أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وثاب داود السعدي - ثورة تشرين الشبابية وافاق المستقبل














المزيد.....

ثورة تشرين الشبابية وافاق المستقبل


وثاب داود السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يعقل ان ينصب أصحاب أحزاب نهب المال العام رئيسا للوزراء يقصف رقابهم ويلقيهم تحت براثن رجال العدالة لينزلوا العقاب اللازم بهم ويسترجعوا ما سرقوه عنوة من الشعب العراقي. هذا منتهى الهراء. فهذه الأحزاب تمسك بأسنانها ومخالبها بعنان السلطة، ولن تتخلى عنها الا مرغمة مدحورة. ولن يتم ذلك الا بإجبار مجلس نواب الفساد على حل نفسه واجراء انتخابات مبكرة.
من السذاجة وعدم المسؤولية التعويل على أي اصلاح، مهما كان تافها، او على ابسط المضايقات لكبار السراق والمجرمين التي يمكن ان تنتج من تعيين رئيس وزراء ينصبه المتنفذون من طبقة الفساد الحاكمة مهما كانت صفاته حتى لو كان نبيا من الأنبياء.
أحزاب نهب المال العام التي تتمسك بامتيازاتها لن تسمح لأي كان ان يهدد او يضعف مواقعها، وأكبر دليل على ذلك انها لم تسمح للسيد عادل عبد المهدي ان يضع أيا من مشاريعه الإصلاحية، التي تضمنها برنامجه الحكومي، قيد التنفيذ، ومنعته حتى من تشكيل وزارة متكاملة او استوزار من لا تعمده أطرافها بمائها الملوث.
منذ اندلاع الثورة الشبابية العظيمة في اكتوبر الماضي، وعباقرة الفساد ووعاظ السلاطين يبحثون عن أنجع الوسائل لإخماد الثورة وقمع شبابها. فلجأوا الى أبغض الوسائل وأكثرها جرما، فاغتالوا المئات وجرحوا الالاف ولم يجديهم ذلك نفعا، حيث دحرهم تصميم الثوار وتآزرهم ودعم الشعب العراقي لهم.
ثم اخترعوا تمثيلية اخراج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، وهم على يقين جازم بان ذلك لن بتحقق. وكيف له ان يتحقق وما وجودهم في السلطة، منذ 2003، سوى بنعمة قوات الاحتلال الأمريكي. هذا الاحتلال البغيض زرع هذه الزعانف التافهة في قلب السلطة في العراق لثقته المطلقة انهم في نهاية الامر رهن اشارته. فتحرر العراق الحقيقي من الاحتلال يعجل بنهاية هذه السلطة البائسة.
القوى الوطنية والديمقراطية هي التي وقفت منذ البداية ضد الاحتلال ومشروع بريمر والسياسة الاستعمارية الامريكية في العراق، بينما انغمر ممثلو الطغمة الحاكمة في تقبيل خدود وايادي المحتل الأمريكي واهداء السيوف لأكثر ممثليه شراسة.
اجلاء القوات الأجنبية، أي كان مصدرها وسبب تواجدها، هو هدف ثابت للقوى الوطنية. ولم تكن العاصفة في الفنجان التي أطلقتها أحزاب السلطة سوى احدى الاعيبها لإجهاض الثورة
أطلق الثوار منذ الوهلة الأولى تصورا واعيا لإخراج العراق من المصيبة التي اوقعته عصابات السلطة فيها. وأصبح الشعار الأساسي للثورة هو حل مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة.
هذا المطلب المركزي عكس وعيا عاليا لدى الثوار. ولأنه الحل الوحيد الذي يمكن ان يفضي الى دحر طبقة الفساد ونظام المحاصصة والطائفية.
بدون حل مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة ليس هناك أي اصلاح او تغيير يرتجى.
إضافة الى ذلك فان هذا الشعار المركزي شكل نقلة نوعية أساسية في الوعي الجمعي للشباب، الذين بغالبيتهم عزفوا عن الانتخابات السابقة لاتهم لم يجدوا في المرشحين من يمثلهم.
ولكنهم أعلنوا جهارا نهارا انهم سيكونون في قلب المعترك، بكل زخمهم، لإنقاذ العراق من براثن السراق والمجرمين.
