أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ما هي نظرية الفوضى البناءة ؟















المزيد.....

ما هي نظرية الفوضى البناءة ؟


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الفوضى البناءة أحد إفرازات انفلات السوق وحريته في العرض والطلب وحتى الإنسان تنتزع عنه القيم الإنسانية ويصبح كالسلعة في السوق يعرض فيه قوته وطاقته الجسمية والعقلية ... وتتجرد فيها الدولة ويترك كل شيء للفرد الذي يعتبر فيها أعلى من الدولة إلا أنه تصرفه وسلوكه ذات طبيعة مرتبطة بالسوق وقد ذكر الدكتور صالح ياسر عن نظرية الفوضى البناءة فقال : (نظرية الفوضى البناءة تعليقاً على المشروع الستراتيجي الجديد للأمن القومي الأمريكي بتاريخ 2/ سبتمبر/ 2002 والذي سمي بمبدأ بوش (الرئيس الأمريكي) قال فيه : بعض رهانات الستراتيجية الأمريكية (نظرية الفوضى البناءة) في ظل لوحة بالغة التعقيد يختلط فيها الحابل بالنابل يبدو فيه الحاجة ملحة إلى تلمس جديد للستراتيجية الأمريكية خصوصاً ونحن في مواجهة سياسية خارجية هجومية تضرب (تحت الحزام)) نفذت هذه الستراتيجية المجرمة بدقة من قبل الحاكم الأمريكي العام على العراق (بول بريمر) بعد صدور قرار احتلال العراق المرقم (1483) من قبل مجلس الأمن الدولي حيث نفذ (بول بريمر) مشروع استراتيجية الفوضى البناءة الذي من خلاله أدخل وطبق مشروع العولمة الشرير في العراق وطبيعة مشروع العولمة يركز على الحرية الفردية المطلقة للإنسان بالقياس إلى سلطة الدولة حيث يعتبر الفرد أكثر نجاحاً من الدولة في المجال الاقتصادي على اعتبار الربح هو الدافع لصياغة العلاقات الاجتماعية واعتبار الإنسان كيان مستهلك وهو كالسلعة التي تعرض في السوق خاضعة لقانون العرض والطلب وحرية الفرد تفرض على الدولة بعدم التدخل في شؤونه وهو يسير ويتصرف حسب قاعدة دعه يعمل ودعه يمر كما تبيح لرأس المال والأفراد والسلع والبضائع تجاوز الحدود الوطنية دون رقيب أو حسيب وهو العمل الأول الذي أقدم عليه الحاكم العام الأمريكي (بول بريمر) الذي يعتبر مهندس (نظرية الفوضى البناءة) وتطبيقه حرفياً في العراق المستباح وشعبه المظلوم حيث قام بأول عمل له وهو حل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فأصبحت حدود العراق مع دول الجوار مفتوحة ومنفلتة لمن هب ودب حتى للإرهابيين والمخربين والمافيات فانعكس ذلك على الوضع الأمني الداخلي لعدم وجود قوات تحمي الأمن داخل المدن العراقية الذي شجع قطاع الطرق واللصوص والمخربين التي استغلت فراغ القوى الأمنية فساد الانفلات الأمني والفوضى في كثير من المدن العراقية وأصبحت مدينة بغداد تسودها الفوضى لمدة ثلاثة أيام تحت كابوس الموت والقتل والخطف والنهب والسلب وحتى متحف العراق التاريخي في منطقة الكرخ في بغداد تعرض لنهب وسلب محتوياته الأثرية الثمينة وكان جنود المارينز يربضون على دباباتهم ودروعهم يتفرجون ولا يحركون ساكن والقوانين الدولية تفرض على الدول المحتلة حماية الأمن الداخلي في الدول التي تحتلها وكانت الفضائيات تنقل تلك الأحداث من الخطف والنهب والسلب وصورها إلى دول العالم وتقول لهم (انظروا إلى تصرفات وسلوك الشعب العراقي المخرب والفوضوي).
وكانت تدخل إلى العراق من حدوده المنفلتة والمفتوحة مع دول الجوار آلاف السيارات من مقبرة السيارات في دول الخليج وغيرها إضافة إلى الأدوات الاحتياطية والإطارات المستهلكة فأفرزت هذه العملية أزمتين الأولى سببت اختناقات في الشوارع لبغداد والمدن العراقية والثانية لعدم توفر الوقود والدهون لهذه السيارات التي كلفت العراق عشرات المليارات من الدولارات ثم توالت عملية تدفق الحاجيات والسلع الكهربائية مثل الثلاجات والطباخات ووسائل التدفئة والمكيفات الهوائية والغسالات وغيرها التي كلفت العراق عشرات الملايين من الدولارات مما ضاعف الأزمة بانقطاع التيار الكهربائي كما أدت هذه العملية إلى القضاء كلياً على الإنتاج الوطني لهذه المواد من حيث المنافسة بالنوعية والسعر والظاهرة المدمرة الأخرى إدخال وإغراق السوق العراقية بعشرات الأطنان من الملابس الجاهزة والداخلية للرجال والنساء والأطفال مما أدى إلى القضاء كلياً على المنتجات الوطنية العراقية بسبب منافستها من حيث النوعية والسعر وكذلك دخول (اللّنكات أو البالات) من الملابس المستعملة بعشرات الأطنان التي تحتوي مختلف الملابس حتى الداخلية للرجال