أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء الصالحي - النبض الدرامي في رواية خاتون بغداد















المزيد.....

النبض الدرامي في رواية خاتون بغداد


صفاء الصالحي
(Safaa Alsalhi)


الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


في 363 صفحة يوظف الروائي العراقي المغترب الدكتور شاكر نوري فنه الروائي في رواية " خاتون بغداد " في تعريف القارئ بشخصية " مس غيرترود بيل " مستشارة المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في العراق , الشخصية التي رسمت مستقبل العراق السياسي لسنوات عديدة بعد الاحتلال البريطاني , كما أسهمت بتنصيب الامير فيصل بن الحسين ملكاً على عرش العراق , وتاسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921, ورسم حدودها , ولعبت أدوار مختلفة في ترتيب الحياة السياسية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .
الرواية صادرة عن دار سطور للتوزيع والنشر , وحائزة على جائزة كتاراللرواية العربية المنشورة 2017 , وهي الرواية التاسعة في قائمة الأعمال للكاتب بعد ( نافذة العنكبوت , ونزوة الموتى , وديالاس بين يديه , وكلاب كلكامش , والمنطقة الخضراء , وشامان , ومجانين بوكا , وجحيم الراهب ) . الرواية كما ورد على غلافها : ( ذات طعم خاص اعتمدت على الوثائق ولكنها ليست وثائقية , ولا تؤرخ بقدر ما ترصد الصراع المليئ بالعواطف والإحاسيس لإسطورة حية وامرأة إشكالية هي " مس غيرترود بيل " التي اصبحت جزءاً من تاريخ العراق المعاصر ) . أستطاع الكاتب بثقافته العالمية والموسوعية متعكزاً آصالة موهبته وسعة عوالم خياله , أ، يستدعي السيرة الشخصية ل " مس بيل " وجملة الوثائق الحقيقية التي كتبتها , او من عاصرها في تلك الفترة , فيستنطق تاريخها ثم يطوعه ويزاوج ما بينه وبين الادب , وكان الكاتب موفقاً في تحويل الوقائع التاريخية التي جرت في العراق منذ الحرب العالمية الأولى عام 1914 حتى الاحتلال الأمريكي لبغداد في التاسع من نيسان 2003 , الى نص سردي متجانس مابين السرد الروائي والسرد الوثائقي المتنوع الأساليب والتقنيات , ومتشرببرحيق التاريخ ومفعم بعبقه ومثقل بروحه . مع بداية الفصل الأول من الرواية بعنوان " السيدة الإنجليزية ذات الكعب العالي " يستهل شاكر نوري روايته بفعل درامي يحدد فيه الزمان والمكان للأحداث ( مرت ميئة عام على هذه الدورة الكونية المخفية من الزمن على دخول الآنسة الإنجليزية بحذائها ذي الكعب العالي وقبعتها العريضة , وأزيائها الباريسية , ومشيتها المتبخترة , ولاتزال تثير ظمأ فضولهم ..ص10 ) . إستهلال إبداعي يوقظ فضول المتلقي ليصاحب الكاتب في رحلته واكتناه أفكاره , وسبر اغوار الشخصية المحورية التي قدمها بالعنوان المثير , تتداخل أحداث الرواية مابين المراسلات الخاصة لمس بيل , وخيباتها العاطفية , والوثائق التاريخية والتقارير الصحفية التي كتبت عنها , ومن ست شخصيات مهووسة بها , ومن فضاء هذه التداخلات التي استعارها الكاتب وأعاد تأويلها وفق وجهة نظره , جعل القارئ اسير أعجابه ببطلة الرواية من خلال إظهار الوجه الإنساني والثقافي دون إبراز وجهها الأستعماري , لقد أستجلى الكاتب التاريخ الىخر المسكوت عنه او التاريخ الذي أغفله المؤرخون أو تفاده عمداً , تاريخ مبرأ من الأيدلوجيات السياسية وأهواءها التي دوماً ما تركز إشاراتها الى الوضع النفسي والثقافي والاقتصادي المأزوم الذي يخلفه الاستعمار بشكل عام , فنجح في إعادة شخصية " مس غيرترود بيل " الى واجهة القراءة , وإعادة الاعتبار لهذه الشخصية العبقرية والفريدة المدفونة في المقبرة البريطانية في الباب الشرقي ببغداد , وعلى الرغم من الانتقالات التاريخية في الرواية كان الكاتب موفقاً جداً في جذب القارئ الى داخل الرواية وتتبع صفحاتها واسره على مدار صفحات الكتاب حتى النهاية , ومن فيض الأحداث والانتقالات التاريخية ذات الطابع الوثائقي يسلط الضوء على الجانب العاطفي للشخصية المحورية في الرواية بعد استسلامها لنصيحة خالتها بأن تتبع خطى قلبها وتترك عقلها قليلاً , وتعيش قصة حب أولى مع الدبلوماسي بامفوضية بطهران " هنري " الذي هدم القلاع التي تفصل بين قلبها وعقلها , وبعث سحر الكلمات في أعماقها , لكنها عاشت قصة الحب هذه بصراع ملتهب ما بين ضغط الوالدين الرافضين لهنري وبين آيات الغرام والكلام المعسول والنظرات السبقة , قبل ان تنتهي العلاقة بنهاية تراجيدية ويحسم القدر هذا الصراع ويخطف حبيبها في بحيرة " لارا " الثلجية ( أن هنري قد فارق الحياة , يإلهي ! قد فارق الحياة وفي بحيرة لارا .. لقد تجمد القلب الذي كان يفيض حباً لي ..ص119 ) , وعاشت قصة الحب الثانية تحت وطأة صراع آخر يتوهج فيه نار الغيرة مع زوجة عشيقها من جهة ومن صخب عواطفها مع الجندي القادم من القسطنطينية الميجور " ريتشارد داوتي وايلي " قبل ان تنتهي هي الآخرى نهاة تراجيدية بحسم القدر مصيرها برصاصة بلهاء وضعت نقطة النهاية لحياته ( أصابته رصاصة في رأسه أثناء لحظة الانتصار .. في عصر ذلك سقط جسده على الشاطئ ..ص134 ) , في القصتين التراجيديتين الصادمتين ذات الابعاد الرومانسية يشرح الراوي شرح دقيق لأحاسيس مس بيل بلغة رومانسية رشيقة يوقظ بها حواس القارئ من الكسل والخمول والإسترخاء . في الفصل السادس " ست شخصيات تبحث عن امرأة " مصنع خيال الكاتب في بناء الرواية , والشخصيات المهووسة بالخاتون : يونس كاتب سيناريو , ونعمان مخرج سينمائي , وهاشم مشغل آلة عرض في سينما غرناطة ببغداد , ومنصور حارس المقبرة البريطانية , وابو سقراط فيلسوف بغداد , وفيرناندو المحقق الأممي في إحتراق مكتبة بغداد , وشخصيات ثانوية اخرى , لقد كانت الشخصيات نافذة الكاتب في تسليط الضوء فيها علة ما حدث في العراق بعد 9-4-2003 , والفصل كتب بلغة الشخصيات ولم يقيدها السارد بلغته تركها تمارس حريتها بالحديث كما تشتهي , وحتى تركها بدون أي علامات ترقيم ، الحوارات تعبر عن مستوى الواقعي أنتخبت فيه الألفاظ والمفردات والتراكيب ممتزجة بالتصوير الحي للشخصيات والمكان ( حانة الرافدين ص44, دوي الانجارات في الكؤوس ص55, المكتبة الوطنية ص63 , ست شخصيات تبحث عن امرأة ص201 ) تعطي مشاهد حركية حاضرة بالنفس بجمالها وتشويقها . لاشك أن قراءة عالماً خيالياً مكافئ للواقع التاريخي فيه من المتعة قدر كبير , لطالما كانت النصوص السردية عبارة عن صراعات مليئة بالعواطف والأحاسيس , وغيرة بالوقائع والاحداث , والحوارات , والمعلومات التاريخية والوثائقية , عن حياة مس بيل فضلاً عن رؤية إزاء الأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة عبر زمنين الاول بطبعته الانجليزية والثاني بطبعبته الأمريكية .
رواية " خاتون بغداد " لا تخلو من حبكات مشوقة ومثيرة مبنية على الصراع محكمة البناء سردت سيرة شخصية " مس غيرترود بيل " مستشارة المندوب السامي البريطاني بيرس كوكس في العراق , ورصدت حكاياتها وأمتداد صراعها مع ذاتها ومع الآخرين , رواية غزبرة بالحوارات صيغت على شكل مشاهداً بانورامياً واسعاً تعكس النبض الجرامي للرواية , فهل تشد أنظار صناع الدراما , وتنال فرصتها وتتحول الى عمل درامي مميز ,



