أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - جمعية التابوت الأسود














المزيد.....

جمعية التابوت الأسود


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


واخيراً سأحقق ما كان يدور في بالي ،اي سأقوم بتأسيس جمعية خيرية من طراز خاص وغريبة من نوعها ولكن بعد التفكير و المشاورة بيني وبين نفسي
،قررت فميا يلي .تأسيس جمعية وسأطلق عليها اسم (التابوت الاسود )وسأفتح في كل محافظة فرع وعندما اقف على قدماي سأوسع رقعة مشروعي الى ابعد من ذلك ،وقد يكون لي في كل بلد منكوب فرعا او عدة فروع
وان جمعيتي هذه ستكون مميزة وستقوم بتسهيل وتوفير (التوابيت )مجانا لتلك البلدان من ضمنه (وطني)طبعا فهو اولى لانه هو من الهمني بهذه الفكرة الجبارة ،
وكما قلت ان جمعيتي ستساهم في توزيع كل ما يتعلق بالموت ،مثل التوابيت والكفن وملحقاته ،وسأوزع بالانصاف لجميع الاطراف المقاتلة فما بينها ،
لانني اكيد طرف محايد وانساني ،
وقد اوفر ايادي عاملة من خارج البلاد كي يساعد في دفن قتلانا وقتلاهم ولاننا مشغولون في القتال فما بيننا لذلك سنحتاج لمن يقوم بدفننا وحتى يتسنى لنا القتال وسيكون التوزيع مجانا ولن استغل اي طرف لان كل الاطراف هم ابناء بلدي لذلك فانا (محايدة ) وسأساهم في كل التعازي واسير بكل مسيرات النعي وخوصوصاً في نعي الاغتيالات للكبار من ابناء بلدي مثل الاساتذة والاطباء ورؤساء عشائرأو قادة احزاب لا تعجبنا افكارهم
،فهم اكيد لهم حصة الاسد في اغتيالهم وستتم كل هذه على ايادنا وقد تمنحهم جمعيتي امتيازات خاصة تليق بمركزهم المرموق ،وسيحاول كل طرف بأطاحة الاخر لذلك هذا خير احسان اقدمه لهم وهؤلاء ابناء شعبي المغلوب على امرهم وعلى مصيرهم وعلى مستقبلهم المبهم ،وانا واثقة بأن هناك أيادي خفية تتحكم في هؤلاء
وتراقصها كما يحلو لها
وقد تطيح بهذا
وتبعد ذاك
وترفع هذا
وتسقط ذاك
وتزيح (فلانا )
وتضع اخر حسب ما يرضي اذواق الذين في الدول المجاورة والشقيقة منها ،واكيد سيكون لي الحق في فتح مقر لي في واشنطن وسيكون مقري الرئسي طبعاً حالي حال كل الجمعيات والمنظمات في العالم وستكتب عني وعن اهمية جمعيتي كل الصحف والمجلات العالمية وتتحدث كل الفضائيات عن انسانيتي وستساندني معظم المنظمات الانسانية في نهاية المطاف قد يقررون منحي جائزة (نوبل للسلام)وذلك لمساهمتي في مساعدة تلك الدول المتخلفة علميا وعقليا لدفني لقتلاهم فيما بينهم ،وبما ان قتالهم ليس ثقافياً او علميا او تفدميا
،وانما دينيا وعرقيا او طائفيا والخ الخ،انهم مشغولون في هذه التراهات التي تعيق تطورهم لذلك سُمية باالبلدان النامية وانا اسميها البلدان النائمة وطبعا بلدي العزيز من ضمنهم ولا انكر انني ادخلت في قائمتي بلدانا ستمر بما مررنا نحن به والتي مرت هي قبلنا بها ،مثل الصومال والسودان والبوسة وهريك والشيشان وزائر فلسطين وسوريا ايرا ن ليبيا وتليها المصر واليمن (والحبل عالجرار)كما يقول المثل
