أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد يعقوب الهنداوي - خرافة الفكر الإسلامي ومآخذها













المزيد.....

خرافة الفكر الإسلامي ومآخذها


محمد يعقوب الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام كعقيدة مقدسة عدوّ لكل فكر وليس له أي فكر. فهو ضد التفكير وضد الاختيار وضد الحرية لأن كل شيء فيه منوط بالقضاء والقدر والعناية الإلهية. وحتى هامش الاختيار التافه المتاح للإنسان محكوم بقضاء الله وقدره و"المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين"، و"طبعنا على قلوبهم فأعميناهم فهم لا يبصرون"، و"لو شئنا لهديناهم سواء السبيل....".

والعقيدة التي تمنع على أتباعها حق نقدها أو تبديلها لا يمكن أن تحرضهم على، ناهيكم عن أن تسمح لهم، بالإبداع والفكر الحر. وكل ما وصلنا مما يزعم دعاته انه "فكر إسلامي" ليس سوى تجميعا متنافرا من أشياء وتصورات وخرافات وأقاصيص وأحكام ونصوص منقولة من مصادر متنافرة (أو متشابهة، لا فرق) يعود أغلبها الى تراث العراق (المندائية والمانوية بوجه خاص) والهند وبلاد فارس والاغريق والرومان، رغم قيام المسلمين بحرق وتدمير مكتبة الإسكندرية العظيمة.

وكذلك كل ما يسعى "المرقّعون" الى تسويقه، أمس واليوم وغدا، بوصفه (تيارات فكرية إسلامية) أو (تيارات حداثية في الاسلام) فهو محض هراء وتوفيقية انتهازية تسعى الى إعادة بيع بضاعة كاسدة أثبتت الأيام (طوال خمسة عشر قرنا رهيبة) أنها لا تنتج سوى الفرقة والتطرف والعنف وإذلال الانسان واستعباد المرأة وقمعها وإبقائها دمية جنسية لا مشاعر لها ولا أحاسيس ولا اعتبار ولا حقوق. وكل هراء المنظرين الإسلاميين الزاعمين بالحداثة وتجديد الخطاب الديني والبحث في مستنقعات هذا التراث المتعفن عن "خضراء الدِمًن"، كما وصفها النبي محمد بقوله "إياكم وخضراء الدِمًن"، يبقى هراء، لا أكثر!

والمذاهب الإسلامية التي تشعبت عن هذا التراث، ليست، بدورها، مدارس فكرية متمايزة قامت على أسس عقلية وابداعية بل على أساس ولاءات لقبائل وأفراد وأسر قريشية تشترك في أصولها البدوية وتعصبها على أساس الدم والرابطة الأسرية مضافا اليها نكهات مقتبسة من هنا وهناك لإضفاء طابع التميز عليها ومع ذلك ظلت في أغلبها تنتمي الى فرعين رئيسيين هما "الهريرية" (نسبة الى أبي هريرة راوية الأحاديث المشهور والمتهم بالتلفيق على نطاق واسع) والعلوية (نسبة الى علي بن ابي طالب ومناصريه من بني هاشم).

وإذا كنا بصدد البحث عن نهضة حضارية على أساس إدراك ضرورة الالتحاق بركب البشرية المتحضرة فلا بد من الإقرار بهذا والتخلي عن ترقيعيات المرقعين، فلا جدوى من الدعوات الفارغة الى "تجديد الخطاب الديني". إذ ما معنى "تجديد الخطاب الديني" دون أن تخضع الأديان الى مبضع الجراح ونقد جوهرها وأسسها ومواقفها وممارسات المؤسسات والأشخاص القائمين على "ترجمة" نصوصها وفرض تنفيذها؟ وخصوصا ما يتعلق بموقع المرأة وقيمتها ومنزلتها الاجتماعية والاقتصادية وتقييم عملها المنزلي والاجتماعي والتربوي، ناهيك عن الابتزاز الجنسي الذي تمارسه الأديان ضدها وتحيلها الى مجرد "شيء" و"وسيلة لمتعة الرجل" لتطمس انسانيتها وحقوقها وكيانها كله.


وثمة عناصر جوهرية لا يمكن المساومة بشأنها في هذا الصدد منها:

1- الموقف من المرأة وحقوقها وموقعها الاجتماعي وتقييم إنتاجها ودورها الاقتصادي والسياسي وفي جميع المجالات. وسبق لي أن عرضت رأيي بهذا الصدد مفصلا في عدد من المقالات المنشورة على صفحتي ولا يكفي المجال هنا لاختصارها.

