أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - قيامة العقل _ رسالة إلى كل أصولي














المزيد.....

قيامة العقل _ رسالة إلى كل أصولي


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كلما قُمنا أو قَعَدنا _ نحن دعاةُ التنوير _ صدَّع الأصوليون رؤوسَنا بقولهم لنا : أنتم مفتونون بالغرب ! أنتم تتبعون الغرب !

في الحقيقة لسنا مفتونين لا بالغرب و لا بالشرق ... فنحن لا نعشق أورُوبة لأن اسمها ( أو _ رو _ بة) مَثَلاً... و لا نعشقها لأنها تقع في الغرب من الجهات الأربعة .... كما لا نعشقها لأنها مهد العرق الأبيض و الدم الأزرق من بني الأحمر ...

بل نعشق أوروبة لأننا نعشق العلم و التحضر و الحرية و حقوق الإنسان .... نعشقها إذ قامت قيامة العقل من هناك ، ينفُضُ عن تلافيفه غبار القرون الوسطى ، و عن أكتافه قاذورات عصور الظلمات ... ليشمخ حراً مشرئباً بكبريائه نحو السماء... نحو حقيقة و جوهر الإنسان.

و لو ظهرت الثورة العلمية في جنوب شرق آسيا مثلاً ... لَيَمَّمنَا ذلك الشَّطر .... و لقال الأصوليون لنا آنئذٍ : أنتم مفتونون بالزاوية الجنوبية الشرقية من قارة آسيا !


و #الحق_الحق_أقول_لكم ، إنّه من حقنا كبشر _ أعادوا اكتشاف عقولهم بعيداً عن الموروثات النمطية _ أن نعشق و نقدِّر و نحترم الأمة التي حررت العقل و أنهضته مارداً من تحت الرمال ... فقد استمر الجنس البشري ناقصاً لآلاف السنين من الناحية العضوية بسبب تعطيله لعمل العضو المسمى ب(الدماغ) من خلال تشويش عملية التفكير العقلي بضباب الدين و الخرافة و الأسطورة و الموروث التقليدي ... ثم لم يكتمل هذا البشري الإنسان عضوياً إلا بعد أن كسر كل قيود المغالطات بأزاميل الإنسان الأوروبي _ نعم إنه الأوروبي شئنا أم أبينا_ مع بدايات عصر التنوير ، فحرر الأوروبي بذلك معاصم المنطق من كل القيود ليُعمِلَ دماغه بشكل سليم حر ... ثم قدم الإنسان الأوروبي هذا العقل المُحرَّر _ و ما نتج عنه من منهج تجريبي مختبري _ كهدية لكل الأعراق البشرية التي تعيش على سطح الكوكب ، مع احتفاظه بحق السبق و الأولوية و الريادة و القيادة .... _ و هذا عدل و حق ، فلِمَن سبق امتياز حفظ الحق و الجدارة بمقعد القيادة_ ... فقد استيقظ الأوروبي و الأمم نيام ، و اجتهد و البشر يغطون في كسل و بدائية القرون الوسطى !

و بناء عليه ... عليك أن تعلم يا صديقي الأصولي بأننا لا نقبل كل ما أنتجته أوروبة بالمطلق ، بل نأخذ و نتبنى ما وافقه الدليل فقط ! و هذه نقطة في غاية الأهمية ... !

فلتعلم يا صديقي الأصولي أننا بُرءاء من ممارسات أوروبة الاستعمارية التي ترافقت مع بدايات عصر التنوير ، إذ نعتبرها سلوكيات قروسطية ... فلا نتعاطف مع الاستعمار و لا نبرر جرائمه لأننا لا نعشق الرجل الأبيض لذاته بل نعشق قيامة العقل التي حدثت هناك ... فنحن بريؤون من كل المغامرات الاستعمارية الأوروبية التي حدثت مع بداية عصر التنوير.

