أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - العراق .. رمح الله في الأرض














المزيد.....

العراق .. رمح الله في الأرض


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوليو 1958 وضع الضباط العراقيون الثوار نهاية الحكم الملكي وأصبح عبد الكريم قاسم أول رئيس للجمهورية فأعطى جمال عبد الناصر توجيها للمسئولين عن الاذاعة باطلاق التهاني للعراق على ألسنة الفنانين، واتجه مسئول إلى أم كلثوم حاملا ورقة بكلمات التهنئة فقالت له:" أنا أغني فقط. خذ الورقة إلى الشاعر محمود حسن اسماعيل، دعه يصوغ معانيها في قصيدة فأغنيها". هكذا ولدت قصيدة " بغداد يا قلعة الأسود.. يا كعبة المجد والخلود.. يا جبهة الشمس للوجود"، لحنها السنباطي وغنتها كوكب الشرق. ولم يكن وصف الشاعر بغداد بأنها" قلعة الأسود" بعيدا عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " العراق رمح الله في الأرض.. فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر". وكان الشعب العراقي قد تمكن عام 1932 من انتزاع استقلاله من الاستعمار البريطاني، ثم أقام الجمهورية، إلى أن حلت عليه كارثة الاستعمار الأمريكي في 2003 بدعوى أن العراق يمتلك أسلحة دمار، وقد أكد كل القادة الأمريكيين تلك الكذبة حتى أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد صرح في مارس 2003 بأنهم يعرفون حتى أماكن الأسلحة قائلا بالنص:" نعرف أين أسلحة الدمار الشامل. إنها في المنطقة حول تكريت وبغداد وشرقها وغربها وجنوبها وشمالها"! وبلغت الوقاحة في الكذب حد أن الرئيس بوش صرح في 29 مايو 2003 بقوله : " لقد عثرنا على أسلحة الدمار الشامل"! ثم تبين أن كل ذلك كذب صريح حسب التقرير الذي قدمه فريق التفتيش برئاس ديفد كي وسلمه لجورج بوش في 3 أكتوبر 2003 وجاء فيه بالنص : " لم يتم العثور على أي أثر لأسلحة دمار شامل عراقية". ما بين الاحتلال بدعوى أن هناك أسلحة، وما بين استمرار الاحتلال رغم الاعتراف بأنه لا توجد أسلحة، تمت أكبر عملية نهب وتدمير لمقدرات الشعب العراقي ونهب ثرواته للهيمنة على سوق النفط ولدعم الدولار الأمريكي بعد أن كان صدام حسين قد اتخذ قرارا عام 2000 باستعمال اليورو عملة وحيدة لشراء النفط العراقي. وحسب المصادر الغربية فقد قتل نصف مليون مدني عراقي ما بين 2003 و2013، أما حسب المصادر العراقية فقد استشهد نحو مليوني ونصف المليون عراقي، وترملت مليون امرأة، وتيتم أربعة ملايين طفل. أما فضيحة الديمقراطية العالمية فقد تجلت في سجن أبوغريب، وفظائع اهانة واذلال البشر، ولم يمر ذلك مرور العابرين على الضمير المصري فظهرت مسرحية" فضيحة أبو غريب"عام 2008 تأليف الكاتب المعروف الراحل د. يسري خميس، واعتمد فيها على مواد وثائقية منها التقرير الرسمي للتحقيق الذي قام به الجنرال " أنطونيو تاجوبا " لتقصى الحقائق بشأن الجرائم المرتكبة في"أبو غريب"، ولعل أحد أقسى مشاهد المسرحية مشهد الجنرال" أنطونيو تاجوبا " وهو يحقق مع مدرب كلاب المعتقل حيث يعترف المدرب بأنهم كانوا يطلقون الكلاب على المعتقلين لانتزاع أعضائهم الجنسية وتركهم ينزفون حتى الموت. ولقد قاوم الشعب العراقي الاحتلال أشد المقاومة بكل ما لديه من قدرة، وتصدى في الوقت ذاته للمثقفين أتباع واشنطن الذين روجوا للاحتلال الأمريكي في حينه على أنه" تحرير" ورددوا تصريح ديك تشيني وقوله في مارس 2003:" أنا واثق أنهم سوف يستقبلوننا بالترحيب كمحررين"!
الان في هذه الأيام الأخيرة من يناير الحالي يضع الشعب العراقي يده على مدبر الجريمة ومرتكبها: الاستعمار الأمريكي، وتخرج المظاهرات الحاشدة بدءا من أكتوبر 2019 للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد والبطالة بالخلاص من الزمرة التي حكمت بالنيابة عن واشنطن، وهي احتجاجات بطولية أصيب فيها أكثر من 17 ألف عراقي، واستشهد نحو ألف إلى أن أصبح مطلب الحركة الشعبية واضحا وساطعا: التحرر من الاحتلال الأمريكي وأي نفوذ لأي دولة. في الأيام القليلة الماضية يتضح الهدف: التحرر والاستقلال واعادة بناء العراق قوميا بدمج مكوناته الطائفية والمذهبية والعشائرية. إن بلدا ينجب شعراء عظام مثل بدر شاكر السياب والجواهري، ويروي أرضه بدماء شهدائه، لا يمكن أن يهزم، ويبقى العراق رمح الله في الأرض، فلا ينكسر.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية - لايت - .. لا صلصة ولا ثوم !
- إبراهيم فتحي .. الاخلاص للحقيقة وحدها .
- الـثـقـافـة في مـواجـهـة الـعـربـدة الـتـركـيـة
- 2020 عام جديد مع الأمل
- صلاح عيسى .. بهجة الأمل في الزنازين
- لماذا يقال ل - إسماعيل - يا أبو السباع ؟
- الست موزة .. نظام عالمي
- مهلن .. ولا كن .. إلى متأ ؟
- وزيرة الثقافة .. نوم العوافي في الشأن الثقافي
- كل هذا المرار .. في بني مزار
- الشيف - شارب - .. طريقة اعداد الثورة
- اسمع مني الكلام .. يا مستر .. يا مـدام
- اللغة لا تعرف الحياد
- هيئة الأمر بالملبوس والذوق العام
- الانتفاضات العربية .. الأزمة والطريق
- خلود اللحظات العابرة
- لا أكتب الرواية لأنها تحتاج إلى نفس طويل
- جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي
- أذا عشقت اعشق قمر
- مسعد أبو فجر .. أدباء على ايقاع الغزو


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - العراق .. رمح الله في الأرض