ولاني واثقة بأن هذه الدول وصلت الى حافة الهاوية وهذا يخدم مصلحتي طبعا ومصلحتي فوق كل شيء وسأضع الدول التي تتمتع في تجويع شعبها والتي تموت من الامراض الفتاكة في قائمتي ،وكل ذلك يعود الفضل الى بلدي فهو كان خلف فكرتي وجعلها تختمر في ذهني، ولن انسى ابدا هذا ،واكتشفت ايضاً
اننا نفضل قتل بعضنا بعض وهذا لنوفر للأعداء ثمن سلاحهم فبدلا ان نقتل على ايادي غربية فليقتل كل اخا اخاه ولكم نحن شجعان،وانا لا انصح اطلاقاً
وقف اطلاق النار و الا ستغلق جمعيتي ثم الجمعيات والمنظمات التي دخلت بلدي بحجة المساعدة،فأنهم بالمئات جاؤ بشكل غريب و انتشروا في كل البلد بات وطني منبع للجمعيات والمنظمات الشركات الوهمية التي جاءت كل تخدم الاخرى غض النظر عن الصليب الاحمر والهلال الاحمر و(يو ان)
والسلام الاخضر و اليونسيف واضف الى ذلك جمعية الرفق بالحيوان والخ الخ علما كلها لا تخدم بلدي مثل جمعيتي فانا سأوفر كل السبل للقتال وبأمكان توفير مبالغ طائلة وستحسم من النفط حالي حال كل هذه المنظمات و الجمعيات التي انتشرت هنا وهناك من دون ان تعمل اي شيء يخدم (بلدي )
فأنها لا تخدم اي طرف ولا تهمها كل الاطراف كل ما يهمها هو نشر
(المحبة والسلام )على المنطقة كما تتدعي هي وبرغم ليس من مصلحتها ان يخيم السلام في هذه المنطقة ،لو فرضنا لا سامح ألله مثلا خيم السلام في المنطقة اذن هي اين ستذهب واين ستخيم واين ستنشر محبتها الخالصة ،ومساعداتها الوهمية اين ستوزعها وعلى من وطبعا كلها حبر على الورق وسراب في سراب وانا ايضا سأضطر الى غلق جمعيتي اذن ليستمر الوضع كما هو عليه وسأطلب يد العون من الدول الصديقة وهي بدورها ستمدني بالنجارين والاخشاب وقد يتبرع لي الاثرياء والفنانون وسيظهرون على الشاشة اوناسا لطفاء وهم مبتسمون يمتدحون عملي الجبار وان انجازي ا توازهه اي منظمة اخرى وطئت قدماها هذا البلد ولا انسى بأني اساعد الدول المتقدمة في تجارب اسلحتها الفتاكة بقتل بعضنا بعض والان كل ما اريده هو موافقة الجهات العليا علماً ليست لدينا جهات مختصة او ممكن نراجعها
ولكن ما يهمني موافقة الامم المتحدة (التي لم تتحد يوما) لنيل اجازة ومنحي علم يرمز الى جمعيتي ،وسيكون عبارة عن علم احمر وفيه توابيت بكل احجام يمثل الجمعية واترك هذا الطلب بين ايدي المسؤولين ولكم مني جزيل الشكر ودمتم لنا وانتم خير مقاتلون ولكن خائبون ....
1996 -1-1
اربيل



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل ما في القلب هو في العين
- آه لو تعلمين
- طباشير
- عندك عضلات عندك حضارات
- سألت نينا
- صوت خشخشة
- صدرهِ صندوق الدنيا
- إحتفالات عيد الشكر
- حق الجار كان على الجار
- نريد وطن هل من مجيب
- خراف بلا راعي
- محاضرة أسمها (بسكويت)
- القاعة فقاعة
- أنا بذرتك اللعينة
- مدونة مختار القرية
- خيط من أطراف حديث شيق
- الخاسر صعب تعويضه
- قطة جبلية
- كلام و غرام
- في ظل الوحشة


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - جمعية التابوت الأسود