أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - حكومة الفخفاخ والتحالف مع الفساد مع فقه راشد الغنوشي














المزيد.....

حكومة الفخفاخ والتحالف مع الفساد مع فقه راشد الغنوشي


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر اللغط وارتفعت وتيرة التكهنات بخصوص المشهد السياسي في تونس وعراقيل تشكيل الحكومة . فقبل أيام تم اسقاط حكومة الحبيب الجملي في البرلمان، فكلّف رئيس الدولة قيس السعيد السيد الياس الفخفاخ لتشكيل حكومة أخرى.
تمّ وضع سياج من الشروط حول مواصفات الحكومة القادمة ، ومع ظهور اختلاف المواقف منذ الآن بين مختلف الاحزاب والكتل والنواب بين مؤيد ورافض خرج الرئيس برسالة علنية مفادها حلّّّ البرلمان اذا لم تنل حكومة الفخفاخ الثقة.
ومع قرب انتهاء المهلة للاعلان عن تركيبة الحكومة ، طلع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ببدعة جديدة تنقض كليا بدعه السابقة فقال بأنّه من الضروري توسيع المفاوضات نحو أطراف أخرى بما فيها حزب قلب تونس . وهو تصريح مخالف كليا للعنوان الأبرز الذي أعلنه أيام الانتخابات وهو " لا تحالف مع حزب قلب تونس" ولا حوار مع رموز الفساد وحزب المقارونة" ويعني به نبيل القروي .
فماذا يعنيه راشد الغنوشي بدعوته لتوسيع مفاوضات تشكيل الحكومة لتشمل حزب قلب تونس وربما حتى جاعة عبير موسي ؟
وهل الخلافات التي سادت مشهد تشكيل الحكومة طبيعية أم هي خلافات مقصودة ؟ وان كانت مقصودة فمن أجل ماذا؟
بالنظر في مواقف بعض الأحزاب واشتراطاتها وخاصة تلك المحسوبة على "الخط الثوري" ونعني بها حركة الشعب والتيار الديمقراطي وائتلاف الكرامة ومع قدرتها اذا تحالفت مع حركة النهضة على تكوين حزام سياسي مطمئن للحكومة المزمع تشكيلها، خرجت هذه الأحزاب ببمجموعة من الاشتراطات لا تتماشى مع حجمها ولا مع طبيعة المرحلة ، يضاف الى ذلك تلك الاتفاقات المصلحية بين زعماء أحزاب آخرين مثل يوسف الشاهد ومحسن مرزوق ونبيل القروي تصبّ جميعها في افشال أي حكومة تتشكل ومهما كان نوعها .
وفي استغلال كبير لهذا الوضع ، كانت مبادرة راشد الغنوشي التي تطلب توسيع دائرة المفاوضات نحو حزب قلب تونس الذي يملك عددا لا بأس به من النواب وصاحب المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية.
ورغم تعارض ما أعلن عنه الغنوشي مع ما كان أعلن عنه قبلا من أن التحالف مع الفساد وحزب قلب تونس خطا أحمر الّا أن زعيم حركة النهضة استغل الفوضى السياسية وصراع الأحزاب ليجعل منه تبرير مقنعا للجميع لسبب هذا التنازل والتراجع وخاصة أمام قواعد الحركة ومؤيديها ومن انتخبوها .
صحيح أن الظاهر في هذه الاحداث كونها جاءت متسارعة وطبيعية في المشهد السياسي ، ولكن هنا لا يجب التغافل عن أمرين أساسيين وهما :
الأول ، ما جاء في تصريحات الصهيوني في الموساد الاسرائيلي آري بن ميناش والذي تعاقد معه نبيل القروي زعيم حزب قلب تونس والذي قال في ندوته الصحفية الشهيرة قبل يومين من الانتخابات الرئاسية : " " نضغط مع الأمريكان نحو ايجاد توافق بين حركة النهضة وقلب تونس ..." وما قاله بن ميناش أيضا قبل أيام قليلة من الافراج عن نبيل القروي حيث أفاد : " اذا ضغط الأمريكان كفاية فان الامور ستتغير في تونس لصالح نبيل القروي".
فالأمريكان لا يهمهم شعارات محاربة الفساد ولا مصلحة شعوبنا بقدر ما يعنيهم المصلحة العليا لهم في المنطقة ، ومن مصلحتهم التوافق بين أكبر حزبين فازا بالانتخابات وهما حركة النهضة وحزب قلب تونس لتوفير نوع من الاستقرار السياسي الذي يخدم استكمال باقي بنود مشروعهم في تونس وهو جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير .
الثاني : وكما هو معلوم بات التوافق شرطا أساسيا لأي مرحلة سياسية بعد كل انتخابات ،وهو توافق بين أكبر الفائزين بغض النظر عن اختلاف البرامج أو الشعارات. فالغرب وعلى رأسهم الادارة الامريكية ، لا كما لا يريدون أن تحكم حركة النهضة منفردة ، كذلك هم يرفضون بقاءها في المعارضة ، أما عن أصوات الناخبين ونتائج الانتخابات فهي آخر ما تعنيهم .
لذلك فانّ الاضطراب المصاحب لمراحل تشكيل الحكومة وما صرح به راشد الغنوشي أخيرا من توسيع المفاوضات نحو حزب قلب تونس ، هو نفس المشهد لما سبق أن صرح به الصهيوني آري بن ميناش من أن الأمريكان يسعون لتوافق جديد بين حركة النهضة وحزب قلب تونس .
لذلك فمن المتوقع في المستقبل القريب حدوث ثلاث سيناريوهات وهي :
* سقوط حكومة الفخفاخ أيضا كسابقتها اذا لم تشمل ممثلين عن بعض الأحزاب وفي مقدمتهم حزب قلب تونس. وحل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة.
* أن يقوم الفخفاخ باشمال حزب قلب تونس وأطراف أخرى محسوبة على التجمع سابقا بما يمنع سقوطها ويضمن حصولها على ثقة البرلمان ..
* وكالعادة عند كل مشكلة كبرى أن يقع تجاوز الدستور بحجة المصلحة العليا للوطن والتدرب على الديمقراطية فيقوم رئيس الدولة بتكليف ثالث لتشكيل الحكومة ، ولكن هذه المرة ستكون حكومة " التوافق " المطلوبة .
وفي النهاية ، يتبين دوما أن هؤلاء السياسيين لا تعنيهم حقيقة مصلحة الشعب ولا مصلحة البلاد بقدر ما يعنيه التنافس الرخيص في خدمة أهداف الغرب والأمريكان حتى من دون مقابل



