أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - وظيفة الكهنة و الشيوخ المحمديين ، تحت المجهر















المزيد.....

وظيفة الكهنة و الشيوخ المحمديين ، تحت المجهر


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 14:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( وظيفة الشيوخ و الكهنة المحمديين ، تحت المجهر )

قلم #راوند_دلعو

مع بزوغ عصر التنوير الأوروبي تفجرت ينابيع العلم الحقيقي ... فها هو بريق المعرفة يرفل غَنَّاءً في أركان الأرض ... لتتطور المجتمعات الغربية و ترتقي مُستَمتِعَةً بما يضفي عليها العلم الحديث من نور و حبور و سرور و رخاء و رفاهية ...

لقد كانت نظرية المعرفة الحديثة ( الإبستيمولوجي) و التي تشكلت تدريجياً في الوعي الجمعي الأوروبي بمثابة مصباح علاء الدين من حيث السّاحريَّة و الإدهاش ... حيث عرف الإنسان الأوروبي الحديث كيف يمسح على هذا المصباح ليُخرج منه الطائرة و السيارة و علوم الفضاء و الاتصال و الطب الحديث و التطور الدارويني و النانو تكنولوجي ... لتتحول العواصم الأوروبية من عصور الظلمات الكنسية إلى عصر العقل بكل عنجهيته و تغطرسه و جبروته ... و هكذا ينتصر الإنسان هناك في أوروبا على الظلام و الجهل و الخرافة و الدين ... فها هو يعيش اليوم في أوروبا و الدول المتحضرة عيشة الملوك بمعدل عمري وصل إلى الثمانين !

إلا المجتمعات الدينية المحمدية في بلادنا الشرق أوسطية المنكوبة ... إذ نراها مستعصية على حركة التطور و التطوير !!

و لو تساءلنا عن سبب تخلف مجتمعاتنا المحمدية لجاءنا الجواب بداهة يقول :

إنها رجعية و تخلف النص الديني المقدس الذي يتحكم بتفاصيل الحياة ، و تعارضه المستحكم مع العلم و مبادئ العقلانية و حقوق الإنسان !

إنها رجعية العرف الجمعي الظلامي الموروث الذي يقف كالصخرة الصماء في وجه الإبستيمولوجي و المختبر الغربي ...

فلا يستطيع عاقل أن ينكر بأن النص الديني في بلادنا عصي على التطور ، فهو الابن الشرعي الوحيد المتبقي للقرون الوسطى ، يرزح في سجونها و لا يستطيع الخروج منها ! فهو مكبل بتقديس الخرافة و تبجيل الوهم ...

نصٌ دينيٌّ مقدس يسكن في عقول الدهماء من بشر الشرق الأوسط المتخلفين و لا يغادر هذه العقول ، حيث يقوم بتسليح نفسه بالترغيب و الترهيب ... معششاً في تلافيف أدمغتهم يسوسها بتشريعات القرون الوسطى المتخلفة اللاأخلاقية ... و يمورُ ناراً طائفية تغلي في البلاد كل فترة لتحرق الأخضر و اليابس.

و كلما تطورت المعارف البشرية ازدادت فضيحة النص الديني لَعْلَعَةً و جعيراً ، و ازداد تناقضه صقيعاً و برودة و زمهريراً ... و بان للعيان تخلفه أكثر و أكثر ، بل أكثر كثيراً !

و عند هذه النقطة بالذات تسقط المجتمعات الأصولية التي تتبنى النص الديني مهزومة في معتركها مع الحضارة ... فإذا بها تتموت معرفياً و تتلاشى أخلاقياً و تتخلف تكنولوجياً ... لتتحول إلى مجتمعات طقوسية استهلاكية بشكل واضح ... فيعيش الإنسان المتدين فيها حياة الاستهلاك و الطقس مع طابع قروسطي واضح ... من ذبح الخراف ... إلى دوران حول حجارة ... و انحناء لأصنام ... و تجسيم لخالق الكون ... و تبرير لنكاح الأطفال و تحريم للطلاق ... و تغليف و تعليب للمرأة تارة و سبيها و اغتصابها أخرى ... إلى قتال في سبيل العقيدة ... و تفجير ... و فوقية .. و عنصرية دينية ... و حروب طائفية ... و تطهير عرقي و طائفي ... الخ

و هنا ينتبه عقلاء و مثقفو هذه المجتمعات الأصولية إلى الأثر الرجعي الواضح للنص الديني على القطيع ، فيحاولون الفرار بأنفسهم و الهروب إلى الأمام باتجاه التحضر ... فيقفزون من ضفة الأصولية المتخلفة إلى ضفة العلمانية المتحضرة .... خالعين جبة التخلف كما تخلع الشمس فلول الليل عن وجه الأرض ...

