أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - هندي الهيتي - انتفاضة الأول من تشرين الأول الأسباب والنتائج















المزيد.....

انتفاضة الأول من تشرين الأول الأسباب والنتائج


هندي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 20:41
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


انتفاضة الاول من تشرين الاول الاسباب والنتائج
ان ازمة الحكم في العراق مستديمة وذات جذور ممتدة الى بدايات تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921,وليس كما يصرح به اليوم في الاعلام من ان الازمة بدأت بعد 2003فكل الانظمة التي تعاقبت على دفة الحكم الا ومضات زمنية قليلة ايام ثورة 14 تموز 1958 كانت انظمة فاسدة لم تفكر بتحسين ظروف الشعب ولم تقدم ما يخدمه ويضعه على سكة الرفاه والكرامة الانسانية وبقيت تلك الانظمة في وادي الفساد والسرقة وخلق الازمات والشعب في وادي الفقر والجوع والبطالة وقلة الخدمات او انعدامها من النظام الملكي الذي لبس الديمقراطية الزائفة وتبجح بها الى اخر دكتاتور اشعل الحروب الداخلية والخارجية وراح ضحيتها ملايين من الشباب بين شهيد ومعوق ومفقود وفرض حصار جائر عاش الشعب تحت ظلمه ثلاثة عشر سنة جوعا وفقرا وتمزيق لكل القيم المجتمعية لينتهي باحتلال عسكري امريكي جاء على ما تبقى من مقومات المجتمع العراقي عبر تأسيسه لنظام طائفي قومي ديني مقيت تقوده شلة من السراق والفاسدين اغتنمت خيمة الاحتلال وحمايته لتقوم بأكبر عملية سرقة عرفها التاريخ تاركة الشعب تحت سطوة مجاميع ارهابية تقتل وتهجر وتسرق كما يحلو لها . ورغم صيحات الاستنكار والرفض التي اعلنت هنا وهناك لكن المتسيدين للمشهد السياسي لم يسمعوا كل هذه النداءات ومطاليب الاصلاح وتجاهلوا كل اصوات الرفض والاستنكار لسياساتهم متجاهلين صوت الشعب وقدراته على التغير خاصة بعد ان شهدت المنطقة ما سمي بالربيع العربي وسقوط عدد من الانظمة عبر انتفاضات شعبية في بلدانهم ..
انطلقت في بغداد اولى المسيرات الاحتجاجية عام 2011 طالبت فيها الجماهير المنتفضة بتوفير الخدمات وتحسين مستوى المعيشة عبر شعارات تنادي باصلاح النظام السياسي وقد توقفت بعد اسابيع من انطلاقها لتعاود الجماهير احتجاجاتها بالأسلوب ذاته مطالبة بالاصلاح وتحسين الخدمات باعداد من المشاركين تزيد وتقل حسب الظروف السياسية وحسب القوى المشاركة فيها وكذلك انطلقت في محافظات البصرة والناصرية وبعض محافظات الاخرى في الوسط والجنوب مظاهرات شهدت سقوط شهداء لكنها لم تستمر حيث كانت تخفت بعد ايام اواسابيع من انطلاقها.
ستة عشر عاما مضت على سقوط النظام الدكتاتوري الذي خلف اجيال ينخرها الخوف والذل والمهانة ,تعودت السكوت والخنوع رغم وعيها بما يشوب حياتها من مأسي وويلات واستمرت تلك الاجيال مصابة بذات المرض بعد موجة القتل والتهجير الطائفي وما رافقه من فقر وبطالة وجوع وتوقف لاغلب الانشطة الاقتصادية ..
