أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /1














المزيد.....

سهد التهجير /1


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


تهجير !!!؟
لم تعني لة كلمة تهجير شيئا أصبحت كالشجر و الماء و الحجر بل حاجة ذاتية لاستمرار الحياة كأنها الشمس و القمر فلا زمن دونهما و لا تمييز بين الليل و النهار عندما تداخلا في المكان
تنقلت الأسرة منذ نشاْتها إلى بؤر التوتر بين طوائف تتقاتل و تذبح بعضها البعض حسب الانتماء للون و الجنس و الطبقة و الأفكار
كأن الحظ يمد حباله حول عنق العنف ليجذبهم نحوه
شهدوا ما لم يشهده أحد غيرهم لكثرة انتقالهم و اعتقالهم
كانت البداية بطرد الأسرة الصغيرة المتكونه من اب و ام و طفلان نحو الشارع بلا هدف ليتلقفهم المصير المكتوب من قبل الالهة
تتدخل الالهه في صنع المصير في طفولة الشعوب الغير منتجه و الغير مسلحة اما الشعوب العظمى المسلحة المالكة لاسس إنتاجها تصنع مصيرها بيدها دون الهه
و كلما تقدمنا نحو الشمال يقل وعي المنقذ و وعي الطقوس النفسية المريضه المفروضه كي ترضى الالهه و تستكين و تستمتع بها و تعطي الثواب و العقاب !!!

انتقال مع غبار مع نار و شرار إلى ان وصلوا لمنطقة لا يسكنها الا أصحاب عربات البغال و جامعين القمامة و ممن تبرأ اهلهم منهم او ممن يساهمون في سرقة المدن المرفهه بعد الحادية و النص من كل اسبوع يوم جمعه .

تنتشر قطع الطين المتجمد هنا و هناك و الترع العائمة ترسم مسير ضوء الشمس و تطفح بالروائح الترحيبيه للمعدومين
تقدم الاب وسط ساحة التشريفات مع عائلته ليعرف نفسه و يطلب منهم الإمان بالانضمام اليهم و العيش وسطهم
تجمع المهمشين و طلبوا منه إثبات الفقر المدق الواقع علية كي يصدقوه فشكله الخارجي نظيف بلا حوافر شقاوة سكين و لا شفره قالب زجاج
و عائلته ملامحهم ناعمه بيضاء ضج الضجيج وسط ساحه التهميش للتشريفات
و تلاقفت الكلمات كأنه السوق لعرض بضاعة ما
اقترب من العائلة قزم اسود مقطوع اليد من وسط الحشود و صرخ انهم ضحايا التفكير فقراء بسبب الثقافه هذة كتبهم داخل عربه الحمار دندوش
و ازدادت العيون حده نحوهم و زاد التهامس عن السبب
قال الاب مدافعا انها كتبي حياتي لم اجني سواها في هذة الأرض
قال القزم : اخذوه لقائد فيلق تحرير التهميش و حقوقهم ( كلاوش ابن دملوج)
اقتادوا العائلة مع عربه يجرها حمار حوله قطيع البشر المنسي
وقفوا أمام مجمع القمامه و فيه لاحظت العائلة أشخاص ينبشون النفايات و يفرزونا و يحرقون بعضها و يكادوا يختفوا فيها لولا ظهور رؤؤسهم من أعلى التل المرصوص .

انحدر القطيع نحو اليسار و وقفوا و اجبروا الحمار على الوقوف فُتح باب يحرسه رجال بملابس شبه مدنيه تتداخل فيها الألوان من تحت و فوق
تختلف القطع المغطيه للجسم من اعلى الرأس إلى أسفل الأعضاء التناسلية مشدودة بمشد خاص لحفظ الخصى بقطعة قماش مستقله عن باقي الاقمشة الأخرى التي تستر بقية الجسد
انطلق القزم ليشق الجموع معلنا ظهور صاحب الرداء الأسود المطرز باحجار و فصوص معدنية براقه تسر الناظرين
يحمل عصا طويلة تقابل العنق و تتشبث بالارض

أزال الغطاء البرونز عن وجهه و صدحت عيناة بالمكنون و لوح بيده نحو قمه مجهوله بعيده خارج أطراف المنطقه
صمتت الجموع و بدأت بالزحف على بطونها و اذرفت الدموع
قاموا بضرب أطفالهم الصغار بسوط صغير تحمله كل أسرة
وقفت العائلة الجديدة الغريبة متجمده وسط هذه الهلاوس قام القزم بالقرص على اقدامهم ليركعوا لممارسة الطقوس الغريبة
لكنهم وقفوا صامتين أغلقت الأم عيون صغارها بقطعة نظيفة من القماش كي لا ينزل الرعب في قلوبهم

تقدم صاحب الرداء الأسود و ضرب العائلة بالعصا كي يركعوا فركع الجميع و صرخ الأطفال
اندفع الأب تسحبه الأيادي القذرة و تنقله بشكل زاحف نحو حجرة صغيرة كأنها شق الصرصار
ارتفع صوت الأم فأغلق فمها بخرقه قذرة و سحبتها ايادي النساء و رفعت إلى أعلى
ذهبن بها بعيدا
مع الطفلين

وجد الاب نفسه محاطاً برجال المنطقة الاكبر سناً داخل الحجرة
دخل صاحب الرداء الأسود و قال لهم فلنبدأ المراسيم التشريعية للانضمام
أغلقت الحجرة و تلاصقت الأجساد مع جسدة استطاعوا لكثرة عددهم رغم سنهم الكبير باسقاط ملابسه الداخلية و قاموا بلعق جسدة و احدهم قام بالتقام عضوه و اخذ يرضعه بنهم شديد
صرخ الاب لكنه أدرك أن الحل الوحيد لنهاية اللعق هو القذف داخل بلعوم احدهم
تداركته نشوة الخوف فلم يطل الأمر سوى دقيقتين حتى ساح السائل المنوي داخل أحد الافواه
تم ركله بالأقدام خارج الحجرة لأنه قذف سريعا
صفقت الجموع الرجالية الواقفه و هو يخرج عاريا أمامهم
قام صاحب الرداء الأسود باعطائة ملابس الانضمام الجديده برتبة عامل لحماية الحمير من الاكتئاب و عليه ان يتنزه بهم في حدائق النفايات و يطور فعاليات ومسابقات الجري و الرقص بين حمير المنطقة .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعادة الخيال المعاصر
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
- الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
- احاديث دينية في سن السادسة
- الشمس تحدق في الزقاق
- حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
- ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
- الله و الديمقراطية
- عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /1