أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جلبير الأشقر - أردوغان ومخاطر لعب الشطرنج مع بوتين














المزيد.....

أردوغان ومخاطر لعب الشطرنج مع بوتين


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6490 - 2020 / 2 / 12 - 09:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



إن التصعيد الحاد الذي شهدته الأيام الأخيرة في لهجة رجب طيب أردوغان إزاء تقدّم قوات النظام السوري في منطقة إدلب، مسنودةً من قوات الحكمين الروسي والإيراني الوصيّين على دمشق، إنما يبيّن مدى الخيبة التي أصابت الرئيس التركي في علاقته بنظيره الروسي. كانت العلاقة بين الرجلين قد اتخذت طابع الصداقة الحارّة منذ أن قدّم فلاديمير بوتين دعمه لأردوغان في وجه المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرّض لها هذا الأخير في صيف 2016. وقد نجم عن تلك الصداقة المستحدثة تعاونٌ بين تركيا وخصم الأمس الروسي، كانت ضحيته الأولى مدينة حلب التي سابتها أنقرة بما سهّل استيلاء نظام آل الأسد على شرقيّها في خريف العام ذاته. والحال أن ثمة فارقاً جليّاً للغاية بين سلبية الحكم التركي إزاء حملة الثالوث المضاد للثورة السورية على شرقي حلب في خريف 2016، وتوتّره الحالي، بالرغم من أن مكانة حلب الاستراتيجية، بصورة عامة كما بالنسبة لتركيا بصورة خاصة، أكبر من مكانة معرّة النعمان وسراقب اللتين أبدت أنقرة امتعاضاً كبيراً من سقوطهما.
في تعليقنا على التناغم الظاهر بين أردوغان وبوتين في الملف الليبي بالرغم من دعم كل واحد منهما لأحد الخصمين الرئيسيين في الحرب الدائرة في ليبيا، على غرار التناغم بينهما في الملف السوري بالرغم من دعم كل واحد منهما لأحد المعسكرين المتضادين في الحرب الدائرة في سوريا، ذكرنا أن بوتين يستفيد من التدخل التركي الجديد في ليبيا «كي يمارس لعبته المفضّلة، ألا وهي لعبة التظاهر بالقيام بدور الحكَم مع الإمساك بأهم أوراق اللعبة، على غرار الدور الخبيث الذي بات يلعبه في سوريا». ولم يمرّ وقتٌ طويل حتى انكشف مرّة أخرى وبصورة فادحة ذاك الدور الروسي الخبيث في الساحة السورية.

فها أن عرّاب مسار «تسوية» النزاع السوري الوهمية، الذي تظاهر بلعب دور الحكَم بين إيران والنظام السوري من جهة وتركيا والمعارضة السورية من الجهة المقابلة، عاد يذكّر أنقرة بالدور الفعلي الذي لم ينفك يقوم به، ألا وهو دور السند الرئيسي لنظام آل الأسد، السند الذي لولا تدخّله في خريف عام 2015 لما صمد الحكم السوري على الرغم من تدخّل إيران الكثيف برفقة أعوانها الإقليميين إلى جانبه منذ عام 2013. فبدل أن تستمر موسكو في رعاية التعايش بين القوات التركية المنتشرة في منطقة إدلب في الشمال الغربي السوري وقوات النظام السوري في المناطق المحاذية لذلك الانتشار، دعمت بالكامل وما زالت تدعم الحملة التي شنّتها قوات دمشق لاستعادة السيطرة على آخر المعاقل الهامة للمعارضة السورية بمكوّناتها المختلفة والمتناقضة، من «هيئة تحرير الشام» حتى القوات التابعة للجيش التركي. ومن الطبيعي جداً، في الحقيقة، أن تدعم موسكو تلك الحملة التي تستهدف السيطرة على منطقة قريبة من الساحل السوري الشمالي حيث تتركّز قواتها، لاسيما في قاعدة حميميم الجوّية، وتتعرّض لأشكال شتى من القصف من حين إلى آخر.
كان بإمكان أردوغان أن يتوقّع ماذا سيكون عليه السلوك الروسي في أخذ العبرة من تجاربه السابقة في التعاون مع موسكو في الساحة السورية، وهو تعاون يسّر مهمة روسيا في دعم حكم آل الأسد في إعادة وضع يده على مناطق شاسعة كانت قد تحرّرت من قبضته، بدءاً من شرقي حلب وصولاً إلى منطقة إدلب، من دون أن يمنح أنقرة بالمقابل سوى فرصة التقدّم على حساب الحركة الكردية الفالتة من سيطرة دمشق، بدءاً من «عملية درع الفرات» التي قامت بها تركيا لقاء تخلّيها عن حلب في عام 2016 حتى الانتشار التركي الأخير في «المنطقة العازلة في شمال سوريا» التي انسحبت منها القوات الأمريكية لتفسح له المجال. وإذ احتاج أردوغان إلى ضوء أخضر من موسكو بعد الضوء الأخضر الأمريكي، ذهب يفاوض بوتين في سوتشي على ضفاف البحر الأسود ليجني منه صيغةً كان الطرف الروسي المستفيد الرئيسي منها، وخلْفه حكم آل الأسد.
والعبرة من كل ذلك أن اللاعب الروسي أمهر بكثير من اللاعب التركي في مباراة الشطرنج متعددة الأطراف الدائرة على الرقعة السورية. أما غاية موسكو الجليّة فهي التحكّم بكامل الأراضي السورية من خلال دميتها الأسدية وذلك نظراً للأهمية الاستراتيجية الكبرى التي كسبها انتشار قواتها في البلد الشهيد في السنوات الخمس المنصرمة، وقد خوّلها قدرة مدّ نفوذها الإقليمي في جنوب البحر المتوسط حتى ليبيا والجزائر وفي عمق المشرق العربي حتى الخليج.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فشلت اتفاقيات أوسلو أم نجحت؟
- أرادها نتنياهو “فرصة القرن” فهل ينتزعها الفلسطينيون؟
- دعهم إذاً يأكلون الكعك…
- تكامل الأدوار بين تركيا وروسيا
- لا أمريكا ولا إيران…
- 2019 وداعاً…
- دراسة الدولة والثورة في المنطقة العربيّة من منظورٍ ماركسي
- البلطجة الفكرية وخدّام الاستبداد
- حكم آل الأسد: رفعت نموذجاً
- تحية لشعب إيران الثائر والمعارضة الوطنية
- الطائفية بوصفها سلاحاً أيديولوجياً
- الثورة على أصحاب المليارات
- «الممانعة» والطغيان الأجنبي
- العراق ولبنان والنموذج السوداني
- تحيا «المؤامرات»!
- حراك لبنان، الطائفية والسيرورة الثورية في المنطقة
- الثورة عنوان هذا الزمن… وستبقى
- هديّة ترامب وأردوغان لبوتين والأسد
- في مخاطر الاتكال على «عرّاب» غريب الأطوار
- مصر تحت الاحتلال


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جلبير الأشقر - أردوغان ومخاطر لعب الشطرنج مع بوتين