أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد البوزيدي - قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-2/2















المزيد.....

قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-2/2


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 08:31
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة في رواية المبدع المصري "بورتريه لجسد محترق"
2/2
محمد البوزيدي
1*الصراع الطبقي
يحتل الصراع الطبقي داخل الرواية جزءا رئيسيا من دينامية أحداثها ،فالواقع المصري /العربي معروف بصراع الفقراء-الأغنياء والذي تتحكم فيه تداعيات مختلفة تجد خلفياتها في التطور العام الذي عرفته المجتمعات العربية خلال العصر الحديث ،ومن خلال مجموعة من الرموز نلمس أن الكاتب حاول أن يكون صوت الأغلبية المسحوقة في هذا *الفضاء الأسود اللانهائي من خلال تعرية واقع بئيس لأن الأمر منطقيا "غير مقبول "
ولقد استطاع الكاتب تجسيد الوضع من خلال استدعاء تجليات مختلفة مباشرة وغير مباشرة لاسيما انه ابن الوسط الشعبي المسحوق، وقد موقع فيه ذاته بعد أن عانى زمنا حيث لم يتمكن حينها من "تحديد موقعه الطبقي" بشكل واضح.
إن هذا الصراع داخل الرواية يكمن فيما يلي :
1+المحسوبية في المجتمع في توزيع مناصب الشغل الضرورية للحياة الطبيعية،فهي لا تسند بمعايير موضوعية كالأهلية والكفاءة بل تخضع للتلاعب والعلاقات المختلفة ، ولموازين القوى غير المتكافئ .فالأماكن الشاغرة و"الوظائف الخالية تعرف أصحابها " الذين لن يكونوا طبعا سوى أبناء الطبقات الميسورة المتحكمة في الوضع .
2+العمل المجاني وأشغال السخرة السائدة في المجتمع والتي تفرض قسرا على الفقراء الذين يجمعون "بالكرباج ليبنوا السور والجوامع ويشتغلون على أرض العمدة" لذلك يصرح الكاتب على لسان المسحوقين أن " الأرض أرضهم وإحنا خدامها"
3+عملية نزع الأراضي التي سادت في وقت ما ، لكن الأمر كان غامضا في الرواية وغير محدد التاريخ .فهل هي إحالات لعمليات التأميم المختلفة التي خضع لها المجتمع المصري في بعض الأوقات أيام الحكم الناصري.
4+المبدأ العام السائد في المجتمع "لابد أن يكون هناك مطحونين ليكونوا خبزا للأغنياء "
5+إن المراهنة على صدقات الأغنياء هووهم وخرافة نظرا للوعي الخاص بتلك الفئة التي لا تعترف بإنسانية الإنسان مما دعا الكاتب للحسم في الموضوع واستبعاد أية تسوية أو تعاون ولذلك وجه كلامه ساخرا :إن الفقراء المنتظرين سيموتون جوعا إذا انتظروا ..الأغنياء.
لكن ما يلاحظ أن الكاتب تجنب الخوض في تحديد الأعداء بدقة متناهية وتشريح حياتهم الخاصة ونظرتهم للأمور خاصة أنهم "أعمدة متراصة تمنع الأجساد من الخروج وامتلاك فضاء"جميل يحس فيه الجميع بالحرية والإنسانية المفقودة في هذا الزمن الرهيب ،والخروج لفضاء فسيح ولو كان يعتقد أن ذلك الخروج أشبه بالخروج من "ثقب إبرة" مما يؤثر على درجة وقوة التحكم والآمال المنتظرة أو المعلقة فالأمر ليس بسيطا بل يستلزم "خطوة طويلة الأجل"
2+ مالعمل إذن؟؟
إن تأمل المنظر الكاريزمي العميق الذي يعيشه الكاتب فرض عليه أن يقوم بشيء ما .
ترى كيف يحدد الكاتب هذه الخطة "الطويلة الأجل" التي يفترض أن تأتي ردا على "هزيمة جيل بأكمله" فالتحرك إذن هو جوهر حياة الإنسان الخاصة .
