أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - معشوق الله














المزيد.....

معشوق الله


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 06:29
المحور: حقوق الانسان
    


الأيام تمر, وتأخذنا دون أن نعرف إلى أين, في كل صباح تشرق الشمس, وفي المساء تأخذ حصتها من البشر, والأضواء لتترك الكثيرين في حيرة, وحزن.

لكن هناك أيام تشترك فيها الشمس, والقمر في حياكة مصير البشر من كسوف, وخسوف, وكأن كلاهما يختبئ خجلاً مما آلت إليه أجساد البعض, وقلوب البعض الآخر من أفعال لا يتقبلها عرف, ولا دين .
بدأ يحبو لبلوغ غايته تاركاً وراءه الدنيا, وما فيها من نعيم, ورغبات متقصداً بناء علاقة لا يمحوها شيء.
هذا معشوقك يا الله, الشهيد الذي جعل من روحه قرباناً للذين سيشهدون صباحات, ومساءات كثيرة دون أنين.

أي خمر أسقيته يا إلهي حتى ثمل في حبك, وعظمتك, وخاف وعيدك, ولب نداء طهرك, وكان شهيداً على آياتك, وقتيلاً لمواقفه, وخطبه التي أذابت الرصاص في آذان هؤلاء القتلة المأجورين فكان جثة هامدة, وصل به المطاف إلى كفن من دماء, وأحلام لا متناهية .

بقلب مليء بالحرائق كتبت كلماتك على ألواح من روح الملائكة التي تحوم حول جسدك لتحمي طهارتك, وعفتك من نجاسة قاتليك, تنتشل أصابعهم المدماة من أضلعك التي احتضنت قلب طفل لا زال يحبو.

معشوق الله... كلماتي تقف خائفة تأبى الخروج.
عيناي حائرتان...
يداي لا تعرفان هل تلطمان مكان القلب أم تصفقان عالياً,
قلمي.. هل عليه أن يذرف دمعاً لرحيلك, أم حبراً يخط أسطورة القتل الأسود الذي أجاز لمغيبيك أن يختفوا وراء أقنعة مختلفة لا تبرؤهم حتى, ولو كانوا أكثر الممثلين براعة, وذكاء, وإبداعاً,
فالقاتل يدل الغير إلى مكان الجريمة.

معشوق الله...أغفر لنا كلماتنا, وما بينها من الآهات التي تلدغ كل خلية من ذاكرتنا الغائبة من هول هذا الزمن, الذاكرة التي لا تستطيع أن تبوح بكل خلجاتها, ولا تتجرأ أن تنبس ببنت شفة,
ستبقى هكذا حتى يباغتنا الفجر, ويتبين الخيط الأبيض من الأسود, وتفيء الأخطاء من أخطائها, وتعود الأفكار إلى رشدها, لكن!!!!!!!!!!!!!

معشوق الله... أحلامك الطاهرة أمطار سقت الأرض لتنمو عليها الأزهار, وتنتعش بعبيرها ورود الأرض كلها.
طوبى لأرض جرت عليها دمك.
كم ستتعب نفوس حين تسمع نداءك من بعيد.
أيها المعشوق:
استشهادك رسالة للذين انتقدوك, ووجهوا أصابعهم الرخيصة إليك, وشككوا أنك شيء أخر ليس كما كنت تبوح به سراً, وعلانية, بل بئس القوم الظالمين الذين خذلوك, وخونوك, وبكوا في جنازتك دماً لا دمعاً.

معشوق الله... نحن على خطاك فلا تحزن, ولا تيأس إن الله معنا كما قال من قبلك رسول الله, واعلم أن في كل يوم, يولد معشوق جديد بقوتك, وجبروتك, وكبريائك.

قد ولدت كل امرأة سارت في جنازتك ألف معشوق, وكل طفل جرى, وركض في تشييعك هو معشوق, وكل قلم صوت لمعشوق, وكل أغانينا صدى لصوتك, وكل أفراحنا.
معشوق لا تظن أننا افتقدناك أبداً, وما أكثرهم من على دربك سائرون, ستظل حكمة الله فينا هكذا, لن يؤخذ معشوق حتى يولد آخر هكذا عودتنا السماء, ومعاذ الله أن لا تفي السماء بوعودها, فكلماتنا رصاصات في أعينهم, ويراعاتنا بنادق في وجوههم, واعلم بأنك باقٍ في قلوب الكثيرين, واعلم دائماً بأن الله أحبك, وأرادك إلى جواره, واصطفاك من قومك لحبك له, ولهم فاختارك الرب حبيباً له, واختارك معشوق الله...

معشوق الله... فلتنام روحك بهدوء ... فلا نامت أعين الجبناء.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم تحتل قامشلو
- محكومون بالأمل - إلى محمد غانم وفاتح جاموس وآخرين...
- إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة
- مجازر الأرمن ذكرى ألم متجدد
- حوار مع الكاتب والصحفي مسعود عكو
- أيُّ جلاءٍ نريد؟
- إنهم يقتلوننا... اللهم فاشهد!!!
- نوروزونا كل يوم
- حلبجة الشهيدة عروسة الحجل الحزين
- آذار نامه
- أطوار... وأشياء أخرى
- التبعية البعثية في مسودة قانون الأحزاب السورية
- ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء
- في البحث عن وطن
- نادي الجهاد:أزمة رياضية أم قضية سياسية؟
- ربيعنا الذي صار خريفاً
- الشعب سيحاسب مجلس الشعب
- انشقاق خدام: صفقة أم انتقام؟
- الإرهابية القاتلة في ثقافة الأشلاء المتناثرة
- القلم الشهيد بل شهيد القلم


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - معشوق الله