2- الموقف من العلم والبحث العلمي وحقيقة ان المعرفة البشرية تحتاج لأجل تطورها وارتقائها الى حرية البحث والتشكيك بالقناعات القديمة والتصورات القديمة عن الطبيعة والكون والظواهر الطبيعية والقوانين التي تحكمها. فلو تركنا أحكام الدين التي تصف نفسها بالصحة المطلقة ولا تقبل التشكيك بما تزعمه من "حقائق إلهية مقدسة"، لما حقق العلم البشري والتقدم التقني والمنجزات الصناعية والزراعية والطبية وغيرها أية منجزات ولا استطاع التقدم في المجالات الإنتاجية والوقائية (الصحية) ومعرفة مسببات الأمراض والكوارث ووضع الحلول الاستباقية لها أو معالجتها حين وقوعها.

بل ورفضت الأديان في مناسبات لا حصر لها حتى تطوير العلاجات الطبية ومساعدة البشرية على مجابهة الأوبئة والكوارث الصحية ودعت الى تقبلها بوصفها "رضا بالأحكام الإلهية والقضاء والقدر"!

3- الموقف من الفن والابداع الجمالي، فالإسلام، مثلا، يحرم الغناء والموسيقى والمسرح والسينما والتلفزيون وجميع الفنون التشكيلية ولا يتسامح إلا مع الزخرفة زاعما ان كل "فن يتضمن التشخيص حرام" لأن "الخلق والتشخيص من اختصاص الخالق وحده". وتحريم الفن والابداع الجمالي يلغي جانبا جوهريا ضروريا من مقومات نضج العقل البشري والحضارة الإنسانية وتطورهما، بل لولا الخيال الفني لما حصل التقدم العلمي ذاته في مجالات كثيرة.

4- الموقف من الحرية، وتشمل هذه حرية التفكير وحق الاختيار وتبديل الآراء والقناعات ورفض المتخلف والقديم منها وفقا لتطور الأفراد والمجتمعات في ضوء المعارف الجديدة المكتسبة. وجميع الأديان ترفض حق البشر في تغيير أديانهم وتعتبره ارتدادا يستحق مرتكبه الحجر والتعذيب والموت بأبشع صوره، والتاريخ والواقع المعاش حافل بالأمثلة.

5- الموقف من الغرائز البشرية الطبيعية وارتهانها للمؤسسة الدينية وامزجة ورغبات ومطامع القائمين عليها، ويصح هذا بشكل خاص على الغريزة الجنسية التي هي جزء من التكوين العضوي الضروري للجسد الحي، والبشري بصفة خاصة، فأطلقت الأديان العنان لأنفسها وللقائمين عليها بوضع اشتراطات وحواجز مصطنعة كثيرة على هذه الغريزة حتى أصبح حتى تكوين الأسرة البشرية عبارة عن سجن وأقبية إرهابية وقمعية تسلطية للمرأة بينما أطلقت للرجل حريته المطلقة أو شبه المطلقة في إرضاء نزواته وغرائزه بشكل أقرب الى البهيمية منه الى ما يليق بالإنسان.

وفي الوقت نفسه يعرف الجميع بحقيقة ما تحفل به المؤسسات الدينية وأوساطها من ممارسات جنسية شاذة ومنحرفة لا تقتصر على تزويج واغتصاب القاصرات وحرمانهن من كل حقوق الطفولة، بل وتشيع في هذه المؤسسات ممارسات قبيحة لا اسمح لنفسي حتى بإيراد أمثلة عنها هنا. ووسائل الاعلام المختلفة وما تنشره من فضائح تغني عن ذلك، بل ويكفي وضع هذه الأديان، وحتى طوائف الدين الواحد، بمواجهة بعضها البعض ليفضح بعضها بعضا ويدينه بالفسق والفجور وارتكاب المعاصي.

6- الموقف من الديمقراطية ورفض الاستبداد السلطوي وإطلاق يد الحاكم في ممارسة الدكتاتورية والطغيان والفساد، والتاريخ الإسلامي وواقع المجتمعات الإسلامية اليوم دليل ساطع على كل هذا.

7- الموقف من المساواة في الحقوق والواجبات والمكاسب المادية والحقوقية بين جميع البشر من جميع الأعراق والأجناس، فجميع الأديان تقف مع التمايز الطبقي والجنسي والعرقي والاستعمار والاستعباد وترفض مباديء المساواة التي أقرتها المناهج المدنية التي توصلت اليها المجتمعات البشرية للحد من الظلم والاضطهاد والاستغلال الفاحش والبشع.