كما أننا لا نقر الغربيين على ما شرعنوه من إباحية أدت إلى انحلال أخلاقي يخالف العقل و المنطق و علم السلوك التطوري .... لأن العلم قد أكد فساد ذلك من خلال تأكيده على أهمية الأسرة.

فمرجعنا العلم و المنطق و الدليل و ليس ذات الشخصية الأوروبية أو العرق الأبيض أو جهة الغرب ...

تأطير المشكلة :

و أنا أرى أن المشكلة تكمن في شخصية الأصولي و طريقة تفكيره العوجاء العرجاء و التي تفتقر إلى الحكمة و بعد النظر ... فقد تربى الأصولي منذ نعومة أظفاره على التقديس الشمولي للمرجعية الموروثة ، فيقوم الأصولي لاشعورياً بقياس المرجعيات الأخرى و طرق الاستقاء منها على مرجعيته و طريقته الشمولية في الاستقاء و النَّهيل ... فكما أنه يقدس مراجعه الأصولية و يقبلها بتفاصيلها و رواياتها كاملة على عجرها و بجرها ، غثها و سمينها ،أبيضها و أسودها ... فيظن أن التنويري يأخد كل المنتج الأوروبي و يقدسه بحسناته و سيئاته !

فالأصولي يطبق تفاصيل القصص المملة و التعاليم غير المنطقية الواردة عن محمد و عيسى و بوذا ... فيظن أن المتنور يأخذ كل ما قذفته أوروبة إلينا بغض النظر عن منطقيته أم لا ! و هذا خطأ جسيم و وهم لا أساس له من الصحة ...

لا يا صديقي الأصولي ... نحن نأخذ نخبة ما أنتجته العقلية الحداثية في الغرب ، و هو ما اتفق مع المنهج العلمي الحديث و فروعه ... بينما لا نأخذ كل ما تم وسمه بأنه غربي بالإطلاق .... !

فمثلاً مما نأخذه على العلمانيات القائمة في دول الغرب إطلاقها المجنون و تقديسها المبالغ به للحرية الفردية على حساب المسؤولية الاجتماعية ... و ما نتج عن ذلك من كوارث اجتماعية ، كشرعنة الإباحية و الدعارة و حيازة السلاح و تعاطي الخمور ... و غير ذلك الكثير من المفرزات الهستيرية و المجنونة لبعض الدول الغربية.

ثُمّ أقول لك في نهاية مقالتي هذه ... فلتتفضل يا صديقي باكتشاف منهج علمي أرصن و أهم و أكثر واقعية و إنتاجيّة من المنهج العلمي الغربي ، كي نذعن لك و لمراجعك ثم نيمم شطر كتبك الموروثة ...

لكن هيهات

و لك مني كل التحية و الحب.

التوقيع :

صديقك المتنور أو كما يسمونني ( الخارج من الصندوق).



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسائيَّاتٌ سَكرى
- القرآن في محكمة الإنسان
- الدين وحش يلتهم الطفولة
- مَلَامِس الرومنس
- فيه اختلافاً كثيراً_ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 7 من ...
- لعبة الصناديق _ اللعبة الأخطر في الوجود
- هل نحزن أم نفرح لمقتل قاسم سليماني ؟
- قصيدة بلا عنوان
- هذه الدنيا
- ميل حمرة
- رسالة من مرتد إلى أهله
- عالم الغيلان الذي نعيش فيه
- أرفض تداول كلمة { ملحد } رفضاً قاطعاً ، لأنها نحتت لتكون شتي ...
- صرخة إنسان كوني
- حل القضية الفلسطينية و معضلة الرَّضَّاعة ( الببرونة)
- طوبولوجيا التعليم الشبكي المعاصر
- الأديان جراثيم الكوكب الأزرق
- فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 4 من ...
- السارق من الماضي و السارق من المستقبل
- مغالطة التوسل بالعيون الزرقاء و الشعر الأشقر !!


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - قيامة العقل _ رسالة إلى كل أصولي