أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كمال انمار احمد - ( البداية الغريبة : حكاية قصيرة عن تطور جنسنا مع الطبيعة )















المزيد.....

( البداية الغريبة : حكاية قصيرة عن تطور جنسنا مع الطبيعة )


كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 00:55
المحور: الطب , والعلوم
    


في بداية المشوار،لم نكن الا كائنات صغيرة، صغيرة جدا.لدرجة اننا لا نرى بوضوح.و احيانا لا يمكن حتى الشعور بِنَا.

لم نكن نطمح للحصول على سيارة كهربائية، او تلفاز يعرض لنا الأفلام و الأخبار .كلا فمثل هذه الامور لم تكن احد طموحاتنا. لان طموحاتنا،لم تكن الا طموحات ضيقة جدا.فنحن مثلا لم نكن نسعى الا الى العيش كأي كائن على هذه الارض الوديعة.كانت طموحاتنا كطموح شجرة تنمو و تتنفس من اجل البقاء فقط،او كطموح اية سنجاب صغير.نحن كنا كذلك.بالضبط،لم نشكل اختلاف كبيرا،آنذاك.

"الاكل هو الاكل،و التنفس هو التنفس،و الطعام هو الطعام".هذا هو قانوننا،الذي سرنا عليه،لملايين السنين. و لكن بفعل طبيعي غير هادف،تطورنا،ثم تطورنا.لنتطور اكثر فاكثر.من كائنات بسيطة،لا نتجاوز البعض سنتمترات،و بآليات بسيطة،تتلائم ببساطة مع محيطنا.بعدها و بصورة مفاجئة،و كنتيجة لتعقيدات طبيعية،تعدلت خلايانا،و تخصصت.لتضبح اكثر تعقيدا في مناطق،عن مناطق اخرى.

هذه ليست كل الحكاية،انه فقط بداية موجزة،عن صورة صغيرة،لكائن صغير. هذا الكائن،لم يكن يصنع الكثير لتسهيل حياته،و لم يكن يعمل كثيرا،فهو كان يعتمد بشكل مباشر على الطبيعية في انجاز ما يريده،بشكل بسيط،و خطر ايضا. فنحن حين كنا نجوع،لم نكن نطبخ بضع ساندوتشات على طباخ يعمل الكترونيا،و لم نمتلك في تلك الازمنة العتيقة،الأواني المناسبة،لوضع الطعام فيه.و لم نكن حتى نعرف ما هي النار،الا بواسطة احساس بسيط بالحالات الطبيعية،التي تنشأ النار بواسطتها.

عموما،كنا حين نشعر بالجوع،ندور،و ندور حول اماكن عيشنا،نجمع القوت،او نصطاده بصعوبة بالتعاون مع أفراد عشيرتنا التي شكلت محورا مهما في النجاة من العواقب المؤلمة التي تصنعها لنا طبيعتنا .فقديما قد كان الكائن الذي لا يمتلك عشيرة،لا يمكنه ان يعيش فكان قانون"جد اصدقاء لك،تنجو من طبيعة اعدائك"هو القانون السائد،هو باختصار قانون الغاب الذي لا زالت بعض سلوكياتنا تعتمد عليه،وحتى في زمننا هذا،الذي نعده بشكل ما،اكثر تطورا.

وقبل ان نكون شبانا شجعان،و قبل ان نصبح كائنات ذكية.مر اجدادنا بصعوبات جمة،و بعقبات لا تحتمل.كل هذا كان من اجل البقاء،انه البقاء.الاستمرار في المعركة،و السجال.و في الحقيقة لقد شكل التنافس من اجل البقاء،محورا لا يمكن ابدا ان نغض أبصارنا عنه،اذا ما أردنا ان ندرس تطورنا المذهل.الذي جرى سابقا،و لا زال،في عمليات معقدة،و في اليات رائعة،تثير المكامن المخفية،و المبطنة في دواخلنا.

والشجاعة التي يملكها الجنس البشري الان لم تأتي هكذا.و القوة لم تأتي هكذا.لان لا شيء في الطبيعية،يمكن ان نسميه"هذا الشيء قد تم و انتهى"هذا الامر لا ينطبق باي شكل،و لا يتناسب باي طريقة،مع الطبيعة التي نعيش فيها، فالطبيعة التي نراها تبدو اكثر صرامة،مما يبدو لنا.انها ليست قاتلة،صدقوني هذه هي الحقيقة ولو ان البعض،سيرى انها متوحشة و ذات مخالب حادة .

الطبيعة ليست قاتلة،هذا صحيح،و لكنها رغم ذلك،لا ترحم من يجلس في البيت و يطلب البقاء في الحياة،و الاستمرار في حيويتها.لانك ان فعلت ذلك(سواء كنت سنجاب،ام شجرة بلوط،ام صنوبر،ام بازلاء)انت تحتاج الى ان تفعل الكثير،لكي تبقى،و الا فسوف،ياخذ مكانك كائن اخر.

