أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح3














المزيد.....

من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من جراء تبلور هذه الفكرة وثباتها مع الموروث التاريخي المتجذر في الوعي الجمعي لهذه الفئة الشعبية، إن تأسست في ضميرها نوع من أختلال في تعيين منحنيات الفكرة السياسية لديها نحو تجسيد الوعي السياسي لها، على أعتبار أن تحقيق التجربة وبسطها واقعا سيظهر نبل الفكرة المضادة لها نوعا وكيفا، وحتى مع أنتقال السلطة لها وتمتعها لأول مرة بقيادة المجتمع لم تفارقها فكرة الأنتقام، ولم تتطور جوهرية الوعي السياسي لديها لتكوين حالة تجنب هذا السلوك المنحرف وخلق تجربة مغايرة، وظل هاجس الخوف والفشل يلاحقها من أن تأتي فترة أنتقال حتمي بعوامل خارجية وداخلية لتغيير من معادلات السلطة والوعي، هذا يفسر حالة الدفاع السلبي عن مشروع التغيير الذي نادت به طويلا وعانت منه خصيصا، وبقيت أسيرة عاملي الخوف من جهة والشك والريبة من أي تطور يحاول أن يصحح مساراتها التي تقر هي بذاتها من أن التجربة ولدت مشوهة وناقصة و لا بد من تصحيح ما.
مشروعية أي فكرة حتى تمتلك المبرر للقبول بها والإيمان بمبادئها هو أختلافها الجذري أو النوعي عن الواقع المنتقد أو المطلوب تغييره، فمهما كان نوعها وجنسها وغائيتها الكبرى يبقى التطبيق العملي لها على أرض الواقع، وخلق البديل الأكثر جدارة كما يقول الشاعر العربي القديم (لا تنهى عن خلق وتأت بمثله.... عيب عليك إذا فعلت عظيم)، فبعد تحولات عام 2003 وظهور تطورات مفهوم دولة المؤسسات الديمقراطية والتحول من ديكتاتورية القائد والأيديولوجية إلى مجتمع القيم كما أراد وأعلن القائمون والصانعون للتحول هذا، لم نشهد إنفكاك حقيقي عن مورثنا المأزوم بأمراض الأنا الفئوية وبين واقع منح الجميع الحق بالتعبير والحرية في الأعتقاد، والسبب يعود بالأصل إلى أختلال القواعد الفكرية والذاتية لللاعب السياسي الجديد، وحرصة التام على أن يجعل من هذا التغيير أقتصاص من الماضي ليس على أنه كان خطأ تاريخي له أسبابه وعلاته، بل حاول شخصنة هذا الخطأ عبر وجود الأخر ومعاقبته مهما كان مشاركا أو مشتركا في الظلم الذي عانى الجميع منه.
إذا يمكننا القول بصورة مختصرة أن السياسي العراقي مع كل تحول إيجابي أو سلبي عجز دوما أن يستخلص معنى التجربة، وفشل في توظيفها لتأسيس واقع جديد يتجاوز الأزمة النفسية والتاريخية الشخصانية والذهاب مباشرة نحو الحل، بل أنه بقى مصرا على ذات قواعد الأزمة السابقة وإن تبدلت أماكن اللاعبين وهوياتهم، فالأزمة باقية على حالها تفتك بالشخصية العراقية عموما والسياسية النخبوية خصوصا، وكل مبرراتها الفعلية والفاعلة موجودة في كل مرحلة وما تغير فقط الشكل الظاهراتي له، مهما أدعى البعض من ضرورة تجاوزها نحو صناعة بديل أكثر وعيا وأسمى في الرؤية والمنهج حتى يبدأ البناء الصحيح والمماهي مع أصل فكرة مقاومة الظلم والتهميش والإقصاء النوعي.
نعود لجوهر القضية ونبحث عمن يؤزم الأزمة أو لنقل بمعنى تساؤلي أكثر وضوحا بعبارة (هل أن أزمة المجتمع العراقي سياسيا سببها ذاتي أم موضعي متصل بالجغرافيا والتاريخ؟)، من دراسة علم التاريخ الأجتماعي وفلسفة علم النفس المجتمعي نؤكد أن الذات الإنسانية واحدة كمبدأ عام تتفاعل وتنفعل بالماحولية البيئية التربوية ونتاج التجربة، فكثيرا من المجتمعات الإنسانية أستطاعت التخلص من رواسب الذات وقوتها وتحكمها بالسلوكيات المدمرة، وبالتالي فالشخصية الذاتية تتغير بتغير طرق التعاطي معها وهي غير قابلة على التقولب الجامد حين تجد ما ينقصها أو يصحح من مدركات المسار فيها.
والتجربة الاجتماعية البشرية برهنت أن تبدل الأفكار والأهتمام بصناعة الوعي وخلق البيئات المساهمة في عملية التغيير، هي الطريقة المثلى والأهم في ذلك مع ما يتبعها من مناهج تربوية وقيم أخلاقية عقلية ومثالية تساهم في حث الشخصية الفردية والجمعية على التغيير متى ما علمت أن طريقها الأخر منغلق على نفسه ولا يمن الأستمرار به على نفس المنهجية التقليدية التي صنعت وجذرت أزماتها السابقة، بقاء الحال على ما هو عليه مع حكم قوة الزمن وسيرورته لا يسمح بذلك ولا يمكن حجره أو تقييده على ذلك.
إذا ما يعرقل التحول هو أما غياب إرادة التغيير ومحاولة الحرص على تقديس الأزمة ذاتها بأعتبار أن ذلك جزء من منظومة الإيمان بالقضية، أو غياب المنهج الصالح والرؤية التكوينية التي تفهم مسببات وعلل الأزمة مما يتيح لها ضرب قواعد التأزيم هذا بأجتراح البديل وتقديمه كمنهج متكامل قابل للتطور والتحديث مع نتائج تجربته، وبذلك نتخلص من العقم الفكري المسيطر على رسم الطريق وفتح كل الأبواب أمام التحرر من قوانين الأزمة ووجودها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح2
- من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح1
- في حضرة ألهة العشق.... أنا
- الميزانية العامة للدولة العراقية وغياب العدالة في التوزيع
- أرقام أفتصادية حكومية مفزعة
- أنا وعصفورتي والرب
- من المسؤول عن ظاهرة الإرهاب وميلشيات الأحزاب؟ ح1
- حكم الأستبداد الديني وأفول منتظر ج2
- حكم الأستبداد الديني وأفول منتظر ج1
- لا تتوقف الثورة ولن نتراجع
- العودة لمسارات الثورة وأنتظار الحل
- إيران وأمريكا والخيارات المتاحة
- قرار الحرب بين القوة والقدرة وميزان الصراع
- الكسب والخسارة في غزوة السفارة ح1
- عن السيادة وأشياء أخرى
- الفراغ الدستوري والفراع السياسي..
- الرئيس صالح لم يعد صالحا برأي البعض
- المنهج الوزاري لحكومة مصغرة أنتقالية.
- بين سلمية الثورة وعنف السلطة
- رئاسة الجهورية بين مطرقة الدستور وسندان اللحظة الأخيرة.


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح3