أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - راوند دلعو - الفرق بين التعليم و التفهيم















المزيد.....

الفرق بين التعليم و التفهيم


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 12:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


(الفرق بيت التعليم و التَّفْهِيم )

قلم #راوند_دلعو

كثير منا لا يعرف الفرق بين التعليم و التفهيم .... فعندما كنا صغاراً كنا نعتقد بأن المعلم الجيد هو الذي يفهمنا الدرس بوضوح بينما المعلم الرديء هو الذي لا يستطيع تفهيمنا الفكرة ، فهو عاجز عن إيصال المعلومة لنا !

و من هنا كنا نختزل لا شعورياً مهمة المعلم بذلك المُفَهِّم للدرس ، و لكن هذا غير صحيح، إنه خطأ شائع من شأنه أن يسيء لمهنة التعليم الأكثر تعقيداً.

فالمُفَهِّمُ : هو شخص يقوم بشرح الفكرة بغية التفهيم (و قد لا يكون معلماً ) ، فقد يكون زميلاً لنا على مقاعد الدراسة ، فكثيراً ما كانت تفوتنا بعض الأفكار فنسأل عنها زميلنا خلال الدرس فيشرحها لنا و يُفَهِّمُنا إياها بجلاء ، فهو مُفَهِّمٌ بارع لكنه ليس معلماً.

و التَّفهيم هو بعث استيعاب المعلومة محل الشرح في ذهن المتلقي ، و الاستيعاب هو جلاء الترابط المنطقي بين أفكار الموضوع المراد شرحه في عقل المتلقي . فإذا ما انبعث هذا الترابط المنطقي بين أجزاء الموضوع محل التفهيم قلنا بأن المتلقي استوعب الدرس تماماً.

فإذا أدرك المتلقي وجه الترابط بين تسلسل أفكار الموضوع المشروحة حكم لاشعوريا بأنه فهم الموضوع ككل.

و لمزيد من الإيضاح ( أنظر الشكل المرفق) ، لو شبهت الفكرة التي يراد شرحها بموجة جيبية ، لكانت مهمة المُفَهِّم بأن يخلق في ذهن المتلقي موجة جيبية مماثلة لتلك التي في رأسه ، و لكي تتماثل الموجتان يجب على الشارح أن يقوم بتوليف الطول الموجي لموجته بحيث يتناغم مع الطول الموجي للموجة التي قام بإنشائها في تفكير المُتَلقي ( موجتان لهما نفس الصفحة و التواتر و تسيران بالتوازي كما في الشكل ) و ذلك أثناء تلقين المستقبِل للفكرة المراد شرحها .....

فإذا ما تسلسلت الأفكار المتعاقبة في عقل المتلقي _التلميذ _ بنفس طريقة تسلسها في عقل المفهِّم _الشارح _ استطاع المتلقي الفهم و الاستيعاب ...

فطالما أن الموجتان متطابقتان فعملية التفهيم تسري بسلاسة و نجاح ....

و الذي يحدث عند حدوث عملية الشرح بلا تفهيم هو أن يختل التناسق السابق بين الموجتين فيغفل المُفَهِّمُ عن شرح أشياء يعتبرها مفهومة و واضحة في عقل المتلقي( الطالب) لأنها واضحة في عقله هو (أي المُفهِّم) فيقفز عنها أثناء الشرح بينما يحتاج المتلقي إلى الوقوف عندها ، لأنها و إن كانت بسيطة بالنسبة للمُفَهِّم لكنها غير واضحة بالنسبة للمُتَلقِّي .... و هذا الاختلال في تناسق التسلسل الفكري بين المُفَهِّم (الشارح) و المتلقي (الطالب) يؤدي إلى اختلال التوليف السابق بين طولي الموجتين العابرتين لذهني المفهم و المتلقي محل عملية التفهيم ، مما يؤدي إلى فشل العملية ككل !

فالضبط الموجي ( الهارموني_ التناغم ) لعقل المُفَهِّم على عقل المتلقي هو بمثابة توليف سلسلتي الأفكار العابرتين للعقلين (عقل المفهم و عقل المتلقي) ، وهو سر عمليه التفهيم ....

فالمفهم البارع هو القادر على تجزيء الفكرة إلى فُكَيراتٍ صغيرة ثم توليف عقل المتلقي على هذه الفُكَيرات و ترابطاتها من خلال شرحها واحدة تلو الأخرى دون أن يقفز عن إحداهن مهما كانت بسيطة بالنسبة له .

فإذا ما قفز المُفَهِّمُ عن فُكَيرة منهن ، ضاع التسلسل في عقل المتلقي و بالتالي ضاع التوالف بين ذهن المفهم و ذهن المتلقي و فشلت عملية التفهيم.

