أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - صفقة القرن ... الجديد القديم















المزيد.....

صفقة القرن ... الجديد القديم


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 18:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن القارئ والمحلل للواقع الفلسطيني العام يتأكد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة قد بدأت بمشروعها نحو فلسطين والقضية الفلسطينية وفق رؤية وتكتيك الإدارة المتماثلة بالحكم ولكن تتأت وفق استراتيجية ثابتة ومحددة تسير وفق مراحل ومناهج معينة لا تختلف ولكنها عملية تكاملية مستمرة بمنطق الزحف السلحفائي أو نظرية السلحفاة من خلال عدة عمليات تهيئة الطريق وتمهيد الواقع الديموغرافي العربي أولًا، والفلسطيني ثانيًا ومن ثم التنفيذ أو التطبيق دون استراق النظر طويلًا وعميقًا في آليات التطبيق التي تحاول بين الفينة والأخرى بعض القوى تثوير الواقع بشكل مخادع ومضلل كمحاولة لتضليل الرأي العام حول ما يدور في كواليس السياسات الدولية والإقليمية والمحلية، وعودة لمرحلة ما قبل البداية فقد انطلقت عملية صفقة القرن منذ أن اطلق الحوار بين م ت ف والولايات المتحدة الأمريكية في تونس وهي بداية سحب القوة الفلسطينية مما حققته الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وكذلك تجريد م ت ف من ثوريتها التحررية وتحويلها لمؤسسة أو جهاز مؤسساتي لا يميتلك إلا بعض المؤسسات الخدماتية، في ظل هيمنة وسيطرة فتح وبعض القوى الفلسطينية التي لا تريد أكثر من موازنة شهرية ثابتة فقط، ومحاولات واسضعاف القوى الرئيسية التي لا تمتلك أي أدوات للتغير وخياراتها الصعبة إما الانسحاب والتلاشي أما البقاء والمحاولة قدر المستطاع، ثم كان مؤتمر مدريد وهو المؤتمر الذي يعبر عن وجهة النظر الأمريكية - الصهيونية التي عبر عنها وزير الخارجية بيكر باجراء انتخابات فلسطينية داخلية تفرز بدائل لممثلي م ت ف وهو ما تحقق في مستقبل الأحداث بعدما تم إجراء انتخابات فلسطينية عام 1995 وتشكيل ما يسمى المجلس التشريعي بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1994 التي انطلقت من مشروع إداري يطلق عليه غزة- أريحا أولًا، وعليه فالقارئ لجملة التطورات يتسنى له استدراك التدرج في عملية التنفيذ والتطبيق وتهيئة الرأي العام الفلسطيني عبر مراحل واجراءات وخطوات لا تخرج في اطارها العام عن الرؤية الإسرائيلية لمفهوم حل الصراع الذي تمنح به الفلسطينيين أقل من القليل وتجني به ما تصبو إليه من أقلمة كيانها، واقتحام عرين دول المنطقة التي بقيت عصية عليهم على مدار عقود طويلة، ومن ثم بسط السلطة الفلسطينية نفوذها الإداري على بعض المناطق الفلسطينية وتحولها لسلطة بمؤسسات كاملة تسيير الشؤون اليومية للشعب الفلسطيني الذي كان عبء ثقيل على ظهر دولة الكيان الصهيوني، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الانهيار الكاملة من خلال ترويض القوى الإسلامية الصاعدة والمتحمسة بشعارات ثورية، وتسكين وتمويت فعالية وتأثير م ت ف التي اصبحت جسد بلا روح، وإخماد شذوة الحماس لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وإفراز قيادة جديدة داخلية لا ترى في البعد الخارجي أي معيقات يمكن أن تعيق تنفيذ المشروع برمته، وعليه قضت دولة الكيان على ثلاث حقوق بالتدريج الحق الأول مفهوم تقرير المصير، الحق الثاني مفهوم حق العودة، الحق الثالث مفهوم الدولة، وأصبحت كل هذه الحقوق مختزلة في إعادة تفعيل النظام السياسي الفلسطيني، إعادة اللحمة التي نفذها عسكر وقيادة حركة حماس بالشراكة مع المخطط السياسي لقيادات في السلطة الفلسطينية، ثالثًا حل الأزمات العميقة التي اصبح يعاني منها المواطن الفلسطيني، رابعًا تحويل النضال الثوري إلى نضال من أجل المطالب الحياتية وليس التحررية، وعليه فإن صفقة القرن التي اقترنت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست وليدة بنان أفكاره أو ابداعاته أو سياسياته الجديدة بل هي صفقة متدحرجة تسير وفق رؤي وخطوات ثابتة ولكنها بأدوات متغيرة.