والنساء والأطفال رخيصة الثمن بالرغم من تحذيرات الصحة والبيئة من خطر استعمالها وقد أدت بالفعل إلى تفشي الأمراض الجلدية بين العوائل العراقية. كما دخلت السوق العراقية وأغرقتها وقضت كلياً على المنتجات الوطنية الأحذية والنعل والشحاطات المختلفة الأنواع الرجالية والنسائية والأطفال كما أغرقت السوق العراقية وقضت كلياً على المنتجات العراقية أسرة النوم ومختلف الكراسي والكنبات وغيرها وكذلك الأفرشة المختلفة والكنبار والزوالي والحصران وغيرها وقضت على الإنتاج العراقي ولم يسلم منها التي أغرقت الأسواق أيضاً وقضت على الإنتاج الوطني السلع الحرفية التي تنتج يدوياً من قبل الحدادين والنجارين والصفارين كما أغرقت الأسواق العراقية من دول الجوار وغيرها المخضرات والفواكه والحبوب والمواد الغذائية المختلفة، إن هذه الظاهرة المدمرة للاقتصاد والشعب العراقي أفرزت :
1) إغلاق المصانع والورش التي تنتج السلع والحاجيات الوطنية والتي تشكل شبه اكتفاء ذاتي لحاجة الشعب منها.
2) قضت على الطبقة المتوسطة (البورجوازية المتوسطة) في المجتمع العراقي التي تمتلك رأس المال الوطني والذي هرب من العراق إلى دول الجوار.
3) أدى إلى تفشي البطالة في المجتمع العراقي بسبب تسريح العمال والفنيين والمهندسين العاملين في المصانع والورش العراقية التي أغلقت. وكذلك الفلاحين في الأراضي الزراعية.
4) أصبح الشعب العراقي استهلاكي يعتمد في جميع مستلزمات حياته وحاجياته على ما يستورد من خارج العراق مما تشكل هذه العملية على (خطر الأمن الغذائي للشعب العراقي) لأن الشعب كان يكتفي ذاتياً من المنتج الغذائي ومستلزمات حاجياته المنزلية وهذا يعني في حالة غلق حدود العراق أو دول الجوار لسبب ما سوف يموت الشعب العراقي جوعاً.
5) أصبح اقتصاد العراق اقتصاد ريعي يعتمد على مورد واحد وهو (النفط) وبعض الضرائب.
6) هروب رأس المال الوطني وكذلك عملت المافيات على تهريب العملة وغسل الأموال من العراق.
7) أصبح المجتمع العراقي يتكون من طبقتين الأولى أتخمها الفساد الإداري والثانية طبقة تركض ليلاً ونهاراً من أجل توفير لقمة العيش لها ولأفراد عائلتها.
8) أدت هذه الظاهرة المدمرة إلى هجرة العقول من أصحاب الشهادات العالية إلى خارج العراق.
9) أدت هذه الظاهرة إلى هجرة مئات الآلاف من العراقيين إلى أرض الله الواسعة من أجل لقمة العيش وقد ابتلع البحر الأبيض المتوسط العشرات منهم وأصبحوا طعماً للحيتان.
10) بسبب الجوع والفقر انتشرت ظاهرة الفساد الإداري.
11) أدت هذه الظاهرة إلى تدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة).
إن العراق وطنناً وشعباً يتطلع بأمل ورجاء إلى القوى الحية في ثورة الجوع والغضب ثورة أكتوبر المجيدة إلى إعادة بناء مجد العراق العظيم وهيبته وعزته بعد أن خيبت أمل الشعب الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد احتلال العراق من قبل المارينز الأمريكي عام/ 2003 ويعمروا ما خربه الأشرار.
والآن نلمس ونشاهد إفرازات نظرية الفوضى البناءة من خلال اختناق شوارع العراق بالسيارات ومن خلال إغراق السوق بالسلع والبضائع الرديئة الصنع والنوعية من مختلف دول العالم.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريده ....!!
- الضمير الإنساني بين الشعب والدولة
- أسباب فشل وثبة كانون عام / 1948
- المصداقية والثقة تخلق الطاعة والاحترام
- إلى أبطال ثورة الجوع والحرمان والغضب (قطعة نثرية)
- تمتمات في لحظات الحزن (قطعة نثرية)
- بمناسبة ذكرى مرور أربعة وستون عاماً على انتفاضة مدينة الحي ا ...
- والله حيرة ...!!
- دور الطلبة في انتفاضات الشعب العراقي
- من المآثر النضالية لطلبة ثانوية الحلة للبنين في انتفاضة تشري ...
- بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لوثبة كانون المجيدة
- الفرق بين النظام الرئاسي والبرلماني من خلال التجربة العراقية
- الدولة ومسؤوليتها تجاه المكونات الاجتماعية
- ما أشبه اليوم بالبارحة (2)
- العراق وطن مستباح وشعب مذبوح
- القضية العراقية بين صراع المصالح والواقع الملموس
- إلى الذين يكتبون بدمائهم ملحمة النصر (قطعة نثرية)
- شخصيات إنسانية خلدهم التاريخ
- منطق التاريخ وثورة الجوع والغضب
- الحراك الطلابي وثورة الجوع والغضب في العراق


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ما هي نظرية الفوضى البناءة ؟