و لكن .... !

و لكن ماذا ؟

للأسف ليست هذه هي النهاية ... و ليس هذا هو المشهد الأخير ... فلا تنتهي الحرب هنا ! بل يظهر لنا عائق كبير أمام الأجيال التي تقفز إلى ضفة النور ... فما هو هذا العائق ؟

في الحقيقة هنا تبرز الوظيفة الوحيدة لشيوخ الدين المحمدي في العصر الحديث ... حيث يشرئب رجال الدين بمحاولة إجرامية يائسة لتلميع الخطاب الديني الساقط منطقياً المتناقض عقلانياً ... فيرشون العطر على رائحة العرق ... و السكر على مرارة الموت ... لتصبح رائحة التخلف و اللامنطق واخزة ناشزة ... !

ثم ليبالغون بالكذب على الناس من خلال ادعاء الإعجاز في النص المقدس بغية رد الكم الأكبر من العقلاء و المثقفين إلى حظيرة الأصولية من جديد و وضع العصي في دواليب التطوير !

فبعد أن كانت مهنة رجل الدين مقتصرة على ضمان استمرار ركوع القطيع لجبروت السلطان عبر جبي الأموال و نشر الأساطير ، أضيفت اليوم وظيفة غاية في الأهمية و السلبية على رأس جدول أعمال المشايخ ... ألا و هي تلميع الخطاب الديني و ستر فضيحته ...

نعم إنها مهنة سيئة أصبحت ركناً أساسياً من عمل المشايخ الكهنوت ....

و إذا دخلنا بعمق أكبر في صلب مهنة تلميع النص الديني للاحظنا :

1_ بأن الشيوخ يتبنون النص الديني الموروث ابتداءً حيث يتحيزون إليه بشكل مطلق.

2_ ثم يدركون تعارضه مع العلم و نمط الحياة المعاصرة ...

3_ فيقومون بتحريفه و تغيير تفسيره باستخدام التأويل و المجاز و الترادف و جميع الأساليب اللغوية المتاحة و الممكنة من أجل تحسين صورة النص الديني و تلميعه بحيث يبدو للعوام خطاباً حضارياً علمياً ، و بهذا يهبون حياة أخرى للنص قبيل وفاته ، و يعطونه دفعاً جديداً في قلوب السذج ...

فيقول المشايخ لنا متفيقهين متشفترين :

{ إن مشكلتنا ليست في النص بل في فهم النص !!!

إن مشكلتنا ليست في الدين بل في تطبيق الدين .... ! }.

و هذا برأيي كذب واضح مدفوع بمغالطة التحيز التأكيدي للأسبقيات الفكرية الموروثة ، إذ تُعلِّمُنا التجربة أنه لا يمكن لنص من القرون الوسطى يتحدث عن الجن و العفاريت و البغال الطائرة أن يتكيف مع حياة الإنسان الحديث.

#الحق_الحق_أقول_لكم ...

{{{ إن مشكلتنا الكبرى ليست في فهم النص ، بل في بناء الفهم على مُجَرَّدِ نَصٍ ...}}} و ألف خط و خط تحت هذه الجملة المحورية في هذه المقالة ...

نعم ! مشكلتنا ليست في فهم النص الديني ، بل في بناء الفهم على مجرد نص ... سواء كان دينياً أم غير ديني ...

فالفَهمُ لا يُبنى على مجرد نص ... بل على تجربة و واقع و علم ... أما النص فيجب أن يأتي متأخراً كبلورة للواقع التجريبي في عالم العقل المجرد.

فالإنسان الحديث يستخدم أساليب المعرفة الحديثة الإبستيمولوجية ثم يخلق النص ...

يجري تجربته في المختبر ثم يكتب التقرير ...

يرصد الظواهر الطبيعية بدقة و يعيد الرصد مراراً ثم يكتب التقرير الذي يصف ما شاهده كمرحلة أخيرة ...

يراقب الظاهرة الاجتماعية و يطبق عليها علوم الإحصاء و الاحتمال ليستنتج حلول المشاكل ثم يكتب النص و التقرير الذي يوثق الدراسة العلمية الاجتماعية ...

نعم ، هكذا يعمل الإنسان الغربي المتحضر !