إن هذه القناعة أتت انطلاقا من أسئلة حارقة اخترقت جسده بقوة في لحظة الظلام الذي يشن هجوما على كينونته الخاصة فنجد التساؤلات تنهمر لتؤرقه وتجرح كبريائه بطريقة خاصة ،لكنه كان ذكيا في استقبالها فحولها أسئلة ذاتية عوض تركها مبنية للمجهول .
هكذا يتساءل مع ذاته كل لحظة :
لماذا أنا هنا حتى الآن؟ ما قيمة وجودي؟ لماذا لا أرحل إلى أرض أخرى؟25
لكن هل الأمر بهذه البساطة فالإشكال معقد فعقلية القمع الصادرة من العدو القابع على الأنفس والتي زرعت الصمت.حتى حين ،ومؤامرة الصمت التي ربيت عليها الأجيال في كل مكان قد أدت دورها السلبي لدرجة أن الكاتب تساءل مثله مثل باقي أفراد الشعب المسحوقين :هل أستطيع أن أتكلم ؟فالكل كان يصيح ويعلن أن ذلك ليس من حقه في كل مكان حتى الأستاذ في المدرسة ربى التلاميذ على السكوت ثم الصمت..إنه نقذ تلقائي لأساليب التربية الإجتماعية السائدة والتي قمعت الجميع بشكل خطير لدرجة أن الكرباج المعنوي أصبح ملازما للذوات ..مما فرض رقابة ذاتية لكل شخص على نفسه ولذلك جاء الوصف يثير المشاعر ويحمل الجميع المسؤولية ف"الصمت أصبح بيننا سيدا كرباجا "
ولذلك نجده يفتح مونولوجا داخليا مع ذاته في لحظة خاصة "ماقيمتك إن لم تصنع شيئا تؤمن به؟ " لكن السؤال قد يكون موجها للآخر المعني –الجمهور - بشكل خاص كذلك ،فهم "لا يمتلكون الثقافة والوعي الكافي لاستيعاب الموقف"38 ومع ذلك يحدد الكاتب واجبه تجاههم وهو دفعهم ل"التحرر من الظلام" الذي لن يتم الا ب "كشف الحقيقة أمامهم"
ولو أنهم مازالوا يعتقدون أن الأمر محسوم سلفا وأن "الأرض ملك أناس يحددون مصائرها "مسبقا . وأنها ملك" الآخرين الأقوياء"
فهل استطاع المبدع النجاح في مسعاه كنبي /قديس يحاول تحرير شعب يحمل معاناة خاصة؟؟ من أجل قضية حددها في أنه يجب الخروج من جيوب حكامنا.نملك أرضنا25
فالمهمة واضحة والكل سيحاسبه على عدم أدائها حتى الملائكة ستسأله"لماذا صمت أمام العسكر"12
خاصة انه اعترف أنه فكر بتدبير خطة ل"ينطلق في مدار آخر أختاره لنفسي...أسطو على حقي.ابتسم...أريد أن أعبر إلى الصباح12 فهل استوعب الآخرون الفكرة وتفاعلوا معها؟؟ أم ستبقى مقولة المفرد بصيغة الجمع " نحن لانملك سوى الصمت وعد الأيام إلى النهاية القريبة " سلوكا يوميا إلى مالا نهاية..أم لا جواب سوى ال " رنات حزينة ومكتومة "16 كما ألف الكاتب ،فمتى تدق ساعة التغيير؟؟؟؟؟
3تيمة الحزن
إن تيمة الحزن تسيطر على الرواية في كل صوب و حدب من كل اتجاه سواء في الجانب الذاتي أو المعنوي.بل إن الحزن امتد حتى إلى الجماد الذي تأثر بالجو الكئيب المسيطر على الأجواء.لذلك فمتواليا ته حاضرة في كل لحظة و في كل اتجاه بل لدى كل الشخصيات حتى التي تكون سببا فيه بتكريسها مختلف تشخيصاته المتعددة.فهو عائق حقيقي أمام الكاتب لاستمرار حياته الطبيعية خاصة حين اضطر للاعتراف " أنه أطول من العمر "39
1) حزن الجماد:من فرط الآلام التي يقاسيها الجميع تدثرت الأرض بالسواد و أصبحت "غارقة شايلة في حزنها "26 الذي يمتد للجدران" التي تقابل كل صوت و لو رهيف برنة حزينة مكتومة"16.بل حتى الأطفال أصابهم إحساس أنها فقدت كل نبضة في ذاتها"الأرض ماتت"32و هذا إحساس عادي مادام أنهم شاهدوا دورا مهدمة,و أنهم حين يتطلعون إلى الأفق لا يرون سوى" خرائب ممتدة"44 . هذا الفعل امتد للطاحونة -التي تحتوي دلالات متعددة -التي أصبحت كالسجانين تمارس العذاب حتى على الكاتب فهي "لم ترحم قلبه"24
فمن يقوم بالطحن ؟وماهي الضحية ؟وما موقع الكاتب في عملية الطحين ؟ ضحية.. أم متفرج ...أم ينتظر موعده....
