أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - ذكرى مؤلمة في شباط الاسود














المزيد.....

ذكرى مؤلمة في شباط الاسود


فارس عبد الوهاب امين

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد- شباط2020
ما زالت أوجاع ذلك اليوم الأسود تتشبث بعنف في ذاكرتي، مرَّت سنوات طويلة ،لكن بشاعة ما جرى لن يمحوها الوقت.
كنت حينها في السنة الثالثة عشرة، سمع والدي المرحوم الزعيم الركن عبد الوهاب أمين عبر المذياع بالانقلاب، كان وقتها متقاعداً، أسرع نحو الغرفة ليرتدي بدلته العسكرية ويلتحق بركب الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، لكن أبناء المنطقة وبعض الأقارب منعوه، وطلبوا منه الانتظار، ما زلت أتذكر جيداً وجهه وهو يتحسر على الزعيم ،كان يدرك جيداً أنه لن يسلم من وحشية الانقلابيين، فرأس الزعيم مطلوب لجميع الدول الاستعمارية التي مولت وغذت الانقلاب، وحتماً أنها لن ترضى الا باغتيال الزعيم.
كان وحوش ميليشا الحرس القومي يملؤون الأزقة والشوارع، يبثون الرعب بين الناس ويحرقون منازل بعض المسؤولين ويعتقلون بعضهم، رائحة الموت تحلق فوق الرؤوس ،تزكم الأنوف، جلست قرب والدي وكان يحدث أمي، يتنبأ بما سيحصل في العراق، أخبرها بأن الاستعمار والمتآمرين سيقضون على الوطن وسيقتلون الزعيم ليزرعوا ندبة في قلوب العراقيين، ستكون شهادة وفاة الزعيم هي ذاتها ولادة مرحلة تعيسة لن يهنأ العراق بعدها.
مرت الساعات طويلة عليه، كان يضع المذياع قربه وينحني عليه يستمع ليعلم ماذا يحدث في الخارج، حتى جاء النبأ الصادم باستشهاد الزعيم ورفاقه، جهش باكياً وهي المرة الأولى التي أرى فيها دموع أبي، كانت لحظة هزيمتي الكبرى، كل شيء بدأ يتغير، لم أعد أرى ثغره باسماً الى يوم وفاته.
ذكريات مؤلمة لرجل خدم وطنه ورافق الزعيم في كل خطوات الانتصار وشاركه في بناء الدولة، بعدها بأيام جاء بعض أصدقاء أبي القدامى وكلهم رفاق الجيش حاملين له رسالة من عبد السلام عارف مفادها "أما العودة الى منظومة الدولة والتمتع بخيرات السلطة أو الجلوس في البيت والصمت"، رفض أبي بشجاعته المعهودة المغريات ،ورفض خيانة الزعيم حتى بعد وفاته وفضل الجلوس بين جدران المنزل على ألّا يبيع ضميره وصداقته ووفائه للزعيم.
كم كانت عصيبة تلك السنوات ،وكم كانت مؤلمة، ليس على أبي فقط ،وإنما على الجميع، فمنذ ذلك اليوم وكما توقع والدي فإن البسمة غابت عن العراق ولم يمر يوم إلّا وتداعيات ذلك الانقلاب المشؤوم تنعكس على الوطن.
اليوم وبعد مرور 57 عاماً ،ما زال العراق يدفع ثمن تلك المغامرة التي أقدم عليها المتآمرون والخونة ،خدمة لمشروع استعماري أقلقه وطنية وعراقية الزعيم وثورة 14 تموز 1958 الخالدة، ومازال بعض من مخلفات تلك الحقبة للاسف الشديد يتحكمون بمقدرات البلاد تحت غطاء الديمقراطية والعلمانية والليبرالية وما هم بالحقيقة الا حيتان ضخمة تقتات على الازمات والفساد.



#فارس_عبد_الوهاب_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منقذ العراق : رجل أعمال وطني
- هل ستنتصر الديقراطية من جديد على اقزام الطاغية المقبور؟
- الفاسد لا يصلح الفساد
- القطاع الخاص ودوره في التنمية و احتواء الموارد البشرية العرا ...
- الصاروخ البالستي والصاروخ الدولاري
- الحكومة القادمة : من دولة مستهلكة الى دولة منتجة
- في ذكرى ثورة 14 تموز 1958 محاولات الكشف التي تعرض لها تنظيم ...
- ثورة 14 تموز دروس وعبر في الذكرى السابعة والخمسون


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - ذكرى مؤلمة في شباط الاسود