أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - سعيد عيسى - الّلعب على الوقت














المزيد.....

الّلعب على الوقت


سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)


الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 17:32
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


مأساة هي أم ملهاة الأوضاع التي يعيش اللبنانيون في خضمّها، سنوات عشر مرّت وهم يعيشون فصول مسرحيّة هزليّة، تنقلهم من منحدر نحو آخر، لغاية ما أودت بهم نحو هاوية عميقة القعر، ساهم في وصولهم إلى ما هم فيه، كلّ القوى السياسيّة التي ركبت في حافلة الحكم، بمن فيهم من استدرك وتركها ولو متأخرا.
اللعب على الوقت والرّهان عليه، لحلّ الإشكالات التي اعترضت المتمتّعين بجنة الحُكم والسّلطة، وفيما بينهم، أوصلت إلى ما نحن فيه من ذواء سياسيّ، فباتت السياسة تشبه كلّ شيء إلّا ذاتها، خَوَت وفُرّغت من مضمونها، أضحت مكاسب وجولات ونقاط، يسجّلها متعاطوها على بعضهم البعض، دونما اكتراث للجماعات اللبنانيّة التي يُفترض بهم سوسها، فطمست جلّ ما فيهم من نواة بشريّة، وحوّلتهم إلى كائنات متلقّية، مردّدة، تسير على غير هدًى، بدل تحويلهم إلى ذوات مفكّرة، مناقشة، تختار ما يتوافق وتطلّعاتها وأمانيها، وما تجده مناسبا لها، وتسير نحو الارتقاء، والأمان المجتمعيّ.
اللعب على الوقت أودى إلى الغُفل عن الاقتصاد، أو بالأصحّ إلى التستّر على ما كان يعتمل فيه من ضَعف، وسوء رؤيا، وأحاديّة، قتل المتمتعون بالسّلطة كل إمكانية لبناء اقتصادٍ كفوء، يكفي النّاس شرّ العوز، والفقر، والتّهميش، ويحملهم نحو الارتقاء، فدمّروه، ورذلوه، وساهموا في تدمير المؤسّسات التي كانت تكافح وتقاوم، فساهموا في خرابها وإفلاسها، ورموا عشرات الآلاف من العاملين فيه على قارعة الطّرقات دون أن يرفّ لهم جفن.
اللعب على الوقت أفضى إلى الانهيار المالي الذي نعيش في رحاه، فأطلق اليد لبضعة مصرفيين يعيثون خرابا في البلاد، ليكدسوا ما لذّ وطاب لهم من الثروات، على حساب العباد، دونما رفّة جفن لما آلت إليه، أو إلى ما ستؤول إليه، أوضاع هؤلاء الأخيرين (العباد)، فحجزوا الأموال، وباعوا واشتروا، ونقلوا، وتاجروا، وكسبوا، وما زالوا...كلّ ذلك جرى ويجري، بالتّكافل، والتّضامن، والشراكة، مع متنكبي السّلطة، الأقوياء منهم، والأقل قوّة.
الّلعب على الوقت، زاد من تفكّك أواصر الجماعات اللبنانيّة - غير الملتحمة أصلا – فباتت المناطق محجورة على أهلها، لا ترتضي غيرهم بديلا، حتى ولو كانوا من ذات الفئة والهوى الطائفيّ، وارتفع منسوب العائليّة، والعشائريّة، والطائفيّة، والتعصّب المذهبيّ، والعقائديّ، حتى بات المرء يعرّف بالحيّ الذي يقطنه، بدل أن يعرّف مواطنا.
الّلعب على الوقت استحال سياسة بعينها، تعيّن ما ينتظر ناس هذه البلاد التي تذوي شيئًا فشيئا.



#سعيد_عيسى (هاشتاغ)       Said_Issa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السّلطة تراجع أوراقها فقط: كلام الانهيار لا يعنيها
- الديمقراطيّة التي لم تغيّر شيئا
- نقاش جديّ في اقتحام المصارف اللبنانيّة
- في الطريق نحو أتون المعركة: أسئلة لا بدّ منها
- الثقة هي من يوقف الاحتجاجات في الشوارع
- بيان -لجنة الدعم الدوليّة للبنان-: إعادة تشكيل للسلطة في لبن ...
- اختلاط المفاهيم: الشّارع اللبنانيّ وأهواء البعض
- صراع ثنائيّات: تفسير لما جرى وما سوف يجري في لبنان
- السّلطة الموقوفة بين تخوين المنتفضين أو محاولة امتطائهم
- المجالات الهوياتية: الشباب يعيد تعريف المُشتَرَكات
- الشباب المنتفض : موقوفون بين الليبيراليّة والراديكاليّة.. وب ...
- انتفاضة الشباب اللبناني: لغة مغايرة وقطيعة إيديولوجيّة مع ال ...
- أبعد من سقوط حكومة في لبنان: سقوط القوى السياسية الحاكمة
- الفقراء يستعيدون وسط مدينة بيروت
- لا حاجة للحوار لدى السّلطة اللبنانيّة: هي تُضمر عكس ما تُبدي
- قراءة أوّليّة للإجراءات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء ال ...
- الهاشتاغ بين ضفتين (١)
- النماذج التنمويّة الفاشلة، الدور إذن للشباب
- تعميم مصرف لبنان بخصوص المشتقات النفطية والأدوية والقمح: الخ ...
- قراءة متأنيّة في احتجاجات الشّارع اللبنانيّ


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - سعيد عيسى - الّلعب على الوقت