وفي ظل تلك الظروف كان هناك جيل يكبر يوما بعد يوم وعاما بعد عام توفرت له تكنولوجيا المعلومات الحديثة من اتصالات وشبكة الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي ليرى ويتعرف على شعوب تعيش في بحبوحة من الحرية والابداع والحياة الكريمة رغم ان بلدانها لا تمتلك ما يمتلكه العراق من ثروات وامكانيات اقتصادية , هذا الجيل الذي ولد قبل سقوط النظام السابق بسنوات لكنه لم يتلوث بأجوائه الشاذة مع اجيال نشأت ما بعد الاحتلال بدأ بطرح أسئلة وعلامات استفهام كبيرة عن الاوضاع المزرية والشاذة التي يعيشونها والاسباب التي اوصلتهم الى هذا المصير المقرف بعد ان شاهدوا بأم اعينهم خلال سفراتهم وزياراتهم الى بلدان اقليمية واوربية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي .. بدأت علامات الاستفهام تكبر وتتوسع وتفجر فيهم البحث عن اسباب التدهور المريع الذي شمل كل نواحي الحياة .. ملاين من العراقيين تعيش تحت خط الفقر وحفنة من اللصوص يتنعمون بخيرات لا يمكن تخيلها .. ملاين من الشبيبة حصلت على شهادات مختلفة الاختصاص والمستويات ولا من فرصة عمل تنتظرهم .. يشاهدون بأم اعينهم الخراب والدمار في كل مناحي الحياة .. الكهرباء شبه معدومة ’ طرق مدمرة , مدارس مهدمة , مستشفيات لا تقدم اي خدمة لمرضاها, ازمة سكن ,الرشوة اصبحت الطريق الوحيد للحصول على ابسط خدمة , الفساد ينخر كل دوائر الدولة, سرقات , قتل يومي وجثث تملأ الشوارع , اطلاق النار ومظاهر التسلح في كل حي وعدد ما شئت من المآسي والحياة الشاذة ... الخراب يزداد يوما بعد يوم ولا امل في الافق نحو الاصلاح وبقية الشعوب تتسابق نحو الرفاهية والسعادة لدرجة بدأوا يسمعون عن اعياد للحب واخرى للسعادة عند تلك الشعوب وهم يغرقون في موج الفوضى والمجهول ... يوما بعد يوم ..نقاش ,حوار ,تواصل واقتراحات وربما صراعات لتفضي الى شرارة الانتفاضة التي فجرها جيل لا يعرف الخنوع ولا الخوف كالذي يعشعش في صدورنا نحن اجيال قبل ثمانينيات القرن الماضي .. من السذاجة السياسية ان نتبنى رأيا لا يعترف بوجود محرك لهذه الهبة الجماهيرية لكن أيا كان ذلك المحرك والقادح ( starter ) فان الانتفاضة بعد انطلاقها وانتشارها ونزولها الى الشارع في الاول من تشرين اول اصبحت انتفاضة وطنية لا موجه ولا مسيطر عليها سوى المنتفضون انفسهم , انها انتفاضة وهبة جماهيرية تختلف كليا عما سبقها من تظاهرات واعتصامات ومسيرات منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الان .
واهم ما يميز هذه الانتفاضة
1- تمددها الافقي ومشاركة جميع طبقات وفئات المجتمع ,عمال كادحين كسبة ,عاطلون عن العمل , طلبة ,اساتذة ,موظفين ,اصحاب مهن وحرف , تجار وكان المميز فيها مشاركة سواق (التكتك) شريحة من الشباب كان ينظر لهم الكثير بالاستخفاف والعيش على الهامش ويخاف من تصرفاتهم الكثير ليصبحوا اخيرا علامة فارقة للانتفاضة بعد البطولات التي سطروها وهم ينقذون الجرحى ويشاركون المنتفضين بشهامة عراقية قل نظيرها .
2- مشاركة المرأة العراقية في الانتفاضة بشكل لافت للنظر وبأعداد كبيرة وممارسة دورا مهما في الانتفاضة عبر اسعاف الجرحى وتقديم الخدمات المختلفة للمنتفضين واستمرارهن لاوقات متأخرة من الليل مع اخوتهم بدون ان تسجل اي حالة تحرش جسدي او لفظي من قبل الشباب وهذا لا نجده الا في ساحات الاعتصام العراقية وما ان تذهب الى اي مكان اخر ستجد من يمارس هذه الظاهرة ضد الفتيات في الشوارع والاسوق المختلفة .
3- لا توجد جهة او حزب او قيادة توجه المنتفضين بل تشكلت مع الايام تنسيقيات عن طريق الخيم التي نصبت في الساحات وانتخبوا شخص او اشخاص يتحدثون بأسمهم
4- بدأ الشباب المنتفض ينسق ويبرمج انتفاضته وفق الواقع والظروف التي تمر بهم , فمن بينهم تطوع من يقوم بجمع النفايات واخرين بتقديم الطعام واتفق اخرون لان يصدروا جريدة او يقيموا ندوة حوارية وغيرها من الانشطة واختيارهم الذكي والواعي باعتلاء المطعم التركي ليكون حماية لهم ومنع قوات الحكومة من الالتفاف عليهم وحتى تسميته بجبل احد جاءت بذكاء وخبرة عالية