ولكن الطبقة الحاكمة جعلت من تسمية رئيس وزراء محور الصراع. واستطاعت بأجهزتها الإعلامية وعملائها تحويل مركز ثقل التظاهرات من المطالبة بحل مجلس النواب الى قضية تسمية رئيس وزراء.
واخذ البعض يبشر بتسميه رئيس وزراء مؤقت لحين اجراء الانتخابات. وبدأ الكثير من المتظاهرين بترشيح أسماء لهذا المنصب. ومع الأسف انجر لهذه اللعبة بعض الديمقراطيين الذين يتسمون بالوعي ولكنهم سقطوا في حبائل رجال الطبقة الحاكمة.
هذا الانزلاق في مركز ثقل اهداف الثورة حصل، في حين لم تصدر اية بادرة من الطبقة السياسية الحاكمة باتجاه تلبية هذا المطلب الأساسي وهو حل مجلس النواب.
وبعد أربعة أشهر على اندلاع الثورة وشهرين ونصف على استقالة رئيس الوزراء، يتمخض جبل قوى الفساد ليلد رئيس وزراء محملا بكل أعباء السلطة الحاكمة.
وفي يوم تنسيبه اتحفنا بخطبة رنانة منح فيها الوعود التي ليست له اية طاقة لتنفيذها. وعلى راس هذه الوعود اجراء انتخابات مبكرة.
هل من المعقول ان يعد رئيس الوزراء بتلبية اهم مطالب الثوار وهو شخص لا قدرة له نهائيا على تحقيق ذلك. فالدستور ينص بدون أدني شك، وفقا للمادة (٦٤( بان حل مجلس النواب هو فقط من صلاحيات المجلس وحده ولا يتم الا بموافقة الأغلبية المطلقة لعدد أعضائه. فكيف تسنى لرئيس الوزراء المعين ان يعد بما لا قدرة ولا طاقة له عليه.
مماطلات القابضين على السلطة في تسمية رئيس الوزراء كان القصد منها ابعاد مركز الثقل عن الهدف الرئيسي، وهو الوحيد الذي يهدد الطبقة الحاكمة، الا وهو الانتخابات المبكرة، واشغال الثوار بلعبة اختيار رئيس وزراء.
هذا المشروع نجح الى حد كبير بفعل وسائل اعلام أحزاب السلطة وانسياق البعض الى هذه اللعبة.
الان نجد بعضا من الثوار او من مناصريهم يطالبون بإعطاء فرصة لرئيس الوزراء الجديد. كأنما من المعقول انه سيقوم بالإصلاحات المنشودة.
كلا وألف كلا. ولكن إذا اعتبر البعض ان بعض الإجراءات كفتح أبواب التعيين لبضع مئات او سجن بعض أعضاء حواشي امراء النهب والسلب كافيا، فان في ذلك خيانة لأهداف الثورة وتخل عن دماء الشهداء وضحايا إرهاب مليشيات أحزاب السلطة.
أحزاب نهب المال العام ومجلسها النيابي سترفض بدون أدني شك تلبية مطالب الثوار في اجراء انتخابات مبكرة. وستكشر هذه الأحزاب أكثر وأكثر عن انيابها العدوانية، فعلى الثوار استنباط أساليب ووسائل جديدة ومبتكرة للإطاحة بهذه الطبقة الحاكمة.
مهما كان مستقبل ثورة تشرين، فان القوى التي اضرمتها ستظل تغلي في احشاء الشعب العراقي لحين تحقيق أهدافها عاجلا او اجلا.



#وثاب_داود_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الشباب وقانون الانتخابات
- الغاء قانون شركة النفط الوطنية العراقية ضرورة وطنية ملحة
- معالجة ازمة المياه في العراق على المدى القريب والبعيد
- الوسط الديمقراطي في انتخابات 2018، الى اين
- قانون شركة النفط الوطنية العراقية واهدار ملكية النفط العراقي
- حق الشعب الكردي في تقرير المصير ونتائج الاستفتاء
- الموصل والمهمات الوطنية
- قانون الأحزاب السياسية يتعارض مع أحكام الدستور ومبادئ الحريا ...
- الخلاص من آفات الطبقة السياسية الحاكمة وبناء دولة المواطنة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وثاب داود السعدي - ثورة تشرين الشبابية وافاق المستقبل