أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مازن الشيخ - بمناسب مرور 20عاما على وفاة المرحومة والدتي-امراة وقضية














المزيد.....

بمناسب مرور 20عاما على وفاة المرحومة والدتي-امراة وقضية


مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 02:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في عام 1910ولدت امي العزيزة,بعدانتهاء الحرب العالمية الاولى فتحت اول مدرسة للبنات في الموصل,ولأن والدها كان انسانا مثقفا واسع الاطلاع ومحبا للعلم ,فقد قررأن يسجل ابنته,الوحيدة,فيها,كان يتولى بنفسه ايقاضها صباحا,ويهيئ لها فطورها,ويصحبها الى باب المدرسة ويعود لانتظارها بعد نهاية الدوام
كانت منذ نعومة اضفارها تواقة للتعلم ,قوية الحفظ,عشقت مدرستها,وكانت تأمل ان تحقق امانيها وطموحاتهاعن طريق العلم والمعرفة,لكن سرعان ما بدأ حلمها يتبدد,بسبب تدخل والدتها في الموضوع ورفضت ان تستمربالذهاب الى المدرسة لانها اصبحت كبيرة,خصوصا انه في ذلك الوقت كانت العادات والتقاليد تحرم على النساء مغادرة البيت الا في الحالات الضرورة,فاجبرت على ترك المدرسة
تقول المرحومة والدتي:-كنت اشعربالالم والحسرة,وابكي كثيرا واتوسل الى والدتي بان تمنحني الفرصة للتعلم,لكن تمسكها بالعادات والتقاليد كانت اقوى من تعاطفها مع رغبة ابنتها الوحيدة
مضت الايام وتزوجت والدتي,وكان اول اهدافها ان تعوض في اولادها مافاتها وحرمت منه,فحرصت على تعليمهم وتشجعهم على الدراسة والتحصيل العلمي,وعلى الرغم من انها,وككل نساء ذلك الزمن قد خلفت تسعة,اربعة ذكوروخمسة اناث,الا انها تمكنت من جعل ثمانية منهم يحصلون على شهادات دراسية جيدة ,ومنهاعليا
كانت رحمها الله قوية الذاكرة,محبة للتعلم والاطلاع,فكانت دائمة الانصات الى البرامج الثقافية والعلمية التي تذاع من الراديو وبعده عن طريق التلفزيون,فاصبحت على معرفة ودراية واسعة,ونادرا ماكنت تسالها عن امرما,دون ان تجيبك,باسهاب وتغاصيل مذهلة,كانت شديدة الذكاء متوقدة الذهن قوية الذاكرة,الى حد لايصدق
وانا على يقين تام بأنها لو كان قدرلها الاستمرار بالدراسة لكانت حصلت على اعلى الشهادات الدراسية
اليوم مضى على وفاتها 20عاما,رحلت وهي تناهزال90عاما,رغم ان الاعماربيد الله,الا انها ساهمت ايضا في رعاية صحتها,حيث كانت حريصة على الوقاية من الامراض ولم تهمل الغحص الدوري الوقائي,اي ذات ثقافة صحية عالية
ولااريد ان اسهب اكثر,لأن الغرض من هذا الاستعراض والذي ربما يعتبره البعض مسألة شخصية,لكن في حقيقة الامر اني ادرجت هذه المقدمة من اجل
الاشارة الى انه ,ورغم التقدم الملموس,على حق المراة بالتعلم مقارنة بذلك الزمان,فانه لازالت هناك حالات كثيرة,في مجتمعنا تعتمد نفس الاساليب والمفاهيم,وتخضع لحكم تأثيرالعادات والتقاليد البالية التي ابتلت بها مجتمعاتنا,سواءا داخل المدن الكبيرة,أو في الريف,حيث لازالت المراة دون قيمة انسانية,لائقة,محرومة من فرص التعلم وممارسة حرية التفكير واتخاذ القرار
عندما كنت اجلس الى المرحومة والدتي واستمع اليها,كنت اتحسرمن كل قلبي على ضياع فرصتها بالدراسة والتحصيل العلمي
واتساءل:-
ياترى كم انجيلا ميركل وكم انديراغاندي وكم مدام كوري,أوالام تيريزا,أوأم كلثوم او فاتن حمامة,وغيرهم الالاف من مشاهيرالنساء,موجودين فعلا في مجتمعاتنا,المحافظةعلى التخلف والرجعية,وبسبب ذلك فقدوفرصا كبيرة وعظيمة كان يمكن ان ترفع من شانهم وشان الاجيال,والاوطان التي انتموا اليها؟
أي كما قال حافظ ابراهيم(الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق)
ان العادات والتقاليد والقيم,ليست الا حجة,يتسلح بها المتخلفون والذين يتغطون بالدين والقيم من اجل تمريرافكارهم ومبادئهم المريضة,والتي اساسها انهم,انفسهم,قد تربوامن قبل نساء مستلبات,وفاقدالشئ لايعطيه,لذلك تتناوب الامراض والعقد النفسية ,وتصبح سلاحا فتاكا,يقاوم كل محاولة للاصلاح والتمدن
عزائي وانا انعى والدتي كما تعودت كل ماتحل ذكرى وفاتها,انها ناضلت من اجل قضية وحققت حلمها رغم العوائق,ليس لانها والدتي الا انها كانت انسانة تستحق كل احترام وتقدير,واتمنى ان تنال منكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وبمكافئتها بالفردوس,وبقراءة سورة الفاتحة على روحها الطاهرة
رحمك الله ياوالدتي العزيزة واسكنك فسيح جناته
الفاتحة



#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي الثائر العراقي البطل-اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع
- الاعتداء على سفارة امريكا في بغداد,لن يمر دون حساب
- امريكا احتلت العراق,لاجندة استراتيجية,ولن تستطيع اية قوة اخر ...
- بمقتل سليماني,انتهى المشروع الايراني
- امريكا وحش راسمالي مفترس,لكنه لايصطاد الا الطرائد الغبية
- ماذا بعد اعتراف ايران بان دفاعاتهاأسقطت الطائرة الاوكرانية ا ...
- الرد الانتقامي الايراني,تمخض الجبل فولد فأرا
- الغباء الستراتيجي الايراني يسقط امام الذكاء الامريكي الشرير
- حين يتوهم الضباع بقدرتهم على منافسة الاسود
- الكتلة الاكبر,وحوار الطرشان
- لا لشعار الشعب يريد اسقاط النظام,ونعم لشعار الشعب يريد اصلاح ...
- نداء الى قوات مكافحة المتظاهرين,والمتصدين الى ثوار تشرين
- محافط البنك المركزي العراقي علي العلاق,ودوره في قيادة مسيرة ...
- ايران تسقط امام امريكا بالضربة الفنية القاضية
- لماذا لم تشارك جماهير المحافظات الغربية في ثورة الاول من تشر ...
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس وزراء جمهورية العراق الاتحادية
- بانتظار الربيع الايراني
- اقترح اجراء استفتاء شعبي,,يصوت من خلاله على اعتبار الاول من ...
- نجاح محمد علي يهدد الشعب العراقي الثائر,باحتلال ايراني وسحق ...
- حول مانسب الى السيد اسامة النجيفي من تصريح غير مسؤول


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مازن الشيخ - بمناسب مرور 20عاما على وفاة المرحومة والدتي-امراة وقضية