أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح1














المزيد.....

من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6485 - 2020 / 2 / 7 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الدراسات المهمة في علم الأجتماع السياسي المعاصر هي دراسات مفهوم الأزمة الأجتماعية والسياسية بأستخدام منهج التفكيك والتدوير ثم فهم حركة الحل وأتجاهاته ومصدره المنطقي، فلكل أزمة هناك بداية وصيرورة ومسار ومحركات وكوابح كلها تتداخل في صورة جمعية تسمى شكل الأزمة أو مظهرها العام، ولا يخفى على كل مختص علمي وعملي وحتى في القضايا البسيطة ما لم تفهم الأزمة أو حتى المشكلة البسيطة وأسبابها وعلاتها لا يمكن أن نجد لها كينونة حل، ولا يمكن حتى إدراجها على لائحة الممكن والمقبول العقلي القادر إلى إيجاد المخارج السليمة لها، أو البحث عن نهاياتها بشكل يجعل منها مجرد تجربة قابلة لأن تدرس ويخرج منها بنتيجة تحصن المجتمع من الوقوع مرة أخرى بهذا المطب أو الإشكال الأجتماعي والسياسي.
الأزمة العراقية الراهنة وبفضل التدخلات والتداخلات المتشعبة فيها وتحرك المواقع بين هذا الطرف أو ذاك بحثا عن المغانم والمكاسب الفردية والفئوية للأحزاب والكتل والشخصيات السياسية النافذة أو المؤثرة على القرار السياسي، تحولت إلى ما يشبه المعادلة المغلقة التي لا تنتهي إلا بالعودة في كل مرة للبداية بحثا عن خط سير جديد محتمل في غالب الاحيان وليس مؤكدا وهذا ما يفسر ظاهرة تكرار ذات الخطأ في كل محاولة للانطلاق نحو تصور للحل أو حتى تصور لمرحلة البحث عن حل، وهكذا تستمر إشكالية التخبط والضياع دون أمل أو نتيجة ملموسة لتأسيس رؤية مخرج ما لهذه الأزمة، ولتفكيك هذه المعادلة وفهمها اولا علينا أن نعود لفهم سياسة أزمة التفكيك التي مورست ضدنا لجعل المعادلة تبدو صعبة أو بدون إمكانية حل.
فهناك قوى سياسية داخلية وخارجية لا تريد الحل بأي صورة وتعمل على ذلك بكل الوسائل والسيل والهدف لديها استراتيجي قائم على تأسيس فكرة اللا وطن أو اللا دولة، وهناك قوى مصرة على أن يكون الحل من تحت عباءتها لأنها تؤمن أن كل الحلول تكمن في وجودها فقط وبالتالي أي فكرة خارج هذا النطاق يمثل تحديا لها بالذات، وهناك من لا يؤمن بجدوى الحل ولا يؤمن بوجود مشكلة اصلا لأنه يرى من زاوية أن الوضع مناسب جدا له وهو هذا الحل النهائي الذي لا يمكن تصور حل غيره، ونبقى ندور بين أقطاب الأزمة بحثا عن قاسم مشترك لعلنا نرسم صورة حل وهذا هو أساس تفكيك الأزمة.
في البدء لا بد من الأعتراف بحقيقة جوهرية أن الأزمة المجتمعية الحالية ليست وليدة مرحلة ما وعليه فلا يمكن تحميل هذه الفترة أو المدة الزمنية مسئولية محددة، بل القضية بمجملها هي تراكم ومخلفات مراحل مرت على المجتمع والدولة العراقية منذ التأسيس الحديث ولحد الآن، بل لا بد من التعمق أكثر في سبر أغوار هذه النتيجة لنرى أن العامل التاريخي بشقيه السلطوي والأجتماعي كان مأزوما قبل أن تظهر ملامح هذه الأزمة، فالعراق كجغرافية وإقليم سياسي كان دوما معرض لشتى أنواع التأثيرات والمؤثرات الخارجية التي ولدت نوعا من عدم الأستقرار والتناطح السياسي فيه ومن حوله.
ولو عدنا لصفحات التاريخ القريب والبعيد لم نؤشر ولم نكاد نجد فترة زمنية شهدت أستقرارا حقيقيا في بنية المجتمع العراقي، حتى في زمن الدولة العباسية التي يعدها بعض المؤرخين هي الفترة الذهبية أو عصر الإبداع العراقي، لم تكن على المستوى الفكري والسياسي والأجتماعي فترة أستقرار وهدوء يمكن أن تؤسس في ظلها شخصية أجتماعية قادرة على بسط رؤية مجتمعية قادرة على أن تساهم في بناء النموذج الذي يمكنه أن يعمم أو يؤسس عليه ما يعرف بالحل الاجتماعي المجمعي.