5- انضمام كل محافظات الوسط والجنوب الى الانتفاضة التي انطلقت شرارتها في وقت واحد في عموم تلك المحافظات والتضامن ولو كان بسيطا من بقية المحافظات الغير منتفضة بسبب الظروف التي مرت بها عند سيطرة عصابات داعش الارهابية وقد شارك المئات من ابناء تلك المحافظات اخوانهم في ساحة التحرير وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم .
6- والميزة الاهم لهذه الانتفاضة الاتفاق على سلميتها وعدم الانجرار لاي مواجهة عسكرية مع قوات السلطة وحملهم للعلم العراقي فقط الذي تحول الى رمز للمنتفضين حتى خارج ساحات الاعتصام.
ها نحن نعبر الاسبوع السابع من عمر الانتفاضة الشعبية وها هي اعداد الشهداء تقترب من الخمسمائة شهيد والجرحى يتجاوزن عشرات الالوف وما زالت الجماهير الغفيرة كالسيول الجارفة تتوافد على ساحات الاعتصام وخبرتهم في تنظيم وتنسيق الانتفاضة تزداد يوما بعد يوم ومطالبهم وشعاراتهم تتعمق وتتغير مع الواقع السياسي اليومي ويبقى شعار(نريد وطن) ابلغ تلك الشعارات واكثرها تعبيرا عما يريده المنتفضين الذي هز اركان النظام السياسي وتنبه اخيرا لصوت الشعب واخذ يحسب له حساب ويضعه في معادلته بعد ان تجاهله طيلة الاعوام الماضية وهذه احد منجزات الانتفاضة التي اعادت للمواطن موقعه في الخارطة السياسية وجعلت من هم في المواقع التشريعية والتنفيذية يحسبون له الف حساب مع كل قرار يتخذونه , ومن منجزات انتفاضة تشرين الاول المهمة والمتميزة انها اعادت للهوية الوطنية مكانتها وافشلت المشروع الطائفي الذي اراد ان يمزق النسيج الوطني ويدق اسافين قاتلة في الجسد العراقي , لقد قبرت الانتفاضة المشروع الطائفي وجعلت المتبنين له يتقوقعون خلف اسيادهم خائفين مذعورين . المنجز الاهم لهذه الانتفاضة انها كشفت عن جيل يمتلك الوعي الوطني شجاعا لا يهاب المخاطر في سبيل حياة حرة كريمة هذا الجيل الذي كان ينظر له من بقية الاجيال التي تتقدمه في العمر انه رمزا للميوعة والتخلف والسطحية الفكرية , اليوم وعبر هذه الانتفاضة الشعبية برهن هذا الجيل انه قادر على احداث التغير والبناء والنصر على كل عوامل الردة والتخلف وانه قادر على ارساء نظام عصري حديث يوفر لشعبه العدالة الاجتماعية في الحياة الحرة الكريمة . فلا خوف بعد اليوم على دماء الشهداء فهي محفوظة في ذاكرة جيل شديد الباس جبار عنيد وسيستنبت منها ازهار مستقبل انتظرناه جميعا .. ومهما ستؤول اليه نتائج الانتفاضة فان بقاؤها واستمرارها واعادة انطلاقها لو خفتت اصبح من بديهيات العمل الوطني العراقي بلا ادنى ريبة على يد هذا الجيل الوطني والغيور.



#هندي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان العاشقين رقم واحد
- عينيها بحر
- شطحات عاشق
- لقد غادرتنا بلا موعد
- قصص فنطازية جدا
- ومشينا
- مائة يوم ويوم
- تحت الجدارية
- إجمعوها من الشعب
- بطاقات بلون اذار
- 14تموز والهوية الوطنية
- لو كنا اكثر وعيا
- لو فازت اتحاد الشعب
- من اين لكم هذا ؟
- جولة في مصايف هيت
- لا تترحموا على سارقي الاكفان
- صباح الخير يا تموز
- الشاقوفة دراسة في المكان
- عالم بلا عراق


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - هندي الهيتي - انتفاضة الأول من تشرين الأول الأسباب والنتائج