2) حزن النبات: إن الحيوية التي تسبغها الطبيعة على الأشجار قد اختفت في الرواية,والانشراح الذي تبعثه الورود والاخضرار انمحى للظرف العام المخيم على الرواية فحتى أشجار التوت الجميلة أصبحت "ناعسة".و" شجرالنتف و الصبار ما زال متعطشا".24
3) حزن الحيوان:إن الظرف العام الذي يمر منه البلد والذي هيمن على الأجواء جعلت الحزن يمتد كذلك إلى كل من يشكل الفضاء العام . فالأمر تجاوز الإنسان والجماد إلى الحيوان فهاهي العصافير الذي تمثل رمز الحرية والحيوية " تساقط ريشها 39" فأضحت ,بلا حركة و"أصوات الذئاب تعوي,و صوت البهائم في الزرائب أنين مفضوح4
إن هذه الحالة الكئيبة تجاوزت كل الأعراف فأصبح السواد المعنوي يتحد مع السواد المادي حتى في هيئته الطبيعية والعادية المعروفة .
وإذا كان عاديا تأثر الحيوان والجماد فإن غير المفهوم هوتدخل القمر الذي رفض تقديم ضوء ساطع بل أصر فقط على أن يرسل" ضوء متقطعا29".فهل هو مقدمة للمغيب وترك الفضاء سوادا في سواد؟.لتصبخ الليلة سوداء24 فقط ويفقد الفجر المنتظر بريقه الخاص ليصبح مجرد فجر كاذب 29
4 حزن المكان:القرية قبر نفق مهجور 27 المقابر36
5) حزن الإنسان: إن حزن الإنسان راجع لدوافع كثيرة نجنب الكاتب الغوص فيها بل ذكر أجزاء منها،كما انه نتيجة موضوعية لتأثره بالإطار العام السابق المتجلي في حزن الجماد والحيوان.بل اكتسى الزمان حزنا خاصا امتد للمكان فأين يتجلى حزن الانسان؟
4-1+الحزن المادي:*فالمجاعة سادت بطريقة خاصة عبر عنها الكاتب على لسان أحدهم "طفلي يحتاج إلى الطعام طعام بأي طريقة" 34 و هذه الطريقة وضحت في مكان آخر و هي أن الحل" في أن تنتظر طائرات المعونة سويا"8 .فهل الأمر إيماء لاعتماد مصر على الدعم الأمريكي السنوي الناتج عن توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ؟
* الأمراض:فالمرض يغزو الجسد" /الأجساد.38
لكن هل هو مرض مادي أصيب به الكاتب /المواطن فعلا أم معنوي؟
* غياب ما يتحمل به الإنسان إنسانيته لدرجة فقد فيها النعال و أصبح حافي القدمين24 . هل فعلا أصبح الجميع فاقدين لكل شيء، حتى أصبحوا ك"الأشباح" 24 وسط الهياكل و الجماجم المختلفة.
إن هذا المنظر العام للحزن أفرز لنا تطورات درامتيكية خطيرة إذ" الحياة معلقة بين الوجود و العدم17
1) الإحساس بغياب أي تغييرآمله الشعب عند تغيير السلطة".راحت أيام العذاب...جاءت أيام العذاب."
2) أصبح الحزن هو القاعدة عوض الاستثناءمجسدا في أن" الدموع تنهمر بشكل مفاجئ"8 لدى كل" الوجوه الشاحبة" 42 بعد أن استطاع البعض كتمها ك"الدمعة المكبوسة"25 و" الأطفال يبكون" 43 داخل" الدور المهدمة"43.