فما المطلوب فلسطينيًا؟
العملية السردية للأحداث والتطورات الفلسطينية هي عملية استشرافيه لاحياء الوعي المتدرج في عملية التخطيط السياسي والفهم العام لما يدور من حولنا وفي واقعنا ولكن ما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذها الفلسطينييون في هذا الواقع الآثم الذي تعيش فيه القضية الفلسطينية، بعيدًا عن العملية التنظيرية السردية التي تعود بنا لمراحل التأرجح والتناكف بين جملة من الرؤى.
فواقعنا الفلسطيني واقع مأزوم مليء بالأزمات العميقة التي جاءت نتيجة انشقاقات عميقة في الفكر السياسي الثوري الفلسطيني، وفي الفكر السياسي التعبوي للوعي الوطني الذي أصبح أكثر اصطفافًا حول مذهبيته الحزبية بعيدًا عن معتقده الوطني، وتحول مفهوم التلاحم لمفهوم الثأر ومحاولات استباق الآخر بخطوة في التصريحات والبيانات، فخطواتنا لا يمكن لها الإنطلاق فعليًا دون أن نلجأ للخارج عكس كل من يحاول تقديم الحلول الداخلية كحل ومخرج، فنحن نمتلك شعبًا كاملًا سائح في أصقاع المعمورة ولدينا محفزات تثوير الوعي الخارجي الشتات لتصليب المواقف الخارجية حول القضايا التي حاول الكيان والولايات المتحدة دثرة أولًا: التأكيد على حقوقنا الثلاث المشروعه وتشريعها في وجه أي مشروع حق تقرير المصير، حق العودة، حق الدولة الفلسطينية، وفق مشروع حل الدولتين القائم على الحلول المتوفرة، فحق الدولة الديمقراطية التي ينادي بها البعض هو أحد الحلول المثالية التي لا يمكن لها أن تتعايش مع الفكرة الصهيونية التلمودية ومع الفكر العربي عامة أو الفكر العقائدي الذي لا يرى في الشراكة المدنية الديمقراطية مشروعية البقاء والاستمرار، ثانيًا أن تسترسل القوى الفلسطينية التي لم يعد لديها مخزون ثوري في عملية تثوير الوعي بعدما أصبحت شريكة في تعطيل هذا الوعي من خلال المشاريع الإستقطابية لمؤسسات الغرب في تحويل الوعي الشبابي لوعي مسالم سلمي، يميل للخطاب المدني أكثر منه للخطاب الثوري، ثالثًا: إعادة صياغة التحالفات الإقليمية وتفعيل لجان التضامن والتفعيل العربية على وجه التحديد لإعادة التوازن للوعي العربي، رابعًا استنهاض الجهود العميقة الداخلية في تصدير الأزمات الفلسطينية للكيان الصهيوني دون النظر لمكاسب حزبية محضة، خامسًا: افراز قيادة جديدة قادرة على رسم خطوط وأهداف وإستراتيجيات نضالية تتناسب والوعي العالمي والاقليمي في مواجهة التحديات، والإبتعاد عن النمطية الكلاسيكية في نوعية القيادات الانتهازية الحزبية التي تم انتجها في منتجات الحزبية المصلحية، سادسًا: بناء الذات الفلسطينية بعيدًا عن مفهوم مناطق الصراع والمحاصصة.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال قاسم سليماني عُرف عصابات
- الجهاد الإسلامي اشتبك وانتصر
- الانتخابات الصهيونية والرومانسية الفلسطينية
- قراءة وليس نقد
- السودان والمستقبل المدني
- معركة الأيديولوجيا
- متطلبات وقف الإتفاقيات مع دولة الكيان الصهيوني
- المقاومة بين الإستراتيجي والتكتيك
- مصر ورسائل الأمن
- مؤتمر البحرين عوار فلسطيني
- ثلاث حكومات في الربيع
- اليسار السوداني يقود ثورة فعلية
- المقاومة مشروع متكامل
- حصاد اليسار... التجمع الديمقراطي الفلسطيني
- حكومة فصائلية متطلب حالة أم هروب
- حرب نفسية في المواجهة مع دولة الكيان
- السودان في اتجاه معلوم
- اقليم ليس متمرد
- الظاهرة الطبيعية في انطلاقة الجبهة الشعبية
- ليسوا مطبعون بل منفذون


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - صفقة القرن ... الجديد القديم