هذا هو صراع الطبيعية،"لا يمكن ان تنجو منه،ما دمت تعتمد على غيرك في النجاة"و كما قلت،هذه الطبيعة،ليست قاتلة،و لا سفاحة انها فقط تاخذ منا أشياء و تعطينا أشياء اخرى.مثلا،هي تاخذ منا الجهد،لكي تعطينا الطاقة،و تاخذ منا الوقت،لكي تعطينا خطك جيدة،للعيش و البقاء.و هي ايضا تجبرنا على ان نكون مجتمعات حية،لكي نبني معا،وحدة واحدة،نشترك في نفعها جميعا. فالمجتمعات،كالخلايا بعين الطبيعة.فالخلايا هي التي تبني النسيج و توفر الفعاليات الحيوية،لانسان ما.اما المجتمعات،فهي التي تبني الاتجاه العام لبلد ما،و توفر الخبرة لمجتمعات أخرى.كالخبرة التي وفرها المجتمع الياباني بعد الحرب العالمية او الصيني بعد الثمانينيّات.

و رغم ما وصلنا اليه من تطور مبدع.و شكل رائع،و مجتمعات متعلمة و متحضرة.و اختراعات عظيمة.فاننا لم نكن لنفكر في بداية نشوئنا،باي شيء من هذه الاشياء.مثلا،نحن لم نكن نحلم حين كنا مع الشمابرنزي و الاورنغوتان او البابون في خط وراثي واحد،فيما سنكونه فيما بعد.و لكن بعد ان وصلنا الى بداية الحضارة،في بلاد مختلفة و اصقاع معزولة عن الاخرى،بدانا نحلم و نتخيل،و نشعر بما في داخلنا،و نعمل اكثر،و نخطط اكثر،و أصحبنا ايضا،دقيقين اكثر.

ففي الحضارة البابلية،لم تعرف القياسات الرياضية للمساحة،و لم تعرف بعد قوانين المثلث و خواص الاراضي التي تشبه الأشكال الهندسية.و بعد فترة من الزمن،استطاع احد مواطني هذه المدينة المتمدنة ان يجد قانون رياضيا،قد يعد الاول في التاريخ البشري على الارض.في قياس مساحات الارض المختلفة. لتأتي حضارة اخرى،اكثر اهتماما بظواهر الطبيعية.و هذا الاهتمام،لم يكن وليد الصدف،او من نتائج العشوائية.كلا فقد كان نتيجة،لتطور في العقلية البشرية،اي في الفكر و الإحساس بالغرابة و الدهشة من الطبيعة. لقد كانت الدهشة من ظاهرة ما،هي المبعث الحقيقي للتفكير فيه،و الغرابة من ظاهرة جديدة،كانت هي المبعث الخفي،لمراقبة عواملها و اسبابها و نتائجها.فالانسان كان يرى النبات حوله،فيستغرب منه،و حين تمطر السماء،كان يصاب بالحيرة،فما ان يسقط هذا المطر،حتى تبدأ بعض النباتات بالنمو.و مع تكرار الظاهرة،اصبح هذا الانسان يعلم علما شبه ساذج،انه لابد من وجود علاقة،بين الماء و النبات.و هو كنتيجة لهذا العلم،بدأت محاولاته الاولى في الزراعة،و حين نجح،حاول مرة أخرى،ان يتعلم اكثر فاكثر عن الزراعة و الظروف المحيطة بها.

هذا بالنسبة للكيفية التي كان يستغرب فيها الانسان من الظواهر من حوله.فهو انتقل بهذه النتيجة من انسان يعيش في حياة تنقل و تصارع الى حياة جديدة و مدهشة و اكثر سهولة من سابقتها و هي الزراعة التي جعلت الانسانية،تنحو نحو منحى مختلف و ادراك جديد لطبيعة العلاقات من حوله.و اصبح الانسان بعد الثورة الزراعية لا يميل دائما،الى الجماعة التي توفر له الغذاء بل اصبح يميل الى الجماعة التي توفر له الحماية من الاعداء و التي تحافظ على غذائه و بعد ان تطور هذا المفهوم،صارت هذه الجماعة،هي الدولة،او الحكومة و الني توسعت و تشعبت،و اختلفت في مسمياتها كالمدن الاولى مثل أور اريدو اكد ،كيش لكش...الخ و ظهرت بعدها الدول و الإمبراطوريات و انتشرت الى مساحات شاسعة جدا .



#كمال_انمار_احمد (هاشتاغ)       Kamal_Anmar_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( قراءة في أسلافنا و مبدعينا)
- ( الاخلاق بين الطبيعة والمجتمع والدين )
- (العاقل و التفكير:بين العقبات و الظروف )
- (عن أسس القيم الاخلاقية: التعليم و التثقيف و التحكم الذاتي)
- (الاستنساخ الحيوي:نظرة على اعظم منجزات العلم الحديث)
- الفيلسوف الشهيد سقراط:لمحة في حياته و فلسفته


المزيد.....




- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...
- بوتين: النجاح في ساحة المعركة يعتمد على السرعة في حل المشكلا ...
- الجزائر.. منتدى تكنولوجيا الإعلام
- ما مشروع -نيمبوس- الذي ضحت غوغل بموظفيها وسمعتها من أجله؟
- رجل مصاب بالسرطان.. نمت رموشه بطريقة نادرة
- تبوك السعودية تحقق توصيف مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية ...
- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كمال انمار احمد - ( البداية الغريبة : حكاية قصيرة عن تطور جنسنا مع الطبيعة )