلعها من حديقة المنزل , تاّكلت بفعل الأمراض التي حلّت بها - سألت المشرفة عنها التابعة لهذا الجناح فقصّت عليّ معناها في النشيد التالي :

قرّر الرجل الأب يوما , أن يقلعها بنفسه فأتى إلى الشجرة .. شدّ شدّ لم يقلعها ؟
ف رأته أمّي .. فأتت بعجل بعجل .. بدون وجل وجل
أمّي أمسكت أبي .. أبي أمسك الشجرة , شدّا شدّا لم يقلعوها
ف راّهم أخي .. فأتى بعجل بعجل .. بدون وجل وجل
أخي أمسك أمّي .. أمّي أمسكت أبي , أبي أمسك الشجرة .. شدّوا شدّوا لم يقلعوها ؟
ف رأتهم أختي .. فأتت بعجل بعجل .. بدون وجل وجل
أختي أمسكت أخي أخي أمسك أمّي أمّي أمسكت أبي أبي أمسك الشجرة .. شدّوا شدّوا لم يقلعوها ؟
فراّهم كلبي .. ف أتى بعجل بعجل .. بدون وجل وجل
كلبي أمسك أختي أختي أمسكت أخي أخي أمسك أمّي أمّي أمسكت أبي أبي أمسك الشجرة .. شدّوا شدّوا لم يقلعوها ؟
ف رأتهم قطّتي .. فأتت بعجل بعجل .. بدون وجل وجل
قطّتي أمسكت كلبي كلبي أمسك أختي أختي أمسكت أخي أمسك أمّي أمّي أمسكت أبي أبي أمسك الشجرة
شدّوا شدّوا فقلعوها .. !

هل ستتضامن وتتعاون فعلا تلك الأيادي الخيّرة الوطنيّة
ستتضامن بقوّة الفكر والعقل .. لتقتلع شجرة القمع السوريّة التي اصفرّت , تاّكلت , نخرها دود المافيات .. وسوس الفساد ؟

لنزرع شجرة الحريّة معا معا معا سنزرعها ... !



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم دم .. عم تشتّي ( العولمة ) دم ؟ - لا مكان للغراب بيننا
- صرخة .. وبشارة
- تتمّة - تحية وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب
- تحيّة وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب
- ماذا ستحمل لنا رياح الصيف القادمة ؟
- أيّار .. أنشودة الحياة والحريّة
- إلى شهيد الكلمة الحرّة الكاتب عبد شاكر .. يبقى إسمك .. تبقى ...
- الحوار المتمدّن - فرحنا .. وربيعنا
- صباح الجلاء وطني .. صباح الربيع 17 نيسان .
- اللعب وأثره في التربية .. مرحلة الطفولة - القسم الأخير - 8
- اللّعب وأثره في التربية .. مرحلةالطفولة - 7
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 6
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- فصول .. أنا هنا أجنبيّة , ولكننّي أمميّة
- من الرائدات .. الفنّانة السيّدة فيروز .. القصيدة التي لاتنته ...
- إلى القائد والمناضل أحمد سعدات .. ورفاقه
- إمّا حافظ أو بشّار .. أو خدّام ؟
- - الجندي المجهول - .. وهمومه العصريّة .
- - التنزيلات السنويّة - .. لبعض المعارضة السوريّة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم نجمه - التجديد والتغّيير .. التحدّي الكبير أمام الشعوب والأنظمة ؟