ما بين صراعات على كرسي الخلافة وإنقسام الطبقة السياسية النخبوية على نفسها في تأييد هذه الجهة أو تلم، وما يتبعها من تبريرات مذهبية وفكرية تأثرت وأثرت على هذا الصراع وعلاقته بالأس الديني والمذهبي لمؤسسة الحكم، وأنتشار وتغول الأفكار الدينية المتطرفة والوافدة على رؤية المؤسسة الحاكمة للدين والمذهب والفكر، تشتت المجتمع وأنقسم على مذاهب وأفكار ورؤى متناقضة أسست لاحقا إلى ظاهرة تعدد المذاهب في الدين الواحد، وحل الصراع المسلح وأستخدام القوة بشقيها العسكري والقمعي محل الحوار الفكري والحرية في الأعتقاد وهذا ما حوله من ظاهرة طبيعية إلى أزمة مجتمع بجذورها ومن جذورها لأن الدولة والسلطة والكيان الأجتماعي مؤسس أصلا على وحدة العقيدة والأعتقاد.
وهذا الحال أيضا في بغداد عاصمة الخلافة لم يكن وليد مرحلته ولا هو تداعيات واقع الحال ب له جذوره التي تمتد عميقا من تاريخ صراع مكة المحافظة والمدينة المنفتحة على الجديد ورسوخ مبدأ التعدد فيها فكريا ودينيا وحتى أجتماعيا، فالطبيعة البيئية لمكة وما تمثله من جمود وحجرية المكان مكنت للفكر المحافظ السلطوي من عدم القبول بما جاء به الإسلام كدين أجتماعي منفتح على حرية العبادة مثلا وبناء الإيمان على العقل وليس على الموروث الأجتماعي السلفي، فتأثيرات هذا الصراع لم تنتهي ولم تتوحد الرؤية الإسلامية بعده على خط واحد بل كل ما صار وحصل هو نتيجة التناقض الفكري بين جدلية الدين وتمسك مكة بالسلطة عبر القوة ووسائل أخرى.
سقطت الخلافة في بغداد ليواجه العراق مصائب متعددة بوفادة قوى أحتلال لا تفهم ولا تستطيع التعامل مع واقعها، مما شكل محنة أخرى للعراق المقسم الآن وفقا لتيارات دينية ومذهبية وإنقسام أجتماعي بين مؤيد ومعارض لما حصل، وتوالت الصراعات والاحتلالات حتى تمكنت الدولة العثمانية من ترسيخ سطوتها على العراق بالقوة العسكرية وبتهميش العراق وجعله مجرد ولايات تتبع دار الخلافة العثمانية دون حقوق ومع ثقل الواجبات المفروضة عليه، وتحول العراق في ظل الخلافة العثمانية إلى مجرد مورد للخزينة السلطانية ومزرعة خلفيه له تمده بالمال والرجال في صراعها مع أعداءها تحت عنوان نصرة الدين والخلافة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة ألهة العشق.... أنا
- الميزانية العامة للدولة العراقية وغياب العدالة في التوزيع
- أرقام أفتصادية حكومية مفزعة
- أنا وعصفورتي والرب
- من المسؤول عن ظاهرة الإرهاب وميلشيات الأحزاب؟ ح1
- حكم الأستبداد الديني وأفول منتظر ج2
- حكم الأستبداد الديني وأفول منتظر ج1
- لا تتوقف الثورة ولن نتراجع
- العودة لمسارات الثورة وأنتظار الحل
- إيران وأمريكا والخيارات المتاحة
- قرار الحرب بين القوة والقدرة وميزان الصراع
- الكسب والخسارة في غزوة السفارة ح1
- عن السيادة وأشياء أخرى
- الفراغ الدستوري والفراع السياسي..
- الرئيس صالح لم يعد صالحا برأي البعض
- المنهج الوزاري لحكومة مصغرة أنتقالية.
- بين سلمية الثورة وعنف السلطة
- رئاسة الجهورية بين مطرقة الدستور وسندان اللحظة الأخيرة.
- خيارات التغيير بين السلطة والشعب
- ظاهرة العقل الجمعي وميل الأنخراط (حادثة الوثبة ) إنموذجا


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من يفكك الأزمة؟ ومن يؤزم الواقع؟ ح1