أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - المتاهة العراقية اليوم














المزيد.....

المتاهة العراقية اليوم


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مسرحية اختيار وتكليف محمد توفيق علاوي بمهام رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة المؤقتة القادمة وفق نفس المنهجية المحاصصاتية السابقة التي جاءت بعادل عبد المهدي رئيساً للحكومة المستقيلة، يدور العراق في دوامة من الضياع والعنف والتهديدات الحقيقية التي تتربص به. فعلاوي هو إبن المنظومة السياسية ذاتها التي رفضها الشارع المحتج ، والخارج من رحمها في عملية تدوير مرفوضة ، إلى جانب عدم انطباق شروط المتظاهرين والمعتصمين السلميين عليه بالمرة، فهو وزير سابق لمرتين في عهد نوري المالكي، ونائب سابق ومنتمي حزبياً، أي غير مستقل، وعليه ملف فساد وشبهات بهدر المال العام عندما كان وزيراً للاتصالات، ويحمل جنسية مزدوجة بريطانية وعراقية ، ويتجاوز عمره الخامسة والستين، إضافة لقبوله بشروط القوى والأحزاب والمكونات والكتل السياسية التي اشترطت عليه مسبقاً الموافقة عليها للتصويت لصالحه ومنحه الثقة في البرلمان وهذا أمر لا يخفى على أحد. هناك صفقة سياسية خفية بين مقتدى الصدر وهادي العامري وإيران طبخت على نار هادئة في قم لتمرير محمد توفيق علاوي باعتباره مرشح تسوية قد يرضي أغلبية القوى السياسية الممثلة في البرلمان وجزء من الشارع المنتفض ، خاصة جماعة التيار الصدري، التي تبنت مهمة تصفية سوح التظاهرات وإجهاض الثورة مقابل مكتسبات ومصالح شخصية لمقتدى الصدر وتياره السياسي لذا تعهد الصدر بأن يتولى مهمة تصفية الثورة بالقوة على يد ميليشياته المتوحشة سرايا السلام وعناصره المطوقة لساحات التظاهر والمتغلغلة فيها تحت عنوان أصحاب القبعات الزرقاء التي صارت تطلق الرصاص الحي وتهدد المتظاهرين الذي يرفضون ترشيح محمد توفيق علاوي ورفع شعارات تندد بغدره وخيانته للثورة والثوار، واستولوا بالقوة على المطعم التركي واخترقوا ساحات التظاهر في ذي قار والبصرة والحلة والديوانية وبغداد والنجف وكربلاء والكوفة الخ.. تنفيذا لأوامر زعيمهم مقتدى الصدر، المقيم في قم والذي منحته هذه الأخيرة مباركتها، ويحظى كذلك بدعم الميليشيات الأخرى الموالية لها عند الحاجة. تعهد محمد توفيق علاوي بإجراءات عصية ووعود مستحيلة لن يستطيع تنفيذ أي منها، والكل يعلم بذلك وهو على رأس من يعرف حقيقة الوضع فهو من وسط العملية السياسية ويعرف خفاياها. فمن المستحيل أن ينجح في تجريد الميليشيات من أسلحتها ولا حماية المتظاهرين المدنيين السلميين، ولا محاربة الفساد لأنه من جاء به للسلطة هي نفس الأحزاب والكتل السياسية الفاسدة حتى النخاع التي ثار ضدها الشعب العراقي، ولا يمتلك القدرة على تشكيل حكومة مستقلين تكنوقراط مهنيين وكفاءات من خارج أحزاب السلطة فهذا محال، ولن ينجح في فرض توقيت محدد وقريب جداً لإجراء انتخابات مبكرة نزيهة وحرة وتحت إشراف دولي لأن الأحزاب والقوى السياسية المهيمنة لن تسمح له بذلك لأن ذلك يعني نهايتها وإخراجها من السلطة. تاريخ مقتدى الصدر وميليشياته مليء بالجرائم والتقلبات والخيانات والفساد منذ سنة 2003 ولغاية اليوم أسوة بباقي القوى والأحزاب والميليشيات الأخرى. وهي كلها معروفة وموثقة من قبل القاصي والداني في كافة الوزارات والمواقع الحكومية التي شغلها أتباعه في العملية السياسية وجلبت له الأموال والثروات الطائلة بعد أن كان معدماً، إلى درجة أنه صار يمتلك طائرة خاصة وأسطول من السيارات الحديثة والجكسارات والسيارات البيكبئات رباعية الدفع التي تقل عناصر ميليشياته سرايا السلام، بفضل مكاتبه الاقتصادية في كل مرافق الدولة ووزاراتها وحصوله على الأتاوات والقومسيونات وأموال الفديات