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورقيبة : زعيم من ورق
- خوف على وزارات السيادة ، أم صراع على الغنيمة؟
- كيف تمّ استدراج الشباب السلفي لصناعة غول الارهاب...-حرق السف ...
- لماذا تراجعت أميركا عن دعمها لتحالف الحزب الحاكم مع اليسار ل ...
- العثرة الكبرى في عقيدة التثليث
- وكر الضباع
- حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر
- ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق
- في تونس :الاتحاد العام للشغل وحقيقة الحملة ضدّه
- الدماغ والمعلومات : كيف يختزن الدماغ المعلومات ؟
- نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما
- شعب يصنع جلّاديه بيديه ... الى متى ؟
- من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير
- الجزائر : ماذا بين الانتخابات والحراك الشعبي؟
- الرئيس التونسي السعيّد : الثورة،الدولة،الارهاب،التطبيع ...وب ...
- حتى لا تكون جهود محاربة الفساد صناعة للفساد
- - الأمازيغية- في تونس من الفلكلور الثقافي الى الحراك المشبوه
- لماذا يصنعون من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فوق المساء ...
- اسألي القمر عنّي ...
- الموجة الثانية من الربيع العربي : الجزائر مثالا


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - حكومة الفخفاخ والتحالف مع الفساد مع فقه راشد الغنوشي