و هذا هو الفخ الذي يقع فيه جميع الشارحين عندما يعجزون عن تفهيم فكرة ما ، خاصة للتلميذ الصغير في المرحلة الابتدائية. فإذا شرح أحدهم لك فكرة ما و لم تفهمها فاعلم أنه قفز عن فُكَيرة كمومية صغيرة يراها واضحة لوضوحها في عقله الباطن لكنه غفل عن أنك( كمتلقي) لا تعرفها و يجب إيضاحها و إلا لما كنت متلقٍ و لما كان مُفَهِّما.


فبساطة بعض الفُكَيرَات الكمومية يدعونا ألى تجاوزها لا شعورياً أحياناً و إسقاطها من عملية الشرح مما يعطل عملية التفهيم ككل ، و بالتالي تعتبر البساطة النسبية للفُكَيرَة ( بالنسبة للشارح ) فخاً غالبا ما نسقط فيه ، إذ نقفز عن شرحها فتفشل عملية توصيل الفكرة بالمجمل.

و هذا يفسر سبب كون عملية تفهيم الصغير أصعب من عملية تفهيم الكبير ، و ذلك لأن الصغير غالباً يحتاج لتفهيمه كل الفكيرات الكمومية المكونة للموضوع ، لأنك لو أسقطت فُكَيرة لا شعوريا لما استطاع استحضارها ... بينما قد يستطيع طالب الثانوي استحضار الفكيرات المسهو عنها من قِبَل الشارح ، لذلك نجد بأن معظم المعلمين يحاولون تجنب التدريس في المراحل المبكرة ... بينما يجب على المدرسة أن تُوكِل عملية تدريس المرحلة الابتدائية للمعلمين الأكثر كفاءة و خبرة و دهاءً.

و بعد أن أوضحت معنى التفهيم و المُفَهِّم أبدأ بتوضيح الفرق بين المُفَهِّم و المعلم فالمُفَهِّم هو من يمارس عملية التفهيم ببراعة ( و بالمناسبة عملية التفهيم موهبة بالمعظم و لا تأتي بالاكتساب بسهولة) ....

أما المعلم فهو شخص متخصص بتطبيق استراتيجيات التعليم التي تهدف إلى تحصيل مخرجات العملية التعليمية التي منها التفهيم . فلا تقتصر مهمة المعلم على التفهيم بل له مهام أخرى أعقد من التفهيم بكثير و ما التفهيم إلا غاية واحدة من عدة غايات نهدف إلى تحصيلها من خلال تطبيق استراتيجيات التعليم.

فمن الصفات التي يجب توافرها في المعلم :

التمكن الأكاديمي من المادة ففاقد الشيء لا يعطيه.

مهندس استراتيجيات وطرائق التعليم.

ضبط الفصل و القدرة على القيادة.

الدبلوماسية في التعامل مع ولي الأمر.

احتواء السلوكيات الطلابية على تنوعها و الإدارة الشاملة للفصل.

التحضير و التخطيط.

التربية و التنشئة.

المهارات الاجتماعية في التعامل مع الطلاب.

علم نفس الطفل.

معالج نفسي.

التفهيم.

القدوة.

المتابعة.

الإلمام بصعوبات التعلم.

تطبيق استراتيجيات العمل الجماعي ، و التفاضلي ...

القدرة على جذب الانتباه و تحريض الطالب على الإصغاء.

تنظيم العمل المكتبي الحوسبي من خلال المهارة الحاسوبية.

و غيرها الكثير من الوظائف ...

لكنه بعد كل هذا لا ينال الراتب الكافي ، و لا ينال احتراماً يذكر في مجتمعاتنا للأسف ...

فهو إلى اليوم رمز السخرية و محط احتقار المجتمع الذي هو جميع تلامذته !

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلاف عائلي في قبيلة قريش
- وثنيّة النّص
- فطرة الله التي فطر الناس عليها
- الأثر السلبي لمناهج التفكير الدينية في سياق المعرفة البشرية
- قراءة التاريخ
- الديانة الإسلامية أم الديانة المحمدية ؟
- صباح الميم و الياء
- القرآنيون ما بين علمنة الخرافة و عقلنة الوهم
- القلب النزيف
- ياسمينة على ضريح الله _ قيثاريّة النسرين
- إنه لمن الظلم بمكان !
- نظام اتصالات رديء بين الله و أنبيائه
- أكذوبة العروبة ... أكذوبة ملعوبة !
- مصطلحات قرآنية أهانت المرأة _ الإعجاز الإشمئزازي في القرآن
- بالغتُ باسمِكِ ( شعر عمودي )
- اعتناق الديانة المحمدية على أسس علمية
- الإبهام المُطلق للخطاب في النص الديني
- هذا الموت من هذا الجمال !
- وظيفة الكهنة و الشيوخ المحمديين ، تحت المجهر
- الشمودوغمائية أخطر أمراض الفكر البشري


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - راوند دلعو - الفرق بين التعليم و التفهيم