أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - قصة البطل البدوي














المزيد.....

قصة البطل البدوي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 09:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هو بطلٌ بدويٌ مصريٌ ينتمي إلى قبيلة (البياضية)، القحطانية، هو شيخ أحد فروع هذه القبيلة الكبيرة، تمتد هذه القبيلة من مصر إلى فلسطين والحجاز.
هذا البطل البدوي أفشل مؤامرة كبيرة، سعى الإسرائيليون لتنفيذها، بعد عدوان 1967م حينما أراد الإسرائيليون اقتطاع صحراء سيناء من مصر وبدأوا في نسج خيوط المؤامرة، بأن تغلغلوا داخل نسيج القبائل البدوية في سيناء، وظنوا وهم ينقلون الألبسة والطعام بالطائرات كهدايا لقبائل البدو أنهم نجحوا في شراء ولائهم!
اختارتْ المخابراتُ الإسرائيلية منهم شيخا، ظنوا أنه هو الرجل المناسب لتحقيق مؤامرتهم، كان هذا البدويُ شيخا بليغا، قويا، ذا شخصية مؤثرة!
اكتشفَ البدوي بحاسته الوطنية المؤامرةَ الصهيونية، اتصل بالمخابرات المصرية، أبلغها بالأمر، طلبتْ منه المخابراتُ المصريةُ أن يواصل تعاملَه معهم، ليكتشفوا المؤامرة، أرسلت له مصرُ مساعدين من المخابرات المصرية في زيِّ بدويٍ، وكأنهم من أفراد القبيلة، يوجهونه، ويساعدونه، طلبتُ منه أن يصنع وليمة كبيرة للقبائل، ليُثبت للإسرائيليين قدراتِه وكفاءَته!
حدَّد وزير ُالجيش الإسرائيلي، موشيه دايان، موعدا لتنفيذ بنود المؤامرة، مُستغلا صدمة العرب وإحباطهم بعد عدوان 1967 وانشغالهم بترميم خسائرهم فحشد المصورين والإعلاميين، من كل أنحاء العالم، ليشهدوا على تنفيذ المؤامرة، في مضارب البدو في سيناء، في منطقة، الحَسَنَة، في وسط سيناء، حيث يسكن البطل البدوي، الشيخ، سالم الهرش!! كانت المؤامرة تنصُّ على إعلان سيناء دولة مستقلة، تحت رعاية الأمم المتحدة، بإجماع القبائل البدوية من أهل سيناء، لغرض فصلها عن مصر، اختار، دايان يوم 31-10-1968م موعدا للإعلان عن ولادة هذا الكيان الجديد!
جلس موشيه دايان، وإلى جواره، الشيخ البطل البدوي سالم الهرش، وكان قد استعدَّ لهذا اليوم، صعد الشيخ سالم إلى المنصة، قال:
"هل تثقون وتوافقون على ما سأقوله لكم؟!" هزَّ موشيه دايان رأسه موافقا، ابتسم بسمة انتصار، ظهرت واضحة على الرغم من العصابة فوق عينه اليُسرى، نظر إلى الصحفيين والضيوف، يستحثهم على التصفيق والتقاط الصور، واصل الشيخ سالم الهرش الخطاب قائلا:
"نحن المصريين، سكان سيناء نُقرُّ ونعترف بأن سيناءَ أرضٌ مصرية، لا مكان فيها للاحتلال الإسرائيلي، أنتم محتلون، نرفض تدويل سيناء، إن قرار سيناء حصريٌ في يد المصريين، لن نفرط بها"!!
انفضَّ هذا المهرجان بسرعة البرق، بعد ان ابتلع الإسرائيليون ألسنتهم، أخفى المصورون كاميراتِهم، اعتقلوا يومها أكثر من 120 من البدو، بدأ المحتلون الإسرائيليون يُنفذون مسلسلا جديدا ضد بدو سيناء، كانت الضحية الأولى هي قبيلة البياضية، قبيلة الشيخ سالم، هدموا بيوتهم، شردوهم، قتلوا كثيرين، حاصروا القبائل!
لم يتخلَ المصريون عن هذا البطل، بقيادة أبطالٍ مصريين آخرين ظلوا يُلازمون الشيخ سالم الهرش ، على رأسهم العميد، محمد اليماني، مكنوه من الهرب، هو وأسرتُه إلى الأردن، ثم كرَّمه الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، ومنحهُ، وسام الشرف الأول للجمهورية العربية المتحدة.
توفي البطلُ عام 1980، ظلَّ الجيشُ المصريُ يحتفلُ بهذه الذكرى في كل عامٍ، يوم 31 أكتوبر.
أخيرا، ما سبب غياب البطولات العربية والفلسطينية عند كثير من باحثي التاريخ، وفي المناهج المدرسية، بخاصةٍ، فيما يتعلق بتاريخ مصر وفلسطين؟! هذا الغيابُ ليس عفويا، بل هو شبيهٌ بغياب البطل، مصطفى حافظ عن صفحات عدد كبير من الكتب التاريخية!!
سأظلُّ أردد: جرِّدوا الأمم من تاريخها، تسْهُل هزيمتُها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة القرن!
- الترامبيَّة
- ظرفاء البخلاء
- اغتيال سليماني
- سفرٌ على حصان
- المخدرات أفضل من المتفجرات!!
- إلى منقبي العقول !!
- نتنياهو في خطابه الأخير
- السلفية السياسية
- برامج التعليم تنشر الجهل !
- حقائق وعد بلفور !
- اختراع الأبطال
- حصار رقمي على فلسطين !
- السنة العبرية الجديدة
- جمعة الكاوتشوك، وجمعة البيئة
- أثرياؤنا، وأثرياؤهم !
- غزة المقدسية !
- بكتيريا سامة في غزة !!ّ
- غزوة المياه
- نطبق نظرية إسحق نيوتن سياسيا !


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - قصة البطل البدوي