التي تدفع من قبل الناس لاسترجاع أبنائهم وبناتهم المخطوفين من قبل جيش المهدي سيء الصيت وهو أول ميليشيا مسلحة خارجة على القانون تؤسس في العراق، وقبلها ميليشيا فيلق بدر الذي تأسس في إيران وعاد إلى العراق بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين. ومن رحم جيش المهدي خرجت وانشقت الميليشيات الشرسة والإجرامية الأخرى بأسماء كثير ومتعددة مثل عصائب أهل الحق ونظيراتها كالنجباء وحزب الله العراقي والمختار وكتائب الإمام علي الخ.. والتي وصفها مقتدى الصدر يوما ما بأنها الميليشيات الوقحة لأنها خرجت عن طوعه وتمردت على قيادته. مقتدى الصدر نفسه شخصية غامضة ومتقلبة الأهواء والنزعات ومشهور بمواقفه المتناقضة وغير المتوقعة ولقد نجح في خداع أعرق حزب علماني ذو تاريخ نضالي كبير هو الحزب الشيوعي العراقي لاستغلال اسمه وسمعته النظيفة وجره إلى تحالف انتخابي وتشكيل كتلة انتخابية موحدة هي كتلة " سائرون" التي فازت بأعلى المقاعد البرلمانية 54 في الانتخابات النيابية الأخيرة سنة 2018 من خلال برنامج انتخابي مدني معارض للعملية السياسية ظاهرياً لكنه انقلب عليه وتخلى عنه وتحالف من جديد مع القوى الميليشياوية الفاسدة والمجرمة التابعة لإيران والمسيطرة على العملية السياسية والمتحكمة بمفاصل الدولة العميقة. كان من الخطأ الفادح المراهنة على مثل هذا الشخص المزاجي الساذج الذي لا يفقه في السياسية ولا يحترم أي مبدأ إذ أن ما يهمه فقط هو مصالحه الشخصية وهو مستعد لذبح الآلاف من أجل تحقيقها. يواجه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر معضلة في المواءمة بين حركة احتجاجات شعبية مدنية سلمية تطالب بالسيادة الوطنية الكاملة والتخلص من الهيمنة الإيرانية والتدخلات الأمريكية السافرة في الشأن العراقي الداخلي وتسعى للتغيير الشامل للمنظومة السياسية، وبين حرصه على الحفاظ على مكتسبات تياره ومصالحه الاقتصادية والسياسية. ومع تمسك الانتفاضة بمطالبها، انكشفت حقيقة التيار الصدري وطبيعته العدوانية وتراجعت فرصه في التماهي مع حركة تغييرية ذات مسحة ثورية وبشعارات ترفض العملية السياسية المحاصصاتية التي فرضها الغزو الأمريكي بعد عام 2003. وذلك لأنه جزء لا يتجزأ من ذات العملية السياسية ويدين بالولاء والطاعة للولي الفقيه في طهران. الساحة العراقية ملتهبة ومتوترة وعرضة للانزلاق نحو حرب أهلية شعواء مدمرة وها هو الصدر وميليشيات إيران يدخلوننا مرة أخرى في متاهة التخبط والضياع والحيرة وفقدان البوصلة.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب الثالوث المحير: الله الدين العلم
- العراق : الطوفان القادم
- معضلة الزمن بين حياة وموت كوننا المرئي: -2-
- معضلة الزمن بين حياة وموت كوننا المرئي
- مصير العراق في منعطف خطير
- مقابلة مع المخرج الكوردي التركي الراحل يلماز غوناي
- العراق : ماذا بعد استقالة عادل عبد المهدي؟
- هل ما تزال المرجعية الدينية العليا في النجف مصرة على إبقاء ا ...
- الحقيقية الكونية و ألغاز الكون العصية
- من مهازل العملية السياسية في العراق
- العراق السيناريو الكارثي
- العراق ذلك اللغز العابر للأزمان، هل سيتجه نحو الحل أم نحو ال ...
- آه ياعراق لماذا كل هذه القسوة على الأبناء مرة أخرى بعد إثني ...
- الزمن الكوني والزمن البشري
- صورة الكون المرئي العلمية والثيولوجية
- الحلقة الثالثة من لغز الثقوب السوداء في الكون المرئي والكون ...
- الحلقة الثانية من لغز الثقوب السوداء في الكون المرئي والكون ...
- الثابت والمتغير في الكون المرئي
- الكون اللامرئي والكون المظلم وأبعادهما الخفية – 1-
- لغز الثقوب السوداء في لكون المرئي والكون اللامرئي 1


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - المتاهة العراقية اليوم