ومن المناسب هنا أن نشدد أيضا، مرارا وتكرارا، على الثمن الرهيب الذي تدفعه المرأة على وجه الخصوص بسبب كمية العمل المنزلي والاجتماعي الهائلة التي تقوم بها دون أن تتقاضى عنها أجرا أو يعترف المجتمع بأهميتها وما تحققه من ثراء ومكاسب اقتصادية ومنافع أخرى ليس للأسرة وحدها بل وللمجتمع ككل، وطبعا يجني "الذكور" تلك المكاسب والمنافع وهم الأكثر كسلا مقارنة بما يقع على كاهل المرأة من مسؤوليات وأشغال شاقة وهموم ومتاعب إضافة، طبعا، الى الاستعباد الجنسي والعاطفي الذي يخضعها له الدين لصالح "الذكر".

ان المجتمعات الإسلامية مثلا تعتبر الحب والعلاقات العاطفية والجسدية بين الأفراد، على أساس الحرية والاختيار الشخصي، شيئا محرما دينيا، ولا أخلاقيا، بينما تتساهل مع حالات التحرش الجنسي بالنساء وحتى اللواط لمصلحة "الذكور".

ولنتذكر ان "الغلمان" متوفرون حتى في الجنة، الى جانب امتلاك الفحل المسلم الغلمان والمماليك وحقه المطلق في الاستمتاع الجنسي بهم. وقصور الخلفاء والولاة كانت حافلة بهم دائما وتخبرنا قصص التاريخ الكثير عنه.

وطبعا يبيح الدين الإسلامي زواج الرجل مهما كانت سنه من الطفلة الأنثى وهي رضيعة أو حتى جنينا في بطن أمها، ويعتبر كل ذلك "أخلاقيا"، في حين ان المجتمعات المدنية الراقية ترفض كل ذلك وتمنح الأفراد البالغين حق اختيار شركائهم في الحب والعلاقات العاطفية بينما تجرّم العلاقات الجنسية مع الأطفال مهما كانت الأعذار والمبررات.

فهل في الدين وهل للمتدينين "أخلاق"؟

بل ان الدين يبيح حتى الاحتيال التجاري والغش ويعتبر ذلك نوعا من "الشطارة" و"الرزق الحلال"، بدليل ان مجتمعاتنا الإسلامية (تحديدا) تستمرئ الغش وتبيحه وتتسامح معه، وهذا ما نعرفه ونعترف به في دواخلنا ومجالسنا دائما رغم رفضنا الزائف له لفظيا من باب "تأخذنا العزة بالإثم".

هناك تناقضات في الدين الواحد وكل واحد من الأديان يفترض انه يعرف الله حق المعرفة وهو الوحيد ضامن الجنة والباقي مخطئون وعلى ضلال لأنهم لم يسعوا لتحقيق جوهر الدين والعدل المزعوم فيه. ويصح هذا القول حتى على الطوائف المتعارضة المتكارهة ضمن الدين الواحد نفسه بدليل قول النبي محمد: "وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، اثنتان وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ"....

فأي من تلك الطوائف والمذاهب على حق ونصيبها الجنة؟

ان كل دين طين ووحل ومستنقع آسن ولا بد للبشرية أن تتحرر من سطوة الأديان ونظرتها التمييزية بين البشر لنلتقي جميعا على التكامل والحب والنقاء الإنساني.



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ضرورة لازمة للتطور الانساني وجذوة الأمل
- حتمية التصادم وإستحالة التوفيق بين العلمانية والدين
- بنفسج
- نار الخيمة ترفد شعلة الثورة
- الاسلام والمرأة
- هَوى كلُّ قلبي
- حماية الطبيعة
- من قتل رياض البكري ومن جرّ على العراق كل هذا الخراب (2)
- من قتل رياض البكري ومن جرّ على العراق كل هذا الخراب (1)
- نشأة الكون ودور المرأة في الحضارة وظهور الأديان
- الثورة التي لا تضع قضايا المرأة في صدارة أهدافها لا أمل لها ...
- العائلة ومؤسسة الزواج ومستقبلها بين العلمانية والدين
- هذه هي القيادة المؤهلة لثورة شعبنا وهذا هو برنامجها
- ثورة أهل الجحيم - شعر الزهاوي العظيم
- أسلحة قادتنا تطلق للخلف (6) مذكرات شيوعي
- القوميون أعداء شعوبهم وأوطانهم (5) - مذكرات شيوعي
- تماهي الشيوعيين مع الممارسات الفاشية (4) مذكرات شيوعي
- السجن والحرية والقبلة الأولى (3) مذكرات شيوعي
- رسائل الضبع وعواقبها (2) مذكرات شيوعي
- الحقيقة دائما ثورية (1) مذكرات شيوعي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد يعقوب الهنداوي - خرافة الفكر الإسلامي ومآخذها