4-2+الحزن المعنوي:* من خلال الملل من فعل أي شيء فالكاتب "سئم التحرك إلى اللاشيء".34
*الألم المهيمن على الجسد الذي احترف بعد ذلك والذي لم يسلم منه أي عضو بل و" سيطر على الرقبة" 2.مما يحيل على شد للخناق والمنع من الحركة.
* غياب الاطمئنان النفسي الذي يتجلى في تصريح أحدهم "قلبي يرتعش43".
*الدعارة :
* الخوف: على طول صفحات الرواية شكل الخوف تيمة خاصة في ارتباط بالحزن والنهاية المحتملة ،خوف متعدد ومقنع خاصة " الخوف من الليل و العسكر"13."تركت السطح مستأنسا خائفا من الهياكل24" يخشى أن يسمعه العسكر أو تلمحه كائنات السماء26
4- تيمة الموت
وفي ارتباط بالحزن يبدو الموت طعاما يقتحم القارئ أمام كل مشهد وفي كل صفحة ،بل يواجه به دوما يشع الموت داخل الرواية في كل مكان و بأشكال متنوعة,و هذا طبيعي,فالكاتب يحكي عن جسد تعرض له و أصبح محترقا.لكن و كما هي منهجية الكاتب فهو يعبر عن المتعدد بصيغة المفرد فهذا الموت خلاصة طبيعية لتراجيديا الحزن بشتى تجلياته ، لكن فكما أن الحزن أحزان,فإن الموت أشكال و أنواع.
1ـ موت الجسد المادي:يشكل قمة النهاية للجسد المحترق,كما أن تأملا خاصا لتفاعلات مشاهد الرواية و تداخل شخصياتها و التحولات المتوالية للأحداث تنبئ عن هاجس الكاتب,لاسيما أن شخصية النهموس تطرق لها منذ البدايةتضفي جوا قاتما تشي برائحة غير طبيعية وغير معتادة لدى المتلقي.
إن هذا الموت لم يكن غريبا, فكل دلالاته و مقدماته كانت حاضرة, فقد حسم الأمر و "لا مفر"21خاصة أن "الليل يزحف"29 و "نفس المشاهد المتكررة تنزف مع الدماء التي تضاجع اللسان المتحرك" 12
2ـ الموت المعنوي:يتجلى في إشارات متعددة.فقد" أصبحت القرية/ذات الدلالة المتعددة"."زنزانة كبيرة"32 وأصبح الإنسان المسكين البئيس وسطها مجرد "جسد مسجون في الفراغ23"
*
3ـ موت المعنى:يحيل هذا الجانب إلى تحطيم آخر دلالات الإنسانية لدى الإنسان و انهيار آخر تجليات الكرامة.ومن خلال صفحات عدة نجرد للمتلقي فلاشات قصيرة ليتامل بعضها دون تعليق عليها
"فالوظائف الخالية التي تقرأ عنها تعرف أصحابها"12
و"آمال الفاجرة تشيد صرحها غير مسترة"13
*مفيش أمل اللي بنيناه بالقوة ضاع بالاستسلام راح السوق و أرضنا راحت"31 أدرك حتى الابن الأصغر ذلك حين خاطب أباه"بعدين يا به الأرض ماتت و احنا حنموت معاها"32
* أصبح الصمت بيننا سيدا كرياح خفي تحت مكانه في عقلي هل أستطيع أن أتكلم؟...هم وحدهم يعرفون و بإمكانهم تحديد مصيري36
* لا بد أن يكون هماك مطحونين ليكونوا خبزا للأغنياء

شخصية النهموس: مع الصفحات الأولى يواجهنا الكاتب بهذه الشخصية الاستثنائية ،إنه الشخصية المتحكمة في الموتى/ الأحياء فهو الذي يحرس المقابر و يصدر الأوامر و يمنع كل شخص من إيقاظهم ،,إنه يواجه بكل قسوة كل من اقترب من فضائه الخاص ،و لو كان للأموات.لذلك فكل ملامحه توحي بالحزن و الألم المخزون.فوجهه صلب و التجاعيد ساكنة و اليد لا تفارق العصا.(2)بل يتوفر على قرون بعيدة و مقوسة يمكن تأويلها أنها العسكر الذي يبطش بكل شيء,و هو يواجه كل باحث عن الحقيقة بعدم التكلم مع الأحياء/الأموات و الحسم بلغة المنتصر و المواجه لخصم عنيد يحاول ثنيه عن توعية الآخرين بالقول"لقد أصبحوا موتى".
