أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمجد المصرى - أهى صفقة القرن أم هو قرن الصفقة ؟














المزيد.....

أهى صفقة القرن أم هو قرن الصفقة ؟


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلم علم اليقين أن ما أنا مقدم عليه من طرح سيكون صادما للكثيرين و مثيرا لغضبهم بل و جالبا للعناتهم



أعلن بالأمس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعضا من ملامح خطته لتحقيق السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، و ذلك بحضور قادة إسرائيل و ثلاثة سفراء خليجيين ، فى غياب متوقع و مقاطعة معهودة من الجانب الفلسطينى ، ما يشير صراحة إلى موافقة و مباركة الذين حضروا و معارضة - أو تمنع - الغائبين المقاطعين



يتلخص الطرح الأمريكى فى التوصل لاتفاق بين طرفى النزاع على إنهاء الخصومة و التوقف عن كل الأعمال العدائية والإقرار بالأمر الواقع و بالحدود الجغرافية الماثلة على الأرض اليوم ، مع ضمانات أمريكية و دولية و إقليمية و وعود و تعهدات بتنمية

و إعمار و تحسينات معيشية للفلسطينيين إن هم استجابوا وقبلوا إنهاء الصراع ، مع عدم حرمانهم من عاصمة لدولتهم فى تخوم القدس الشرقية



و لابد من الإقرار بلا مراوغة أنها ليست أفضل شروط التسوية التى كان يتمناها الفلسطينيون و المتعاطفون معهم و المناصرون لهم ، كنهاية لحالة الصراع الذى طال

و هـنا أرى أن علينا تناول الأمر بهدوء و تعقل ، و لننظر إلى الماضى و الحاضر و أيضا إلى تجارب الآخرين ، بغية التوصل إلى استشراف المستقبل فى حال قرار الفلسطسينيين بالرفض و فى حال قرارهم بالقبول



نشبت الحروب بين الجيوش العربية و الجيش الإسرائيلى منذ سنة 1948 مرورا بـــ 1956 ثم 1967 ، إنتهت كلها بهزائم مريرة للجيوش العربية و كانت الأخيرة ( 1967 ) هزيمة مدمرة نكراء أذلت العرب و المسلمين إذلالا كبيرا ، فقد فقد العرب جراءها أراض شاسعة فى مصر و سوريا و الأردن

و بمعركة 1973 و ما تلاها مما تعرفون جميعا ، إستطاعت مصر - بالمفاوضات لا بالحرب - إستعادة سيناء مقابل الخروج من حلف المواجهة مع إسرائيل ، بينما ضاعت الجولان و الضفة و شطر من الجنوب اللبنانى



بموت عبد الناصر ( المهزوم ) ثم معاهدة السلام الساداتية خرجت مصر من المعادلة فضعف العرب و تشرذموا ، ففقد الفلسطينيون الجيوش التى كانت تحارب عنهم

و بسقوط الاتحاد السوفيتى و تحلله فقد الفلسطينيون حليفا مهما آخـر

و بقرار الأردن فك ارتباطه بالضفة الغربية خرج أيضا من المعادلة

باختصار لم يبق للفلسطينيين من نصير حينذاك سوى العراق ( صدام حسين ) و سوريا ( الأسد ) و ليبيا ( القذافى ) و كلهم قد تم القضاء عليهم و تحطيم دولهم كما نرى أحوالهم اليوم

ثم ظهـر الحليف الإيرانى الداعم بالسلاح و التدريب ، و ها هو اليوم تحت الحصار و العقوبات القاسية



و كان فى إضاعة الوقت و تسويف القضية على مدى عقود من الزمان ما أتاح لإسرائيل أن توطد احتلالها للأرض و أن تزرعها بالمستوطنات و المستوطنين



و حيث ذلك كذلك ، أما و الحال هكذا فلا بأس أن نحسبها بالعقل و المنطق و بحسابات مصلحة الشعب الفلسطينى الذى اندلعت المعارك من أجله



