أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راهبة الخميسي - بناتك يا وطن














المزيد.....

بناتك يا وطن


راهبة الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 20:57
المحور: المجتمع المدني
    


بثت المرأة العراقية، الثقة والامل في قلوب الجميع من خلال الحراك الذي تفردت به، لافتة انظار العالم الذي اثبتت له انها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهموم الوطن، تتمثل مشاكله، عابرة الجنسانية والجندرية التي تقولبت فيها دهوراً طويلة، وقررت ان ترتقي بوعي وتحضر، موثقة مكانتها الحقيقية كمثقف عضوي، له ثقله وتأثيره الكبير في رسم خارطة مستقبل العراق.
لقد اكدت المرأة العراقية، اكتسابها لمشروعيتها وذاتها الوجودية في المجتمع، وخرجت من حالات الثنائية المهينة، داحرة مفاهيم التراتبية الهرمية، متفوقة بإنسانيتها، لتصبح ايقونة ومثلاً تقتدي به نساء الكثير من الدول.
لقد وطنت حفيدات عشتار وسميراميس والخنساء ذاتهن في تاريخنا المعاصر، والغت ماعلق في هوية المرأة العراقية من القوالب التقليدية الظالمة، التي حصرت مطالبها ونضالاتها لمناهضة التمييز بينها وبين الرجل، وللطموح الذي يهدف المساواة بينها وبينه، فخرجت بحراك مجتمعي شامل يناهض الفساد وسلب الحقوق، وليس من اجل مطالب او مكاسب خاصة للمرأة فقط، بل لاجل الانسان العراقي.
واستطاعت بذلك ان تقطع الطريق على الجهات التي تعيق وصولها لاهدافها الحقيقية المشتركة كإنسان، بعيداً عن فصلها او تمييزها عن الرجل، بل وقفت بجانب الرجل، تحمل ذات الاهداف، وانها الثائرة التي لم يعد دورها شكلياً، فهي الشجاعة التي تستعد للتضحية حد الاستشهاد، فوقفت بخط الصد المواجه، وتبنت ظاهرة غير مألوفة في اي مكان اخر، مختلفة كل الاختلاف عن ادلجة التيارات المتطرفة.
قدمت شهيدات اسوة بالثائرين، وهي تحمل السلاح الوحيد الذي هو علم العراق المزدان بورود البنفسج العبقة، وبأكاليل السلام التي تكللت بها رؤس العراقيات المتظاهرات، الهاتفات بالسلمية لأجمل مليونية نسوية شهدها العراق..مليونية البنفسج.
اعلنتها ثورة حضارية ضد كل من تحَكَم بممارساته الدنيئة ضد ابناء الشعب العراقي، بذريعة الواجبات الدينية او الاجتماعية او السياسية، ولم تنفع مراهنات اعداء الشعب، ومحاولاتهم لتشويه دور المرأة العراقية، وزرع الشكوك تذرعاً بموضوع التحرش والسلوكيات المرفوضة في ساحات التظاهرات، غير مدركين ان المرأة المتظاهرة هي الام التي تطبخ الطعام وتجهزه لأبنائها المتظاهرين، وهي المسعفة التي تعالج اخيها المصاب، وهي القلب الحنون الذي يوفر للجميع اجواء الرعاية والحرص والامان، بعيداً عن اي مساس او تحرش يصدر من المنتفضين الذين ترعرعت فيهم الشهامة والغيرة على الام وعلى الزوجة وعلى الاخت والابنة.
ان الحراك المجتمعي الثائر قد اكتمل بالوجود الفاعل للمرأة، والذي اظهرت فيه روحها الوطنية، والتي طغت وسادت وفرضت مدنيتها، وشكلت مشهداً رائعاً لايحتمل التأويل او التشويه، والذي سوف لن يمر مرور الكرام، بل ستكون له تداعيات تسحق ما كان يهمش المرأة او يحجم دورها او يضعفه، فهي صوت لثورة بناء دولة (دستور وقانون) يرتقي للحالة الحضارية التي افصحت عنها العلامات المضيئة التي سوف تنير سفر العراق، وتشرف تاريخ الحركة النسوية بردائها الوطني الحقيقي.
فكلا للثغرات التي يبتدعها البعض للمساس بالمرأة، او لتقسيطها، او لاضعاف دورها، فهي ضمن نسيج الجيل العنيد الصابر الوطني، وهي نصف المجتمع ومربية النصف الاخر فيه، وهي من يقع عليها الحيف والحزن مضاعفاً حين تثكل او تكلم او تترمل.
طوبى للمرأة العراقية التي حلفت ان لاتتراجع عن اهدافها الانسانية النبيلة، مهما تجاهلت الحكومات دورها، ومهما سوفت وماطلت.
نعم للعيش الكريم المكفول لكل ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه ومذاهبه واجناسه.
نعم للعراقية الباسلة التي تجوب ساحات التظاهرات في بغداد والباقي المحافظات، وهي تؤكد مدنية المجتمع العراقي ذكوراً واناثاً.
نعم للثورة المجتمعية الشاملة المكتملة والمتكافئة.
نعم لمليونية حرائر العراق ولنضالهن المذهل.
طوبى لشهداء وشهيدات ثورة تشرين المجيدة.
ولاتراجع...لأجل الدماء التي سقت ساحات الاحتجاج.
تحية محبة وفخر لطائر السلام والحرية الذي لايحلق إلا بجناحي الرجل والمرأة معاً.

14/2/2020



#راهبة_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أحتفل بيوم المرأة العالمي
- ممتلكات عراقية للبيع
- هل سيصبح سد الموصل سبباً للحفاظ على وحدة العراق؟
- المرأة العراقية والفصل العشائري
- الحدباء تستغيث
- على نفسها جنت براقش
- حلبچة بين الأمس واليوم
- مبارك آذار الصابرات
- الى كوردستان
- ألعودة ألوهمية
- الجزء الثاني لليلة ننار الرابعة في مالمو
- الدكتور خزعل الماجدي يضيء أمسية ننار في مالمو جنوب السويد
- التيار الديموقراطي في جنوب السويد يعقد مؤتمره الثالث
- الى أين ياعراق
- لا للعنف ضد المرأة
- المرأة العراقية .. وقانون الأحوال الشخصية
- وقفة وطنية
- جولة الحسم ورايات السلام في الخامس من أكتوبر
- جولة الحسم و رايات السلام


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راهبة الخميسي - بناتك يا وطن