أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - ليس-إلاي-معي














المزيد.....

ليس-إلاي-معي


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 16:42
المحور: الادب والفن
    


ليس إلاي معي! لكم أن تتخيلوا عمق هذا الكلام الجميل، ليس كمثله شيء، عنوان لمراحل متعددة في تاريخ الإنسان منذ وجوده على قيد الحياة، أنت في جيب الأمن وتقول لهم، إلاي ليس معي! سيدي الوهم خدعني على أنه إلاي، وأنت امام لوحة جميلة تنسى إلاي أمام اللوحة وترحل بدون أن تحمل حقيبة إلاي معك إلى حيث تسير! وأنت أمام والدتك لتقول لك اذهب إلى أي مكان ولكن لا تنسى إلاك هناك، اللصوص وقطاعي الطرق سيعترضون طريقك ليلوثوا "إلاي"، وأياك أن تقايض بضاعتك ببضاعتهم! إلاهم بـ إلاي، إياك أن تكسر جرة "إلاي" هناك، فأنه صورة طبق الأصل عنك، إن تنازلت عنه، فلم تبقَ أنت أنت، بل تصبح شيئاً أخر ربما لم تستطع أن تلبس أو تلتقي بـ "إلاي" بعد الآن.
عنوان لمجموعة شعرية للشاعرة سناء هلال، شاعرتنا من السويداء يقيناً أن كل كلمة في ديوانها تؤكل من ألفها إلى يائها، ولكنك في المدخل سوف تنسى نفسك نتيجة الجلالة التي تلبسك دهراً من الحنين إلى أول الأشياء! إلاي كلمة من أكثر الكلمات المتداولة وبصيغ كثيرة! في الأسواق جميعها، من أجل "إلاي" قامت الحروب، قطعت الرؤوس، ومازال التنافس هو ذاته لأن "إلاي" لم يتغير.
سناء هلال، مهندسة معمارية وهي تهندس الشعر على مزاجها بخطوط هندسية تذهب مباشرة أما إلى موضوعها بخطوط مسقيمة لتترك الحنان جانباً ترسم زوايا بحاسة رؤية خادعة برؤية الفلسفية! . أما كيف تترك المهندسة أو بالأحرى كيف تصوغ وتبني إلاها بجانب إلاهم بادوات هندسية مسطرة وفرجار، ومنقلة وقلم رصاص ومن ثم تناقش ما فكرتْ بها مع جاهل ما، هو النجار! ترى أيكون النجار من ضمن العمل الهندسي وهو بأميته رغم أن للأمي إلاه واضح المعالم والحدود إياك أن تقترب منها على طريقته؟ أعتقد جازماً أن "إلا" الأمي مرسوم بخطوط هندسية مستقيمة لا حنان تذكر في رسمها، أما أنه يحافظ بكله على إلاه من عبث ما، وهنا يذكرني هذا الحديث حول دخول الجنة بدون شرط مسبق إن لم يشرك بالله شيئاً ها هو الله يحمل إلاه/إلاي/إلاك معه، ولكن كل هذه الخطوط الهندسية وعلم النفس البنائي قد صاغتها سناء هلال في بداية الصباح ديوانها بطريقة جذلة قريبة إلى القلب كما هو قريبة من العلم والثقافة، وأن جاءت الأنا بطريقة ادبية لا تزعجك أو تغضبك أو يعمل لك مشاكل، وحتى الطفل إن كسر شيئاً ما فأنه يقوم بهذا الفعل كي يضع إلاه بجانب إلاك، وهو أمر جد سليم في سياق العلاقة بين الرؤية النفسية وبين البناء كوحدة معمارية، ولو تخطينا جانباً هذا الأنا، ونظرنا إلى الأسم سناء فهو يشترك بعلاقة خفية مع نور القمر المسروق من الشمس، وكل من يرى أو يتذكر هذه العلاقة ينسى بأن القمر كان لصاً محترفاً لكنه يلائم وضعك فانت تغض الطرف عنه طالما هناك علاقة لاشعورية تربط بين نور سناء المخفي في إلاها، و"إلا" القمر مرتبط بكينونة الشمس، و"إلا" الهلال يكتمل رويداً رويداً ولهذا فهو لا يسكن كبد السماء لأن ساعدا القمر ضعيفتان لا تساعدانه على الصمود فسرعان ما يهرب كطفل شارد عن أهله،
يقيناً قد صادفت في سكة حياتي كثير من الأنوات/إلاه/إلاك/إلاي ولكن للمسات سناء هلال على الأنا تبقى منفردة عن اقوال الآخرين في سياق الوجود، فلا اعتقد أني استطيع أن أتجاوز ذاتي لأقرأ النص كله، لكن شرطي المرور على باب الديوان استوقفني ملياً ربما بقيت معتقلاً في سياقه أو نزيل سجنه، ليس إلاي معي. فكيف سيتعرف عليّ كي يتركني، فمن شروط الحرية أن تعرّف نفسك، أما أن تكون بدون إلاي/إلاك فهو ضياع في سجن الحياة بقدر ما تسمح لنا المهندسة المعمارية عبر تفننها بخطوط السجن، فأنت لا تقايض إلاك بإلا احد،،،صباح إلاك بخير صديقتي سناء هلال.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاهة!
- الفيدرالية تجمعنا
- طيور متكاسلة!
- قراءة نقدية في مفهوم طرح اللبرالي لهيئة العمل اللبرالي في ال ...
- الأنوف المهاجرة!
- المجلس الكوردي إلى أين؟
- شجون وقبس وأنا ليَ أيضاً!
- جميل ربك موسى!
- فضاءا بادلي وحمو!
- عندما يغيب المثقف!
- كائنات شاعرنا علي ملا
- نيتشه كوردياً!
- احمد اسماعيل ملكاً
- مخاط سيد الرئيس
- هذا هو أيضاً
- حسن خيري سلبياً
- النوني التوكيد الثقيلة والخفيفة
- أمريكا بين روما والمغول
- ليس بالقمع وحده يحيا التاريخ
- نورالدين الحسيني في روايته: زمن الاحتضار،،،


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - ليس-إلاي-معي