#صفاء_الصالحي (هاشتاغ)       Safaa_Alsalhi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنگابادي يعرب مرثية الشاعر الاسباني خورخيه مانريكي
- براعة الاسنهلال في رواية - مصل الجمال -
- قوس قزح
- قصة قصيرة جداً
- الوصف الانتقائي في رواية - النبيذة -
- بذور دار سطور في سندانة خانقين
- ( تروبيكالية رواية ليلة سقوط جلولاء )
- رسالة من الدراج الطواف حسن البحري
- فايروس-إدمان الإنترنت - هوس يعكر صفو الحياة
- فايروس - الطلاق - ينخر في جسد المجتمع
- ((الجنس الالكتروني-السايبر سكس- مغامرات خطيرة تهدد استقرار ا ...
- رحلة مع ال - Google - تحسين گرمياني
- هل تشد رواية -خاتون بغداد - أنظار صناع الدراما ؟
- (الكتاب لا يختفي ولكن القراء هم الذين يختفون)
- البرامج التلفزيونية مابين سخف الفكرة والرسالة والهدف
- الأمية الحضارية عند العرب
- السم اللذيذ بالمجمل تحت المجهر
- من دروس الحياة .. الأب كنزٌ والأبن أمانة
- جيل الطيبين
- الطفولة .... احلام تبعثرها الحروب


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفاء الصالحي - النبض الدرامي في رواية خاتون بغداد