يجرب ، ثم يكتب تقرير التجربة.

يرصد ، ثم يكتب تقرير عملية الرصد ..

يُحصي ، ثم يكتب تقرير عملية الإحصاء...

فالفهم وفق المنهج العلمي الحديث لا يبنى على النص ... بل على التجربة و الإحصاء و التحليل و نتائج المختبر .... أي على العلم ... ليأتي النص العلمي متوِّجاً لعمل الباحث العلمي ... من خلال كتابة التقارير التي تعبر عن فحوى العمليات العلمية الميدانة ( تجربة _ إحصاء _ رصد _ استقراء ...)

فقيمة النص في عالم المعرفة ليست في ذاته بل فيما يعكسه و يبلوره من نتائج المختبر و الرصد ...

أما الإنسان المتخلف الأصولي فيعتمد على نص ديني مقدس جاء من لا شيء ... جاء من وهم ... جاء من بنات أفكار إنسان فاشل كذاب ألفه ثم نسبه إلى خالق الكون ... !

فينبري رجل الدين مشمراً ليمارس مهنته القذرة في تلميع النص الديني و خلق واقعية زائفة له ، لينتج منه وهماً يلبسه لباس المعرفة و العلم ليخدع به أذكياء القطيع ... فيعيدهم إلى حظيرة الأصولية بعد إذ همت عقولهم بطلاقها و القفز منها.

و لكن هيهات ! فاليوم لم يعد النص المجرد المنسوب لذات ماورائية قادراً على إنتاج المعرفة ... بل بات المنهج العلمي وكيلاً حصرياً و سفيراً وحيداً إلى عالم المعرفة.

و هذا هو جوهر السبب الكامن وراء تخلف الشرق الأوسط الذي يعتمد في استقاء المعرفة على نصوص جاءت من فراغ و أوهام ... و تحضر العالم الغربي الذي لا يعتمد على النصوص إطلاقاً في بناء المعرفة ... حيث يشكل النص أداة لنقل المشعرات الميدانية في تقصي الحقائق كالتجربة و الرصد و الإحصاء و و و

فلتنتفض أيها الإنسان ، و لتلقي بالنصوص المقدسة إلى حاوية تاريخ المعرفة بل إلى قسم القمامة من تاريخ المعرفة و الرف الذي يحوي الكتب الأشد سواداً و إجراماً فكرياً ...

الحق الحق أقول لكم ... إن الجريمة تتواجد في عالم المعرفة كما تتواجد في عالم السلوك البشري ... و ما يقوم به مشايخ الشرق الأوسط جريمة متكاملة الأركان.

مجرم مجرم مجرم من حرف معنى النص الديني ليلبسه لباس التحضر ...

مجرم من لمع النص الديني ليوهم الناس أنه يقدم معرفة ...

علينا أن نحاكمهم ... و على الجامعات المحترمة أن تدعم بحوث نقد النص الديني المقدس من أجل تعرية الوهم ... و كل ذلك في سبيل ضمان الصحة العقلية للأجيال القادمة ...

هامش :

يا بُني لا تسامحني إن غلفت لك الوهم الي ورثناه عن جدك بغلاف العلم ... بل أطلب منك أن تحاكمني و تقدمني قرباناً تحت سيف العدالة المعرفية .... من أجل النور ... من أجل العلم.

يا بُني لا تسامحني إن خدعتك و زورت لك موروثنا الذي ورثناه عن جدك بطريقة تجميلية ... بل حاصرني و لا تقبل مني أي تحيز غير منطقي للأسبقيات الفكرية الموروثة......



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمودوغمائية أخطر أمراض الفكر البشري
- المخابرات الناعمة
- مُعضِلة الدين س
- انتحار
- الواقعيّة على مذبح العقل
- وهكذا
- حرية س الحي ، في نقد ع الميت ..
- الحربان العالميتان حربان طائفيتان !!
- خذوا آلهتكم و ارحلوا
- قيامة العقل _ رسالة إلى كل أصولي
- مسائيَّاتٌ سَكرى
- القرآن في محكمة الإنسان
- الدين وحش يلتهم الطفولة
- مَلَامِس الرومنس
- فيه اختلافاً كثيراً_ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 7 من ...
- لعبة الصناديق _ اللعبة الأخطر في الوجود
- هل نحزن أم نفرح لمقتل قاسم سليماني ؟
- قصيدة بلا عنوان
- هذه الدنيا
- ميل حمرة


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - وظيفة الكهنة و الشيوخ المحمديين ، تحت المجهر