أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي- مقتدى الصدر انموذجا














المزيد.....

سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي- مقتدى الصدر انموذجا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 11:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي (1-2)
مقتدى الصدر انموذجا
مؤسس ورئيس الجمعية النقسية العراقية
نعني بـ"الرمز " هنا شخصا حقيقيا أو افتراضيا ،حيا أو ميتا ، له قدرات استثنائية على انجار مهمات وحلّ مشكلات ليس بمستطاع الفرد العادي تحقيقها، ويصبح الفرد والرمز حالة واحدة من خلال آلية نفسية هي التماهي او التوحّد(Identification )..أي اخذ صفة او اكثر من شخصية الرمز..يتمثلها ويدخلها في شخصيته ليتشبّه بها،لا ليقلدّها!
تاريخيا،دخلت " فكرة " الرمز الى لاوعي الفرد يوم كان أجدادنا القدماء يؤمنون بقوى غيبية وكائنات خرافية لها فعل مؤثر في الكون والإنسان من قبيل: الزلازل ،الطوفان ،الرعد والبرق. حتى اختلال عقل الإنسان أو إصابته بالجنون كان يخضع للتفسير ذاته. فأسلافنا كانوا يعالجون المجانين بفتح ثقوب في جماجمهم لتخرج الارواح الشريرة من ادمغتهم بالتخويف والتهديد. وما يزال بعض العراقيين يربطون المجنون (اي المصاب بالشيزوفرينيا) بشباك ضريح امام ليخرج الجني من رأسه،وشهدت بنفسي رجلا يضربه (السيد)بالسوط ويزعق بالجني ليخرج متوعدا اياه بقتله في مشهد ميلودرامي!.
ما حصل للعراقيين ان آلية التوحّد هذه انتقلت من التوسل بالرمز الديني لحل مشكلة صحية او اجتماعية الى التوسل به ان يخلّصهم من طاغية..ابرزها ان جموع العراقيين كانوا في زمن النظام الدكتاتوري يقصدون اضرحة الأئمة يدعونهم لأن يخلصونهم من صدّام.
وقبلها،كنّا اجرينا دراسة زمن الحرب العراقية الايرانية لرسائل كانت مرمية في ضريحي الامامين الكاظم في الكاظمية وابي حنيفة في الاعظمية،وجدنا ان مطالبها كانت من اختصاص وزارات الدفاع والداخلية والصحة: عودة اسير من سجون ايران،اطلاق سراح معتقل في بغداد،شفاء مريض،طلب انجاب لزوجات مضى على زواجهن سنوات..وتليين قلوب الأهل للزواج من المحبوب!
المفارقة،ان سلطة الرمز الديني هذه يفترض ان تضعف في زمن النظام الديمقراطي،وما حصل هو العكس،فلدى متابعتنا لمقابلات أجرتها قنوات فضائية مع زائرين وزائرات لضريح الامام موسى الكاظم في (9/8/2007) وجدنا أن لديهم حاجات يأملون تحقيقها من هذه الزيارة حددوها في إجاباتهم على ألسنتهم بالأتي :
• (نريد الأمان..أولادنا تكتلوا " قتلوا " واحنه عايشين بخوف والى متى نظل اليطلع من بيته ما يدري بروحه يرجع لو يموت.
• ونريد الكهرباء..الله أكبر طكت أرواحنا.
• ونريد السياسيين يتصالحون ويديرون بالهم على الشعب مو يظلون يتعاركون على الكراسي والشعب حال الضيم حاله..يزي عاد تره شبعنا تعب.)..مع أن الأمام موسى الكاظم لا علاقة له بهذا الموضوع،بل أن جده الأمام الحسين لو خرج الآن متوجها الى الخضراء مطالبا بالاستجابة للمطالب المشروعة للمتظاهرين لخيروه بين العودة من حيث اتى او القتال.