يذكر التاريخ أن كلا من اليابان و ألمانيا قد أقرت بهزيمتها فى الحرب العالمية الثانية ، و وقع قادتها صكوك الاعتراف بالهزيمة و معاهدات الصلح بشروط المنتصر ، فكف أولئك القادة شعوبهم ويلات الجـوع و الدمار .. و جميعنا يرى الموقع الذى تتبوأه كل من اليابان و ألمانيا على خريطة العالم اليوم ، و كم من التقدم و الرقى و الازدهار قد تحقق بكل منهما



ينطق الواقع اليوم بالفروق الشاسعة فى الإمكانيات التى يمتلكها الطرف الإسرائيلى و التى يمتلكها الطرف الفلسطينى فى جميع المجالات و كافة أوجه المقارنة

ينطق الواقع أيضا - و بغير مواربة - بعجز الفلسطينيين عن التوحد و التآزر و توحيد الرؤى و الظهور أمام العالم كجبهة واحدة تدافع عن شيء واحد ، بل هم منقسمون متناحرون يخون كل منهم الآخر و يطعـن فى شرعيته



و لا يخفى على أحد حرص المجتمع الدولى - بإجماع - على سلامة و أمن إسرائيل ، و إن بطشت و إن حاصرت



و لايخفى على أحد أيضا ما صار من علاقات جيدة بين إسرائيل و العديد من البلاد العربية و الإسلامية ، إمتدت هذه العلاقات و تنوعت بين تبادل تجارى و ثقافى و تبادل زيارات رسمية و شعبية و تعاون معلوماتى ومخابراتى و تنسيق فى المواقف السياسية ، و غير ذلك مما لا نعلم



فهل تمضى عقود أخرى - و ربما قرون - و الأزمة تراوح مكانها لا تغادره ؟ و هل يظل الفلسطينيون محاصرين داخل قطاع غزة تحت سطوة أمراء الحرب - قادة حماس و الجهاد الإسلامى - المصنفين دوليا كجماعات إرهابية ؟ و الفلسطينيون فى الضفة تضيق عليهم المساحة يوما بعد يوم بمزيد من المستوطنات ؟



هل تمر العقود - و ربما القرون - فيأتى يوم يروى فيه الناس أنه فى القرن الحادى و العشرين كانت هناك صفقة ؟ و يسمونه فى كتب التاريخ ( قــرن الصفقة ) ؟



أرى أنه خـير للفلسطينيين أن يتوحد قادتهم و أن يتدارسوا الواقع جيدا ، و أن يعلوا مصلحة شعبهم - إن كانوا صادقين - و أن يتحلوا بالشجاعة و الواقعية ، و يذهبوا - فريقا واحدا - للتفاوض و بذل الجهد لتحسين شروط الصفقة قدر الإمكان



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُفر مُطبِق الشريعة إذا لم يكن عربياً . . ما أشبه الليلة بال ...
- أيها الآخر : لا ترانا بعينيك و لا تفهمنا بعقلك !
- وجد إسلاماً و لم يجد مسلمين ، ياللهول !
- الإفتاء فى شئون الإطفاء
- فقه الكراهية
- الغزوة التركية لأكراد سوريا
- فى ذكرى نجيب محفوظ
- صرخة صاحب الزنج
- صفقة إبليس
- الأزمة و المأزوم
- قراءة فى كتاب القوة الناعمة
- البخارى تحت المجهر
- فى مثل تلك الأيام منذ ثمانى سنوات
- العبودية باقية !
- تاريخنا الذى نباهى به الأمم
- ( الإنسانيون )
- فى المسألة الانتخابية
- الحالة المصرية : مخاوف مشروعة
- حزب مصر الحضارة
- على هامش غزوة العمرانية - 1


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمجد المصرى - أهى صفقة القرن أم هو قرن الصفقة ؟