فهل فعلا هم كذلك أم مرحليا ينتظرون تخليصهم من الوحل الذي يغو صون فيه ؟ .
كما أن محتمل أن النهموس المقصود هو كذلك الراعي /الحاكم العربي المستبد/ الذي بغير هؤلاء لن يكون راعيا و لا هم بدونه لن يصبحوا أغناما.فهم رعية يقبلون بكل شيء، و قد تلفوا هذا في تربيتهم, فالأمر عادي بالنسبة لهم.فالطاعة أحد التقاليد المعروفة و حب الشيء السلبي طبيعي حتى و لو كانت أرضا لا تطعم.لذلك يصرح الكاتب على لسان أحد أبطاله"علمني أبي أن أكون مطيعا...أرضى بالقليل...أحب الأرض التي لا تطعمني ..وأن أدع الخلق للخالق.."إنها قضية القبول بالأمر الواقع التي نعاني منها مجتمعيا و التي أصبحت حسب البعض "قدرا "لا مناص و لا مفر منه..إنها أزمة هوية جيل كامل أصبح لديه الاستسلام والهزيمة خبزا يوميا، و انتظار كل شيء من الحاكم أمرا طبيعيا, بل الأمر تعدى الإنسان ليصبح سلوكا رهيبا انتقلت عدواه حتى للبهائم التي تنتظر ضوءا لتأكل البرسيم.(5).
أ لا يحيل النهموس إذن لنمط القائد العربي الذي يحرس موتى في شكل حيوات متحركة ترفض الحركة، و تقبل بالواقع الساكن,و إلا ما معنى أن يبقى الجميع صامتا على نهاميس تحكم في كل مكان و لا ينكسها من مقاعدها و كراسيها الأثيرة سوى ديمقراطية عزرائيل.بل يا للغرابة فهؤلاء الأحياء/الأموات المتضررون هم الذين يضمنون استمرارها.
قبل الختام
وأخيرا فرواية بورتريه لجسد محترق تكثيف وتجسيد لمعاناة جماعية في قالب درامي مثير تحيل من خلال مختلف مشاهدها على هزيمة جيل بأكمله 32 وإذا كنا قد تطرقنا لجزء ضئيل منها فمازالت قضايا أخرى تنتظر النبش في ملفات عديدة أثارتها هذه الرواية كالدعارة والحركات الدينية وموقعها في المجتمع إضافة أنها عمل رائع في تشكيل وعي جماعي مجتمعي يحاول الإجابة على التحديات الصعبة التي يواجهها المجتمع العربي في اللحظات الحالية أملا في تحقيق نهوض حقيقي يقضي ويعدم من الداخل كل النهاميس الجاثمة على أفئدتنا على طول الوطن العربي .



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيهان
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-1/2
- 4/15اغتراب الغربة
- اغتراب الغربة
- في ذكرى النكبة
- اغتراب الغربة 2/15
- اغتراب الغربة 1/15
- الخريطة الدينية بالمغرب من خلال صناعة النخبة بالمغرب
- نخبة النخبة بالمغرب
- العطب المدني والثقافي في المجتمع المغربي من خلال صناعة النخب ...
- الأحزاب المغربية ومتاهات السياسة من خلال كتاب صناعة النخبة ب ...
- البدون التائه
- قراءة في كتاب صناعة النخبة بالمغرب للكاتب عبد الرحيم العطري
- تساؤلات حزينة
- التقرير العام للملتقى الأول للمرأة
- رسالة إلى مثقف
- ملاحظات حزينة في ذكرى ثامن مارس
- كيف أصبح يوم 8 مارس يوما عالميا للمرأة ؟؟؟؟
- الإرهاب الآخر
- مالك الحزن


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد البوزيدي - قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-2/2