وقد يبدو اللاوعي الجمعي لكثيرين أشبه بشخص (فاقد الوعي)،غير انه يعمل بآليات توحي بعكس ذلك،نوجزها بالآتي:
1. يغلّب العقل الانفعالي على العقل المنطقي في سلوك الفرد والجماعة،ويعطّل العقل المنطقي في اوقات الأزمات.(بيوم واحد من شهر تموز 2005 بلغ عدد القتلى بالاحتراب الطائفي في العراق مئة ضحية!،)
2. يستقطب الناس في مجموعتين متضادتين،جماعة الـ" نحن" التي ينتمي لها وجماعة الـ"هم " الاخرى.
3. يتصف بأنه (أحول عقل)..يرى في الـ(نحن)الايجابيات ويغمض عينه عن السلبيات،
ويرى في الـ(هم)السلبيات ولا يرى الايجابيات..ويخرج بتعميمات خاطئة أن جماعته هي الأفضل في كل شيء.
4. يفهم الصراع على انه (أكون أو لا أكون)،وأنه اما غالب أو مغلوب،ولا يرى الجانب الايجابي في الصراع
5. يؤمن بفكرة (المخلّص)..وبأنه سيظهر في يوم ما شخص بمواصفات استثنائية يقيم العدل بين الناس.
ومن مفهوم اللاوعي الجمعي هذا ،الذي غفل دوره السياسيون والباحثون، ظهر مفهوم السلوك الجمعي COLLCTIVE BEHAVIOR ويقصد به (السلوك غير المنظّم الذي ينشأ تلقائيا،ويعتمد على التأثير المتبادل بين الأفراد المشاركين فيه).وهذا السلوك يعمل بآليات،اخطرها :تقديس الشخصيات وصناعة البطل الاستثنائي والقائد الأوحد ،من خلال عدوى العقل الشعبي الذي يستجيب فيه الفرد لأغراءات الجموع التي تتصرف وفقا لما يوحى لها من (الرمز)، فتتراجع شخصية الفرد،حتى لو كان مثقفا،ليتولى اللاوعي الجمعي توجيه سلوكه. وبشيوع سيكولوجيا (الأيحاء) و ( العدوى الاجتماعية) تتصاعد حدة الانفعالات في الجموع وتستثار نحو هدف تفرّغ انفعالاتها الجياشة فيه وفق ما يوحى اليها من (الرمز).
فهل تنطبق هذه على السيد مقتدى الصدر وتياره وانصاره..ذلك ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد توفيق علاوي..صراعاته السيكولوجية (2)
- محمد توفيق علاوي..هاوي بس نص ناوي!
- العراقيون مصابون..ب(الحول العقلي)
- الموقعون على المناشدة الانسانية لحقن دماء العراقيين
- م مناشدة لاصدار فتوى
- شخصية قاسم سليماني - تحليل سيكولوجي
- الحكّام الطغاة والفاسدون..في الأسلام
- محنة اللغة العربية في اهلها.لمناسبة يومها الذي مر حزينا!
- (30 حزيران 2016) و( 1 اكتوبر 2019)..قصة وطن
- عفيفة اسكندر.لمناسبة احتفال غوغل بالذكرى ىالثامنة والتسعين ل ...
- تظاهرات الشباب.دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع ال ...
- تظاهرات تشرين- تحليل سيكوبولتك لما حدث وسيحدث (1-2)
- المثقف العراقي وتظاهرات تشرين (*)
- شيوخ العشائر..من الأنجليز الى الطائفيين
- الأمم المتحدة وتظاهرات تشرين / اكتوبر في العراق- لقاء في وثي ...
- أربعة حلول تنهي التظاهرات وتستعيد الوطن
- الحاكم الأسلامي حين يتحول الى مستبد (2-2) - تحليل سيكولوجي
- الشخصية العراقية وتظاهرات تشرين (في أول تحليل سيكولوجي)
- الحاكم الأسلامي.. حين يتحول الى طاغية (1 - 2)
- تظاهرات تشرين/اكتوبر- الطريق للخلاص من حكم الفاسدين


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - سلطة الرمز الديني في اللاوعي الجمعي العراقي- مقتدى الصدر انموذجا