أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ماهر عبد الرحمن - طه حسين الكفيف صاحب البصيرة الثاقبة














المزيد.....

طه حسين الكفيف صاحب البصيرة الثاقبة


ماهر عبد الرحمن
باحث وكاتب مصري

(Maher Abdelrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 14:56
المحور: سيرة ذاتية
    


في كتاب "هؤلاء علموني" يقول سلامة موسى عن الكتاب الذين تأثر بهم "أحببتهم، وأعظمتهم، ووجدت فيهم النور والتوجيه، ولكني حاولت الاستقلال، وهذا ما أنصبح به القارئ الذي يجب أن ينصت إلى قول أمير الأدب جيته؛ إذ يقول "كن رجلا ولا تتبع خطواتي"، فعلينا في كل حال أن ننشد الاستقلال". ولو أني ذكرت هؤلاء الذين تعلمت منهم وتأثرت بهم، فالقائمة قد تطول وأكثرها سوف يكون من نصيب كُتاب عرب ومسلمين من القرون الغابرة إلى اليوم وأقلهم غير ذلك (سلامة موسى ذكر 20 كاتب كلهم أجانب)، وده مش لسبب إلا فقط لفقري اللغوي في اللغات الأخري غير العربية. وعلى رأس الكُتاب الذين "أحببتهم، وأعظمتهم، ووجدت فيهم النور والتوجيه" يأتي الدكتور طه حسين. طه حسين الذي تجاوز بإرادته وصلابته وبصيرته المحنة العلائية، وآمن بالعقل لا كمجرد أداة للنقد، ولكن كأداة للنقد والإبداع والتبشير بالمستقبل.
كتاب "محاضرات في تاريخ الإصطلاحات الفلسفية العربية" للمستشرق لويس ماسينيون (وبالمناسبة أهميته الأكبر الآن هي تاريخية وتخليدا لذكراه، فالدرس الفلسفي نفسه ونحت المصطلحات باللغة العربية قد نضج وتجاوز محاضرات ماسينيون)، لكن لا بأس من هذه المطالعة الشيقة طبعا. وأُلقيت سلسلة المحاضرات هذه، وعددها 40 محاضرة فريدة من نوعها، في الجامعة المصرية، في العام الدراسي من 25 نوفمبر 1912 إلى 24 أبريل 1913، على طلبة منهم: طه حسين، ومنصور فهمي، وعلي العناني. والمحاضرات أقرب للأمالي (وهو ما يمليه الشيخ على طلبته) فقد كتبها أحد الطلاب ثم راجعها ماسينيون ونقح بعضها واختار لها هذا العنوان. وفيها التزام بمنهج حدده لطلابه منذ البداية ولم يخالفه حتى النهاية، فكان يذكر المصطلح العربي إن كان موجودا، ثم يتعقب تطور معانيه في مختلف المذاهب الفلسفية الإسلامية، ثم يرجع إلى أصله اليوناني ويفعل نفس المنهج.. ودائما مع الحرص على ذكر المقابل الفرنسي أو الإنجليزي أو الألماني أو اللاتيني. وكان يتولى ترجمة المصطلح إلى اللغة العربية إن كان مستحدثا.ورغم أن المهمة كانت شاقة لشرح الفلسفة لطلبة لا يعرفون إلا القليل عنها، لكنه لم يدخر أي جهد، ويتضح منها أنه (وكان وقتها لم يبلغ الثلاثين) لديه استيعاب دقيق وجاد للنظريات العلمية المختلفة. وأنه كما تقول المحققة "كان مثالا نادرا للأستاذ الذي يبذل كل الجهد من أجل تلاميذه، يرشد عقولهم للحقيقة، ويحرص على تعليمهم المنهج الذي يتيح لهم الوصول إليها بمفردهم بعد ذلك". وفي محاضرته الأولى يقول لتلاميذه "سأكون دليلكم حتى نصل إلى أول باب من أبواب الحقيقية، فأترككم تلجونه وأنا لا أدخل كما قال دانتي الشاعر الإيطالي من أنه يحمل المصباح ويتقدم أمامهم حتى باب الجنة مهتدين بنور مصباحه ثم يدخلون ولا يدخل". ولأن ماسينيون كان مبعوثا للتدريس من قِبل الحكومة الفرنسية فكان عليه في نهاية العام الدراسي أن يكتب لها تقرير عن ذلك، ونص التقرير كاملا يورده عبد الرشيد الصادق محمودي في كتابه عن "طه حسين من الأزهر إلى السوربون"، ومن اللافت للنظر في هذا التقرير أن ماسينيون يذكر فيه إعجابه بعقل ونباهة أحد الطلبة فيقول: "ومما سرني أني وجدت بين طلابنا عقلا من المرتبة الأولى، كفيفاً صاحب بصيرة ثاقبة، هو الشيخ طه حسين"، ثم يعود ويذكره مرة أخرى ويذكر نبوغه وهو يعلق على أداء الطلبة للإمتحان النهائي فكلهم حفظوا دروسهم عن ظهر قلب لكن ضعفهم ظهر في مبادئ العلوم الجديدة، لكنه يستدرك فيقول: "إلا أن طالباً بلا نظير هو الشيخ طه حسين قدم عن السؤال العاشر شرحاً بلغ فيه غاية الدقة في التعبير لمناقضات العقل المجرد وفقا لكانط". هذا هو طه حسين الذي مازالنا في حاجة لتجديد ذكراه بما يمثله من نور وعقل، وما دافع عنه من أجل قيم العدل والحرية والمساواة..



#ماهر_عبد_الرحمن (هاشتاغ)       Maher_Abdelrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامي الدروبي
- كيف تعمل الرقابة؟


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ماهر عبد الرحمن - طه حسين الكفيف صاحب البصيرة الثاقبة