أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - السيدة من تل ابيب ، ربعي المدهون














المزيد.....

السيدة من تل ابيب ، ربعي المدهون


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 00:08
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الرواية تقع على متن 324 صفحة من القطع المتوسط وهي من اصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر وهي الرواية المعلنة في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2010.

فكرة الرواية تدور حول فلسطيني مقيم ومتجنس في بريطانيا يعود الى قطاع غزة عن طريق "اسرائيل"، بعد غياب 38 عاما. عادل البشيتي احد الابطال المتداخلين للرواية يسافر الى غزة للبحث عن ليلى، وفي مرحلة لاحقة يقرر البطل المتداخل الاخر في الرواية وليد دهمان زيارة غزة ايضا لذا تجد نفسك تقرأ روايتين اثنتين في رواية واحدة، وهكذا يجد القارىء نفسه يسير بين السطور مع شخصيتين اثنتين تتقاسمان دور البطولة في هذه الرواية وتصوغان احداثها، بحيث يسمع صوتين متوازيين يبنيان عالم هذه الرواية ويؤلفون شخوصها دون اغفال دور الراوي في احداث التوازن المطلوب بين الاصوات والشخصيات وربط العوالم والاحدث.

الرواية تبدا احداثها واصواتها الحقيقة من ركوب الطائرة في مطار هيترو بلندن بغية التوجه الى مطار تل ابيب ومنه الى غزة، يصعد وليد دهمان الى الطائرة ويبدا بإنتظار وترقب من سيجلس بجانبه، فيكون نصيبه بعد مرور اناس كثر صبية شقراء في الثلاثين من العمر ، وكالعادة في مثل هكذا مواقف طويلة السفر تحتاج للثرثرة فيحصل التعارف، واثناء الحوار والنقاش بينهما في الطائرة عبر رحلة تستغرق خمس ساعات يتعرف عليها وليد وعلى اسمها فيكتشف انها ممثلة اسرائيلية تدعى دانا وتسكن في تل ابيب ، "السيدة من تل ابيب" ومن هنا جاء عنوان الرواية.

يقوم الكاتب من خلال نصه بإسترجاع عوالم طفولته في قطاع غزة وصولا الى لندن ثم العودة الى غزة ومن ثم العودة مجددا الى لندن.

الرواية متعددة الالسن والاصوات والآراء ايضا، وتقدم حوارات وصور لمواقف اهتم الكاتب باستعراضها ومناقشتها عبر سطور الرواية؛ مثل الموقف من صدام حسين وصواريخه التي ضرب بها اسرائيل وعادات كثيرة مثل الثأر وحرية المراة والحب وزيارة القبور والشحدة دون ان يغفل ايضا عن نقد هذه السلوكيات بأساليب نموذجية ورائدة في معالجة الخلل وايصال الرسالة كحادثة الشاب منى المتحول جنسيا والذي يذكر الراوي بأيام الشقاوة.

ينجح الراوي في استعراض الكثير من صور الحياة الاجتماعية وينجح اكثر في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني على المعابر والمطارات واشمئزازه من كل انواع الحدود سواء في معبر رفح او مطار بن غوريون، ويقدم صور مفرطة بالحساسية والاسى لاوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال، كل ذلك طبعا ضمن حكايا قصيرة أخاذة وممتعة وجذابة، ويكمن سر جاذبيتها في سلاسة اللغة المستخدمة وبساطة مفرداتها وجماليتها وقدرة الراوي على التنقل بصيغ الحوار القصيرة كقطع جميلة تزين لؤلؤاً أجّمل .

الرواية تتلمس من احداثها وشخوصها اثر الشتات والمنفى على قلم الكاتب، حتى ان اهم الافكار واكثرها استفزازا والتي ناقشتها الرواية ناقشتها من زاوية المنفى (والاغتراب) ومدى تأثير تلك الغربة والمنفى في معتقدات ابطال الرواية وهذا كله يقودنا الى البحث بعمق والتمعن اكثر الى اثر البيئة والاغتراب في تشكيل الوعي عند الفلسطيني في الشتات.

وتبعا لهذا المنظور وهذه الرؤية فإننا نقف في موضع المتسائل؛ هل تقديم المحتل(الاسرائيلي) بوصفه الآخر في النصوص الادبية وخاصة كما ورد في شخصيات عدة في الرواية يخدم القضية الفلسطينية ام يسيء لها بحيث يتساوى الضحية والجلاد؟ وهل النص الادبي الفلسطيني المغترب مضطرا لان يقدم انسانيته امام الغرب بهذا الشكل المتسامح والمتساهل والجالد للذات والذي يحاول استرضاء الغرب بكل الاشكال التزاما بواقع الجغرافيا السياسية؟ ام هل هناك من بين ظهرانينا نحن العرب الفلسطينيون ادباء وكتاب وشعراء ممن يبحث عن موطيء قدم له في عوالم اخرى اكثر رحبا وافقا من عالمه العربي المزدحم بالقهر والفقر؟ ام انها حِكمة الفلسطيني بعد ان تعلم لغة الخطاب، ولعبت عليه شتى صنوف الدهر وتعاقبت عليه اسوأ انواع الفصول والايام وأثخنته الاحزان والالام والاقلام والبنادق وتركت فيه وسما ووشما لايزول؟!



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أروقة المكتبة الوطنية الجزائرية 11
- في المكتبة الوطنية الجزائرية (10-10)
- كيف يكون الادب والفن فعلاً مقاوماً؟ غسان كنفاني مثالا (£ ...
- آثار استعمارية ، جوزيف مسعد
- بلوزداد؛ حكايةالبطل وقصة العلم
- الجزائر؛ تاريخ منهوب ومستقبل مسروق (8-10)
- وردّ الشهداء (7-10)
- خمسون تجربة ثقافية وابداعية فلسطينية
- فدائي عتيق
- في الطريق الى المكتبة الوطنية الجزائرية (6/10)
- نجوم تحت وسادة التاريخ (5-10)
- مقام الشهيد (4-10)
- مهمة صغيرة في بلاد كبيرة(3-10)
- خطوات صغيرة في شوارع كبيرة..(٢----١---٠--- ...
- الى الجزائر مع كل الحب والتقدير
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٦٦)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٦)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٤/٥)
- علم حاضر وصورة غائبة (٣)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٢)


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - السيدة من تل ابيب ، ربعي المدهون